عرض المشاركة وحيدة
  #44  
قديم 12/09/2006, 05:46 PM
صورة عضوية بنت الشعب
بنت الشعب بنت الشعب غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 16/02/2005
المشاركات: 277
مر على الرحلة تقريبا 3 ساعات والاثنين للحين ما رجعو لليخت.. عاجبهم الرصيف اللي الناس متيمعة عليه ومستمتعة بوقتها.. اجازة وكل الناس طالعة في المنتزهات وتتمشى ويا عيالها واصحابها.. ومساعد وفاتن كل شوي يتوقفون وياكلون لهم من الخرابيط اللي شرووها .. ويرجعون مرة ثانية للمشي.. كانت مواضيعهم محدودة ومساعد ما كان يفتح أي موضوع لانه يخاف يكون مصدر ملل لفاتن لذا اهي كانت تقول شي واهو يعلق عليه.. ويا كثرها المواضيع اللي فتحتها فاتن.. معظمها شيق الا واحد خلاه يسكت وما يرد عليها الا بالله اعلم..

من ناحية فاتن كانت مرتاحة من هالرحلة الناضجة.. وتصورت في بالها لو ان حياتها مع مساعد كانت جذي فهي راح تكون مرتاحة... ابتسمت بألم يوم قالت هالشي في مخيلتها... مرتاحة.. مرتاحة .. صارت الراحة شي مهم بالنسبة لي.. بدل لا اقول عاشقة.. مجنونة.. محبوبة.. اعيش في قصة خرافية ما يحلم فيها احد.. جنة العشق وفردوس الهيام..صارت هذي اشياء ثانوية بالنسبة لي.. يا الله..ا كره نفسي .. اكره هالفاتن.. واكره هالشخصية الجديدة اللي صرت لازم امشي على خطواتها.. ما ابي جذي.. عمري ما بغيت اني اكون جذي.. لكن... الظاهر ان حلم الفقير عمره ما يتحقق.. وهذي هي حالتي..

كان مساعد بهذيج اللحظة عند احد الأكشاك اللي تبيع البوبكورن او شعر البنات.. وشرى لفاتن بوبكورن وعصير وهو شراله بندول لان الصداع بيفجر راسه... وهو يمشي لفاتن وقفت له بنوتة شقرى وفي كل الغنج والدلع.. وكأنها تبي اللي في يده.. ابتسم لها مساعد بصدق..

مساعد: you want this?
البيبي: اهااا..
مساعد اللي نزل لها وتوقل.. : I'll give it to you but.. give me a kiss first
ام الياهل يات للبنت ووقفت جريب واهي تبتسم لمساعد.. اللي الياهل ياته بنعومة وباسته على خده وسحبت البابكورن وراحت عنه لحظن امها واهي مستحية..
ام البنت: I'm so sorry she has this bad habit
مساعد: an angel like that with bad habit? No way she can have what ever she want
ام البنت: thank you
مساعد: any time

وهو يناظر البيبي ويلووح بيده لها.. واهي بعد تلوح له بس بحيا وهي تتخبى ورى امها.. ومن بعدها كمل مساعد دربه لفاتن اللي كانت قاعدة على احد المقاعد وطبعا كانت عيونها وحواسها متوجهة له .. وكانت شاهد على كل اللي صار بينه وبين الياهل.. وحز هالشي اكثر بخاطرها.. كل يوم قاعدة تكتشف فيه شي يديد.. واليوم اكتشفت فيه التساوم والمراضاة والهدوء.. والحين أبويته وحبه لليهال..

واول ما وصل وقعد يمها : مسامحة بس سبقتج وحدة في البوبكورن..
فاتن بابتسامة: حلال عليها..

ابتسم لها مساعد وهو يعطيها العصير ومسرع ما سكت عنها وهو يناظر الناس في البارك.. وفاتن اللي فتحت العصير وشربته من غير أي تعطيل لانها تحس بالعطش.. وبمثل هالجو السوائل احلى شي عندها ونكهة الجوافا غرامها.. (مثلي هاها) وتمت تشرب العصير بهدوء.. لكن العواصف كانت في دماغها.. هالتناقض في حالها يسقمها ويمرضها.. اهي رافضة العاطفة من مساعد لكن ليش تحس انها بحاجة لها.. وتبي تكتشفها فيه.. لكنها ما تقدر تحبه.. بس تبيها... انانية واستبدادية منها ما تدخل بعقل احد..

ومن ظيجها في افكارها بدت تهز ريلها واهي قاعدة.. ومساعد اللي ما تفوته تحركات فاتن ولو للحظة انتبه لحركة ريلها المتوترة.. ومن غير ما يناظرها وهو يشرب العصير..

مساعد: علامج؟
انتبهت له فاتن وهي تعض على شفتها: ها؟؟
مساعد ينزل العصير عن حلجه: علامج تهزين ريلج؟؟ متظايقة؟
فاتن: لا لا ما فيني شي.... مافيني شي...
مساعد: متأكدة؟
فاتن اللي تظايقت من بعد ما كلمها مساعد وقطع افكارها: ايــه.. ما فيني شي..
مساعد بنبرة ساخرة: الحمد لله رب العالمين...

ما انتبهت فاتن للسخرية بصوته وغابت مرة ثانية في أفكارها.. واهي تتوقع أحداث المستقبل وشراح يصير فيها؟؟ خايفة بكل صراحة وبكل بساطة من المستقبل.. لان كل ما يمر الوقت يتقرب موعد الزواج وموعد الاندماج لروحها مع روح مساعد.. او يمكن حياتها بحياة مساعد.. يا الله.. هل انا ابالغ بهالخوف ولا من حقي؟؟ والله اني مو عارفة شلون اتصرف معاه ولا شلون راح اسعده بزواجنا.. انا خطوبة ومو قادرة اتصور نفسي قاعدة وياه بنفس المكان .. الا ان هذا الوضع كان اضطراري.. وهو خطيبي.. الا زوجي بس.. الزواج ما تم بيننا.. وردت ريلها مرة ثانية تهتز .. ومساعد انتبه لها...

