الموضوع: اخــترت لـك
عرض المشاركة وحيدة
  #57  
قديم 07/02/2004, 11:34 AM
صورة عضوية صقر الخالدية
صقر الخالدية صقر الخالدية غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 06/09/2000
الإقامة: مسقط
المشاركات: 3,253
ما وراء الهجوم على شيخ الأزهر (1 ـ 2)
عبد الرحمن الراشد
هل الانتقادات الحادة التي وجهها شيخ، كيوسف القرضاوي، ضد زميله شيخ الأزهر مباشرة عبر التلفزيون، وآخرها في دبلن، كانت بنت لحظة انفعال ام انها تسير في نفس حرب المشايخ الحمر ضد الدور التقليدية للفتوى؟
في هذه الحرب صار مشايخ النقد يديرون معركة مع المراجع التقليدية في كل مرة تعلن فتوى من الخلع الى الحرب وحديثا الحجاب.
تخلّوا في مساجلاتهم عن آداب الانتقاد المعروفة بين علماء الدين، التي تسمح بالاختلاف لكن تحظر التشهير ببعضهم، في العلن على الأقل.
أسبابها تبدو عديدة بعضها اختلاف طبيعي في الرأي بين علماء الدين، ومنها تجاذبات الزعامة والمرجعية، لكن اخطر دوافع الهجوم على مراكز الفتوى التقليدية هي سياسية، الرغبة في تهشيم قيادات دينية ضمن الحرب على المؤسسات الرسمية في العالم الاسلامي. خلال السنوات الماضية، مع ظهور فكر ديني مسيس يطرح نفسه البديل، لم تسلم معظم المراكز والمراجع المعتمدة من النقد العلني وهجمات التشكيك وتحديدا في مصر والسعودية. فاصحاب المشروع الديني السياسي الجديد يعتقدون، وهم محقون، انهم لن ينجحوا بلا علماء دين يقبل بهم العامة، ولن يقبل عامة المسلمين بأحد الا عند زعزعة المراجع الحالية واعتماد البديلة. لهذا لجأت هذه الحركات الى اشاعة رموزها عبر وسائل الاعلام الشعبي ولم تتردد في افتعال مصادمات عاطفية علنية كما يحدث في قضية منع الحجاب في فرنسا. فهي ليست معركة على حجاب طالبات في دولة اوروبية، بل نزاع على السلطة الدينية في العالم الاسلامي.
خلال الايام الماضية هاجموا بشراسة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، لا بصفته فقيها، بل كمركز تعتبره التنظيمات عقبة في وجهها. وحتى يتم تهشيم الشيخ ومركزه لم يتردد المشايخ الحمر من تسفيه فتواه الأخيرة جهارا في قضية الحجاب في فرنسا، التي طالب بتفهم ظروفها مرددا «فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه».
وحتى تكون منابرهم معتمدة اخترعوا مؤسسات موازية جعلوها مرجعا دينيا، واضافوا عليها مسميات تفخيمية لايهام الناس انها مراجع معتبرة. وهي في حقيقة الامر حركة افتاء انفصالية تطرح نفسها بديلة لدور الفتوى المعروفة تاريخيا. وهي لا تتردد في مزاحمة، وربما ضرب، المجاميع الكبيرة من مجمع الفقه الاسلامي في مكة، ومفتي السعودية، وشيخ الازهر، ومفتين كبار في الدول الاسلامية. ومع ان احدا لا يستطيع ان يتهم هؤلاء العلماء المتمردين بانهم في خلية واحدة مع حركات العنف اليوم الا ان نشاطهم ينسجم مع برنامج الحركات السياسية الجديدة، فبعضها ينفذ التفجيرات وبعضها يقوم بالدعاية وبعضها يجمع المال وبعضها يصدر الفتاوى من مشايخ تحت الأرض.
وهؤلاء بعلمهم او بدونه يخدمون عملية التفكيك الفعلية التي تتعرض لها المؤسسات الدينية المعتمدة، التي ستؤدي في نهاية المطاف الى فوضى ليست في صالح احد من الجانبين وتصبح الغلبة لمتطرفين كـ«التكفير والهجرة».



