عرض المشاركة وحيدة
  #116  
قديم 05/06/2006, 07:01 AM
الجيطالي الجيطالي غير متواجد حالياً
مسؤول الإفتاء بالسبلة
 
تاريخ الانضمام: 28/02/2003
المشاركات: 1,209
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة غيوووم
السلام عليكم

لدي بعض الاسئلة عن صلاة الاستخارة :
1- كيف تصلى صلاة الاستخارة ؟
2- هل لصلاة الاستخارة وقت محدد تصلى فيه ؟
3-ما هي السور أو الايات المستحب قرائتها في صلاة الاستخارة ؟
4-ما هي الادعية المستحب الدعاء بها بعد صلاة الاستخارة ؟
5- أريد ان استخير لأمر الزواج .. كيف أعرف بالأمر الذي استخرت فيه ؟؟

ولكم جزيل الشكر.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا جواب لأحد أهل العلم عسى أن تستفيد منه.

أولا : صلاة الاستخارة من الأمور المهمة في حياة المسلم، وهي تتضمن معاني التوكل على الله جل وعلا والاعتماد عليه وتفويض الأمر إليه، وغير ذلك من المعاني الإيمانية العظيمة، ثبت عن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنهما قال‏:‏ "‏كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول‏:‏ إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللَّهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللَّهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال عاجل أمري وآجله ـ فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ـ قال‏:‏ ويسمي حاجته‏ ـ".

ومن خلال هذا الحديث تضح الأمور التالية:
1- مشروعية صلاة الاستخارة، وفضلها، وضرورة الاهتمام بها في أمور المسلم، خاصة تلك التي يتردد فيها الإنسان ولا تتضح له عواقبها.
2- أن الاستخارة تكون بعد صلاة ركعتين.
3- يشترط في ركعتي الاستخارة أن تكون من غير الفريضة، وعلى ذلك فلو كانت الفريضة ركعتين كصلاة الفجر فإنها لا تصح الاستخارة بعدها.
4- أن دعاء الاستخارة يكون بعد الصلاة وليس في أثنائها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم ليقل" ومعلوم أن "ثم" تفيد الترتيب.
5- لا بأس بالدعاء العام في أثناء الصلاة، بأن يوفقك الله للخير وييسر لك الأمر، والسجود من مظان إجابة الدعاء كما ثبت في الحديث، لكن دعاء الاستخارة يكون بعد الصلاة التزاما بما قال النبي صلى الله عليه سلم.

ثانيا : لا بد للمستخير عند صلاة الاستخارة أن يفوض الأمر لله، وأن يتخلص من الهوى والميل لأحد الأمرين أثناء الصلاة، وإلا لم تكن للصلاة فائدة.

ثالثا: على المستخير أن يفعل ما انشرح له صدره بعد الاستخارة دون هوى، قال النووي‏:‏ ينبغي أن يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له، فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوى قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك اختياره رأسا، وإلا فلا يكون مستخيرا للَّه بل يكون مستخيرا لهواه.

رابعا: تصلى صلاة الاستخارة مرة واحدة، فإذا انشرح صدر المستخير لأمر معين مضى فيه، ولم يعد الاستخارة. أما إذا بقي التردد ولم يتبين له الأمر؛ فلا بأس بإعادة الصلاة مرة أخرى حتى يتضح له الأمر، لكن لا يكرر الاستخارة ابتداء فإن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

خامسا : ما سمعتِه من تكرار الاستخارة سبعا هو حديث ضعيف رواه ابن السني عن أنس مرفوعا بلفظ‏:‏ ‏(‏إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه)..
قال النووي في الأذكار: إسناده غريب، فيه من لا أعرفهم.
وقال الحافظ العراقي:‏ بعض رواته معروف بالضعف الشديد، وهو إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك، وقد ذكره في الضعفاء العقيلي وابن حبان وابن عدي والأزدي‏.‏ ثم قال العراقي "فالحديث على هذا ساقط لا حجة فيه".
وقال الحافظ ابن حجر: "وهذا لو ثبت لكان هو المعتمد، لكن سنده واهٍ جداً".

سادسا: ليس هناك وقت معين تستحب فيه صلاة الاستخارة، ولم يرد في ذلك شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل يصليها في أي وقت شاء، ويتجنب أوقات النهي عن الصلاة ما لم تكن هناك ضرورة ملحة.

وأخيرا فإن ما يزعمه بعض الناس من ضرورة النوم بعد الاستخارة، ثم يفعل ما يراه في منامه؛ فليس بصحيح، بل هو من الأباطيل التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصلاة الاستخارة تعقب انشراحا في الصدر تجاه أمر معين إما بالمضي فيه أو تركه.