مساعد وهو يهب على ريله: يلا خلينا انتمشى؟
فاتن اللي كانت قاعدة للحين: وين انتمشى؟
مساعد نروح لليخت.. لاني مليت من القعدة..
فاتن تناظر المكان اللي وقفوا فيه اليخت: لكن انا ما بي اروح..
مساعد يلتفت لها وشبه الابتسامة على ويهه: بس عيل تمي هني.. وانا اذا برد البيت بييج وباخذج؟
فاتن بنظرة عصبية: انت من صج ولا تتغشمر؟
مساعد وهو يتمطط: لالالا ولا الله ليش اتغشمر انا من صجي اتحجى.. تبين تقعدين قعدي.. عيثي في هالبارك وانا بروح وبرد لج..
فاتن من العصبية قامت على حيلها واهي متنرفزة: بس خلاص ردني البيت وكمل برنامجك..
مساعد وقف لها بصمت وهو متظايق للآخر: ردينا؟؟؟ ردينا؟؟؟
فاتن : لا ما ردينا ولا رحنا انت اصلا كله على كيفك تبي تسوقني يمين يسار على كيفك طلعتني من البيت غصب وبتدور فيني باليخت غصب وكل شي غصب حتى العصير غصب.. الظاهر انا الغصب صار شي اساسي بهالحياةاللي راح نعيشها..
سكت مساعد وما رد عليها.. وفاتن اللي من النفضة ظلت واقفة جدامها واهي تقلب في عيونها يمين يسار.. ومستعدة للطراق اللي راح يحوس مخها.. وانتظرت وانتظرت شي من مساعد .. لمن افتر عنها وراح يمشي ولا هو معبرها او راد عليها بكلمة... ما تستاهل الكلام.. هذي البنت خلاص.. انا غسلت يدي منها لانها ما بتسمع الكلام ولا بتطيع ولا بتعديها على خير...

ظلت فاتن واقفة مكانها واهي تناظر هالعملاق اللي راح عنها.. ما توقعته يروح ويخليها بروحها واهو اللي كان لها مثل الظل... شلون راح عنها جذي.. وعلى طول ارسل مخها رسالةالى ريلها عشان تتحرك وتمشي... وتلحقه محل ما راح..
138و134
وبالفعل.. تبعت فاتن مساعد اللي سبقها بالمشي وهي متلومة على نفسها.. شهالتقلب النفسي فيها وشهالمزاجية اللي عمرها ما مرت بها.. ليش هالحالة النفسية الصعبة ملازمتها مثل الطيف في بال العطشان.. ليش قرارة نفسها مو هادية ولا هي قادرة تعرف اهي شتبي.. لا النار تعجبها ولا الجنة.. وتمشي بين الاثنين.. ليـش يا رب ليـش؟

أما مساعد فحاله لا يسر ولا يطمن لان الغضب والقهر وصل فيه موصل يمكن لا شاف فاتن جدامه يقطعها.. قسم بالله ان ما وقفني عنها شي الا عيونها.. والا انا ذبحتها الحين وحكرتها بيدي وخلصت عليها.. انا مينون .. مينون انا احط نفسي ويا ياهل .. متزوجها عشان اشيلها عن الغلط... اي اي قص على حالك مثل ما قصيت في البداية.. انت ما تزوجتها عشان اتشيلها عن الغلط والله البنت ملاك وما تنعاب بشي.. انت تزوجتها لانك ما تحملت فكرة انها تكون لواحد غيرك.. فلعبت لعبة من سبق لبق.. وانت سبقت لكنك ما راح تلبقها بيوم.. غبي غبي غبي ومخك قد الذبانه ... مالت علي مااااااالت علي..

كانت هذي الكلمات اتصارخ في خيال مساعد وهو يمشي بهدوء لكن النار كانت تسعر فيه.. وقاوم الشعور انه يلتفت ويشوف الخبلة اللي خلاها ورااه .. ما يدري ليش يحس انها تمشي وراه.. والله كيفها بتمشي ما بتمشي لاني خلاص ما عدت اتحملها .. ما عدت اتحملها ولا اتقبلها وان جان اهي تعرف للكلام المعسل انا اعسل منها...

وصل لليخت وركبه وعلى طول راح عند كرسي السائق وشغل المحرك.. وفاتن اللي وصلت وهي تركض من بعد ما اختفى عن نظرها خيال مساعد.. وانتبه لها مساعد والتفت .. كانت واقفة والهوا يهبها واهي تلهث واهي حاملة جنطتها بيدها وتنورتها الناعمة تنساب من بين سيقانها..

الحين تبي تركب اليخت بس مو عارفة لانه شوي بعيد عنها ويبيلها تنط.. ورفعت الجنطة واهي تبي تدخل واول ما حطت ريلها تهامل اليخت في الماء وخافت ورفعت ريلها وتمت واقفة تنتظر من مساعد انه ايي ويخلصها.. وهو يراقبها ويوم حس انها تنتظره تهفهف وبملل مصطنع راح لها وهو يمد يده لها.. بغرور مسكت فاتن يده وحطت ريلها داخل اليخت وتوها بتدخل وتهامل اليخت مرة ثانية ولكن بدخول فاتن لليخت وجان تطيح على مساعد بكل قوتها...

