عرض المشاركة وحيدة
  #3  
قديم 06/05/2005, 08:03 PM
صورة عضوية ورد الامل
ورد الامل ورد الامل غير متواجد حالياً
الأمــــــــــل
 
تاريخ الانضمام: 15/06/2001
الإقامة: الأمــــل
المشاركات: 69,069
>> الآن الغـاليـة ( ورود الشـوق ) <<

قـرأتُ لهـا الكثيـر من الـروائـــــــع .. مثـل :

(( قصـة خلـف حـدود الـذاكـر ))

وهـذا نصهـا :


هناك خلف حدود ذاكرتي النائمة منذ سنوات والتي استيقظت فجأة حين رأيت بعض الورود وقد داستها الأقدام دون مراعاة لحقوقها أو لوجودها بهذه الحياة، وعلى مقربة كان طائر صغير يغرد بحزن.. دون شعور مني ألتقطت تلك الورود، يبدو أن أحدهم آذته أشواك هذه الحياة فقرر أن يتخلص من جمالها...وربما... ربما... لا...لا أعرف ولكن بدت الورود بحال يرثى لها.

أغوص بذاكرتي لأرى نفسي طفلة أتمدد وصديقتي على سطح منزلنا ننظر لتلك النجوم ونحاول عدها والفائز هو من يحصي أكبر عدد منها ولكن بأغلب الأحيان نخطئ بالعد لكثرتها.. بأحيان كثيرة أتعمد أن أربك صديقتي بحركات مضحكة حتى لا تسبقني بالعد...
بيوم سألتني: بماذا تحلمين؟؟؟
أجبت ضاحكة:أحلم بوحش ينقض عليك ويأكلك؟؟
أبتسمت:أقصد للمستقبل؟؟
كان سؤال غريبا بالنسبة لي:المستقبل؟؟
أجابت:أنا مثلا أحلم أن يكون لي منزل كبير وبه حديقة مليئة بالأزهار والورود والكثير من الأطفال...
أجبتها:وأنا أحلم أن نبقى صديقتين للأبد وأن نقطف تلك الورود معا ونجري خلف أطفالك المزعجين...
نضحك بمرح ونكمل أحاديثنا الطفولية.

تمر الأيام نفترق كل بطريق..أنا لأكمل تعليمي وهي لتتزوج بمن ظنت أنه سيسعدها...بعدها انتقلت عائلتي للعيش بمكان آخر .باعدت بيننا عقارب الزمن وصارت تلسعنا كلما عدنا بذاكرتنا للوراء...سمعت أنها رزقت بطفلة أسمتها ورود كأسمي سررت كثيرا لسماع ذلك فهي قد بدأت بتحقيق حلمها أن يكون لها أطفال كثر وزوج محب أيضا أبتسم وأنا أتذكر كلماتها...

كنت أحاول التحدث إليها ولكنها كل يوم كانت بمكان بسبب طبيعة عمل زوجها...كنت بكل عيد لميلادها أشتري لها هدية وأحتفظ بها بخزانتي حتى تتأكد أنني لم أنسها أبد...
قررت بيوم أن أذهب لرؤيتها... أن أبحث عنها بعد أن أكملت دراستي. كنت مشتاقة لها كثيرا وخاصة بعد الكوابيس المرعبة التي كنت أراها بها وهي غارقة بالظلام وتستنجد بي... أردت أن أرى طفلتها لابد أنها جميلة مثلها.
ذهبت لمنزلها القديم بالقرية كان الجو كئيبا جدا على غير ما تعودت عليه سابقا طرقت الباب فتحته لي إحدى أخواتها والتي تكبرها سنا فمريم أصغر أخوتها جميعا عكسي أنا، لم تستطع التعرف علي بسبب السنوات التي فصلتنا:قلت مرحبا أنا ورود...صديقة مريم...صمتت لبعض الوقت وكأنها تتذكرني فجأة ارتمت بحضني تبكي أستغربت الأمر لماذا تبكي هل الجميع كان يفتقدني...
قلت:هوني عليك؟جئت أسأل عن مريم؟؟؟
أجابتني بصوت يغلفه الحزن:تفضلي.

