عرض المشاركة وحيدة
  #55  
قديم 29/08/2006, 05:53 PM
تمرة تمرة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 26/08/2006
الإقامة: الأردن
المشاركات: 55
تقديري للحكيم العماني.

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته

تحياتي لك أخي الفاضل الحكيم العماني وتقديري البالغ لك على ما قد قرأته من أفكار خطّها قلب عقلك النابض، وتحياتي القلبية العظيمة لكل من شارك الحكيم من الأخوة والأخوات الكرام في إثراء تلك الأفكار. نِعم الأخوة والأخوات.

هذا الموضوع من أكثر الموضوعات التي شدّت اهتمامي لأنها تهيئ لخطة مشروع نهضوي شامل (مدني) نحن بأمسّ الحاجة أن نبدأ في بلورة رؤيته الآن، وفي الحقيقة كنت بدأت مع مجموعة صغيرة جداً في تبادل الأفكار المحددة الواضحة من مدة أشهر وتم وضع مسودّة صغيرة جاءت مستعجلة تحت عنوان: المقاومة المدنية. إلا أنه ولا بأي حال تحلّ المقاومة المدنية (كردة فعل على الأحداث الأخيرة) مقام المشروع النهضوي البنائي، بل إنها (المقاومة المدنية) تصب في محيط ذلك المشروع الممتد والعميق، ولكن لنقل أنّها الوليد المنتظر بعد حملٍ لم يكن بطويل بالنسبة لي ولكنه طويل جداً بحسب ما هو تعارف عليه في سُنن الحمل؛ لطالما تصوّرتُ أن يأتي هذا الوليد مُسالماً وإذ به يأتى ثائراً (لا أهوجاً) من رحم المقاومة، له عزيمة الرسل والأنبياء عليهم صلوات ربي وسلامه؛ عزيمة شقّت نفسها من بين "أشلاء الدمى" وتفجّرت من بين ينابيع "الدم الذي أصبح سائلاً لونه أحمر".


هذا الموضوع هنا وجدت موضوعات أخرى متشابكة ولها علاقة به سواء فلسفية معرفية أو تطبيقية علمية، وكلها تصب في بحرٍ واحد بإذن الله. وارتأيت أنّ هذا الموضوع تحديداً ممكن أن يكون نقطة البداية الجامعة، والله أعلم.

واسمح لي أخي الكريم بالتعليق بادئ ذي بدء:

تفضّلتَ:
اقتباس:
القضية

لماذا يتمحور مفهوم البطولة في مجتمعاتنا حول أفراد بعينهم وأشخاص محددين؟ لماذا كل إنجازاتنا وإخفاقاتنا يتحملها أشخاص أفراد: لماذا يصبح صلاح الدين محرر القدس وطارق بن زياد فاتح الأندلس بينما عبدالله الصغير سبب سقوط الأندلس!

الحضور الشعبي الفاعل وليد الوعي الإنساني الحاضر (الحيّ) الذي يحتضن القائد الذي بايعه عن رضى وقناعة ويحيط به، فهذا الشعب مؤمن بالرسالة (مدركاً لأبعادها) وليس مجرد تبعاً للقائد يؤدي فروض الطاعة العمياء، فإن مات أو قتل القائد المحبوب (بفرض) انقلبوا على أعقابهم وضاعت الجماعة إذ ما عرفوا الرسالة ولا أدركوا أبعادها ولا موقعهم منها!

كل فرد من هؤلاء مدرك لقوّة الوعي الفردي الذي يؤدّي دوراً حيوياً رئيسياً في دفع الوعي الجمعي إلى أرقى درجاته لإحداث الإنجازات الإنسانية الحضارية (وفي هذا إشباع مجموع حاجات إنسانية).

قيمة الإنسان هنا تتجلى بإدراكه أنّ لوجوده الفردي الفاعل قيمة فاعلة ضمن منظومة الجماعة الإنسانية التي ينتمي إليها، هذا الإنسان يدرك تماماً الحاجات المتبادلة للأفراد لإشباع حاجة التقدير الذاتي لكل منهم من خلال أداء دوره المميّز لتحقيق هدف جماعي إنساني يشبع حاجة الإنتماء الإجتماعي المعطاءة، والقيمة الأعظم هي إشباع حاجة الروح السامية بالوصل الحي المستمر مع الخالق من خلال أداء كل فرد للرسالة من خلال تأديته دوره الخلافي في الأرض.

فلان سبب سقطوط دولة ما:
ما الذي فرعن "فرعون" وجعله مستأثراً بالحكم والقرارات، وبسبب قراراته "الحمقاء" حصل السقوط؟
كما للوعي الإنساني حضور فاعل فله غياب قاتل؛ كما يحيا الوعي فيكون نابضاً بقوّة الإدراك ضمن مستويات التفاعل الكونية والإجتماعية المختلفة يمكن أن يكون ميتاً متجسداً في صورة وعاء للتلقي.