لكن مساعد اللي مسكها بقوته ما قدر انه يصارع تهامل اليخت على المايل وتمايل اهو الثاني لمن اخرتها ثبت مكانه وهو ماسك فاتن اللي كانت من شدة الخوف حاطه يدينها على ويهها واهي بحظن مساعد..

لحظات مرت من هالتجربة القاسية او المضحكة بعد وشوي شوي فجت فاتن يدها عن ويهها وتشوف نفسها بين احظان مساعد اللي كان منحرج والسبب اللي خلاها تعرف انحراجه اهي نظراته اللي كان صاد بها مكان ثاني.. ويوم لاحظت المكان اللي اهي فيه على طول طفرت منه مثل النار اللاسعة.. ومن شدة الاحراج راحت قعدت على الكرسي وكلمة شكرا لاصقة بطرف لسانها لكن الحيا كان اكبر منها..

راح مساعد واهو مرتبك بالحيل لمكان السايق.. وحرك اليخت عشان يحس بالدم يمشي فيه.. يالله.. تمنيت اكون قربها.. لكن مو بهالقرب.. احاسيسي كلها انصدمت.. ما قدرت اتخيل يوم من الايام اني المها.. بين ظلوعي.. جذي.. حط يده على قلبه وهو يتحسس النبض اللي كان على وشك انه يفجر قلبه.. وهو يتذكر عطرها وشذاها ونعومتها وخفتها.. الا ويهها .. لانها كانت مخبيته من الخوف.. اااه يا يمة.. قلبي ما قدر ...
للحظة من اللحظات اللي مرت نادى قلب فااتن على مساعد عشان ينقذها.. للحظة من اللحظات هام العشق في قلب فاتن لمساعد.. للحظة من اللحظات.. اللي مرت عليهم..

وتحرك اليخت لبقعة ثانية حامله على سطحها اثنين.. انقلبت احوالهم 180 درجة.. الله العالم.. توها الرحلة بادية.. شراح تكمل عليه.. ؟؟
----------------------------
كأي يوم عابر مرت اللحظات والدقائق والساعات على مريم واهي بدارها.. ومثل ما اول دخلت الجامعة.. تذاكر.. يا الله علي والله اني دافورة من دشيت الجامعة وانا متشطرة ادرس واذاكر واحظر وكل شي.. بس ياريت يلاحظني الدكتور ويخليني اجاوب.. الهيس الاربد دومه يخلي الفصيخ يجاوبون.. ترى ما يدري من تحت اللفافة والعباية... اخليه يستخف.. ويا ويهه.. لكن محد يقدر... وتطالع الدب وتبتسم بخبث.. وتحاجي روحها

مريم: الا انت جوجو مووو؟؟ فديت هالخشم والله ..امواااااح..

بنفسها بخفة على السرير وهي تضحك من خاطر.. وطاحت على كتبها وهي تتنهد.. يا الله سعادة لا توصف.. وحلم جميل لا يكاد يتصدق.. ما احلى الحب.. وما احلى العشاق.. وما احلى كل اثنين يعترفون بمحبتهم.. اااخ لو بس احنا انقليز ههههههههههههههههههههههههه ه ...

لاحظت الوقت.. شافتها الساعة 1 تقريبا بالليل... خلها تنام احسن لها.. وقبل لا تروح وتنام... تذكرت جراح اللي زارها عند بيتهم... وشلون رسم لها كلمة احبج في الجو... شلون اعترف لها بحبه.. وشلون استقبلت اعترافه.. بس تعال.. انا ما رديت عليه.. ما قلت له يعني اي لاف يو تو؟؟ يا ترى اهو يدري اني احبه؟؟ وين ما يدري الريال خابزني وعاينني بعد.. شلون ما يعرف.. بس تعال احسن.. خله اهو يعترف وانا اظل ساكته.. على قوله محمد عبده.. الحب علمها السكوت وعلمني الكلام.. ههههههههههههه يا بعد عمري محمد عبده له من الاغاني لكل مناسبة.. اااخ عليج يافتون.. لو انتي وياي الحين جان خليتج اتقطعين من زود وناستي.. صج لي قالو ما تكمل الافراح الا بحظور اهل الفرح.. يا عمري يا فتون.. يا ترى شقاعدة تمرين فيه من مغامرات ويا مساعد الشقي..

شقاعدة تمر فيه ارفيجتج... اهي العواصف بحد ذاتها.. من بعد ذيج المسكة مساعد ما حط عينه عليها وكأنه مشمئز ولا متظايق.. يا الله هالكثر ظايقه لمسي.. تراني تظايقت اكثر.. وربي.. تظايقت من خاطر.. ليش يمسكني جذي.. لو اطيح ولا يلمسني.. اصلا احنا مو متزوجين شلون يتصرف وياي هالتصرف... صج لي قالووو شباب اخر زمن.. وعاد انها البنت عصبت ورفعت ريلها وحطتها على الثانية بعصبية وهي تهزها وعاقدة ذراعها على صدرها .. وتنفخ.. تمثيليه التعصيب..على امل ان مساعد ينتبه لها.. لكن.. هذا الامل اشبه بالميت.. لانه من جابل جدام ما فر ويهه ولا مرة..

