الموضوع: اخــترت لـك
عرض المشاركة وحيدة
  #61  
قديم 15/02/2004, 11:25 AM
صورة عضوية صقر الخالدية
صقر الخالدية صقر الخالدية غير متواجد حالياً
عضو متميز جداً
 
تاريخ الانضمام: 06/09/2000
الإقامة: مسقط
المشاركات: 3,253
فضائية "الحرة" ليست الأولى"عقول العرب وقلوبهم .. مستهدفة أمريكياً "
محيط : فتحي مجدي ·

لم يعد خافياً على أحد ذلك الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري في تشكيل اتجاهات الرأي العام على المستويات المحلية والإقليمية والدولية نحو القضايا المتشابكة والمعقدة التي يزخر بها عالم اليوم ، سواء في أوقات الأزمات والحروب أو في أوقات السلم فأقل ما يوصف به هذا الدور أنه أصبح على درجة كبيرة من الخطورة والتأثير ، في ظل ما يسمى بثورة الاتصالات التي تصاعدت حدتها منذ نهايات القرن الماضي وحتى وقتنا الحاضر ، والتي ما زالت تتطور بمعدلات متسارعة وبخاصة في مجال الوسائل المرئية منها . .




فما نراه اليوم أن الأنظمة على اختلاف اتجاهاتها السياسية والعقائدية ، تنفق مئات الملايين من الدولارات على أجهزتها الإعلامية بغية استخدامها كمنابر دعائية تعينها في كسب معاركها الداخلية والخارجية ، وتهيئة الرأي العام المحلي والعالمي لتقبل السياسات التي تنتهجها في تناول القضايا الخاصة بشعوبها ، سواء كانت تلك السياسات مجحفة بشعوبها أم عادلة .وليس هناك من خلاف على أن الولايات المتحدة ، من أكثر دول العالم إدراكا لفعالية وسائل الإعلام في تشكيل اتجاهات الرأي العام المستهدف من ناحية ، والرأي العام الأمريكي والعالمي من ناحية أخرى ، الأمر الذي دفعها للتوسع في استخدام تلك الوسائل ، وبخاصة الفضائيات منها ، في تنفيذ استراتيجيتها الكونية التي تستهدف- في جزء منها - إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط في إطار هدفها الغائي وهو : الهيمنة على العالم ، والتحكم باقتصادياته ، والتفرد بقيادته ، واتخاذ القرارات الهامة بشأنه . وفي هذا السياق ، أطلقت واشنطن عدداً من الإذاعات والفضائيات مستهدفة المواطن العربي على وجه الخصوص وذلك لسببين : أولها- إحداث توازن مع ما تبثه بعض الفضائيات العربية من رسائل إعلامية ، يمكن أن تشكل على المدى المنظور عائقاً رئيساً يحول دون تنفيذ مخططاتها في المنطقة على النحو الذي ترجوه ، وثانيهما- تحسين صورة الولايات المتحدة في المنطقة العربية وبخاصة بعد ما أصابها من تشوّه شديد بعد غزوها للعراق وانحيازها الصارخ لمجرم الحرب شارون . وكانت آخر ما تحاول إنجازه في هذا المجال ، عزمها على إطلاق فضائية موجهة للمنطقة العربية ب اسم "الحره" ، لتستخدمها في مخاطبة المتلقي العربي وتشكيل اتجاهات الرأي العام في المنطقة من منظور أمريكي ، والتصدي لما تبثه بعض الفضائيات العربية وبخاصة قناتي "الجزيرة" و "العربية" من رسائل إعلامية تثير استياء الإدارة الأمريكية وتعارض مخططاتها وأهدافها في الهيمنة على المنطقة . ويرى المراقبون أن إطلاق هذه الفضائية ، يعد من أهم المشروعات الإعلامية التي تقيمها الولايات المتحدة على الساحة الدولية منذ إنشائها لإذاعة "صوت أمريكا" عام 1942 ، والتي يرون أنها تجيء للحد من التشويه الذي لحق بصورة الأمريكيين لدى شعوب المنطقة على يد الفضائيات العربية ، التي درجت على بث الرسائل الإعلامية التي كان يوجهها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ، فضلاً عن إذاعة الرسائل الإعلامية التي تصب في خانة معاداة أمريكا . .



