عرض المشاركة وحيدة
  #2  
قديم 06/05/2005, 07:55 PM
صورة عضوية ورد الامل
ورد الامل ورد الامل غير متواجد حالياً
الأمــــــــــل
 
تاريخ الانضمام: 15/06/2001
الإقامة: الأمــــل
المشاركات: 69,069
>> أتـابـع <<

خـاطـرة للـرائـع ( وحيـد الحـب )

(( رسـالـة حـب - خـاطـرة ))

وهـذا نصهـا :

عزيزتي ..هلا أفصحت قليلا عن نوايا قلبك؟؟
استحلفك فقلبي مفطور الليلة و روحي تتبخر كأعواد ممزوجة بالعطر تحترق رويدا في مبخرة تصنع الحدود و الزوايا ..... قد أؤلف الليلة أصفادا من الكلمات الا اني اشعر بالحرية أكثر من اي وقت مضى ..اشعر بها واتنفس عميقا .... ومن بين كل الألوان التي أنمق بها صحائف حبي أجد اللون الأزرق يهبني سحرا ولذة ... أجده كالسماء واسعا و كالنهر عميقا وطاهرا....

عندما توشك الشمس على الغروب اشعر باحتراق طفيف يلهب ذاكرتي..هنالك شيء واحد فقط يستنطقني وشيء واحد فحسب يودع في قلبي حجرة مسكونة بالأشباح... شيء واحد فحسب أدرك بعده ان وجودي يتسرب كحبات الرمل من عنق الزجاجة .... "أنتِ"_ وما أدراني من تكونين_ تتسللين خلسة الى أوهامي و أحلامي وتقطفين شقائق النعمان من قلبي ومن ثم تتحولين الى بجعة متوحشة تسافر عبر الغيوم
أي لعنة تلك التي حلت على قلبي المسكين ؟؟؟؟

وهمك أفضله كثيرا على حقيقة هذا الوجود و أشعر كما يشعر النائم بأن الحلم بوجودك يتسلل الى مفكرة أيامي فأجد أيام الأسبوع أصبحت أنتِ"أنتِ" ومن ثم "أنتِ" و "أنتِ" .... ومجددا أجدك "انتِ"
الشهور تتحول بعفوية مفرطة الى انعكاس مبهم لوجودك.... فكيف لي أن أعيش والعمر يتسرب من قارورة عطرك وأدون يومياته على قارعة بابك..؟

إحساسي بالحب يزعجني يمسكني من معصمي ويقودني الى شفير الاحتراق وانا لا املك الا الاذعان والصمت ..أبتهل كالمحموم ان تشرق الشمس غدا فأرى وجهك مطبوعا على صفحة السماء...
عزيزتي....أفصحي قليلا كي تتحول الكلمات الى رسائل حب ....
"صه أيتها الشموع فإني استرق السمع الى بوح دموعها وهي تقطر كمدا" ...متى أصبح للشمعة الذابلة سر تبوح به سوى فحيح الاختناق ؟؟
"صه أيتها النجمة يا من تعتلين الأفق في كبرياء و جموح فقلبها أعلن انه .... سيختفي مجددا"
و أنت ايتها النجمة الحقود هل ستكتمين سري الصغير عنها ام ستذيعينه كي يمتلأ صدرها بالزهو..."أحبها" وماذا تبقى لي أفعله سوى حبها وهي المرسومة في داخلي

عزيزتي يا ألق الحب... أكتب اليك وكلي يقين أنك لن تتمكني يوما من قراءة هذه الأسطر فعيناك _محبوبتي_ لا تبصران الدمعة وهي تقطر من بين حروفي... ووجهك المغلف بالطفولة أصبح قدري الذي أتبعه ويتبعني الا ان قلبك لم يكن قط شغوفا بسبرأغوار الحب في قلبي... كنت تحصين أعداد النجوم الا انك لم تسمحي لدفء النجمة ان يظلل عيناك

عزيزتي..أكان وداع يليق بثورة البركان الذي يندلع في قلبي؟؟ اتساوت الرؤوس الآن و أصبحت معابر السبيل امام عينيك ؟؟؟

التوقيع
محبك

عفوا...
محبوبتي... أحببت الطفل بداخل أعماق قلبك ...ذلك الكائن الصغير الذي يبتسم في وجهي كلما ابتسمت عيناك ... فلماذا عزيزتي أجده قد كبر قليلا و أصبح يحبو بعيدا مرسلا ضحكاته الى الصحراء


--

وهنـا نـص آخـر رائـع ( فلتقطـع يـد السـارق - مسـرحيـة )


وهـذا نصهـا :

البهو مظلم تفوح منه رائحة الرطوبة والعفن وقد افترش أرضيته العارية شيخ عجوز تجاوز من العمر عتيا في حين اتكأت فتاة في مقتبل العمل على الجدار مقابلة للشيخ مطأطئة الرأس ذابلة الوجنتين . لا مصدر للضوء إلا بصيص من النور تنشره شمعه تكاد أن تنطفئ..