ما فر ويهه لانه يخاف ينفضح اليوم.. وتنفضح معاه كل مشاعره وكل اعتداداته بنفسه الرجولية.. اليوم الظاهر انه ما بيعدي على خير.. مابيعدي قبل لا اقول لها احبببببببببببببج احبببج يالياهل.. ياللي قلبتي حياتي فوق تحت.. ياللي تخليني اغار من كل شي عليج... حتى الارض الي تمشين عليها... احبج وودي لو المج بدل هالوحدة اللي انتي عايشة فيها.. ابيج.. ابيج لي ولي انا بس... وان يات الظروف انج تكونين لغيري.. ما راح ارتاح الا لمن اذبحج واذبح روحي بذبحج.. خلاص.. انا ما عدت اتحمل ياناس رحموني.. رحموني وتفهموني.. انا ماقدر على بعادها عني.. صج جريبة واجرب من كل هالناس لكنها بعيدة.. بعيدة وابيها تمد يدها لي عشان اقربها..واخليها واعيشها في قلبي.. تستمتع بدقاته المينونة وحبه الكبير..والله يا فاتن لا حبيتيني راح تكونين الملكة بهالدنيا.. راح تكونين ملكة مملكتي.. راح تكونين الدنيا اللي انا اشوفها من خلالج... وكانت هذي الكلمات من الجدير انها تخليه يستدير ويناظر فاتن... او يشبع نظره منه لانه يوعان.. يوعان لها.. ولحبها.. جووع فطري وغريب وعجيب تجاه هالمخلوقة.. وتوه بيردد عليها الكلمة اللي تدور في باله وتطحن اعصابه مثل الرحا.. شاف العصبية ونظرات الاحتقار بعيونها.. وتوقف سيل الكلمات من بال مساعد.. وعلى طول.. وهو يلتفت كل دقيقة لفاتن يحاول يخفف سرعة اليخت ويوقفه عشان يروح يشوف شلي مظايج اميرة الاميرات... وفاتن اللي تلاقت عيونها بعيون مساعد انتفض قلبها منه.. يا الله.. هذا وانا اتوعد فيه من مساعة للحين.. نظرة وحدة منه ترجفني جذي.. عنبوووها مسكة اللي مسكني اياها.. جذي تسوي فيني.. اكيد .. ليش ما تسوي.. انا مو متعودة على هالمواقف.. بس بعد.. من سمح له.. اللئيييم.. المتعدي... ال... ال..... ال... مجبر.... اي اي.. مجبر.. يجبرني اسوي اشياء انا ما افكر فيها.. كل شي... كل شي يصير بالصدفة وياه.. العقل.. ماكوو... اهو اللي مضيع عقلي..واليوم..انا برده لي.. بوضع الحدود بيني.. وبينه.. ال.. مجبر...

وراح مساعد قعد يمها بكل هدوء... وهو يناظرها بطريقة خلت فاتن تقشعر وتنتفض بذيج اللحظة.. ومساعد المسيكين اللي كان مهتم لظيقها وحاط نفسه بين ايديها.. وهو يرفع النظارة حاجاها

مساعد بنبرة مهتمة: فاتن علامج متظايقة؟
انصدمت فاتن: انا؟؟ متى؟ اقصد.. ( عادت الى ظيقها المصطنع وهزة الريل) أيه.. انا متظايقة.. انا متظايقة ومتظايقة وظيق الدنيا حايشني..
مساعد وقلبه يألمه: فيني ولا فيج.. ليش شمنه الظيج؟؟؟
فاتن اللي كانت تفتح عيونها وتسكرها بخوف .. جنها داشة امتحان ولا داشة عرين اسد: شمنة الظيج.. اسال روحك.. شمنة انا متظايقة..
مساعد وهو يعقد حواجبه بصدمه: اسال روحي؟؟ ليش.. انا سبب ظيجج؟؟
فاتن وهي مترددة من اهتمامه العنيف بها بهاللحظة.. شقول له يا ناس.. حللوني: .. ا... ا... ايـــة
وفج عيونه مساعد وعلقت بسرعة فاتن: جزئيا..
مساعد قام من مكانه وهو ثائر..: شسويت لج؟
فاتن اللي خافت من نبرة صوته مع انها كانت منخفضة: شيسويت. لي.. انت اخبر.. انا مو... انا موو اخصائية تقريرات اعطيك تقارير باللي تسويه... لازم تكون ع.. ع.. عارف للي تسويه وياي.. ويخليني .. اتظايق..
مساعد على صوته في ذيج البقعة اللي كانو بروحهم فيها..: عارف؟؟ والله العظيم انا ماعرف شسوي وياج.. اروح لج يمين تطلعين لي يسار.. كل شي اسويه مو عاجبج حتى اللي ما اسويه مو عاجبج.... شسويت بالله عليج
فاتن اللي انتفضت من صرخته: ... لا .. تصارخ علي.. لا تصارخ.. ما بتثبت شي بالصراخ..
مساعد اللي شوي ويمسك شعره من القهر: يعني ... اقطع هدومي انا.. اقطع هدومي.. انتي شتبين بالضبط شتبين.. تبيني اذبح روحي.. تبيني اغل (اقط) روحي بالبحر... (ولمعت عيونه وفاتن بنفس الوقت فتحت ثمها من الصدمة) اي.. بسويها.. بسويها لج عل وعسى ترضين...
وتوه بيرمي روحه الا تنط فاتن وتمسك يده: وين رايح؟؟؟
مساعد: بغل روحي خلاص.. انا ما ابي هالدنيا.. والله مليت.. مللتيني.. ذبحتيني.. خليتها تطق بجبدي..
فاتن: خلها تطق بس لا تغل روحك بالبحر...
مساعد: فاتن تراج ذبحتيني والله بسج ميهل.. مليت انا والله مليت...
فاتن رمت يده بعصبية وكملت: شنو مليت ومليت طايح لي مليت ومليت... ترى مو بس انا الللي تقهر في هالسالفة انت العن مني لو سمحت.. لا تبري روحك وتخليني بموقع الاتهام.. انت السبب
مساعد يضحك من القهر وهو يحوم مكانه: هههههههههههاااااااااااااا اااي ههههاااي ههههااااي يا قلبي والله انا بموت ( ويصيح الحين) لو ادري بس هالمحكمة اللي ناصبتها لي هني بعرض البحر شنو اتهامها بس لو ادري... ؟؟
فاتن: يعني تسوي روحك خبل ومو فاهم وانت اقل الاشياء تحط بالك عليها
مساعد يوقف وهو يتنفس بعمق ويتكلم بصوت مترجي: شسويت فيج.. ولله شسويت فيج قوليلي بس والله بقطع روحي..

