عرض المشاركة وحيدة
  #23  
قديم 11/11/2006, 08:09 PM
تمرة تمرة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 26/08/2006
الإقامة: الأردن
المشاركات: 55
اقتباس:
ما رأيك أنت؟
رأيي يا سرب والحكي للجميع :

اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة سرب
سأخبرك يا تمرة يا عزيزة..

قبل فترة خططنا في مدرستنا ( باعتبار أني معلمة ) على عمل أسبوع ثقافي ..فواجهتنا مشاكل لا حصر لها في التنظيم ..

المسألة تتجاوز فعاليات ونشاطات ثقافية يتم مواجهة تنظيمها بالعراقيل مِن قبل "طيور الظلام"! المسألة عندكم كما عندنا سرب، ولي صديقة حميمة معلمة ولطالما كانت تشاركني بتلك الأمور، وهناك دوماً نشاطات ثقافية وفعاليات عامة تابعة لجمعيات أو مؤسسات سواء حكومية أو أهلية.

دائماً -أو أغلب الأحيان- ما نشير بأصبع الاتهام إلى "الآخر" أو الآخرين وننسى الأصابع الأربعة الموجهة إلينا! ومن قال أن طريق النهضة مُكلّل بالزهور..
عفواً، قلت نهضة..عذراً، فالموضوعات كلها بدأت تختلط عندي..لأنها ذات الموضوع.

لننسى قليلاً الفعاليات الثقافية عموماً والدوائر التي أخذت على عاتقها رسالة الثقافة ولم تحسن أداء رسالتها، ولننظر إلى ما نقدمه نحن كتعبير عن هويتنا الإنسانية المتفاعلة مع هويتنا الثقافية!


كيف تتصرف سرب (ليس أنتِ شخصياً عزيزتي) الإنسان المسلمة لربها والأنثى والمعلمة... في
غرفة الصف مع التلاميذ؟
مع زميلاتها المعلمات؟
أهلها؟
زوجها؟
أطفالها؟
صديقاتها؟
مع صاحب الدكانة؟
مع الفقير المحتاج؟
مع الكاذب؟
مع فلانة المغرورة؟
مع فلانة المقهورة؟
مع فلان الجاهل؟
في وقت كذا؟
عندما يحصل كذا؟
عندما تكون في الحال كذا؟
...
..

البعض قرّرن أن يكنّ إناث وفقط! يتخبطن..ولسن سعيدات أو راضيات بمعنى أدق.
بعض الناس يتخبطوا بين إنسانيتهم وإسلامهم لله..لأنهم يجهلون دينهم.
البعض يلجّ في هويته الذكورية! يريد أن يكون رجلاً ولا يعرف كيف!
البعض والبعض..! كلنا..

الدين..بالنسبة لي منهج حياة متكامل وشامل.

شخصياً، (بعد صراع طويل) مسلمة لله تأتي أولاً..لتحتوي ضمناً الإنسان والأثنى والباحثة والمفكرة والأخت والضعيفة والقوية والجاهلة والعارفة وكل الأدوار والأحوال..مع الله، مع النفس ومع الآخر الحيّ والميت..تلك هويتي الثقافية التي تحتوي الكل عندي وفي نفسي.

وهذه الهوية ليست مجرد أفكار (لا ينبغي أن تبقى في دائرة الفكر) بل لا بد من واقع يجلّي جوهرها؛ عندما تتضح ويدركها الإنسان لا بد أن تنطلق من عالم الفكر الذاتي والوعي الفردي إلى عالم الفكر الجمعي والوعي الجمعي لتشكل حضوراً إنسانياً مادياً قائماً على تلك المعاني متعددة المشارب التي نختزلها في مفهوم ثقافة..(إن كانت المعاني سامية فالحضور المادي سامٍ وإن كانت دونية فكذا الأمر مع الحضور المادي، وهذا ما يحصل في تجليات الحضارة الإنسانية)..ونبدأ في تطويرها بالبحث والتفكر من جديد..

