عرض المشاركة وحيدة
  #39  
قديم 29/05/2006, 01:17 PM
الزمن القادم الزمن القادم غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/03/2006
المشاركات: 242
التاريخ السرّي للموساد

تأليف :غوردون توماس



غوردون توماس هو كاتب شهير يعيش في بريطانيا. سبق له وقدّم ما يزيد على ثلاثين كتابا عرف العديد منها طريقه إلى قائمة الكتب الأكثر انتشارا كما تُرجمت إلى اكثرية اللغات الحيّة في جميع ارجاء العالم. وأغلبية هذه الكتب مكرّسة لعالم الاستخبارات. هذا الكتاب يخص التاريخ السري للموساد.. أي الجهاز المكلّف بأمن اسرائيل الذي اشتهربهذا الاسم ونشأ في الأصل تحت تسمية «معهد الاستخبارات والعمليات الخاصة».


وكان الموساد، كما يصفه المؤلف، وراء الكثير من عمليات التجسس والاغتيالات الأكثر شهرة خلال القرن العشرين. اما المصادر التي يعتمد عليها المؤلف فتتمثل في وثائق سرية والمصادر الخاصة والمقابلات العديدة مع عملاء سابقين للموساد ومخبرين وجواسيس ومسؤولين في هذا الجهاز.. ومن هنا جاء الكشف عن خبايا لم تكن معروفة كانت الأجهزة السرية الاسرائيلية وراءها.


يبدأ الكتاب بالحديث عن شقة في الدائرة الرابعة من العاصمة الفرنسية باريس والتي يقيم فيها أحد خبراء الموساد في حقل الاتصالات والاشراف على تنفيذ المهمات التي يقوم بها عملاء يقدمون من تل ابيب. لكنها ليست شقة عادية فأبوابها مصفحة وزجاج نوافذها لا يمكن ان تنفذ منه اجهزة الرقابة الالكترونية مثلما هو الحال في البيت الابيض الأميركي.


من هنا خدم هذا المقر كقاعدة عملياتية لتنفيذ مهمات منذ عام 1997 منذ أن وصل اليه المدعو «موريس» الذي تخرج من مدرسة الموساد عام 1982.


ويبين المؤلف في تحليلاته آليات عمل جهاز الموساد مثل الاعتماد على واجهات مثل رجال الأعمال والاعلاميين والدبلوماسيين. أما اولئك الذين يستهدفهم الموساد فإنهم كل من ترى به الأجهزة السرية بوحي من القيادات السياسية خطرا على الأمن الاسرائيلي من أجانب وعرب.. مثل الوزير البريطاني المحافظ الأسبق جوناثان ايتكن الذي تولى مسؤوليات عليا في عمليات بيع الأسلحة للشرق الأوسط..


وبعد أن وجهت له صحيفة «الغارديان الاتهام باقامة روابط مشبوهة بالنسبة لوزير بريطاني. حاول ايتكن اقامة دعوى ضد تعرضه للقدح والتشهير تركز النقاش حول من دفع له فاتورة اقامته في فندق «ريتز» الفخم في باريس أقسم أن زوجته هي التي دفعت فقام جهاز الموساد بتقديم معلومات تؤكد أن هذه الزوجة لم تكن آنذاك في العاصمة الفرنسية. لقد خسر ايتكن المعركة فالموساد كان يعتبره يشكل تهديدا لأمن اسرائيل وان له علاقات عربية «مشبوهة.


ويروي المؤلف بالتفصيل المدهش محاولات جهاز الموساد الاسرائيلي تجنيد «هنري بول» نائب المسؤول الأمني في فندق «ريتز» بباريس الذي يملكه الملياردير المصري محمد الفايد.. وكان العميل المدعو «موريس» قد التقى مراراً بـ «هنري» هذا الذي كان يعمل احياناً سائقاً للشخصيات الكبرى من «نزلاء» الفندق..


