الموضوع: اخــترت لـك
عرض المشاركة وحيدة
  #59  
قديم 08/02/2004, 12:29 PM
صورة عضوية صقر الخالدية
صقر الخالدية صقر الخالدية غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 06/09/2000
الإقامة: مسقط
المشاركات: 3,253
حميّ الرسائل الخلوية القصيرة عبر قنوات المنوعات
2004/01/12

غراميات مفضوحة وحروب كلامية عنصرية:

عمان ـ القدس العربي من هديل ****: لا يتحرج إعصار وطرزان الأردن أو وسيم وفارس الكويت أو ريم الخليج أو ولد قطر أو عذاب وغيرهم من مدمني الرسائل القصيرة بأسمائهم المستعارة هذه كما وردت عبر بعض قنوات المنوعات الفضائية العربية القادمة من كل صوب وحدب، في التعبير بلا استحياء أمام ملايين المشاهدين علي الهواء مباشرة عن إعجاب أحدهم أو إحداهن بالآخر، وطلب التعرف عليه أو تبادل عبارات الحب والغرام الساخنة بأعداد هائلة من الرسائل قد تصلح لفكرة عمل درامي اجتماعي مثير، أو عمل تراجيدي آخر مستوحي من الرسائل الأخري الملغومة بألفاظ ذات دلالات عنصرية وطائفية وشتائم،تنقل بعض الفضائيات المختصة هذه الأيام أحد فصولها علي خلفية منافسات دوري القدم الأردني خصوصا بين أكبر فريقين محليين، لحد وصل إلي توقيف بث الرسائل المؤيدة والمعارضة ذات النزعة العنصرية ليوم كامل، ساندتها أيضا بعيدا عن الروح الرياضية مناكفات قطرية ضيقة شنت حول مجريات كأس الخليج 16لكرة القدم وغيرها من المناسبات العامة والخاصة.
وتبدو المفارقة الأكثر جدلا في الشارع الأردني هنا بعد المتابعة والرصد، هو ذلك الهوس الناتج عن الكم الهائل من الرسائل الصادرة عنه علي أبرز الفضائيات المنوعة مثل (روتانا ومزيكا وميلودي) التي تقدم خدماتها شركتان منافستان للجمهور الأردني إلي جانب الشركات الوسيطة للفضائيات بموجب عقود موقعة، مما دفع صحف أردنية كأسبوعية (الحدث) في تقرير نشرته عام أواخر عام 2002 الحديث عن إحصائيات غير رسمية حول تصدّر الشعب الأردني من بين شعوب العالم مراتب أولي في استخدام الرسائل القصيرة عموما بمعدل 45رسالة شهريا للفرد، كما ذكرت أنه نحو مليوني رسالة قصيرة متبادلة سجلتها شركة فاست لينك للاتصالات الخلوية يوم عيد الحب من العام 2001.
ولا يغيب في هذا السياق عن ذاكرة العرب والأردنيين ذلك العرس الوطني الأضخم علي الساحة الأردنية لفوز ديانا كرزون بلقب مسابقة ما سمي بـ سوبر ستار العرب بفضل ضخ أصوات الأردنيين لها عبر الرسائل القصيرة حصدت فيه ما نسبته 53% من المجمل النهائي،لتتفوق علي نظيرتها السورية ابنة البلد الأكثر سكانا والأقل استخداما للخلوي لحداثة طرحه بالأسواق. وما بين أكثر من مليون مشترك أردني بالهواتف النقالة من أصل نحو خمسة ملايين نسمة وبطالة متفشية تصل إلي ما يقارب 14% وفق إحصائية أعلنها وزير العمل الأسبق العام الماضي و11% يعيش في مستنقع الفقر، تفاوتت التأويلات حول تلك الحروب الكلامية الدائرة علي الشريط الأفقي لمحطات يغلب عليها الطابع الفني البحت، فلم يرفض د.بلال الجيوسي أستاذ التربية في إحدي الجامعات الأهلية في اتصال مع القدس العربي فكرة افتتاح قنوات جديدة للاتصال بين الأجيال تتناقل فيها الآراء بحرية تحت مظلة تكنولوجية غير مسبوقة في الأردن مقارنة بالدول العربية الأخري،مما أفرز نزعة استهلاكية قوية تفوقت في جو عام من الإحباط والانهزاميات العربية المتراكمة منذ زمن. مؤكدا في الوقت ذاته في إشارة إلي تلك الألفاظ التي تقحم الجمهور في نزعات طائفية وجهوية وعنصرية، ضرورة إيجاد ميثاق شرف إعلامي لتقنين الحد الأدني من القيم الأخلاقية حتي لا تفرّغ مضامين الأفكار من هدفها الحقيقي خاصة عندما يتعلق الأمر بلعبة ذات طابع قتالي تنافسي مثل كرة القدم.