انحرجت فاتن من ذكر الموضوع لانه في هاللحظة لو قالته راح يبينها سخيفة. بس اهي لازم تحط الحواجز والحدود بيناتهم. مالجين صح بس مو معناته له الحق في اللمس وهالسوالف.. بعدهم على العرس بشهر اربعة..

فاتن بحرج واهي تبتعد عنه وتقعد: .... يــوم مســكتني؟
مساعد: ها؟؟
فاتن ترفع صوتها : يوووووم .. (سكتت واهي تاخذ نفس وتهدي نفسها) يوم مســكتــني.. قبل شوي..
مساعد بعدم تصديق: انتي.. من صجج ؟؟
فاتن قامت من مكانها واهي متوتر وتضم وتفج بيدينها: اي اكيد من صجي.. انا صج مملوج عليها لكن.. أحنا ما تزوجنا... احنا للحين... بيناتنا حدود وحواجز(واهي تلتفت وتوجه صبعها في ويهه من بعيد) انت لازم تحترمها وما تطوفها...

مساعد سكت واهو يناظرها بعدم تصديق.. الحين هذا اللي مظايقها... اني مسكتها؟؟ يعني اهي غبية ولا تتغيبى.. يعني اهي دقمة ولا تتديقم.. يا ناس.. انا اللي موقفني عنها ما روح واخلص عليها ويهها السمح اللي حتى بغبائه يتغلغل بعروقي.. لكن...

مساعد بصوت واطي: يعني انتي... من صجج تتكلمين
فاتن: اووووووووه.. تراك ضيجت بي.. خذني بالعقل.. احرجتني ويا مسكتك هذي..
مساعد: يعني انتي ما كنتي متورطة شلون تركبين اليخت
فاتن: بلى.. .بس ما كان له داعي المسكة وهالسوالف...
مساعد: فاتن.... حرام عليج
فاتن: شنو حرام علي.. ترى هذا الصح.. ويمكن انت ما تعرفه بس بعلمك اياه؟..

سكتت فاتن يوم شافت عيون مساعد اللي لو كانت تقتل جان اهي صريعتها الحين.. الغضب وعدم التصديق والظيج وبنفس الوقت.. لونهم الجذاب كان خليط ومزيج خطير يخليها تفكر مرتين باللي تقوله.. بس بهاللحظة اهي مخها في حاله غضب.. ما تدري.. صج ان السالفة سخيفة اللي اهي تتناقش فيها بس اهي في حالة غضب ونفور وعنف.. تبي تظهره في ويه مساعد وما همها.. ما يخوفها...

مساعد: الظاهر انج ما بتتادبين جذي..

واستغربت فاتن من كلامه الا ان يد مساعد اللي مسكتها طيرت كل شي من بالها .. والعنف اللي واجهها به خلاها في حالة غيبوبة. تمشي وراه واهي تتحسس الالم شلون يطوف في جسمها مثل المحلول العجيب.. خلاها بحالة من الصدمة والكهربا... جرها مساعد داخل الدرج اللي يؤدي الى الغرفة الوحيدة في اليخت.. ويوم دخلها الغرفة سكر الباب من وراه وفاتن اللي كانت تمشي وراه مثل العصفورة طارت بالغرفة يوم رماها على السرير بكل قوته..
والهلع بدى يدب فيها بكل معنى الكلمة.. ويوم سكر مساعد الباب بقوة سادت صرخة في جسمها ما قدر لسانها ينطق بها من شدتها.. يمكن تتفجر مع هالصرخة..

مساعد: حواجز؟؟ حدود... حبيبتي.. انتي زوجتي وحليلتي.. والزواج وهالسوالف البطالية اللي الناس ابتدعتها كلها مجرد شكليات.. انا لو انام معاج بهاللحظة.. محد راح يقول لي شي... فشلون تفكرين باللمس؟؟ ومعصبة روحج ومسوية من السالفة قضية ومحكمة..

خافت فاتن من مساعد ومن تهجمه ومن كلامه الغير منمق او يمكن السوقي ونقزت من مكانها لعند طرف السرير من غير ماتحس بقميصها اللي طلع من التنورة وشيلتها اللي ما عاد لها لزمه لان شعرها كله طلع من تحتها..

وهي تفرك رسغها اللي قبض عليه مساعد: شقصدك بهالكلام..
مساعد اللي كان مثل الثاير يحوم يمين ويسار:.. انتي وايد دفعتي فيني.. ووايد تحملتج وصبرت عليج من تزوجتج.. لكنج اتيين وتحطين بيني وبينج حواجز.. وحدود... هذي القشة اللي بتقصم ضهري...

وهو يتقرب منها بغضب..

