تشرئبُّ الأعناق نحو القادم بعظمته منطقا وفعلا , مذللا في طريقه ( شراكا نصبت ) للإيقاع به , فبدت حروفه عظيمة كإسمه تماما , حينما صرخ في وجه المجرم قائلا ( أيها السائق طيشا ) , لكنها ما لبثت أن اتشحت بالحنان حين دنا بقرب حبيبته قائلا ... " ( شوقي يقول ) , ( ألا دعنا بقرب منهم ) فإني ( لا أريد بها سواها )"
وقفتنا الشعرية الفصيحة الرابعة سنحياها مع شاعر الشعب ...
الشاعر / الرجل الضرب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أبتاه لطفا
دعك من غزل بفــي أو بمـــي *** فالشعــر في مثليهما واللـــه غي
أبتاه لطفــا لا تلمني في الهــوى *** لا أمر لي قلبي الذي يملي علــــي
أبتاه حبا خالصا لم أصطنـــــع *** والحب خطب ما يقاومه الكمــــي
أبتاه حاشا أن أكون مشببــــــا*** فأنا التــقي المبتلى بهوى نقــــي
أنا ما نظمت مشاعري عبثـــا ولا *** ليقال عني شاعر يهوى سمــــي
لكنني قد ضقت ذرعا بالهــــوى*** والشعر ترويح على نفس الشجـــي
قلبي كبركان وفوهة فمــــــي *** وقصائدي حمم تترجـــم في روي
أبتــاه إن حق العتاب فواجـــب *** عتب التي شكت فؤادي بالقســــي
هي خلفتني في الهوى وهجيـــره *** عطشا فما حنت ولا عطفت علـــي
هي طوقتني بالصبابة ليتـــــها *** مزجت صبابتها بوصل قريــــوي
أنا لا أشكك بل يقين أنهــــــا *** مثلي تجرعت الهوى كأسا ملــــي
كتمت محبتها مخافة أهلهــــــا *** ومع العذول تظاهرت أن لا تعــي
وتبرقعت لما بدا في وجههـــــا *** أثر الهيام تظن برقعها خفـــــي
خلعت جواهرها وقالت تدعــــي *** ضاقت على عنقي وحزت في يــدي
كلا ولكن حين أنحلها الجــــوى *** وتمرضت سرعان ما انسل الحلـــي
من لي سوى شعري يناجيك ارجعي*** كوني على ليل الغرام سماء ضـــي
عودي معذبتي وكوني جنـــــة *** وسط الهوى ولقلبي المضروم فــي
عودي ليصمت شامت فينا ويخـــ *** ـرس عاذل ويرى مضاضته الخلـي
يا زهرة ما زلت مدمن طيبــــها *** عودي فإدمان الهوى أقسى عتـــي
عودي لأرشف من رحيقك قطــرة *** معسولة يحيى بها قلب ظمـــــي
عودي لأهصر فيك عودا أملســـا *** نضرا يخامره الصبا ولها إلــــي
عودي لأرشف من رضابك سكــرة *** يا جمرة من سكر ذوبي بفــــي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ألا دعنا بقرب منهم
ألا دعنـــــا بقرب منهم نقــــــف *** يحاكي شعرنا ما قاله السلـــــــــف
وليس لنا بشعر فيـه مبدعـــــــــة *** ولكن من قديم الشعر نغتــــــــرف
فدم للشعر ملتزما ومتصــــــــــلا *** لتصبح شاعرا للفن تحتـــــــــرف
لكل منهم في الشعر مرتبــــــــــة *** عسى شعري بأعلاهن يتصـــــف
ويبرق برقه ويضيء يشعلهــــــا *** سماءكم وأرقى الناس تعتـــــــرف
فقولي الشعر لي في نظمه غرض *** وما غرضي سوى تبيين ما أصـف
فذا رد لخل جـــــــاء يسألنــــــــي *** ويأسر قلبي الدامي ويختطــــــــف
أتخشى أن تقول الشعر يا حبـــــي *** فيعرف عاذلوك جمال من تصــف
ويغرق عاشق في عشق عاشقـــة *** ويصفو الجو من عذل به ســـرف
ويغشانا الهدوء بكل زاويـــــــــة *** ونخلو وحدنا بالحب نلتحـــــــــف
فكان جوابي المحتوم في ثـــــــقة *** سأنقص من جمالك حينما أصــف
لأني طفت في الأكوان قاطبــــــة *** فما أحد له من حسنك النصــــــــف
فأنت الشمس في حسن ومنزلــــة *** وأرجع عن كلامي حين تنكســــف
وأنت البدر في ضوء ومرحمــــة *** ويفجؤني ضياء البدر ينخســـــف
وأنت الورد في طيب ورائحـــــة *** وزهر الأرض يذبل حين يقتطـــف
سأجمع شعر كل العرب من غزل *** وأنشده لعلّ الحسن ينكشـــــــــــف
وخوفي أن أطيل الوصف صاحبتي *** فجمع عواذلي في حبكم شغــــــف
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أيها السائق طيشا
