عرض المشاركة وحيدة
  #4  
قديم 06/05/2005, 08:25 PM
صورة عضوية ورد الامل
ورد الامل ورد الامل غير متواجد حالياً
الأمــــــــــل
 
تاريخ الانضمام: 15/06/2001
الإقامة: الأمــــل
المشاركات: 69,069
نتـابـع روائـع العـزيزة ( ورود الشـوق )

>> (( قصـة حـادث وامـرأة ))

وهـذا نصهـا :


لا يمكن ذلك… يستحيل أن يحدث…يستحيل"
فجاءة تعصف بها الحياة ويهز كيانها زلزال من الحزن يحطم كل جدران سعادتها ويدمر كل أحلامها…هي لم تخسر حلما فقط بل خسرت روحا خسرت عمرا بأكمله.صرخت بعمق محاولة إجتثاث الألم الذي تسرب لروحها…صرخت بقوة علها تخرس تلك الألسن التي تحمل لها هذا الخبر الكاذب ونسوا أن اليوم ليس الأول من أبريل أي أن كذبة أبريل أنتهى وقتها لكن لما يفعلون ذلك.هو رحل وسيعود لقد أتصل بها منذ ساعة تقريب وأخبرها أنه سيصل بالمساء وانه يحبها كثيرا حملت الهاتف كالمجنونة أتصلت به لكن صوت ذلك الرجل والذي يعلن أن الهاتف مغلق حمل لها رائحة الموت فهو لم يعتد أن يغلق هاتفه أبدا وهي لم تعتد ألا يرد على أتصالها.
نظرت لكل من حولها عل أحدهم يخبرها بأن كل ما في الأمر إشاعه خدعة حتى يختبروا حبها لشريك حياتها لكن والدته تبكي وتندب،أخته تبكي بصمت، الده الشيخ الوقور دموعه تترقرق بعينيه وهو يخبرها بوفاة أبنه البكر.الحزن فرض نفسه على كل شيء وقع الهاتف من يدها تأكد الخبر.
لم تقل شيء تجمدت كل حواسها جرت لغرفتها فتحت دولابها كالمجنونه أخرجت ثوب زفافها وضعته على السرير سالت دموعها حافرة خدها تسمع صوت الأم الثكلى:لم يمضي على زواجه سوى عدة أسابيع.
يأتيها صوت عمها الوقور:تلك أمانة وعادت لصاحبها فلا تفعلي ذلك…
تتجه دون وعي لدرج طاولة صغيره تحمل مقصا تتجه كالمسحورة إلى ذلك الثوب وتمزقه بهدوء تدخل أخته فجأة وترى ما تفعل تمسك بها تحتضنها فهي تعلم كم تعشق أخاها ضمتها وهي تبكي وتقول:لا تفعلي ذلك بنفسك تعلمين أنه يحبك ولن يرضيه أن يراك بهذه الحالة أبدا.
تقول بهدوء:لقد رحل…رحل ونسي وعده بأن يأخذني معه إينما ذهب …رحل وتركني لوحدي…أتظنين أنه لم يحبني كفايه أم أنه…
تصرخ بها أخته:توقفي أرجوك عن قول التفاهات هذا قضاء الله.
تنهض تنظر لنفسها بالمرآة وتلمح صورته المنعكسة لقد وضعتها بنفسها هناك حتى تنظر إليه كل لحظة…
فجأة ترى الحزن قد خيم على تلك الصورة… وعلى زاوية المرآة ترى تلك الملاحظة التي تركها له قبل أن يغادر (أحبك…لن يفرقنا سوى الموت) الألم يتضخم بقلبها تصرخ ثم تسقط أرضا…
تستيقظ بغرفة مكفنة بالبياض كل شيء أبيض هناك تنظر حولها هل ياترى كانت تحلم وأين هي الآن؟؟ تلك الغرفة تخيفها وكأنها تحمل كفن روحها لكن هل يستطيع الحزن أن يرتدي البياض هل يعقل أن يلبس قناع الفرح ليغتال سعادة الآخرين ويغلفهم بالسواد ذلك اللون المخيف.