فاتن: زين انا اسفة والله مو قصدي.. والله مو قصدي بس حل عني..
مساعد يضحك : احل عنج... احل عنج وين... مسرع ما تراجعتي بكلامج.. من اللي يتحجى الحين الحدود والحواجز.. ولا انتي..
فاتن اللي شوي وتبجي من الحزن اللي عم فيها: تكفى مساعد.. واللي يسلمك... انا اسفة وغلطانة..
وكل هذا كان عبارةعن تحفيز لمساعد انه يتقرب منها اكثر واكثر: ابي اشوف لسانج الحين شبينطق.. ابيج توريني شلووون هالحواجز والحدود بتظهر.. ومن وين بتطلع.. وانا ما يفصل بيني وبينج الا الهوا.. والهوا ما ينمسك..
فاتن اللي وصلت للزاوية من عند السرير وهي مرتعبة من قلبها وشوي بتنهار: تكفى مساعد اذكر ربك...
مساعد: ربي يقول اني حرمتي وانا لي الحق اني اسوي معاج اللي ابيه....
ويوم وصل لها انهارت فاتن وشوي تطيح على الارض من الخوف ومسكها مساعد ويوم لمست يده خصرها صرخت فاتن: لااا...
وثبتها مساعد على جدار الغرفة بعصبيه: سمعيني.... سمعيني..... ( وهو يثبت راسها بيدينه للطوفه واهي تبجي ودموع الخوف والذعر تهل من عيونها مثل الشلال) هذي... اول مرة... واخر مرة... واحلف بالله يا فاتن... بالله ... اول مرة واخر مرة تتحديني في شي.... اهو ملكي... اخر مرة تستفزيني في شي انا اقدر عليه... ولا تظنين اني ما اقدر عليه... ترى انتي كنتي تباتين وياي في شقة وحدة وما يفصل بيننا الا جدار... جدار يا فاتن... من السهل اني اخترقة واوصل لج... وانتي تنصاعين لي مثل الجارية... لكن... (وهو يخفف يده على راسها وقلبها ذايب من شكلها الحزين) انا احترمتج.. واحترم قرارج.. وحريتج على عيني وعلى راسي... فلا تعتبرين احترامي ضعف مني تجاهج... لا... انا احترامي لج معناته تقديري لج.. ترى انا اقدر اسوي كل شي.. كل شي.. اقدر اني انسى... انسى غلاج في قلبي.. واذبحج .. فلا تستفزيني ارجوج... اترجاج واتوسل لج.. لاني مابكون مسئول عن نتيجة أفعالي وياج... سامعتني؟؟؟

انتفضت فاتن بين يد مساعد واهي تبجي... ويوم حسها مساعد انها تقريبا ثابته مكانها.. فج يده عن راسها وهو متلوم من قلب على موقفه تجاهها.. شسوى فيها..؟؟ ارعبها وهز كيانها الصغير... لا واللعن.. في خضم انفعاله اعترف بغلاها اللي يعمر قلبه ... انهزم في الموقف اللي ظن في بدايته انه فاز فيه... وعلى طول من غير اي كلمة ثانية طلع من الغرفة وهو يحس بالانهيار.. خلاص.. ماكو شي يقدر يسويه يصلح اللي صار... من بعد هالمواجهة.. اهو في طريج وفاتن بطريج...

اما فاتن اللي من غاب مساعد عن جو الغرفة طاحت على الارض وهي مو مصدقة.. زلزلال.. فيضان.. طوفان.. عاصفة.. والا اعصار.. كل الظواهر الطبيعية مرت عليها للحظة من اللحظات.. لوقت يمكن ما تعدى الدقيقتين.. تهدمت كل اركانها واعلنت انهزامها بضعفها جدام مساعد... مثل الاسد اللي متعدين على حكمه.. وداخلين عرينه من غير استئذانه.. مثل الثور الهايج... رمى عليها افظع الكلمات... وواجهها بقوته اللي هشمت كل حناياها.. واهي اللي كانت تظن انها قوية... طلعت هشه بالمقارنة مع مساعد... شرارة حولت الموقع الى ساحة حامية الوطيس.. بدت موجة البجي تهزها بعنف.. وهي خايفة وترتعش مكانها.. ما تدري ليش خايفة.. او على شنو خايفة.. على نفسها.. على مساعد.. على قلبها اللي مو قادرة تسكن انينه.. ولا على الهجوم اللي تعرضت له اليوم... بس.. الحق ينقال.. اهي السبب .. اهي السبب... كلامه ما كان غلط.. كلامه كان صح بصح... بس.. اهي.. ليش عصبت يوم مسكها.. ليش الغضب اللي كان لنفسها وجهته لمساعد وهو اللي من شافها متظايقة نسى ظيقه وياها يسال عنها وعن سبب ظيقها.. والا المعاملة الحلوة اللي فيالبارك.. والا الرحلة من بدايتها لنهايتها.. وكلمات كانت ترن في بالها من كلام مساعد..

((انا احترمتج.. واحترم قرارج..))
((... فلا تعتبرين احترامي ضعف مني تجاهج... لا... انا احترامي لج معناته تقديري لج.))
((ترى انا اقدر اسوي كل شي.. كل شي.. اقدر اني انسى... انسى غلاج في قلبي.. واذبحج))

وانصدمت من الكلمة اللي ذكرتها للحظات
((انسى غلاج في قلبي.. انسى غلاج في قلبي.. انسى غلاج في قلبي))

وتمت تردد هالكلمة بلسانها: غلاج.. غلاج .. بقلبي.... غلاج...

