عرض المشاركة وحيدة
  #16  
قديم 23/10/2006, 04:11 PM
ALHADHRAMI ALHADHRAMI غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 01/08/2005
المشاركات: 556
تكملة:

ذكرت يا أخي العزيز في ردك : أن الشيخ ابي الحسن رحمه الله قال : " فلما كانت صفات الله الذاتية غير مخلوقة، وهي في القرآن، كان القرآن غير مخلوق..."
وقال أيضا: " فإن قال: القرآن مخلوق أم لم يزل؟
قيل له: قد اتفقنا أن القرآن كلام الله، وأن الله قد سماه كلامه، وقد قام الدليل أن كلام الله غير مخلوق، فالقرآن لا يكون مخلوقاً وهو كلام الله بالاتفاق، وكلامه وصفاته لا يجوز عليها الأضداد
".أهـ

فلو رجعت الى الكلام الذي أخبرتك به في ردي الأول لتبين لك ، الوجه الصحيح لهذا الكلام ، ولما وقعت في هذه الدوامه التي تعتقد بها أنها هي التي تثبت بطلان القائلين بخلق القرآن ، فعندها أجيبك على طرحك الذي تطرحه ، فأنني أقراء ما تقول من البداية الى النهاية ، وهكذا أحسبك مثلي .
فأنت لو علمت ان الكلام الذي يدور بين من قال بخلق القرآن أو عدمه أنما هو نابع من المصطلح ودلالته لعلمت يقينا ، أن التعارض غير وراد في كلامهم فمن قال بخلقة القرآن أعتبر انه الكلام المتلو بالألسان والمسطر في المصحف بدليل قول الشيخ الخليلي– حفظه الله تعالى- في كتاب " الحق الدامغ" : " ونحن عندما نتحدث عن خلق القرآن ، فإنما نتحدث عن هذا القرآن المتلو بالألسن المكتوب في المصاحف ... "

وأما أن أردت أن تعرف فلماذا نطلق على القرآن أنه كلام الله فأليك نص كلامه ( المصدر السابق )
" وأما الكتب المنزلة فهي كلام منتظم من الحروف الهجائية ، مقروء بالألسن ، مكتوب في الألواح ، محفوظ في الصدور ، مسموع بالآذان ، أوحاه الله بواسطة الملك إلى من اصطفاه من عباده ، ويتميز عن سائر الكلام بكونه لم ينشأ عن ملكات البشر ، وإن كان متألفاً من نفس الحروف التي يتألف منها كلامهم ، ومتركباً من نفس الكلمات التي يتناولونها في خطابهم ، لكل جزء منه بداية ونهاية ، وقد أودع الله فيهم القدرة على تلاوته وسماعه وكتابته وحفظه ، غير أنه لا يجوز مع ذلك كله أن يضاف إليهم أو إلى أحد منهم ، لأن الله وحده أخرجه بقدرته من العدم إلى الوجود ، ثم أنزله بعلمه من اللوح المحفوظ إلى قلوب أنبيائه وأذهان الذين أكرمهم بحفظه من عباده. " اهـ.

وأما من قال بعدم خلقه فلإعتبار ثان وهو أن كلام الله صفة ذات ، وهذا واضح عند قراءت ما سطره العلامة البسياني كما نقلته – أنت – حيث قال : " ... فلما كانت صفات الله الذاتية غير مخلوقة، وهي في القرآن، كان القرآن غير مخلوق ..." وقال أيضا : " فإن قال: القرآن مخلوق أم لم يزل؟
قيل له: قد اتفقنا أن القرآن كلام الله، وأن الله قد سماه كلامه، وقد قام الدليل أن كلام الله غير مخلوق، فالقرآن لا يكون مخلوقاً وهو كلام الله بالاتفاق، وكلامه وصفاته لا يجوز عليها الأضداد
" اهـ.
فأنت ترى أنني لا أطلق كلامي عبثا ، فقد أخبرتك في أول رد لي أن من قال بخلق القرآن قصد به الكلام المتلو بالألسن ، وأن من قال بعدم خلق القرآن أرد به كلام الله الذي هو صفة ذات ، وأضيف لك أن هذه القضية الخلاف فيها لفظي عند التحقيق فالحنابلة الذين هم من أشد الناس تشددا في هذه المسألة يقولون بالقولين الذي قلتهما لك ، ولكن المصطلح يختلف وقد بينه ابن القيم كما أخبرتك سلفا ونقل عبدالعزيز المحمد السلمان الكلام عنه في الواسطية من صفحة 266 الى صفحة 267 ، وذكر ما قاله ابن القيم مثل ما قلت لك حيث قال :