إقبال العرب على مشاهدة الفضائيات
" الحرة " .. محاولة أمريكية لتجميل الصورة المشوهة ويؤكد المراقبون أن هناك العديد من الأهداف المعلنة وغير المعلنة من وراء إطلاق الفضائية الأمريكية من بينها :أ - العمل على كسب عقول وقلوب الجمهور العربي المستهدف الذي يمثل الشباب فيه النسبة الغالبة ، وتوجيهه نحو قبول القيم والأفكار وأنماط السلوك السائدة في أمريكا والدول الأوروبية ، وهو ما يعبر عنه بالغزو الثقافي والفكري للعالم العربي .ب - تحسين صورة الأمريكيين لدى العرب ، والتي شوّهتها إلى درجة مقلقة الحرب الأنجلو - أمريكية على العراق ومن قبلها على أفغانستان ، وكذلك صور القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين التي كانت تبثها أجهزة الإعلام ، وما تلاها من مشاهد الخراب والدمار التي أعمّها الاحتلال في أرجاء العراق .ج - محاولة تحقيق تفوق حاسم في المعركة " الإعلامية " على الساحة العربية ، وبخاصة في وجه الفضائيات العربية المنافسة بعد أن فشل الإعلام الأمريكي في فرض تفوقه على الفضائيات الأخرى ، بعكس ما كان الحال في حرب الخليج الثانية ، حيث انفردت شبكة "CNN" الإخبارية الأمريكية ببث أنباء المعارك في تلك الحرب . وقد علق "نورمان باتيز" المدير التنفيذي لـ"ويست ورد وان" ، التي تعتبر أكبر شركة إذاعية في الولايات المتحدة على تلك الأهداف التي تقررت على أساسها فكرة إطلاق الفضائية الجديدة ، قائلاً : نحن نتنافس بهذه القناة في بيئة إعلامية تتحدث فيها الكراهية ضدنا عبر محطات الإذاعة والتلفزيون .. بيئة يأخذ منها المواطن العربي انطباعاته عن سياساتنا وثقافتنا وعن مجتمعنا .. وهي انطباعات خاطئة ، الأمر الذي يستوجب من الأمريكيين التصدي إعلامياً لهذه المحطات التي دأبت على التشهير بأمريكا والأمريكيين . ويعترف "باتيز" بأن فضائية "الحرة" ستتواجد في كل مكان توجد فيه قناة "الجزيرة " القطرية . وأشار في هذا الصدد إلى أنه بحلول منتصف الشتاء الحالي ، سيكون لهذه الفضائية فرع خاص بها في العراق يتم تمويله بنحو 40 مليون دولار أمريكي تقتطع من مبلغ الـ 87 مليار دولار التي خصصتها الإدارة الأمريكية لجهود إعادة الإعمار في كل من العراق وأفغانستان ، كما سيكون لها فروع أخرى في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط . وفي السياق ذاته ، يؤكد المراقبون على صعوبة تحقيق الأهداف التي من أجلها تزمع الإدارة الأمريكية الفضائية الجديدة إطلاق فضائية "الحرة" ، وبخاصة سعيهم لكسب عقول المشاهدين العرب وقلوبهم " ، حيث أثبتت التجارب السابقة أن إنشاء الإذاعات الموجهة للجمهور العربي ، لم يكن في مجمله أمراً سلبياً . فقد أثبتت معظم الدراسات الحديثة انصراف المشاهد العربي عن وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ، وبخاصة في عصر انتشرت فيه الفضائيات العربية التي استطاعت أن تستحوذ على الغالبية العظمى من المشاهدين ، وساهمت في تشكيل رأي عام عربي يقوم على حرية التفكير وإبداء الرأي في القضايا التي تهم الوطن العربي . كما يرى المراقبون أيضاً أن فرصة نجاح أي عملية لـ "تجميل" صورة الأمريكيين أمام المواطن العربي تبدو ضئيلة للغاية ، حيث أن ما شاهده المواطن العربي عبر شاشات الفضائيات أثناء الحرب على العراق ومن قبل على أفغانستان ، واللتين أودتا بحياة الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء الشعبين العراقي والأفغاني دون ما ذنب يغتفر سوف يجعل من مهمة فضائية "الحرة" أمراً يكاد يكون مستحيلاً .