ما وراء الهجوم على شيخ الأزهر (2 ـ 2)
عبد الرحمن الراشد
في رأيي من الخطأ السير في ركب مشايخ المعارضة من دون فهم طبيعة الارتباط السياسي بالفتوى الدينية التي تحولت في السنوات الأخيرة الى وسيلة في يد التنظيمات المعارضة، تستخدمها لاقصاء المراجع الحالية، لتساير عمليات الاقصاء الفكري والسياسي. وما سميت بمعركة الحجاب في فرنسا ما هي الا معركة لتجييش المسلمين في العالم، بما سماه بن لادن معركة الفسطاطين، لا علاقة لها بالحجاب نفسه. ولهدم الفسطاط الآخر تشن معركة ضد المراجع الدينية التقليدية، ومن بينها مشيخة الأزهر.
وهذه المعركة واحدة من سلسلة، بحيث ما ان ينطفئ خلاف على فتوى حتى يتم إشعال آخر من أجل الهاب المشاعر، بدليل ان زعيم الحملة الحالية، الشيخ يوسف القرضاوي، وصف مشروع قرار فرنسا بانه «حرب على المسلمين»! وهو قول خطير يحرض الشباب المتدين على ما هو أكثر من التظاهر. ولا ننسى ان القرضاوي وزملاءه من شيوخ التطرف لم يقولوا الشيء نفسه في حق الدول الاسلامية التي سبقت فرنسا الى ذلك!
والأزهر تحديدا استهدف باستمرار ملحوظ لالغائه كمرجعية رئيسية، ونقل الفتوى لأناس طرحوا انفسهم بديلا مثل جبهة علماء الأزهر او ما يسمى بالمجلس الاسلامي الاوروبي في دبلن وغير ذلك من اليافطات المستحدثة. واجهوه عندما أفتى بجواز الخلع، وعندما نهى عن تسمية الحرب في العراق بالصليبية، محذرا مشايخ المعارضة من التغرير بالمسلمين، قائلا سموها أميركية، ومذكرا بأن الكنائس الرئيسية كانت ضد الحرب. الأزهر سواء أخذ موقفا متسامحا، مثل ترك الحكم على التعامل مع مجلس الحكم في العراق لعلماء العراق، او متشددا كما فعل عندما رفض اجازة قتل الرحمة، أي ترك المريض الميئوس منه يموت، لا يثني عزيمة تنظيم المعارضة من انتقاده علانية وتعمد الاساءة اليه. والمعارضة لاسباب سياسية، لا دينية صرفة، ليست جديدة فعلماء ايران كفروا الشاه وحرضوا عليه لان حكومته سمحت بالبنوك الربوية واعتمدت تنظيم الاسرة، أي الحد من النسل. انظروا اليهم في ظل مشايخ ايران اليوم، الفائدة مسموحة والحكومة الدينية هي التي تقدم النصائح بالحد من النسل وفي المساجد نفسها التي كان يحارب من على منابرها!
والحق ان الدكتور طنطاوي كان شجاعا عندما وقف وحيدا في معركة الحجاب، رافضا التراجع رغم سيل الاساءات اليه. وقف في وجه تنظيم مشبوه حرك مسيرات لأول مرة من نوعها حتى في مدن مشغولة بما هو أعظم، في غزة وبغداد. والمؤسف ان الفكر المتطرف استدرج جيشا من المعلقين والكتاب ساروا في ركابه غير مدركين حقائق الساحة الفرنسية نفسها، وعُمْيَان عن رؤية استغلال التنظيمات المعارضة لهم في قضية أكبر، هي هدم القائم واحلال فكرهم السياسي المبني على الكراهية واقناع المسلمين بانهم في حرب مع العالم.











آخر تحرير بواسطة صقر الخالدية : 07/02/2004 الساعة 11:41 AM