وهو الذي قاد سيارة المرسيدس بسرعة جنونية في ذلك الأحد 13 أغسطس من عام 1997 ومعه دودي الفايد والأميرة البريطانية ديانا.. وحيث قُتل الثلاثة في الحادث الشهير في نفق «ألما» بالعاصمة الفرنسية باريس. و لا يتردد المؤلف في طرح اسئلة من نوع: «هل لعبت محاولة تجنيد هنري بول (من قبل الموساد) دوراً في الحادث؟ وهل كان السائق قد رطم السيارة عمدا في العمود الثالث عشر بنفق ألما لانه كان يحسب نفسه عاجزا عن الافلات من مخالب الموساد؟


هل فقد السيطرة على عربته بسبب ارتفاع نسبة الكحول والأدوية في دمه؟ عندما غادر الفندق مع مرافقيه الثلاثة (دودي وديانا وحارسهما الشخصي)، هل كانت الضغوط تثقل على عقله؟ وبدلا من أن يكون مسؤولا عن مأساة، ألم يكن بالأحرى ضحية استغلال بغيض من قبل أحد الأجهزة السرية؟».


ويحدد المؤلف جذر «الموساد» في مفهوم يهودي يقول: «قام بقاء شعبنا منذ الملك داؤود، على الصفة العالية لاستخباراته». أما ترجمة هذا على أرض الواقع في فلسطين فقد تجسدت أولاً في منظمة «الهاغاناه» اليهودية في فلسطين قبل قيام الكيان الصهيوني فيها، وحيث حرص دافيد بن غوريون على إيجاد «شبكة من المخبرين» تحولت إلى جهاز حقيقي يمارس كل أشكال العنف، ويرى المؤلف أن «السمة التأديبية العنيفة لطريقة العمل لم تكن بعيدة عن شراسة الموساد مستقبلاً».


وكان دافيد بن غوريون قد جمع بتاريخ 2 مارس 1951 مسؤولي خمس وكالات سرية مختلفة في مكتبه وأعلن لهم قراره بضم جميع نشاطات الاستخبارات الإسرائيلية في الخارج بمصلحة جديدة سمّاها «هاموساد لو توم» أي «معهد التنسيق». وضع هذا الجهاز «إدارياً وسياسياً» تحت سلطة وزير الخارجية باعتبار أن نشاطه الأساسي هو الخارج،


ولكنه ضم في صفوفه ضباطاً كباراً ممثلين لهيئات الاستخبارات الإسرائيلية الأخرى، أي «شين بيت»، جهاز الأمن الداخلي، و«أمان»، أي الاستخبارات العسكرية العامة وممثلين أيضاً عن الاستخبارات الخاصة بالطيران والبحرية. قال بن غوريون يومها لمن معه: «عليكم أن تقدموا للموساد قائمة طلباتكم وسوف يتولى مهمة تلبيتها.


وما عليكم أن تهتموا بمعرفة من أين سيتزود بها وكم سيدفع». ويشير المؤلف إلى أن الموساد تولى منذ البداية الرقابة على شبكة تجسس مهمة في العراق كانت تعمل منذ سنوات تحت إشراف الدائرة السياسية في وزارة الدفاع الإسرائيلية. كانت المهمة الأولى لتلك الشبكة هي التسلل إلى أعلى دوائر الجيش العراقي ووضع خطة للهجرة السرية لليهود العراقيين إلى إسرائيل.


انكشف أمر هذه الشبكة بتاريخ 5 مايو 1951، أي بعد أسابيع عدة فقط من تأسيس الموساد، من قبل الأجهزة السرية العراقية، وحُكم على عميلين إسرائيليين بالإعدام وعلى 17 شخصاً من المتعاملين معها بالسجن مدى الحياة. وما يؤكده المؤلف هو «إن العميلين الإسرائيليين خرجا لاحقاً من السجن مقابل مبلغ مادي كبير تم دفعه لحساب مصرفي في سويسرا باسم وزير الداخلية العراقي آنذاك».


وفي فصل تحت عنوان «الجاسوس ذو القناع الحديدي» يتحدث غوردون توماس عن «رافي» أي رافائيل ايتان، الذي ينقل عنه قوله ذات مرة: «في كل مرة كان علي قتل أحدهم، كنت أحس بحاجة الى النظر مواجهة في عينيه، بل في بياض عينيه. بعدها أشعر بالهدوء وبالتركيز ولا أفكر سوى بما ينبغي علي عمله فأقوم به.. وهذا كل شيء».


وكان ايتان قد تولى منصب نائب مدير عمليات الموساد لمدة ربع قرن وهو الذي أشرف شخصياً على اختطاف ادولف ايخمان في بوينس ايرس تحت اسم «ريكاردو كليمانت» كان جهاز الموساد قد استأجر إحدى طائرات شركة «العال» وجهزها بمقصورة خاصة لوضع ايخمان فيها بعد خطفه. وكان رافائيل ايتان أحد المفاتيح الرئيسية في تزويد مفاعل «ديمونة» الذري الذي أقامته إسرائيل في صحراء النقب بالمواد المشعة عبر العديد من الشبكات التي وصلت إلى أعلى المستويات في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية.