وعن التكهنات التي دارت حول انخفاض تكلفة الاتصال والتراسل علي المواطن الأردني دون غيره،لم ينف أحمد الرمحي الموظف في شركة فاست لينك للقدس العربي حقيقة ذلك بقوله ان تمتع الأردن بمنافسة أكثر من شركة علي الساحة بخلاف احتكار مثيلاتها كما في السعودية مثلا، يقلل تكلفة الاتصال والتراسل بمقدار ضعفين علي الأقل تصل أحيانا إلي أربعة أضعاف.
و المفارقة الأكبر علي هذا الصعيد تكمن في إخلاء شركتي الاتصالات الخلوية الأردنية والشركات الأخري الوسيطة مسؤولياتهم مما يرد علي شريط الرسائل، كما ذكرت صحيفة الرأي اليومية في عدد اليوم الأخير من شهر ديسمبر الماضي علي موظف في قسم التسويق في شركة فاست لينك أيضا، مشيرا إلي اقتصار دور الشركة علي تشغيل خدمة إرسال الرسائل أو ما يعرف بـ(SMS TO TV). وأوردت الصحيفة عن مدير عام شركة ITP الوسيط المتعاقد مع قناة (مزيكا) بأن مهمة الشركة تنحصر في حذف ما يمكن حذفه من الألفاظ الفاحشة الواردة في الرسائل فقط حسبما يقتضيه، العقد الموقع بين شركات الاتصالات والوسيطة وهو ما يتم آليا أو يدويا وبصعوبة كما ورد. وعلي الجبهة الأخري تميزت رقابة التلفزيون المحلي عبر برنامج فني معروف، منع فيه إظهار اسم المرسل كاملا في معظم الرسائل خاصة الغرامية كما أفاد إعلامي يعمل في هذا المجال، معللا ذلك بأسباب أخلاقية واجتماعية سائدة، كما منع برنامج منوع آخر نهائيا أي اهداءات علي الهاتف فيها تحريض علي فريق لكرة القدم ضد الآخر .
ويبدو أن مجرد الاعتقاد باتخاذ الجهات المعنية موقفا حازما حيال تلك المسلسلات اليومية المقروءة ضربا من الخيال مع الأرباح الطائلة التي تجنيها الشركات المستفيدة مشكلة مصدر رزق أساسي لها، لتتقاطع الأحاديث شبه المؤكدة بانضمام شركة اتصالات خلوية ثالثة إلي ساحة المنافسة، بما يتفق مع سياسة الانفتاح التي ينتهجها الأردن علي عالم الاتصالات الحديثة منذ أعوام،وطرح ما لا يخطر علي قلب بشر من الوسائل المبتكرة في عالم الرسائل القصيرة التي باتت صناعة مستقلة. والأعجب من ذلك أنه وبالرغم من كل هذا الصخب الاتصالي الذي تساوي فيه كل المواطنين لأول مرة، تتضاءل أكثر فأكثر احتمالية تراجع المواطن الأردني والعربي عن الترديد بأن كأس الخليج 16 هو سعودي سعودي سعودي كما أصر عدد من رواد الشريط المتحرك، أو أن الدوري الأردني وحداتي وبس في رسالة آخر، كما لن يكف أبو محمد من جرش عن مغازلة عذاب الخليجية أو ما طلبه أحدهم عندما وصف نفسه بـ مهستر بالتعرف علي مهسترة مثله كما ظهر في بعض الرسائل، إذ ان هذه الظاهرة فتحت أفقا جديدا علي شبكة المعلومات الدولية بإطلاق مواقع إلكترونية مخصصة للتعارف والتراسل، يتصدر زيارتها غالبا، أيضا مدمني تلك الرسائل القصيرة سالفي الذكر

القدس العربى