لقد غادرها ذلك الصباح منذ ثلاثة أيام متجها للعمل بثوب أبيض وعاد إليها مكفنا بثوبه غارقا بدمائه… ياترى هل للموت لون؟ماهو لونه المفضل؟ أهو الأبيض؟الأسود؟ أم هو لون الدم؟؟؟
أحبته بكل ما للحب من معنى حلمت به كثيرا وعدته أن تنجب له العديد من الأطفال لأنه يحب الأطفال كثيرا وكانت دائما تخبره أنها تريدهم أن يشبهوه وما إن تحقق حلمها حتى خطفه الموت منها بكل شراسة لم يمنحها حتى الفرصة أن تنجب له الطفل الذي يحلم به …

لماذا حدث هذا؟وكيف يبدو بعد الموت هل لازال يحمل ملامحه الطفولية وابتسامته الساحرة أم أن الموت جعله شيخا كبيرا لا بل شبحا مخيفا. إذا لقد رحل… رحل وتركني وحيدة…رحل وترك خلفه الألم…رحل وترك خلفه طفل بلا أب… طفل حرمه الموت من قول كلمة أبي أو الشعور بها مثل بقية الأطفال… طفل لن يرى والده إلا صورة جامدة خالية من المشاعر ...طفل لن يجد حضن رجل يفهمه يلجأ إليه عندما يحتاج المساعدة…يأخذه للمدرسة يحضر حفل تخرجة ويخطب له فتاة أحلامه..طفل مصيره مجهول كمصير والدته…طفل هو أبن الموت فقد تبناه حين رحلت وتركتنا…لكن أليس هذا هو الطفل الذي كنت تحلم فيه؟؟؟لماذا إذا رحلت وتركتنا… تبدأ بالبكاء من جديد …أجل لقد طحنته آلة الموت بتلك السيارة التي كان يحلم بها دائما وكانت أول شيء اشتراها ما إن حصل على وظيفته…يا إلهي كم كان يحبها ويبدو أن عشقه لها أكبر من حبه لي ليقرر الموت بحضنها لا لا ….

تصرخ من جديد وتسقط لتذهب بغيبوبة طويلة علها تراه هناك.


كتبت هذه القصة من واقع قصة حقيقية فالجميع قرأ عن ذلك الحادث المفجع الذي وقع الأسبوع الماضي يوم الجمعة بتايخ9/4/2004 بأدم والذي راح ضحيته 4 أشخاص كان من ضمنهم أخ لصديقتي لم يتجاوز 23 من العمر متزوج لم يمضي على زواجه سوى 45 يوما بالضبط.كان الحادث مأساة وصدمة للجميع.


رجائي من كل الشباب أن يحافضوا على أرواحهم من أجل كل من يحبهم ولا يتهوروا الموت قضاء ولكن له أسباب أيضا. قد بحذر فهناك من ينتظر عودتهم.



-

العـزيزة ( بنـت الغـابـة " بنـوتـة السبلـة " ) مـن أصحـاب الفكـر الخيـالـي .. الـذيـن أتـابع لهـم بشغـف ..

هـذه إحـدى روائعهـا >>

(( مـوميـاء حلــــم ))


قصةٌ لقلب أخاله قلبي..
فقط اعذروا لي إطالتي هنا..



فراشات السعادة ،تلك التي رفرفت دوماً في بساتين الكثير من القلوب لابد قطنت شرانقها أحلاماً!
كلنا يصدف ان يحلم..وكلنا يتمنى ان تتخرج احلامه من شرانقها فراشات زاهية اللون والروح!
لكن فقط..ماذا لو تصلدت شرانق الواقع بما تحتضن من احلام؟..ماذا لو اختل توازن الشرنقة ..
وبقيت شرنقةً فقط!
وتحول الحلم إلى مومياء حلم...
وتبدل الحلم الفاتن مومياءً مرعبة مغلفة بضمادات الواقع الملوثة بغبار تابوتٍ من مستحيل!
وطفقت (مومياء الحلم) تجري بين ربوع القلب! تستنجد مذعورة فلا تزيد القلب باستنجادها إلا ذعراً منها..
لا تنفك شرنقتنا الخانقة المخنوقة ترفس القلب بأقدامها خوفاً فتنحت أرضه جرحاً آخر وكلماً أعمق!