وتلاوة القرآن أفعال لنا ** وكذا الكتابة في خط بيان.

فهل بعد هذا الكلام من أن الخلاف لفظي من كلام ؟!.

هون عليك يا اخي العزيز لن أقول لك أن هناك شبه ، وقد بينت لك وجه من قال بخلق القرآن ومن قال بعدم خلقه.
وما أحب أن أسطره لك هو طلبك للحق لا لسواه بدليل قولك " وإن أردت أن آتي بالكلام كله ، فسأحاول أن آتيك به وإن كان هذا سيكلفني وقتاً طويلاً في الكتابة ، لكن ما دام أننا نطلب الحق ، فكل شيء بجانب بغية الحق يهون ..... ".

ثم قلت ما نصه:
" ثم إننا نقول للشيخ : ألا كان يسعكم ما اتفقا عليه إمام الإباضية الأكبر - محمد بن محبوب ـ ومحمد بن هاشم، وهو اتفاقهما على ما كان عليه السلف، ولو وقفت عند هذا القول لكان أحسن إلى نفسك .... " اهـ.

نعم كان يسعنا ذلك ، ولكنك لو قراءت الحق الدامغ فانك تجد أن الشيخ بين في أكثر من موضع عن سبب تأليفه لهذا الكتاب حيث قال من صفحة 180 الى صفحة 181 ما نصه : " ومع هذا كله فإنني كنت أود أن لا أتعرض لهذه المسألة بإيجاب ولا سلب ، رغبة مني في الاقتصار على المأثور عن الرعيل الأول من هذه الأمة ، وحرصا على عدم إثارة أي جدل يزعج أحدا من المسلمين ، ولكني ماذ أصنع والألسنة لم تهدأ ، والأقلام لم تتوقف عن إثارة هذا الموضوع بغير هدى ولا دليل ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل تجاوزه إلى تكفير من قال كلمة الحق أو دعا إليه ، فرأيتني بسبب ذلك ملزما أن أقول كلمة هادئة هادفة – ليس لي وراءها من قصد إلا رضى الله سبحانه – تكشف بيد الحجة ستار الشبهة عن وجه الحقيقة المشرقة سائلا الله تعالى توفيقه في القول والعمل." اهـ. المراد منه

ثم استطردت وقلت في معرض كلامك:
" وكان المفروض من الشيخ – هداه الله إلى الحق - أن يذكر أسماءهم وكتبهم ، كما هو أصل البحث العلمي الذي يتطلب من صاحبه توثيق ما ينقله وينسبه للآخرين، وإلا يبقى ذلك دعوى دون دليل. ، ولعل الشيخ – حفظه الله ورعاه - يقصد بالمتأخرين من علماء (عُمان) نفسه، ومن يقول بقوله". اهـ

فأنت لو قراءت هذا المبحث لوجدت المراجع مذكوره في الهوامش ، ولوجدت أنه لما ينقل الكلام ينسبه الى قائله ، وهذا وأضح بين فهو قد نقل عن الامام ابي نبهان و عن الامام الثميني ، ومن الكتب " قاموس الشريعة " وكتاب " قواعد الايمان " وغيرها وكلها موضحة في مواضعها.

والحمد لله على نعمه وفضله ، واستغفره وأتوب اليه ، أن كتبت ما لا علم لي فيه ، وهو القادر على كل شئ ، وهو يهدي من يشاء الى الصراط المستقيم ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.