بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم:الدكتور سامي الربيعي.
كان مجرما وطاغية اهلك الحرث والنسل!
كانت قسوته مجنونة ماأبقت ولم تذر!
كان جهله فاقعا فصارت اخطائه ماسبقه لها من قائد على مدى التاريخ!
اشاع الخوف والرعب فاسكت الاصوات وغيّب العقول المبدعة فتأخر البلد تأخرا عظيما!
طغت انانيته ونرجسيته على كل شيء فأحال كامل الوطن الى ضيعة يرتع فيها وزبانيته واهله وصيّر من الشعب جماعة راقصين يغنون للقائد الضرورة ويلهجون باسمه!
كنا نرقب سقوطه وكنا سعداء جدا يوم تحقق ذلك!
مارسنا هوايتنا في الغناء والرقص فتمايلنا طربا ونحن نقرأ ونسمع عن المشروع الامريكي الذي سيحيل العراق الى جنة وواحة للتقدم والتطور والسلام والديمقراطية والحرية!
كنا ساذجين....نعم نعترف بذلك وتلك منا فضيلة!
جاؤنا من هنا وهناك!
اجرامهم فاق كل تصور وقسوتهم فاقت كل خيال وجهلهم عنوان وجودهم في هذه الدنيا والخوف الذي اشاعوه ماعرفه العراقيون من قبل وما ظنوا بانهم يوما سيعيشون رعبا كالذي هم فيه الان!
تقديسهم لذواتهم لم يحظ به حتى الله فصار الوطن ملكا لهم بحكم الهي شرعي واضحى هذا حق ربوبي مقدس لايجب ان ينازعهم فيه منازع والا كفروه وصارت نفسه وماله وعرضه مادة جهادية وسببا لدخول الجنة.
مرة اخرى يعيد التاريخ نفسه وتسمح تلك الاشباح للشعب المسكين ان يمارس ماجبل عليه من رقص وغناء ولو بطرقة اللطم والتطبير الماسوشية ففي النهاية كل تلك التمارين الصوتية والمشاهد التمثيلية ترضي القائد وتؤكد له ان الرعية الخروفيه لم تزل ضمن نطاق السيطرة وكل ذلك ضرب من ضروب الفنون الرخيصة التي تعود عليها هذا الشعب المقهور.
القائد الاول وزع صوره في الشوارع والازقة ودوائر الدولة!
القائد الجديد وزع صوره حتى في المراحيض العامة!
لكن القائد الاول المجرم كان عراقيا فيما القائد الجديد مشكوك في انتماءاته.
القائد الاول حارب الشعب وقتل منه مئات الالاف!
وصاحبنا الجديد فعل ذات الشيء وان كانت قوائم الموت حققت صعودا عجيبا بعدد القتلى في فترة زمنية قياسية!
غير ان الاول كان يقتل من يعارضه بعدالة وهؤلاء يقتلون ابناء شعبنا على عنوان طائفي عريض لايفرق بين البريء والمتهم.
الاول سرق المليارات على مدى عقود!
فيما سرقت ذات المليارات في العراق الجديد خلال بضعة شهور!
على ان الاول كان يرمي لابناء الوطن ببعض الفتات فيما نسي القادة الجدد شعبهم تماما في خضم الصراع على الكعكة الدسمة.
اذا ذكرت اسم القائد الاول بسوء فالسيف لك وهو لك ايضا ان فعلتها مع القادمين الجدد!
تصبح علما ان كنت في حزب الاول وكذلك تكون اذا صرت في احزاب الاخرين الجدد!
وفي الحالتين يصير العقل الغبي المتشرد الساقط رئيسك وولي امرك والحاكم بشان مستقبلك وحياة اسرتك.
فماذا فعل الاول اكثر من الاخرين وكيف جريمة هؤلاء اقل من جريمة ذاك؟
هو حارب الكرد والشيعة وعن عمد يهملون من قتل من السنة كي يسقطوا نظرية ان ذاك كان في ظلمه عادل وزّعه على العراقيين جميعا وكل نال نصيبه.
حارب الكرد الذين لم ينفكوا يوما عن محاربة الدولة العراقية وطعنها من الخلف في احلك الضروف فهل اجرم يوم فعل ذلك؟
ها هم الكرد اليوم في كل فعل ينتهجونه وقرار يتخذونه يثبتون ان ذاك الرجل كان على حق فهم غير معنيين بمصلحة الوطن ولا يهمهم العراق من قريب او بعيد فهل كان عليه ان يتجاوز عن مواقفهم الغادرة وهل من حق اي قائد لدولة ان يفعل ذلك؟
ضربهم بالاسلحة الكيمياوية...هل حقا فعل؟...نعم ضربوا لكن هل هو الذي فعل ذلك؟...كان العالم في السابق يقول ان جارة السوء هي من فعل ذلك....وان هو فعل فهل كان الفعل موجها ضدهم بتعمد ام صار كنتيجة عرضية لاستخدام هذا السلاح في الحرب؟....وان فعل ذلك فهل لخائن ارض الوطن غير ان يحكم بالاعدام!....هل كان قاسيا ؟....نعم فذاك كان ديدنه وتلك القسوة هي التي اوصلته والوطن والشعب لتلك النتيجة التي نعاني منها اليوم.