" الإدارة الأمريكية تتهم " الجزيرة " بالتحريض
ويشكك خبراء الإعلام في نجاح الفضائية الأمريكية الجديدة في مواجهة الفضائيات العربية ، برغم الأموال الضخمة التي رصدتها للإنفاق عليها ، والتي تكلف الخزانة الأمريكية مبلغ 65 مليوناً من الدولارات ، مؤكدين - في الوقت ذاته- على أنه حتى إذا ما حققت بعض القبول ، فلن يبرر هذا القبول حجم الإنفاق الضخم الذي خصص لها . وفي هذا السياق ، يتنبأ خبراء الإعلام بمواجهة حامية الوطيس ، سوف تدور رحاها بين " الحرة " والفضائيات العربية من أجل الحصول على أكبر نسبة من جماهير المشاهدين في كافة أقطار الوطن العربي . كما يرون أن الخصم الأول في هذه المعركة الإعلامية سيكون قناة " الجزيرة " ، التي كانت موضع انتقاد وهجوم عنيف شنته الدوائر السياسة الأمريكية خلال الحرب الأمريكية على العراق ، حيث اتهمتها بعدم الموضوعية وتعمد إثارة الجماهير العربية باللعب على وتر المشاعر الإنسانية وبث القصص التي تؤدي لتصاعد حجم الكراهية لكل ما هو أمريكي .ولتجاوز هذه العقبة ، يذكر القائمون على إنشاء قناة "الحرة" ، أنهم سيحاولون الابتعاد قدر الإمكان عن الموقف الرسمي الأمريكي ، وأن تتسم المواد التي تبثها الفضائية المقترحة بالاستقلالية التامة ، شأنها شأن مثيلاتها من الإذاعات الموجهة مثل إذاعة "صوت أمريكا" وإذاعة "راديو أوربا الحرة" . غير أن المراقبين وخبراء الإعلام يشكون في إمكان تحقيق هذا الهدف على النحو الذي ترجوه الإدارة الأمريكية ، حيث يؤكدون على أنه من الصعب الفصل بين السياسات الأمريكية وبين سياسة المحطة الجديدة ، التي لم تنشأ إلا من أجل : تحقيق أهداف دعائية يقف الترويج للمخططات والسياسات الأمريكية "سابقة التجهيز" في المنطقة العربية على قمتها ، والتي تعتبر المستهدف "الوحيد" للحرب التي تشنها أمريكا على ما تسميه بالإرهاب . وفي هذا الصدد ، نقلت صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية عن "شبلي تلحمي" الأستاذ بجامعة "ميريلاند" قوله : إن القناة الجديدة ستتعرض لضغوط كبيرة من واشنطن في حال تبنيها وجهة النظر المستقلة التي أعلنت عنها . كما يرى "إدوارد جيريجيان" رئيس معهد "جيمس بيكر" للسياسة العامة التابع لجامعة "رايس" الأمريكية ، أن القناة الجديدة ستعاني من "أزمة مصداقية باعتبارها مشروعا أمريكيا صرفاً" . ويذكر القائمون على إنشاء هذه القناة التي من المقرر أن تبدأ بث برامجها خلال الشهر الحالي عبر الأقمار الصناعية من إحدى ضواحي العاصمة الأمريكية واشنطن ، أنها ستعتمد على سياسة جديدة غير التي تعتمدها الفضائيات العربية ، حيث لن تقتصر رسالتها على البرامج الجادة فقط من خلال بث البرامج والنشرات الإخبارية فقط ، وإنما ستبث أيضاً برامج ترفيهية . ويضم فريق المحطة مجموعة مختلطة من الأمريكيين والصحفيين العرب ، كما يأمل القائمون على تشغيلها بأن تتمتع بـ "حس عربي" لكون مديرها شخصية عربية هو "موفق حرب" ، الذي عمل في السابق كرئيس لمكتب صحيفة "الحياة" اللندنية بواشنطن ، والذي يسعى الأمريكيون من خلاله لاستقطاب طاقم عمل مكون من 200 شخص ، على أن يكون معظمهم من العرب .