وأنجب القلب حلماً مشوهاً!
وتمنى القلب لو أنه كان عقيماً!

وبكى القلب!
وأمطر بكاءه سموماً على أرضه!
..حلمٌ مشوه!!؟
كم كان ينقصه ليتحقق فراشة؟


شرنقةٌ مغلفة بضمادات الواقع النتنة المستحيلة!
وتسكعت على ضماداتها تواقيع الأسى..وامضاءات الحنين إلى الحياة!
فما زادتها إلا صلابةً..ومازادت حلمنا إلا ألماً!

إلا حلماً!


تفشى الخبر!
وكُشف مستور القلب في ديوان العقل..
وتقررت جلسةٌ للحكم!!



احتضن القلب مومياء حلمه بأسى..
جر خطواته....وخفقاته كذلك..
وجثا بخنوع حزين عند قدمي العقل..

أصلح العقل من هيئته ..وقبل أن يقول..
دفع القلب نبضه إلى العقل وقال باكياً:

"لا تأد لي حلمي سيدي!
أشتري منك عفوك عنه بنبضي وان شئت حمرتي وسهولي وتلالي ونعيمي..
ولك ان تبقي لي الجحيم..فجحيمي ليس إلا ماترتديه لي موميائي كل ليلة!
فقط ، لا تأد لي حلمي !"


نظر العقل إلى القلب الباكي يمزق من أحشائه ليلف شرنقته المرتعشة..برداً وخوفاً وألماً!
يمهد نبضاته سيمفونيةً يهدهد بها مومياءه..

وفكر كم هو مجنونٌ قلبه!
وكم هو ينتحر.. ليعيد الحياة لميت مندثر!


وتأجلت جلسة الحكم..


وتأجلت كل مشاريع القلب عدا الألم!
فهاهي ذا مومياء حلمه تنتابها نوباتٌ من احتجاج....
هاهي ذا لا تعلم ان الواقع أصم عن ثوراتها..
وان كل صرخاتها لم تعد تنبعث إلا خناجراً من علقم..لا يتجرعها الا القلب!


ذعرٌ تملك القلب..منها وعليها..
وقرر إخفاءها عن عقله!..وعن ضميره كذلك!


حفر عميقاً في أرضه..في قلبه..
حتى توصل نبعاً لثلاثة وديان..
وادٍ يؤمن له سعادة..وآخر راحة بال..وثالث كل نعيمٍ آخر..
تأمل القلب منبع النعيم..وطفق يقارن ثقوبه الثائرة وثورة مومياءه!

واثناء تأملٍ مؤلم..نادى منادي العقل:
"جلسةٌ للحكم حانت!..جلسةٌ للحكم قامت!"


ذعر القلب!
غرس شرنقة حلمه الأوحد في ثقب المنبع..سده بها وأهال عليها تراب دمه!
سقط مغشياً عليه!
باع ألمها وجرحها له كل نعيمٍ له..مقابل وهمٍ بخلود الحلم!


اقتيد القلب إلى الساحة...بلا مومياء..
سئل عنها...ولما اراد الاجابة...
سقط مغشياً عليه!



دخل القلب غيبوبةً من ألم...
موهماً عقله انها لموت مومياءه وحزنه عليها!


ما كان العقل يدري انها لاتزال غصةً في سبيل صحوه وحياته!


وبقي القلب في غيبوبته..
محافظاً عليها في أحشائه!


لا ادري ان كانت ستكون هناك بقية للقصة..
فقط لننتظر..
فإما يموت القلب شهيداً في سبيل حلم فيقتل ما كان روحاً!
وإما ان تحدث معجزة...في زمنٍ لم تعد تفقهه المعجزات!