(الفتاة في فتور) : تكاد الشمعة أن تنطفئ...

و الظلام سيطمس ملامحنا عما قريب ..

الشيخ متمددا عاريا إلا من خرقة بالية تكسي أسفله : فلتنطفئ الويل لها _ باصقا

في عنف _ فما بقي لنا إلا لحظات ثم نتحول إلى عدم.

في جزع تصرخ الفتاة : ارفض أن أموت .. ارفض أن ... أن امضي ولم أخلف

شيئا تذكرني الأرض والسماء ...

لم احتضن طفلا ولم أدفء بأنفاسي رجل... و....

غمز إليها مداعبا وفي وجهه شبح ابتسامه ماكرة

: ألست رجلا امامك؟؟؟

- الويل لك.... إليك عني _ أشاحت بوجهها إلى الشمعة التي تجاهد أن تبقى_ فلست سوى شيخ

رعديد ..رباه يكاد الظلام أن يبتلعنا ..

- فليبتلعنا _ وقد اعتدل في جلسته_ إن الظلام يسكننا منذ أمد بعيد..الم تتنفسيه من قبل ؟؟ الم

تبصقي بقاياه من جوفك..

- كلا _في غضب تزمجر وقد أوشكت الشمعة على الانطفاء والذبول_ لم أذقه قط ... كيف هو مذاقه

- مصفقا وقد بدت إمارات اللذة في عينيه_


انه شيء غريب لا اقدر على وصفه ..هل تذوقتي الخمر سابقا

في وجوم تعبس في وجهه : كلا ...كلا..

-إذا لن تقدري على تخيل مذاقه .. لقد تذوقت الظلمة حتى أصبحت جزءا مني ...

في خوف ينظر حوله ..تحول وجهه إلى وجه مرعب وقد تكتلت التجاعيد لترسم أروقه ومعابر للظلمة

انطفأت الشمعة وتحول البهو إلى قعر مظلم سحيق و ابتلع الظلام الشيخ و أهواؤه كما ابتلع الفتاة .....

تحول النهار إلى ليل معتم .. ناضل الشيخ كي يقف مستندا على الجدار وهو يتحسس طريقة في

صعوبة . كان ينصت إلى أنفاسها تقوده إليها .. تلعثم الخوف في عينيه وخشي أن يفضحه خوفه..

اقترب محاذرا أن يقع .....

كانت ترتجف محاولة أن تكبح جماح خوفها .. لملمت أطراف ثوبها وانسحبت ببطء متلمسة الجدار عله

يقودها إلى مخرج.. لم يكن باستطاعتها أن ترى موضع قدميها لم يعد بمقدورها الإحساس إلا بأنفاس

الشيخ المنفرة

_اقتربي ...(همس بخبث بعدما أعياه البحث)

_ الظلمة تقودني إلى أسفل ...أشعر بالضياع (في أسى تحاول أن تجد مخرجا)

_أتؤمنين بالموت ولم تبصري الحياة بعد ....(في إصرار) اقتربي

(محاولة كتم صراخها والمحافظة على رباطة جأشها) .. الموت يبصرنا الآن...

_ أين هو ذا الموت ؟ لقد نسيني وتركني هنا ... أيجب أن أموت بعد رحلة عذاب وأسقام وتموت

أحاسيسي قبلي... (وقد فرغ صبره) اقتربي.. فلن أسرق إلا القليل

كان الفجر قد اقترب و السماء ملبدة بالغيوم والمطر يهطل بغزارة ... اغتسلت الأرض بعد معركة

طاحنة راح ضحيتها المئات .. تساقطت الجثث وتطايرت الأشلاء وتهدمت المنازل ..وهاهو ذا المطر

يغسل الخطايا ويجرف الدماء.... كم بقي من لحظاتنا السعيدة لم يسرقها الآخرون؟؟ كم بقي من

ضحكاتنا لم يغتصبها الخوف ويهبها الموت إلى الجحيم؟؟

تسللت المياه إلى المبنى المهجور وتجمع ليشكل فيضانا يقتلع معه الصراخ ...