هل تنجح "الحرة" في إزالة هذه الصورة من الذاكرة
وقد تعاقد القائمون على هذه القناة مع مجموعة من النجوم ومقدمي ومعدي البرامج في الفضائيات العربية المعروفة ، مثل بيير غانم من محطة تلفزيون أم. بي. سي ، ومذيعات من محطات تلفزة لبنانية ، منهن داليا احمد من محطة "يو تي في" ، كما تردد أن رواتب مالية مرتفعة جدا جري عرضها علي من يريد الانضمام إلى المحطة تتراوح ما بين 70 ألف دولار و 120 ألف دولار ، حسب مكانة الشخص وخبراته ووظيفته . كما تقرر أن يكون شعار الفضائية الذي يظهر على الشاشة ، حصان عربي يجري على الشاشة في الفواصل بين البرامج . ويؤكد موفق حرب الذي عمل مديرا للقسم الإخباري في إذاعة "سوا" الأمريكية الموجهة للعرب ، إنه اختار للقناة التلفزيونية اسم "الحرة" بدلا من "شبكة تلفزيون الشرق الأوسط" الذي قد يوحي بنزعة غربية . وأن " الحرة " ستعمل على نشر "أخبار موضوعية متوازنة" .وضرب مثالا يقارن فيه بين " الجزيرة " و " الحرة " قائلا : "على سبيل المثال ، الجزيرة في تقرير لها عن إحدى الغارات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية تشير إلى أن الطائرات المستخدمة في الغارة هي من صنع أمريكي .. لكن الحرة لن تفعل ذلك" ، في إشارة إلى أن هذه الفضائية لن تربط عند عرضها للخبر بين الولايات المتحدة والغارة الإسرائيلية ، رغم أن الطائرة المستخدمة في الغارة هي فعلا من صنع أمريكي . من جهتهم ، استغل المسئولون بقناة " الجزيرة " الآراء التي تشكك في استقلالية " الحرة " عن الإدارة الأمريكية ، وقالوا إن المشاهد العربي سينظر إلى الشبكة الجديدة على أنها إحدى أدوات تلك الإدارة . وقال جهاد بلوط الناطق باسم " الجزيرة " : إن برنامج "الحرة" سيكون الدفاع عن وجهة النظر الأمريكية ، مشيرا إلى أن وظيفة الجزيرة ليس الدفاع عن أي وجهة نظر ، بينما التصريح الممنوح للحرة واضح وهو مساندة وجهات النظر الأمريكية . إذاعة " سوا " وأخواتها وفي إطار توجهاتها الجديدة نحو المنطقة ومخاطبة الرأي العام العربي بقصد "سلخه" عن هويته ، وبناء شخصيته وفق الأفكار الأمريكية ، أطلقت الإدارة الأمريكية العديد من الإذاعات الناطقة باللغة العربية والموجهة إلى المنطقة العربية في السنوات الأخيرة . وليس من شك أن إطلاق الفضائية الجديدة ، وإن كانت فكرة ليست بالجديدة اعتمدتها الدول الاستعمارية في السابق ، إلا أنها تكشف عن الاهتمام المتزايد من جانب واشنطن بمخاطبة العرب بوسيلة إعلامية فاعلة تسعى من خلالها إلى تحقيق أهدافها وأطماعها في ثوب استعماري جديد يطمح لستر عوراته وسوءاته أمام أعين العالم العربي .