أيها السائـــــــقُ طيشــاً ما جـرى لـــك *** كم جنـــى طيشُك روحـــا لا أبالـــــــك
امتطـــى رأسَــك شيطانُــــــك حتــــــى *** قد تشيطنـــت فلم تحكـم فعالــــــــــــك
فتحايلــــــتَ علـــى القانــــــــــون والآ *** دابِ ظنـــــا أنهـــــا تكبـــح حالــــــــك
عندمـــا نصَّبــت شيطـانَك شـــــــرطـــ *** ـــــيّ مـرورٍ ، لا رعى الله مثالـــــــــك
فتعــاميــت عن النــــــصحِ وظلـــــــت *** بطـــرا نفســك- جهــــلا- تتهـــالــــــك
وحشــــــــوت الأذنَ فيهــــا إصبعــــــا *** خشيــــةَ النصــح ومن فيــــه سعى لك
تتباهـــى في غــرورٍ عنـــد صحــــــب *** زينـــوا الشـــر ســـــلاما فبــــدا لـــــك
صـــوروا الطيــــــشَ كمــالاً وجمــــالاً *** بكـــلام ضمَّنــــوا فيـــــــــه كمـــــــالك
خدعــــــوك الصـــحبُ قالوا رجـــــــلا *** وكبيـــــرا عنـــدمـا تــروي فعـــــــالك
وخبيــــرا إن تعـــديت قـــــــــــــوانيـــ *** نَ مــــــرور وإشارات قبــــــــــــــــالك
وحكيمــــــاً لو رأينــــاك سريــــــــــعا *** في طـــــــريق قنَّنـــــــــوه عكـس ذلك
هم حــــواليـــك ولكــــن لـــو جـــــرى *** قَدَرٌ ما منـــــهم خـــل صفــــــا لـــــــك
نــــزواتٌ منــك طيشــــا قد توالـــــــت *** آه لو تعلـــــــم كم أفنيــــــــت مالــــــك
ولكم يتمــــــت طفـــــلا صار يبكــــــي *** أبـــويــــه ، كيفـه لو كــــــــــان آلــــك
ولكـم أثكلـــت أمــا في بنيـــهــــــــــــا *** أترى أمـــك تقــــوى لو جــــرى لــــك
فتمـــهَّل أيهــــــــــا السائــــق طيشــــا *** وامشِ في ظل نظــــام ، دع ضـــــلالك
فدمــــاء الناس ليســـت لعبــــــــــــــة *** في يد الجهَّــــــــال صارت ، لا ولا لـك
وإذا مــــــا شئــــت تحيــا في ســــلام *** تحفـــظ النفـــس –سعيدا- وحـــــــلالك
فتقيــــــــــد بتعاليــــم مــــــــــــــــرور *** واتبعهـــــا ، إنهـــا تــرجو امتثــــــالك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
شوقي يقول
شوقي يقول ويا لصــدق مقالـــه *** "كاد المعلم أن يكون رســــــولا"
فكلاهما حملا أمانة هدينـــــــا *** نحو الصراط المستقيم سبيـــــــلا
هي مهنة الرسل الكرام جميعهــــم *** وحي السماء يمدهم تنزيـــــــلا
والصالحون قد اقتفوا آثارهـــــم *** جعلوا لهم هدي الرسول دليــــــلا
ورث المعلم نهجهم وهداهـــــم *** فغدا بذاك مفضلا تفضيــــــــلا
حمل الأمانة مدركــا أعباءهـــا *** دنيا وأخرى واقفـــا مســـــؤولا
فمضى وهمتـــه تسابق خطــوه*** "يبني وينشئ أنفســـا وعقـــــولا"
ويرسخ الأخلاق وهي قويمـــــة *** ويقوم المعوج والمخــــــــذولا
فعلى يديه النشء يرقى سلـــــما *** نحو السماء فنجتني المأمـــــــولا
لولاه كان النشء فينا عاهـــــة *** وإعاقة وجهالـــــة وخمــــولا
فيهم يؤصل حبهـــم لإلههـــم*** ونبيهم وبلادهم تأصيــــــــلا
ويعزز القدرات في رغباتهـــــم *** وميولهم، ويبثهم تأميــــــــلا
ويفجر الطاقات في إبداعهـــــم *** عقباتهم قد ذللت تذليـــــــلا
وبلاده مرهونة بأدائــــــــه *** إن طابقت أقواله المفعـــــــولا
دامت على هام الزمان عزيــــزة *** ولأصبحـت في عزهـــا قنديـــلا
فهو الأساس عليه تبنــى أمـــة *** وبه تقوم وتبلـغ المأمــــــــولا
كيف الشباب ولا معلم بينهــــم *** هل أولوا من دونه تأويــــــــلا
هو فكرهم هو نهجهم هو عقلهـم*** لولاه قد اضحى الشباب جهـــــولا
من ذا يواصل ليله بنهــــــاره *** مثل المعلم قائــدا ووكيــــــلا