تبددت آمالها بالعثور على مخرج و الشيخ يراودها عن نفسها والألم يزرع في قلبها وجع من الصعب

احتماله .. تسللت إلى البهو لتهرب من حرب طاحنة وشاء القدر أن تلتقي الشيخ مختبئا هو

الآخر..... كانت تتعثر في طريقها إلى هذا المبنى المهجور وكانت تواجه صعاب كثيرة إلا أنها تخطتها

جميعا.. لم يعد لها من قوة كي تقاوم أكثر..

سألته باهتمام بالغ: إن كنت باحثا عن الموت

وقد سئمت الحياة لم هربت إلى هنا ؟؟ الم يكن حريا بك أن تتلقف الموت في الخارج


_ اسألي الظلمة..اسأليها فربما استطاعت الإجابة.. قد ابتلعتها و أصبحت في شراييني

وهنا قبض على معصمها وهي تتحسس الجدار ..ارتجفت واختنق الصراخ

_ اقتربي... قد نال مني التعب . .. كاذبة هي الحياة لو صدقتها .. كاذبة

لم تحاول المقاومة... اقتربت : ومن هو الصادق.. من يكون..؟؟؟

_ ينتشر بيننا الكذب كالذباب .. لا مجال للصدق........... اقتربي

تراجعت قليلا فتنبه إليها : اقتربي أكثر فالصدق في كفنه الآن

_ هل ابتلعت كثيرا من الظلمة في حياتك (مسندة رأسها إلى صدره ) أشعر بمدى ضعفك

_ أجل.... (تنهد في عمق) ابتلعت منه الكثير فلم أعد أخشاه.. الظلمة تسعدني فهي تنشر الخوف

والبرودة وتجعل الضعفاء أمثالك يبحثون عن الدفء (مبتسما في خبث) على صدري.. الخوف يجعلهم

حاوي القلوب ويجعل سرقتهم أكثر سهولة

-وأي الأشياء ترغب في سرقتها من فتاة مثلي ..تائهة يأكلها الألم والضياع ..

تجاهل سؤالها ..
..
أسندت رأسها جهة قلبه فجاء سؤالها مباغتا وغريبا

: وهل تقطع يد السارق؟

أزاح رأسها وتلقف وجهها بيديه الخشنتان اللتان ترتعشان .. لو تسنى للنور أن يظهر لكانت شاهدت

وجهه خاليا من المشاعر وفي فمه ارتعاشه خوف طفيفة ..كان وجهه قبيحا :

يد السارق

تسللت في خفة : أجل يد السارق.. انظر حولك.الكذب ينتشر كالنار في الهشيم و الظلمة تبتلع وجهي

الصبوح و جسدك الهزيل ..الظلمة تكذب على حقيقتنا فتحولنا _كلينا_ إلى عدم ..نتساوى وكيف لنا

ألا نتساوى كيف لك ان تسرق من عمري لحظة لتهب السعادة الى الخواء

( أجاب في استهزاء ): لقد استلقى رأسك على صدري وتنفست أنفاسي..تساوى وجودنا وقتها

في استهانة واحتقار: وهل نتساوى على ارض الواقع ..أجبني..

- لم لا؟؟

_ أنت الخريف وأنا ربيع هذه الدنيا..أتنوي سرقة الربيع والزهور..أفي نيتك أن تسلب ما ليس لك فيه

حق؟؟

باحتقار يصرخ : كذب

- أنت تملأ الدنيا فراغا وظلمة وقبحا (مشيرة إلى السقف) وتجعل الكون يهبط إلى أسفل ...

- دعك من هذا ...( ممسكا بجسدها) اقتربي فالخريف يتحول ربيعا أمامك

- كذب... الموت ينتظرك فاصعد إليه

- اقتربي وستشعرين كيف يتحول الخريف ربيعا

- ماذا لو أوقدت الشمعة ...

في ذهول : الشمعة ............ (ضاحكا) ماذا يحدث عندها

- عندها ........(تصمت قليلا فيقاطعها في رعونة)

مقاطعا وهو يدفع بجسده الهزيل نحوها : أسرق حياتك فالظلمة ستهبني تلك الحياة .. اقتربي كي أعيش

أكثر.. اقتربي فالموت لن يبصرني

لم تحاول المقاومة ..استسلمت تماما ....... وبدأت المياه تغمر البهو ..لم تتحرك.. لم تقاوم ...

غمرت المياه البهو و طفا الشيخ والفتاة على سطح المياه حتى بدأ جسديهما في الغرق..

ولم يبق إلا القليل ...

همس في أذنها : لم لم تقاومي إن كانت في نظرك سرقة؟؟ فليعاقبنا القدر...

كان الزمن يتسلل خلسة وقبل أن يشرف على الانتهاء كانت الأنفاس قي سبات عميق ...

"تمــــــــــــــــــــــ� �ـــــــت....."


-

وهنـاك بقيـة ..