وقد تزايد اهتمام الإدارة الأمريكية بمخاطبة الجمهور العربي والعمل على إيصال صوتها إليه ، بسبب الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها وازدياد موجة العداء والكراهية تجاهها لتحيزها التام لإسرائيل ، وهو ما ظهر بشكل صارخ العقود الأخيرة من القرن العشرين ، كما توجهت الأنظار الأمريكية نحو المنطقة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م ، وبعد الحملات المناهضة للعرب داخل الولايات المتحدة وخارجها ، وتحميلهم مسئولية تلك الأحداث . من هذا المنطلق ، أطلقت الإدارة الأمريكية إذاعة "راديو سوا" التي بدأت بثها في مارس 2002م ، بهدف تقديم معلومات وأخبار عن أمريكا والعالم وتوضح سياساتها ومواقفها من قضايا هذه المنطقة ، وبخاصة بعد اعتراف مسئولين أمريكيين بالحاجة إلى مخاطبة ما يسمونه بـ "الإساءات الموجهة إلى الولايات المتحدة عبر وسائل الإعلام العربية" .وتعود فكرة إذاعة "سوا" التي تعني باللغة العربية الفصحى "معًا" ، إلى ما قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بفترة طويلة ، لكن الفكرة اكتسبت تأييدًا كبيرًا بعد تلك الأحداث ، وبخاصة داخل الكونجرس الأمريكي . وكان "نورمان باتيز" هو أيضاً صاحب فكرة إطلاق إذاعة " راديو سوا " التي استهدف من ورائها كسب جمهور الشباب العربي ، عبر استخدام برامج شبيهة ببرامج الإعلانات التجارية الهادفة إلى ترويج سلعة ما .. لكن في حالة "سوا" تصبح الأخبار والقيم الأمريكية ، هما السلعتين موضوع الإعلان . ويقدم راديو " سوا " خدمته الإذاعية باللغة العربية على مدى أربع وعشرين ساعة يوميا، وتتضمن تقديم نشرات إخبارية وتحليلات للأخبار ، مع مزيج من أفضل المنوعات الموسيقية الغربية والعربية .ويُلتقط بث هذه المحطة التي بدأت اعملها في مارس 2002م ، في خمس دول عربية هي مصر والعراق والسودان والكويت وعمان على موجات "إف إم"، كما يمكن التقاط بثها بالأقمار الاصطناعية عبر خدمة نايل سات وعربسات ويوتيل سات. وتقدم إذاعة " سوا " موجزا للأخبار كل نصف ساعة .. يتضمن أحدث الأخبار عن السياسة الأمريكية ، وتطورات منطقة الشرق الأوسط وبقية دول العالم . ولا يستغرق بث هذا الموجز أكثر من بضع دقائق ، تعود بعدها الإذاعة لبث الموسيقى الراقصة وأغاني البوب العربية والأجنبية ، حيث تشغل موسيقى البوب نسبة 85% من إجمالي الإرسال ، بينما تحتل الأخبار المنتقاة التي تخدم السياسة الأمريكية نسبة 15% . ويرى المراقبون أن المتتبع لهذه الإذاعة ، لا يخفى عليه مدى انحيازها تجاه السياسات الأمريكية وتشددها تجاه الملف العراقي ، حيث تعكس وجهة النظر الأمريكية التي يعبر عنها صقور الإدارة الأمريكية ، فضلا عن أن هذا الانحياز هو علامة مميزة لأدائها تجاه القضية الفلسطينية ، وهي سمة مميزة لكل وسائل الإعلام الأمريكية تقريبا، وبالذات إذاعة صوت أمريكا على مدى ما يقرب من 50 عاما ، هو عمر الإذاعة وعمر الصراع العربي الإسرائيلي . ولم تقف الإدارة الأمريكية عند حد استهداف الجمهور العربي في منطقة الشرق الأوسط فحسب ، وإنما امتدت لتشمل توجيه خدمة إذاعية للأكراد في شمال العراق من خلال " القسم الكردي " في إذاعة صوت أمريكا الذي يبث إرساله الإذاعي لمدة أربع ساعات يوميا ، حيث يقدم نشرات الأخبار عن آخر التطورات العالمية والإقليمية والأمريكية ، إلى جانب تقارير المراسلين حول مجريات الأمور على الساحة العراقية ، كما يقدم برامج عن العلوم والتكنولوجيا والثقافة الأمريكية .