قتل الشيعة واسكنهم في مقابر جماعية وايّ شيعة!....اليسوا هؤلاء من خان الوطن وكان حزب دعوتهم يفّجر الوزارات والجامعات في العراق؟....الم يكن القتلى اعضاء حزب الدعوة العميل الذي وضع يده بايدي عدو الوطن الذي كان في حالة حرب؟....الم يكونوا سكان تلك القبور من جماعة التوابين البدرين الايرانيين المجرمين الذين قاتلوا الجيش العراقي جنبا الى جنب مع عدو الوطن وعذبوا اسراه؟
الم يكونوا اولئك الذين يوم رأوا الوطن في حالة ضعف نتيجة تلك المغامرة الغبية ايام غزو واحتلال الكويت والحرب التي شنت على الوطن فامتشقوا السلاح وهاجموا مؤسسات الدولة واحرقوها وسرقوها ثم استقبلوا العملاء الايرانيين ليسكونهم في المساجد ويشكلون قيادة لتلك الانتفاضة الرعناء؟
لو لم يتصدى ذلك القائد لتلك الفوضى ويؤخر وصول تلك الطغم الرجعية الحاقدة اما كنا سنعاني مذ ذاك الحين مانعانيه اليوم؟
سيدي الرئيس منك العذر اطلب.
نعم انت مجرم لكنهم اكثر منك اجراما.
وضعت قوانين جائرة وحكمت العراق بالحديد والنار واشعت الامان والاستقرار في البلد لكنهم بذات الحديد وبنار المجوس اشاعوا الفوضى واحرقوا العراق واليوم يريدون بيعه اقطاعيات لهذا وذاك.
انت جاهل ومغرور لكنهم يلبسون الجهل مع عماماتهم ويسترجعون تاريخا طواه النسيان ليرجعونا الى عهود غابرة سحيقة مظلمة لاقيمة تذكر في وجودها باذهان الناس.
لكنك سيدي لم تكن لترضى في يوم ان يكون لايراني قميء صوت يقرر به مستقبل العراق....كنت تذل العراقي في بيته الوطن وتفاخر به بين الامم ولو كان كذبا وزورا وما قبلت ان يصير العراقي عبدا للملالي الايرانيين لذلك رحت تبتكر لتلك العقول الناقصة الهشة حوزة عراقية كيلا تكون مرجعيتهم تسافر عبر الحدود فيوصموا بالعمالة.
يقولون ان امريكا تحاور البعث!.....هذا ايذان بفشل الذين نزلوا علينا بالبراشوت فبعد ان راح الشعب العراقي نفسه يعقد تلك المقارنة التي ماكنا لنرضاها قبل بضعة شهور هاهي ذي امريكا الحائرة( وهذا من فعل ايديها )تفكر بالبحث عن طريق الخلاص ولو مع البعثيين!....فيا للعجب!
تلك نتيجة للغباء والجهل كان لك منه نصيب كبير سيدي الرئيس وللقادمين الجدد نصيب الاسد والفهد والكلب ايضا....بقدرة قادر صار العراقيون يتمنون عودة البعث السيء فرؤية الموت تجعل المرض والحمى سعادة.
عليكم ايها العملاء الناقصين القابئين في تحصينات المنطقة الخضراء ان تقفوا مع صدام في ذات القفص فلستم افضل حالا منه...فعالكم الدنيئة ومواقفكم التي غذّت مشاعر الطائفية والاحقاد فرحتم تنادون بتقسيم الوطن بعدما فرقتم ابناء الشعب الواحد تكشف ستركم وحقيقتم اللئيمة ولن يطول الزمن كثيرا حتى تنكشف كامل اوراقكم لدى الشعب العراقي واولهم ابناء شيعتنا العراقيين العرب الابرار وحينها ستكون الغضبة عظيمة والصولة صاعقة وستبحثون عن مهرب ولا مهرب وستتمنون لو انشقت الارض وخبأتكم في شقوقها او انزلت عليكم السماء طمرا تغيّبكم فيه وتمنع عنكم العيون المتربصة.
اما انت سيدي الرئيس فقد كنت على حق في اشياء كثيرة وعلى باطل في اشياء كثيرة لكنك مجرم اخف اجراما وعراقي اكثر وطنية وبعثك **** اقل سفالة واكثر حرصا على الوطن من هؤلاء.
سيقولون هذا بعثي صدامي وسني وهابي ويشهد الله اني لم اكن في يوم اي من ذلك ولكن تلك التهمة ماعاد لها ذلك الوقع بعد ان صار البعثي اكثر شرفا ووطنية من صاحب العمامة المتاسلم تاجر الدين عميل العدو ولاجل ذلك اتقبل الاتهام بصدر رحب ولقولة الحق اغامر فسيسجل التاريخ مواقف الانسان ويحكم عليها بتأن وترّوي وعند ذاك سأكون قد اخذت حقي الاعتباري سواء اكنت لم ازل اعترك والحياة او كنت قد غادرتها بسلام.
والسلام عليك ياعراق.