عندما تبقى هذه الأفكار حبيسة أو عندما "لا نفعل ما نقول" نبدأ في معاناة صعبة ومريرة، لا سيما إن كان مستوى الوعي والإدراك عال!

ونعم، ليست الثقافة الإنسانية الراقية مرهونة بالقراءة..فالقراءة وسيلة لنعرف، ونعي وندرك..وقد تكون الضد تماماً.

الفلاح الذي يتفاعل بتوازن مع الأرض والسماء بما فيهم من أحياء، هو قارئ واعٍ للعالم الحيّ، هذا الفلاح العاشق للأرض والسحاب والشمس والقمر..هذا الفلاح الذي يفقه لغة الرياح..ويعرف كيف يعبر عن عشقه، يعرف كيف يوظف علمه بحكمة..هذا الفلاح الذي يطعمني..بإذن الله، هو بالتأكيد مثقف.

وكم يقلقني إختفاء ثقافة الزراعة الطبيعية..ثقافة الفلاح والفلاحة والأرض!

نعم يا حكيم..أسلوب حياة..منهج حياة..هذا هو تجلي الثقافة الحقيقي..نحن إذن جميعاً مثقفون..وإن كانت ثقافتنا ثقافة مسوخ..ثقافة تقليد..ثقافة عمى..ثقافة مادة بمعنى دونيّ مبتور الروح..ثقافة استهلاك..

هنيئاً للجميع..نحن جميعاً في هذا العالم مثقفون!
إذن عرفت مصدر الحساسية من وصف أحدهم لي بمثقفة!

قاربنا الوصول..فصبراً


اقتباس:
سيدتي الكريمة : ليست المشكلة في رغبة المثقف بالكفاح من أجل الثقافة ( كلمة كفاح هنا طبعا تشبه كلمة فلاح رمزيا ) لكن المشكلة أن هذا الكفاح سيجد مئة ألف طوبة وحجر و جدار أمامه..
كما لو أن الثقافة سم..ان زادت في البلاد زاد الغباء..
رغم أني أعتقد صراحة العكس..


عارفة يا سرب..
عندما يقال غزو ثقافي ننظر للتجليات الثقافية المنظورة في نمط الحياة التي نعيش، وعادة الغزو الثقافي يستهدف محو قلب الأمة التي يغزو وتفريغ رأسها تدريجياً (في زمن غفوة) لتحويله إلى وعاء للتلقي.

أمّا القلب فهو الحكمة.
وأمّا الرأس فهو العلم.
وأما التجلي فيظهر بعد فترة من الزمن (إثر تطوره الخبيث التدريجي) لنرى مسخاً في الملامح الظاهرية الثابتة والحركية، الذاتية والتفاعلية، وهو انعكاس لجوهر الملامح.

وبما أنه غزو، وهذا الذي يغزونا لا يريد لنا فتحاً..ورفعة وسمواً..لم يأتينا فاتحاً بل أتانا جشعاً ومقتلعاً..أتانا نهماً..لذا فهو لن يمنح ذلك "الوعاء" من العلم إلا ما يـُسيِّد وجوده أكثر في حياتنا..لا سيما أنه تأكد من محو الحكمة من قلوبنا..لتخبو أرواحنا السامية..فنتيه ونلجّ في عالم مبتور..لا نعرف للأشياء من موضع..ويبدأ بطرح سمومه التي يتقبلها إنساننا الأسير والمُبعثَر..
بل ويبدأ إنساننا هذا (نحن) يطلبها..وإن أنتج ينتجها..لأنها تشبع حاجاته..الأولية..التي تم التأكيد على استثارتها وتأجيجها بشكل مستمر..وتخلط هذه السموم عليه نوع ومسار إشباع الحاجات الأخرى المعنوية..فيتحول تقدير الذات إلى مقبرة للمغرورين منا أو الخانعين! والحب من قبله يصبح من معادلات السوق، والعرض والطلب..قائم على المصالح..الشهوات..المظاهر..و الإنتماء مفقود..كيف ينتمي من لا ملامح له! ولا بد أن ينتمي..فأين سينتمي في النهاية، ولمن؟!