وغابت في موجة منا لبجي واهي تحاول تمحي هالكلمة من راسها.. لا مستحيل.. مستحيل.. هالشي ما يتصدق.. مو معقول... ما يصير يغليني.. ما يصير.. اهو يحتقرني ويكرهني ويعاقبني ويحتجزني عنده.. ما يصير يحبني... اهو متزوجني عشان يقهرني فحبي لمشعل.؟. عشان ينتقم مني...
ينتقم منها.. ليش ينتقم ؟. انتبهت لنفسها.. ليش ينتقم مني وانا ما بيني وبينه اي صلة او اي علاقة...ليش يعني من قلة الناس اللي بيحطني في باله... وتمت تسترجع في بالها لحظات قديمة مرت بينها وبن مساعد.. لكن حالتها النفسية ما ساعدتها ابدا.. وخلتها منهارة على ذيج الارض.. وشالت عمرها بالغصب وراحت على السرير وهي متهالكة من البجي اللي بجته.. ومن الخوف.. اللي للحين اثاره عليها.. اكيد هاليوم ما راح ينسى.. هاليوم راح يظل في ذاكرة الزمن اللي جمع بينها وبين مساعد... لكن.. هل راح تظل الاوضاع جذي؟؟

مساعد اللي طلع على السطح ووسع الفضا والبحر كان ولا شي بالنسبة لمشاعره المتألمة.. مثل الاسد المجروح.. او مثل النمر اللي خسر معركة البقاء في الحياة... يحس بالخسارة والهزيمة في معركة اهو كان مستعد لها بكل جوارحه ومستعد انه يمضي فيها بكل جرأة.. لكن... اليوم اهو انجرح.. انجرح وارهب وتعدى على اغلى الحبايب.. على نبض قلبه.. على سبب حياته.. على الشمعة للي نورت ظلام دنيته من بعد فقدان عالية..وبهالشي حس بالكتمة تخترق صدره .. وتم يمسح عليه بيده وحس ان نفسه ما يساعده ولا يكفيه... وعلى طول ركب على الحد من القارب ورمى روحه بعنف في الهوا... وغاص بالبحررررررررررر...

في عالم الكثافة والصدمة المائية غابت مساعد وهو مسكر عيونه وحابس انفاسه.. وتم ينتظر جسمه الل يهوى ثقله في الماي.. وكاهو يرجع للسطح بدفعه منه للماي وينساب مثل الحرير باختراق العرض ويوصل للسطح بشهقة قوية... طلبا للهواء.. ورد غاص مرة ثانية ودفع نفسه.. لمن حس بالتعب والهلاك.. وتم يجدف بذراعينه لليخت اللي ابتعد عنه .. ويوم وصل ركب ... وهو يجر نفسه جر.. وبلله بالماي خلاه يثقل اكثر.. وصارت مهمة تواجده على السطح صعبه.". لكن ماكو شي صعب على مساعد.. وكاهو على ارضية اليخت... وهي منسدح بطوله الفارغ وانفاسه المتلاحقة والسريعة المخنقة.. كان تدريب عنيف لجسمه اللي ما تعرف للرياضة من فترة.. خصوصا رياضته المفضلة.. السباحة... وظل منسدح على الارضية... الى حين ما يقدر يتنفس بانتظام..
=================

مرت الساعات على الاثنين وهم متفارقين بالمكان لكنهم لاول مرة يمكن في حياتهم قريبين من بعض بالفكر والعقل... كانت فاتن نايمة على السرير وهي ما تقدر توقف سيلان الدمع من عينها على اللي سوته اليوم ويا مساعد.. ومو قادرة تشيل كلمته من بالها.. ما تقدر تتصور ليش قال اللي قاله؟؟ ماكو سبب يدفعه لذكر مثل هالشي.. ولكن كل ما تذكر صراخه عليها في هالغرفة تغيب ملامحها بذراعها وبنوبة بجي يديدة..

اما مساعد اللي ينتفض من البرد بس يهز جسمه وينفضه وكانه يبعد البرد عنه ما حرك القارب ولا انش واحد من مكانه..ينتظر الاشارة من فاتن.. ما يقدر ينقلها من المكان الا بامرها.. ووقت ما تكون اهي مستعدة.. راح ينفذ اللي عليه... وظل ينتظر.. وينتظر.. والجو يغيم عليهم.. واذيال الليل تقترب من السماء وتكسيها غروب ولا احلى.. لكنه كان حزين.. وكأن مشاعر مساعد طلعت منه وطاولت السماء ومزجت سوادها بصفارها ... والوانها النارية اللي ما تأذي العين بنورها.. ومرحلة الانتظار.. ما زالت في دربها.. وما زالت في محطتها..

حست فاتن ان معدتها تتقلص من شدة اليوع والاضطراب اللي فيها.. ومن زود التعب خافت تنام... لذا قامت من مكانها واهي تترنح من زود الاعياء اللي فيها.. وراحت عندباب في الغرفة.. وفتحته.. لقته حمام فاخر وروعة.. مع انه صغير.. ووقفت عن المنظرة شافت عيونها المتورمة والمنطقة اللي عنك خشمها محمرة مثل الكرزة.. مسحت عليها عشان يغيب اللون لكن من غير اي نتيجة.. ترجع تحمر مثل ما اهي.. رفعت كميها وفتحت الماي ويوم تحسسته لقته بارد.. خذت منه غرفة ورمتها على ويهها وحست بالانتعاش.. واهي تحس بتجلط بشرتها بسبب برودة الماي..شافت منديل معلق وتمت تتححسسه بصوابعها.. بعدين بللته وعصرته عن الماي.. وحملته وياها برع الحمام.. وتمت تمسح على رقبتها من جدام وورى.. وتنشف ويهها من قطرات الماي السايلة.. وقعدت على حافة السرير بتنهيدة.. شافت الغرفة مظلمة.. معناته ان الليل اكيد هبط عليهم واهم في البحر.. ولازم يردون.. وتوها بتطلع لمساعد ويوم وقفت المكان اللي وقفه قبل شوي صادها مثل الارتعاش اللي خلاها تحس بتقلص في معدتها.. وتحركت من المنطقة لمنطقة ثانية واهي تناظرها.. وتتحسف على كل شي سوته وقالته بحق مساعد.. لكن .. بعد فوات الفوت ما ينفع الصوت.. لكن هذا مو معناتها انها ما ترد للبيت.. خلهم يردون البيت وكل واحد يرقد بداره يمكن يهدى او يرتاح..