مصور قتيل برصاص الاحتلال الأمريكي
إذاعة "العراق الحر" .. سلاح أمريكي في المعركةكذلك تدعم الولايات المتحدة إذاعة "العراق الحر" التي دأبت منذ نشأتها عام 1998على إذاعة البرامج الإخبارية والتقارير والمقابلات في العراق في إطار إعدادها للحرب التي شنتها أمريكا عليه . وتعتمد تلك الإذاعة في تقديم أخبارها وتقاريرها والمقابلات التي تجريها مع الشخصيات البارزة ، على مجموعة من المراسلين المنتشرين في جميع أنحاء العراق .ويوجد مركز المحطة في العاصمة التشيكية "براغ" ، حيث يعمل فيها موظفون عراقيون يتخذون من بغداد والبصرة وأربيل وكركوك والموصل والسليمانية مصدراً لمعلوماتهم ، كما أنها تبث برامجها على موجة إف إم ، والموجتين القصيرة والمتوسطة ، إضافةً للبث عن طريق الأقمار الصناعية . وتقدم إذاعة " العراق الحر " الأخبار العاجلة والتطورات العسكرية والسياسية ، فضلا عن التقارير الشاملة والمقابلات حول القضايا ذات الاهتمامات الخاصة . كما تقدم عددا من البرامج الأسبوعية حول الحياة الثقافية العراقية . ويبلغ عدد النشرات الإخبارية المنتظمة التي تقدمها هذه الإذاعة يومياً 12 نشرة مدة كل منها خمس دقائق ، إضافةً للبرنامج الصباحي اليومي الذي يستغرق 30 دقيقة ، والذي يذاع في خمسة أيام في الأسبوع كما يختتم البرنامج بموجز لأهم الأنباء مدة ثلاث دقائق ، بعد ذلك يبدأ بث البرنامج المميز "ملف العراق" وهو برنامج مدته 25 دقيقة تُقدم فيه تقارير المراسلين ، وتُجرى فيه المقابلات مع الشخصيات الهامة . هذا بالإضافة إلى برنامج أسبوعي يُبث من بغداد بعنوان "حوار" ، يتم فيه إجراء مقابلات مطولة مع كبار الشخصيات العراقية الدينية ، والثقافية ، والسياسية . وتبلغ مدة الإرسال اليومي لإذاعة العراق الحر حالياً 17 ساعة على موجات إف إم ، كما يجري التخطيط أيضا لزيادة البث على موجات إف إم للمدن العراقية الشمالية مثل إربيل والسليمانية لمدة تتراوح بين تسع إلى 15 ساعة يوميا . وبالإمكان التقاط جميع البرامج التي تبثها المحطة على الموجات القصيرة والمتوسطة وعبر الأقمار الصناعية "هوت بيرد 3" و "أشياسات-د3" وعلى شبكة "الإنترنت" . إذاعة " صوت أمريكا " .. فشلت في تحقيق أهدافها يطرح التوجه الأمريكي "القديم- الحديث" نحو توجيه وسائل إعلام ناطقة باللغة العربية إلى منطقة الشرق الأوسط ، سؤالاً عما إذا كانت تلك الفضائيات والإذاعات الموجهة ستجني ثمار الملايين التي تنفقها عليها الحكومة الأمريكية في إطار حربها على ما تسميه بـ" الإرهاب " ، والتي جندت من أجلها "ترسانة" ضخمة من الشبكات والمحطات الأمريكية التي تخضع لسيطرة اليهود ؟ ، وبخاصة بعد أن أصبح التدخل الأمريكي الذي لا يمكن أن يوصف بأقل من أنه تدخل استعماري قهري يستهدف الاستيلاء على ثروات المنطقة العربية النفطية وغير النفطية ، و"أمركة" الثقافة الإسلامية .. أصبح أمراً واقعاً لا مجال لإنكاره ، أو تجميل صورته ، أو التقليل من أخطاره تحت أية دعاوى يسوقها الأمريكيون لتبرير هذا التدخل . وبهذا المعنى ، يؤكد الخبراء في مجال الإعلام أن التجربة الأمريكية الأقدم في هذا المضمار ونعني بها إذاعة "صوت أمريكا" منيت بالفشل ، بعد مرور أكثر من 50 سنة على إطلاقها ، والتي بدأت بثها عام 1942م . فقد عملت هذه الإذاعة طيلة عمرها كناطق رسمي باسم الفرع التنفيذي المسئول عن السياسة الخارجية الأمريكية الذي هو جزء لا يتجزأ من وكالة الاستعلامات الأمريكية . وكانت تضطلع بثلاث مهام رئيسة هي : أن تعمل كمصدر موثوق به وموضوعي للأخبار ، وأن تقدم سياسات الولايات المتحدة ، وأن تقدم صورة جذابة للمجتمع الأمريكي . وقد اعتمدت إذاعة " صوت أمريكا " في تقديم خدمتها الموجهة على الأخبار والتعليقات القصيرة والموسيقى والبرامج الخفيفة التي تعد من أكثر المواد جذبا للمستمعين ، مع التركيز على تعريف المستمع بالطبيعة السريعة للمجتمع الأمريكي وتاريخ هذا المجتمع وثقافته ، ولا يخفى على أحد الدور الذي لعبته إذاعة " صوت أمريكا " في شرح السياسة الأمريكية تجاه البلدان المستهدفة ، وتبرير سياستها في الشرق الأوسط . ويرى خبراء الإعلام أن إذاعة " صوت أمريكا " فشلت في الاستحواذ على عقل المستمع العربي وقلبه الذي أدرك حقيقة الأهداف الخفية من وراء هذه الخدمة الإذاعية الموجهة ، والذي يعلم تماما أن موقف الولايات المتحدة لا بد أن ينعكس بالضرورة على موقف الإذاعة من قضايا المنطقة ، الأمر الذي لم يكن من السهل إقناعه بصحة المعلومات التي تبث إليه وأن يقف منها موقف الحذر ، وبخاصة في ظل التحيز الأمريكي السافر لإسرائيل على حساب الحقوق العربية . وللسبب ذاته ، يشكك هؤلاء الخبراء في جدوى بث الفضائية "الحرة" انطلاقاً من حقيقة أن هذه الفضائية قد تصبح بوقاً إعلامياً يستخدمه الأمريكيون واليهود لأغراض دعائية كسابقاتها من وسائل الإعلام التي وجهتها أمريكا للمنطقة . ومهما يكن من أمر ، فإن الحقائق التي أصبحت اليوم راسخة في عقول العرب وقلوبهم وهي : إن الحرب التي تشنها أمريكا على ما تسميه بـ "الإرهاب" إنما تستهدف فقط الهيمنة على الأمتين العربية والإسلامية والاستيلاء على ثرواتهما الطبيعية وبخاصة النفطية منها .. وإن الانحياز الأمريكي الصارخ لإسرائيل على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية إنما ينطوي على عداء أمريكي مقصود للأمتين العربية والإسلامية .. وإن محاولاتها السافرة في إحلال القيم الأخلاقية والأعراف الاجتماعية الأمريكية والغربية محل القيم والأعراف السائدة في المجتمعات العربية والإسلامية التي تستند لأحكام الشريعة الإسلامية .. كل هذه الحقائق تجعل من الصعب على فضائية "الحرة" وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية أن تحقق الأهداف المرسومة لها والتي تتمحور حول تشكيل اتجاهات الرأي العام في المنطقة العربية باتجاه القبول بالتواجد الأمريكي في المنطقة العربية ، والتصديق بالدعاوى والحجج التي يسوقها الأمريكيون لتبرير هذا التواجد. ***