الموضوع: اخــترت لـك
عرض المشاركة وحيدة
  #93  
قديم 25/04/2004, 04:45 PM
صورة عضوية صقر الخالدية
صقر الخالدية صقر الخالدية غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 06/09/2000
الإقامة: مسقط
المشاركات: 3,253
Question

فضائية "الشرقية"... هل هي عراقية... أم... بعثية؟
السبت 24 أبريل 2004 16:52
داود البصري






في خضم الهجمة الظلامية الأصولية المسعورة والتي تهدد بإفناء البشر وحرق الحجر، وتدمير كل شيء جميل في عراق الأصالة والخير والجمال والحضارة، تكون الحاجة لتنفيس الأوضاع وتنقية الأجواء وتغييرها ومحاولة إعادة البسمة المفقودة للوجوه المتعبة والنفوس الحائرة الخارجة من رماد الحروب البعثية العبثية وإستنساخاتها المهدوية الظلامية أكثر من ضرورية بل أنها مهمة إستراتيجية تقتضي من النظام العراقي المقبل إتخاذ خطة إعلامية ذكية ومبرمجة من أجل تحسين الأوضاع النفسية ومحاولة بناء الإنسان العراقي بناءا نفسيا جديدا وبأسلوب علمي وحضاري متطور يعوض كل عقود الإرهاب والتخلف الطويلة التي مرت على العراق وهشمت كيان شعبه وحولت العديد من شخوصه ونماذجه السلوكية إلى صور عدوانية مرعبة تثير الرعب والأسى والحسرة، ومن يطالع صور وشريط الأحداث الإرهابية الأخيرة التي عصفت بالعراق وخصوصا عمليات حرق وسحل الجثث في (مدينة المساجد) الفلوجة!! والتمثيل الجاهلي الوحشي بها يعجب ويدهش لصور (أطفال العراق الفلوجيين) وهم يضحكون ملء أشداقهم لمناظر الجثث المتفحمة بل ومشاركتهم في (حفلات التمثيل) البشعة!! وهو إنحراف سلوكي خطير بحاجة لأكثر من الأطباء ووصفاتهم التقليدية لعلاجه؟ إنها مرحلة التوحش والبدائية والوحشية والموت قد بسطت جناحيها على براعم العراق ورجال غده ! وتلك نتيجة حتمية ومؤسفة لأسلوب وثقافة وتربية سلطة الموت البعثية البائدة التي حولت العديد من العراقيين لمسوخ وأشباح بشرية ومشاريع حقد متفجرة وظلامية وعلى الضد تماما من كل القيم الإجتماعية والدينية الموروثة والتي تتناقض تماما مع التصرفات السائدة ميدانيا! وهنا أؤكد من أن التخريب البعثي الفاشي قد نجح وبإمتياز في تشويه الثقافة الشعبية وتخريب النواحي السلوكية وفي الإجهاز على بذور الخير والإنسانية، وفي تعميق الحقد والكراهية لسلطة قامت أسسها على قيادات فكرية مريضة ومنحرفة وساقطة إستطاعت للأسف أن تعمم سقوطها الفكري والأخلاقي والسياسي على مساحات بشرية واسعة للغاية وبما يهدد مستقبل السلام الإجتماعي في المجتمع العراقي الذي يعاني المرض بشكله الشديد والمتأزم وهنا لايستطيع كل عاقل حصيف إلا أن يلقي بالمسؤولية المباشرة على إعلام النظام البعثي البائد الذي كان يعتمد على الأكاذيب وعلى تمجيد الحروب والعدوان وإشاعة الأحقاد الطائفية والقبلية وتهميش قطاعات واسعة من الشعب العراقي وإحتقارها ووصمها بسمات وأوصاف مخجلة كوصفه للشيعة بأنهم أولاد زنا ولأهل الأهوار بأنهم من الهنود!!، هذا غير إشاعة العداوات والحزازات الإقليمية وفصل الشعب العراقي عن جواره العربي المسلم كعدوانه الفظ والمجرم على جيراننا في إيران وأشقاؤنا في الكويت، بل أن أكاذيب (الفيلق الإعلامي والفني) البعثي كانت أخطر بكثير من قواته العسكرية الضاربة!، لقد كان نظام صدام مجرد قنبلة إعلامية قائمة على الرشوة القومية وشراء الذمم وإلتقاط المحاسيب والأزلام، ولعل (دبابة طارق عزيز) الشهيرة الدليل الأنصع على مفاهيم الرشوة الإعلامية القومية، وكان الإعلام البعثي رديئا ومريضا وسقيما وهو يعمم الأكاذيب ويمجد سلطة القهر والموت ويضفي من الصفات الآلوهية على قائده الفرد (الجرذ) مايثير العجب والتندر ! فشعراء النظام وفنانيه كانوا من سقط متاع القوم وكانت الهدايا المقدمة لهم لنشاطاتهم الإعلامية الفاشية هدايا ذات صفات إجرامية كالمسدسات الفضية أو الرشاشات الذهبية! وكان