طلعت من الغرفة وهي تعدل من شيلتها. وانصدمت من برودة الجو اللي اخترقت كل حواسها.. بس قاومتها وطلعت على سطح اليخت اللي كان مساعد قاعد على كراسيه وهو حاط يديه بمخابي الجاكيت اللي مسكر وثم مساعد مغطى داخله وشعره يتطاير ويا الهوا وراسه معانق الارض.. يوم حس ان احد ثاني متواجد وياه بنفس المكان... رفع راسه لطرف اليمين وشافها.. كانت واقفة وهي متكتفة.. وكان العبرة خانقه احاسيسها.. ووقف بكل هدوء وبكل راحة وعيونه لازقة بويهها.. وما تحرك ولا بوصة من مكانه.. وفاتن اللي من غير اي حسية تحركت خطوة وحدة لعند السطح.. ومن هالخطوة خطوة ثانية.. ومن الخطوة الثانية ثالثة.. لمن وقفت على مسافة بعيدة والقريبة من مساعد حست بصوت انين في داخلها.. وكان مغناطيس يعيث فيها يجذبهااكثر واكثر لمساعد.. ما تدري شقاعد يصير فيها.. ولا اراديا..

فاتن.بصوت مبحوح: ................... آسفة..

عقد مساعد حواجبه وكأنه بيبجي.. وانهارت فاتن بهذيج اللحظة وتقربت منه وهو تقرب بعد وتلاقو الاثنين باحظان بعض...

في ذيج اللحظة كانت فاتن مغموووورة بذراعين زوجها العزيز.. زوجها المنقذ.. زوجها الطيب الحنون اللي ما عاملها الا بالطيب... ومساعد غامر احلى هدية تلقاها من رب العالمين.. اللي تقدم لها وتقدمت له.. وتمسك بها بكل قوته وبكل قدرته على التمسك.. مع انه كان تعبان ومنهك جسديا... لكنه تقوى.. تقوى بهالمخلوقة اللي غاصت فيه.. وانملت جوانب جسمه بالدفا من قربها له.. اما فاتن اللي كانت مسكرة عيونها واهي تحس برضا العالم كلها فيها.. ما قدرت تحبس الدمعات ولا الاهات اللي اخترقت جو الصمت بينهم.. او جو الامواج اللي تتلاطم مع بعضها بفعل الريح... وكلمة اسفه عمت كل شي..

فاتن: اسفة... والله اسفة..
مساعد بهمس: اووووش... لا تقولين شي
فاتن: اسفة..... اسفة...
بعدها مساعد عنه وقرب ويهه منها والبعد عنهم انش: لا تقولين جذي... انتي مو اسفة.. انا الاسف..
فاتن: ما احترمتك.. وما تستحق اللي قلته
مساعد: حتى انتي.. ما تستاهلين اللي سويته فيج.. بس خلاص... سكتي الحين... لا تقولين شي...
فاتن سكتت وهي تهز راسها لكن نفضه البجي ارعشتها وخلتها تضحك وتبجي بنفس الوقت: .. ماقدر... ما تنافض...
ابتسم لها مساعد: خلج بين ذراعاتي... خلج هني.. خليني احس بالامان.. خليني احس اني احسسج بالامان.. ولو لمرة يا فاتن... حسسيني اني زوجج.. واني انا اللي تحتاجينه...
سكتت فاتن وهي تغوص مرة ثانية في احضان.. زوجها.. اي .. زوجها.. رب العالمين جامع بينهم باحلى رباط..واشرف رباط.. الا وهو الزواج.. وشكليات الحفلات والعزومات والترتيبات كلها مالها معنى.. دامنها زوجته على سنة الله ورسوله خلاص.. ماكو شي بهالدنيا يقدر يحرمهم من بعض... ولا شي...

وبعد فترة من السكون...

مساعد: نروح البيت؟؟
فاتن تهز راسها بهدوء واهي للحين بحضن مساعد.. وبهمهمة: امهم..
بعدها مساعد شوي عنه وبصوت حنون: خلاص.. دقايق واحنا على الشط... بس دخلي داخل الغرفة لان الجو بارد..

طاوعته فاتن بكل هدوء وراحت داخل الممر الي يؤدي الى الغرفة.. وقبل لا تدخل التفتت له.. وما حست ان الكلام يقدر يوفي باي شي بهذيج اللحظة..وعيون مساعدا لمنتظرة بينت شوقه لها... وبابتسامة ... خلت فاتن الالوان ترجع بحياه مساعد.. وترتسم على ويهه ابتسامة الرضا والسعادة .. الابتسامة الحقيقية اللي خلت من بشره مساعد تتجعد عند الاطراف.. مو علامة الكبر.. علامة الغبطة والفرح والسرور الكبير... ومن بعدها غابت فاتن عنه.. وهو ركب لكرسي القيادة وشغل المحرك.. وانتقل من المكان اللي كان فيه.. اللي سماه بينه وبين نفسه.. بقعة من الجنة.. لان فيها لقى مساعد اللي كان يتمناه من اول ما عرف فاتن... حظنها الدافي...