وتحت عنوان «طالبو الثأر» يتحدث المؤلف عن الدور الذي لعبه اسحاق رابين في العملية التي قام بها الموساد في منطقة «سيدي بوسعيد» في مدينة تونس وأدت إلى مقتل القائد الفلسطيني خليل الوزير «أبوجهاد». وتتم الإشارة إلى أن عملاء الموساد أمضوا مدة شهرين كاملين في مراقبة «الفيللا» التي كان يسكنها ورصدوا بدقة مخارجها ومداخلها والمادة التي يتكون منها السياج وعلوّه والنوافذ والأبواب وأنواع الأقفال وأشكال الدفاع وتحركات الحراس.


وتجسسوا على زوجته لمعرفة متى تلعب مع الأطفال وتبعوها حيث كانت تقوم بمشترياتها أو عندما تذهب إلى صالون الحلاقة.. ويرى المؤلف في هذا كله تطبيقاً لقاعدة أساسية في عمليات الاغتيال قال بها أحد قادة الموساد مائير اميت قبل سنوات وبقيت حاضرة في ذهن رجال الموساد وهي: «عليكم أن تفكروا على طريقة الشخص المستهدف ولا تتوقفوا عن تشبيه أنفسكم به إلا في اللحظة التي تضغطون فيها على الزناد». وبتاريخ 16 ابريل 1988 انطلقت عملية اغتيال أبوجهاد.


في تلك الليلة، أقلعت عدة طائرات بوينغ 707 من قاعدة عسكرية بالقرب من تل ابيب، كان في إحداها اسحاق رابين برفقة عدد من الضباط الكبار، كانت طائرتهم على اتصال مستمر مع فريق القتلة الذي كان قد أخذ مواقعه للتنفيذ بقيادة عميل أطلقوا عليه تسمية «السيف». وكانت طائرة أخرى مجهزة بكل ما هو مطلوب لالتقاط الاتصالات وللتشويش بينما كانت هناك طائرتان أخريان معبأتان للقيام بالمهمات الأخرى،


حلقت هذه الطائرات كلها على علوّ شاهق فوق فيللا أبوجهاد وأخذت تدور وتسمع ما يجري على الأرض على تردد خاص. وبعد منتصف ليلة 17 ابريل بقليل علمت القيادة «الطائرة» أن أبوجهاد قد دخل إلى منزله بسيارته المرسيدس.. وقال رئيس مجموعة القتلة بواسطة «ميكرو» إنه يسمع صوت خطوات أبوجهاد وهو يصعد السلم ويدخل إلى غرفته ويوشوش كلمات عدة لزوجته، ثم ينتقل على رؤوس أصابع قدميه إلى الغرفة المجاورة ليقبِّل ابنه النائم قبل أن يعود إلى مكتبه في الطابق الأرضي. وعند الدقيقة 17 من منتصف الليل أعطى رابين الضوء الأخضر.


قتل رجال الموساد أولاً سائق أبوجهاد الذي كان ينام في السيارة خارج الفيللا، بوساطة مسدس مزوّد بكاتم للصوت. ثم فجّروا البوابة الحديدية بمتفجر جديد «صامت» وقتلوا بعد ذلك الحارسين الشخصيين في الداخل قبل أن يدخل رئيس مجموعة القتلة إلى مكتب أبوجهاد ويرديه برصاصتين في صدره تبعهما برصاصتين في الرأس.


وعندما أراد العميل الإسرائيلي الخروج وجد أم جهاد أمامه، فأمرها بالدخول إلى غرفتها مع ابنها بـ «اللغة العربية» استمرت العملية منذ دخول القتلة إلى المنزل وذهابهم 13 دقيقة.


الفصول الأخرى من الكتاب تتحدث عن اغتيالات وخطط اغتيال لصدام حسين مثلاً، وعن علاقات شركات أميركية في الصين وصلاتها مع عالم الإرهاب.


التاريخ السري للموساد.. عالم الظل.


* الكتاب: التاريخ السري للموساد


* الناشر: نوفو موند ـ باريس 2006


* الصفحات: 527 صفحة من القطع المتوسط

عرضته اليوم : البيان الاماراتية