وزير الثقافة والإعلام البعثي الأسبق لطيف نصيف جاسم الدليمي لايختلف عن أي طبال أو مهرج بائس ورخيص! وكذلك كان الحال مع زمر الفنانين من المطربين والملحنين الذين تعاونوا معه لينتجوا فنا فاشيا رخيصا ومدمرا للذات العراقية وممجدا للقتل والدماء والجثث المسحوقة ليقبضوا الثمن مناصبا عليا وهدايا ومكرمات القيادة البعثية ولينزوي الفنان العراقي الحقيقي وضمير الشعب في كواليس اللجوء البعيدة الباردة وليقضي العديد منهم نحبهم في صمت لابل أن سرقة أعمال الفنانين العراقيين الأحرار المغضوب عليهم والمنتصرين لحرية شعبهم قد أضحت أمرا عاديا في ظل سلطة سرقت من الشعب حتى أحلامه وكما حصل مع الملحن والفنان العراقي المبدع (كوكب حمزة)! وغيره من المبدعين؟ كالفنان المطرب فؤاد سالم الذي تحول لضمير الفن العراقي الحقيقي في ظل حالة التعتيم المطبق التي طبعت كل شيء في العراق، واليوم وبعد أن تنفس الشعب العراقي عبير الحرية المقدسة لأول مرة في تاريخه الحديث رغم كل الأحوال العامة السيئة وجبال المؤامرات التي لايراد منها أن يستعيد العراق عافيته تفتقت أذهان ومبادرات بعض العراقيين لضرورة إستثمار مسألة التلفزيونات الفضائية فظهرت الإعلانات المتكررة عن فضائية عراقية جديدة تبث من إمارة (دبي) بعنوان (الشرقية) وحيث مافتأت تلك الشرقية تقدم مقاطعا من برامجها وأغانيها ومشاريعها التنموية أيضا! وقد علمت من ان المشرف على هذه الفضائية الوليدة في الفضاء السمعي البصري العراقي الجديد هو الأستاذ الإعلامي والصحفي العراقي المعروف سعد البزاز رئيس تحرير صحيفة الزمان والمدير السابق لإذاعة وتلفزيون بغداد في أوائل التسعينيات من القرن الماضي! أي أنه يمتلك الخبرة التلفزية اللازمة لإدارة وتشغيل تلك القناة الجديدة والتي لها دون شك أهداف عديدة بعضها مفهوم وبعضها في عالم الغيب والتكهن..! ولكن هنالك ملاحظات غامضة قد أطلت برأسها ونحن نرى الدعاية اليومية لتلك الشرقية وهي تركز على إستحضار العديد من فناني العهد السابق من البعثيين والمطبلين في إحتفالات الطاغية ومن الوجوه الكريهة التي عافها العراقيون لأنها تذكرهم بسنوات الذل والعذاب والموت السابقة وهؤلاء الفنانون هم من البضاعة الرخيصة المتبقاة من إرث الطاغية البعثي النافق والذين لامكان لهم في العراق الجديد لأنهم كانوا يمثلون فترة التألق النازي البعثي ويطبلون في مهرجانات المحارق العراقية في قادسية صدام وأم المعارك وحيث هربوا لدول الجوار الخليجية ليستعين بهم أهل (الشرقية)!! لابل أن الإستهتار بالذوق العراقي قد وصل لحد الإستعانة بصوت أحد المذيعين الذي كان متميزا في (الفضائية العراقية) السابقة ببث البيانات الكاذبة والتمجيد بسلطة القهر طيلة أكثر من عقدين ليعود هذه المرة وقد تزكى وتطهر ليكون بلبل السلام والمحبة! فأي مهزلة هذه، وهل عقمت الكفاءات العراقية الشابة؟ ولماذا لاتتم الإستعانة بالفنانين العراقيين الذين أبعدوا عن الواجهة زمنا طويلا بدلا من الإتكاء على نفايات الفاشية البعثية الهاربة في هذا الجحر أو ذاك؟ فهل هذه الخطوات تدخل ضمن السياقات الممهدة لعودة البعثيين (والعياذ بالله) للحياة السياسية في العراق؟ أم أنها (عودة الشيخ إلى صباه)! في إلتقاط هوائم البعث وإعادة الصبغ والطلاء والتلميع؟ بعد ذلك لانعرف متى تبث تلك الشرقية تحديدا، فماهو موجود مجرد إعلانات لبرامج وأغاني ومنوعات والإستعانة ببقايا البعثيين الذين دمروا الإعلام العراقي وحطموا الذوق العراقي وأساؤا أكبر إساءة للفن العراقي الحقيقي والراقي... فهل ستكون (الشرقية).. الإحتياطي المضموم للفضائية العراقية المنقرضة؟ أم أنها ستكون حصان طروادة الذي سيعيد البعثيين للواجهة الإعلامية من جديد؟

الجواب رهين بتطورات الأحداث.. ولكنني أرى رؤوس البعث قد أطلت بقرونها من جديد!.

المصدر موقع ايلاف