فكيف سيصل إنساننا إلى الأعلى حيث معرفة الذات ومعرفة الله!
معرفة الوجود.
وكيف سيصل طوراً أعلى في دنياه؟! وسندع آخرته..للآخرة!

رأيي يا سرب،
أنّ المشكلة في ملامحنا نحن المفقودة..والحل هوَ أن ننظر بصدق إلى أنفسنا، ونكون بمكان من الشجاعة أن نتقبّل البشاعة التي سنبصر في أنفسنا! لا بد من تجاوز مرحلة النكران..هذا نصف طريق العلاج..وإصلاح الشرخ.
إن لم ننظر لأجل أن نرى ونبصر..كيف سندرك أنّ أنفنا تعلّق محلّ عيننا اليمنى!

وتدرين يا سرب،
لاحظت أنّ هذا الموضوع تم طرحه بأكثر من قالب أكثر من مرة هنا في ساحة الفكر والثقافة..ولم ينته بأكثر من تداعيات، ولا مشكلة في هذا أبداً..إنما آن أوان أن نبدأ..بالخروج بتوصيات مثلاً..اقتراحات ربما!

البداية..قد تكون بأشخاص عددهم لا يتجاوز اليد الواحدة..لكنهم خرجوا من دائرة التنظير..لم يكسروها..فالتنظير بحد ذاته ضرورة..ولكن من المهم أن يكون قائماً على الفلسفة..فالفلسفة هي محبة الحكمة..ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.

ختاماً،
المشكلة..والحل
الداء فينا وكذلك الدواء..في نفسك..وفي نفسي..
من يعرف ماذا قال القائل الكريم في هذا؟

لدينا مساحة لنعمل فيها نحن ونمارس ذواتنا ولكنا مع هذا نبقى مع "ثقافة القطيع" سواء الموافق أو المعارض! تجذبنا المغريات النفسية والمادية في درك التنظير دون الحاجة لبذل مجهود تغيير في أنفسنا أولاً..ودون دفع عربون!

نحن أضعف من أن ننهض ونعمل..؟!

القراءة..والبقاء في دائرة التنظير أسهل!

تماما كالأم التي تكتفي بالصراخ وضرب أطفالها "لتربيتهم"..وفي الحقيقة الأم تتربّى هي عندما تبدأ بتربية الطفل..وهذا فيه من مشقة تغيير النفس ما فيه..تشكو من أطفالها وتشكو من سوء أدبهم وأخلاقهم وشقاوتهم وعندهم وعصبيّتهم وصراخهم والإحراج الذي يسببونه..لا تريد أن تنظر للحقيقة البشعة..شخصياً..ما عدت أرى أحوالنا المختلة بشعة إن أدركناها..! لكنها بشعة عندما تقبع..ونقبل بها..بل لا نعترف بوجودها..

إنهم هُم الأطفال..المشكلة
لا الأم..والأب طبعاً!

الأسهل أن نصرخ في وجوه أطفالنا..ونمارس صلاحيتنا بقول لا بحزم وقمع..وفي آنٍ واحد نمارس الخضوع لرغباتهم المميتة لهم لأجل أن نريح رؤوسنا..من عويلهم وتخبطهم الحاصل بسبب تخبطنا نحن!

4 أصابع في وجوهنا، فلا ننساها.

وأراك يا حكيم في موضوع الأبطال..وقد أراكم هناك

السلام عليكم يا جماعة الخير.

آخر تحرير بواسطة تمرة : 11/11/2006 الساعة 08:53 PM