يستعذب المـرّ الأليـم لأجلنـــا *** لا يرتجي منا الثواب جزيـــــــلا
لو كان ذا البحر العظيم مدادنـــا *** في حقه لم نجـــزه ما قيــــــلا
يا شمعة النشء الكريـــم وشمسـه *** خذها ثناء عنهم موصـــــــولا[
فقلوبهم دقاتهـــا قد ترجمـــت *** "قم للمعلم وفّه التبجيـــــــلا"
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا اريد بها سواها
سلا قلبي إذا حينا سلاهــــا إذا غنى حماسا في سواهـــا
إذا حب يقاسمها فـــــؤادي *** كثير من تغنى في هواهــــا
تعلق حبها قلبي وعقلـــــي*** ***وكل جوارحي سجدت فداهــا
أعاقرها الهوى في كل حيـــن*** فما كلت ولا قطعت نداهـــا
تربعت الفؤاد وطوقتـــــه *** فغذته المحبة من حشاهــــا
تجمع حسن خلق الله فيهــــا ***وظني أن لم يخلق سواهـــا
فمن في العالمين لها مثيــــل *** وكل العالمين هم صداهــــا
وربي ما شكوت البعد منهـــا *** ولا صدا ولا أبدت جفاهـــا
تزاحم حولها العشاق حتــــى *** تغنوا بالهوى فيمن هواهـــا
بلادي لا أريد بها بديـــــلا ***بها شرفي وعزي في إباهــا
لها ماض عريق لا يباهــــى*** ومفخرها بحاضرها تناهــى
إذا قرأوا عن التاريخ قــــوم*** تمنوا أن يكونوا في حماهــا
فيا در ابن فهم إذ حماهـــــا*** وطهر أرضها ممن غشاهــا
وقصة مازن إذ صار طوعــا *** إلى خير البرية مصطفاهـــا
وعاد بدين أحمد مستضيئــــا*** يعم ضياؤه أعلى سماهــــا
ودعوة خير خلق الله فينــــا*** إلىذا اليوم نجني من جناهــا
ومنا جيفر وأخوه عبــــــد *** مع الصديق قد خاضوا لظاهـا
ومن نسجت يداه عروض شعــر *** وقنن كل قافية رواهـــــا
وشيخ الضاد ابن دريد منــــا *** علا بالضاد في أعلا علاهــا
وفينا كالجلندى قد توالـــــت *** خلائف شيدوا مجدا وجاهـــا
عمان بهم علت سبعا طباقــــا *** وفاخرت السماء وما علاهــا
فكم قد سطر التاريخ عنهــــم *** بدائع في العلا صارت سناهـا
وجدد عهدهم ملك أبــــــي ***كريم النفس طيب منتمـــاها
فيا قابوس يا رمز المعالــــي *** ويا فخر العماني دم شذاهــا
ويا رب العباد احفظ بــــلادي *** ولا تحرم حفاظك من حماهـا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نصبت شراكا
نصبت شراكا أوقعتني في الهــــــوى *** فتملكت قلبي وعقلي والقــــــــوى
وكتمت حبي في الفؤاد وفي الحشـــــا *** وحلفت أني لن أبوح بذا الهــــوى
وصبرت حتى أن جسمي أوشكـــــــت *** أعضاؤه تبدي معالم ما حـــــــوى
وطغى النحول علي من كتم الجــــوى *** فكأنني ريش إذا هبّ الهـــــــــــوا
وسألتها وصــــــــلا تمن به علـــــــى *** من كاد يهلك جسمه شحط النــوى
فلعله وصـــــــــــــلا ينسيني الجفـــــا *** كم ظامئ نسي الظما حين ارتـوى
هيهات وصــــــــــل أرتجيه وطالمـــا *** كانت مواعيد بها المطل انطـــوى
شاء الإلــه بأن تكـــــــــوني حبتـــــــي *** فعسى الإلـــه يشاء يجمعنا ســوا
علق الفؤاد بحبـــــــــــكم فهواكــــــم *** ولكم نصحت القلب عنك وما ارعوى
فصباحه شـــــــــــوق إلى رؤياكــــــم *** ومساؤه شــوق ووجد قد طـــــوى
ما فادني أني كتمـــــــــــت هواكــــــم *** إلا عذابا منه عقلــي قد خــــــــوى
إني صبرت حبيبتـــــــــــي متأمـــــلا *** أن تنصفيني في هواك وما استـوى
أنت التي أوقعتني في ذا الهـــــــــــوى *** فلم التجني والصدود وذا النــــوى
أسكنت حبـــــــك في الفؤاد حبيبتـــــي *** فكأنه جمرا به جسمي اكتــــــــوى
سأبــــــوح أني في هـــــواك متيـــــــم *** وليفعل الحســــاد كل ما نــــــــوى
ولأنظمن الشعر فيك وفي الهــــــــوى *** فلعل قلبك قد يحن لمـــن هـــــوى
يا من ملكــــت القلــب عني والقــــوى *** ما ضل قلبي في هواك وما غـوى