فلان يتحمل بلا شك سبب السقوط والهزيمة والفساد ولكن...
ماذا عن الغياب الشعبي الفاعل؟
هذا الشعب الذي لم يبدأ الأمر في كونه مضطهداً ومقهوراً (سلبياً رغم أنفه)، ولكن دخل في مراحل قبل أن يصبح "الضحية بلا منازع" ويشير ببنان الإتّهام إلى الحكّام (المتآمرين أو المتخاذلين)، هذا الشعب في مرحلة ما يبدأ الإنكفاء على ذاته ويبدأ هو بالتخلي عن الدور الفاعل الإيجابي، ربما بدءاً "بالشيطان الأخرس" (لأسباب متعلقة بخلل إدراكي مرده خلل معرفي في إشباع حاجياته الإنسانية على هرم الإحتياجات الإنسانية)، هنا لن نجد رجلاً يقوّم خليفة البلاد عمر بلسانه –لا بسيفه- عندما يتخذ قراراً مجحفاً ولن نجد امرأة تحاججه وتخطِّئه فيعود بتواضع عن خطأ رأيه! في هذه الصورة يمارس الجميع دورهم الفاعل الإيجابي البنّاء والإرتقائي، كل يتحرك إنطلاقاً من "ضميره الإلهي" الثابت والمتصل بتكليفه الإلهي، كلٌّ مدرك لدوره الخلافي، كلٌّ يعرف تأثيره فيما لو سكت عن الحق أو فيما لو نطق، لا أحد ينتصر للذات، لأنّ حاجة تقدير الذات مشبعة فذاك يقوّم الحاكم بأدب وتلك تعطي رأيها بجرأة والحاكم يمارس مصداقيته من خلال إظهار تواضعه أمام الحق الذي به يعلو، ولذا لا حاجة لأحد بانتصار وهمي للذات على حساب حاجة مهمة جداً أدركوها إلا وهي؛ حاجة الإنتماء الجماعي التي ترتقي بالفرد والجماعة معاً بما فيه رضوان الله عزّ وجل (محاولة تجديد النية لتكون خالصة للحق تبارك وتعالى).

إذن لا السقوط ولا الإرتقاء أسبابهما "شخص" أو حتى مجموعة أشخاص، فالبيئة الشعبية تحدد مسبقاً خارطة الهبوط والنكوص أو خارطة الصعود والإرتقاء.

هذا لا يمنع وجود "طقطقات" بطولية لمجموعات تولّدت ضمن سياقات اجتماعية ما، والذي يسمح بتصاعدها أو هبوطها هو ( مناخ البيئة الشعبية)، سواء كانت المجموعات إرهابية أو إجرامية أو إنسانية.

فإن جاء زيد أو عبيد ضمن تنظيم عسكري وحقق إنجازات معينة، قيّمناها محاولين إدراك أبعادها وعلاقاتنا بها طبعاً،

والآن...نحن، في ميادين ساحات الجهاد غير الدموي، كيف ممكن أن نستغل الظروف التي نتجت عن إطاحة رأس الصهيومريكية ومواليها(مارد "إسرائيل العسكري" ليس شبحاً شيطانياً لا يُـصطاد ولا يـُقهَر)؟

بعد ان انتهينا من التحليلات الفذّة، كيف يمكننا مثلاً أن نستثمر هذه الظروف ونوظفها لمشاريع طويلة الأمد؟

كيف ممكن أن نفعّل المقاطعة الإقتصادية شعبياً وبذات الأوان عيننا على التبادل التجاري العربي والتبادل التجاري مع بلدان حليفة وقلبنا مصوّب نحو الإنتاج (ضمن خطوات عقلانية مدروسة)؟

كيف نحطّم دائرة ردود الأفعال المغلقة التي ندور فيها لنكون في موقع إنتاج الأفعال؟
ولا مشكلة في ردود الأفعال بحد ذاتها، المشكلة أن نستقر ببلادة فيها، وتكون كل ردود أفعالنا انفعالات عابرة ما تلبث أن تقبع في لاوعي كل منّـا على شكل هزيمة متراكمة فوق جبال من هزائم لا تعد ولا تحصى تفتك بأنفسنا وأجسادنا وتزهق أرواحنا وتسلّطنا على الضعيف منا ولا ننتهي من مسلسل إذاقة بعضنا بأس بعض (الفتنة الداخلية)!

من الآخر:
نريد أن ننتج؛ نتاجاً معنوياً ونتاجاً مادياً. ولا، ليس عن طريق إنتظار خطط الحكومات ولا عن طريق المؤسسات الحكومية، وهذا لا يمنع أن نستثمر أي مجال مفتوح من قبلهم لتحقيق أهدافنا.

لدينا جمعيات مدنية (علمية، اجتماعية، إنسانية، وثقافية عموماً)، كيف ممكن أن نستفيد منها وتستفيد منا؟

أرجو ان تكون مقدّمتي موفّقة لما أود طرحه بهذا الشأن.
ربما أعلّق لاحقاً على بعض العبارات، الكثير القيّم قد قيل من قبل حضراتكم وحضراتكن.

أرجو أن يستمر هذا الموضوع بنَفَسٍ طيّب إن شاء الله.
تقبلوا احترامي وتقديري

تمسون على خير