بدأ قلبي يخفق بسرعة جنونية أدركت أن مكروها أصاب هذا المنزل فساحة المنزل مفروشة بسجاد كثير وكأن هناك عزاء ما أيعقل أن تكون والدتها المريضة قد توفيت هل يعقل؟؟. وقبل أن أستغرق أكثر بأفكاري رأيت سيدة عجوز أمامي أنها والدة مريم حمدا لله أنها بخير. إذا لابد أنهم يستعدون لزفاف أحد أخوتها..أبتسمت ما إن خطرت على بالي هذه الفكرة .
ما إن رأتني والدتها حتى عرفتني مدت لي يديها اقتربت منها وبدأت تقبلني وتحتضنني بطريقة لم أعهدها..يا ترى ما الذي يحدث؟؟؟هل أصاب مريم مكروه؟؟؟ لا... لا يستحيل أنا جئت لرؤيتها اليوم وأحضرت لها هدايا عيد ميلادها وهدايا الصغيرة أيضا...
ابتعدت مفزوعة من حضن والدة مريم وكأن شبحا ظهر أمامي فجأة وقلت بصوت مرتعش:هل أصاب مريم مكروه؟؟؟
لم يتفوه أحد بكلمة..فصار الصمت يمزقني بسيوفه...جلست بجانب تلك السيدة العجوز وأمسكت بيدها قبلتها:خالتي أرجوك أخبريني أين أجد مريم؟؟؟
علا صوتها بالبكاء نظرتُ لأختها وقلبي يكاد يتوقف أقتربت مني أمسكت بيدي وقادتني لغرفة صغيرة رأيت عند الزاوية سريرا خشبيا صغيرا لطفل...نظرت إليها بدهشة: ما الأمر؟؟
أجابت:ذلك هو كل ما تبقى من مريم؟؟؟
اقتربت من السرير لأجد طفلة تبلغ حوالي الثانية من العمر تبدو كالملاك نائمة والكثير من الخدوش على وجهها نظرة بسرعة للفتاة التي أحضرتني لهنا:لم أفهم شيء؟؟؟
تقترب مني:أنها ابنة مريم...ورود....
صرخت بصوت ماعاد يفرق بين الألم والخوف: ومريم أين هي؟؟؟
دمعة تسيل على خدها لتقول بألم:مريم فارقت الحياة منذ أسبوع تقريبا؟؟؟
أضحك بهستيرية:أسمعي لا أحب هذا النوع من المزاح.. هيا ناديها؟؟ أدور بالغرفة:مريم...مريم هيا أخرجي الآن تعبت من هذا المزاح.
أبحث خلف الستائر فقد كنا نلعب هذه اللعبة ونحن أطفال:مريم هيا أخرجي لم نعد أطفال...كبرنا على هذه اللعبة السخيفة...مريم...
تنهار أختها باكية وتسقط على الأرض وهي تراني بتلك الحال ربما تظن أنني أصبت بالجنون تصرخ بصوت يعيدني للواقع فتختفي إبتسامتي فجأة:قلت لك لقد ماتت..ماتت..
أتجمد بمكاني بجانب ذلك السرير الحديدي القديم فقد كنت على وشكأن أبحث عنها أسفل السرير تتابع حديثها:قتلها ذلك الخائن والذي ظنت أنه يحبها...ماتت بحادث سيارة بعد أن اكتشفت خيانة زوجها لها مع إحدى زميلاتها...وقد رأت ذلك بعينيها... ما إن واجهته حتى طردها من المنزل بإحدى الليالي هي وطفلتها ولم يراعي الألم الذي سببه لها استقلت سيارتها وحدث ما حدث اصطدمت بإحدى الشاحنات وظلت تصارع الموت فترة من الوقت..
نظرت إلي وقالت:كانت تهذي باسمك طوال الوقت وهي بغرفة العناية المركزة..كانت تريد أن تراك ولكن لم نعرف كيف نصل إليك...طلبت أن تعتني بابنتها...بعدها فارقت الحياة.

لم أستوعب كل ما قالته كنت بدوامة، دموعي سقطت دون حتى أن أشعر بها هل يعقل أن يكون القدر ظالما هكذا أسبوع فقط كان يفصلني عنها أي الفترة التي كنت أحضر لرؤيتها كيف ذلك...الموت كان على بعد أسبوع...لا..لا...صرخت بأعلى صوتي علها تسمعني وتأتي لرؤيتي...صرخت مرة أخرى بإسمها علها تأتي وتثبت أن كل ما قالوه لي ما هو إلا مزحة ثقيلة. نظرتُ للباب علها تدخل منه...لكن أبدا لم تفعل..إذا فالخبر صحيح ومريم قد رحلت وتركتني هنا لوحدي.دمعة حارقة تحفر خدي ..أنظر لذلك السرير الصغير- من وراء غشاوة الدموع- والذي يحتوي جزء من روح مريم .اتجه إليه أحمل تلك الطفلة بين ذراعي...وأبكي..بكيتُ يتمها: يا ترى هل تدركين أن والدتك رحلت للأبد؟؟؟
بكيت صديقتي...بكيت كل الوقت الذي فصلنا عن بعضنا...لم يبقى منها إلا هذه الصغيرة...كيف تموت وهي بعيدة عني...كيف؟؟ أنها لازالت شابه.
أنظر للطفلة:كيف تموت وأنا حتى لم أحقق رغبتها وأكون بجانبها كيف؟؟؟؟
تجيب أختها وهي تضع يدها على كتفي:تستطيعين ذلك الآن؟؟؟ نظرت إليها باستغراب:هي ابنتك الآن هذا ما كانت تريده مريم وسننفذ وصيتها الأخيرة أعتني بها جيدا ولكن أحضريها لترى جدتها... لن أنكر أن الأمر لاقى استهجان الجميع ولكن هذه رغبتها الأخيرة أما زوجها فلم يهتم أبدا حتى لموتها...وبكل وقاحة طلب أن نحتفظ بالطفلة لأنه لا يريدها.
أحتضن الطفلة من جديد لأستيقظ على صوت:ماما لماذا تقفين هكذا؟؟؟ولما تحملين هذه الورود الذابلة أنها تبدو قذرة؟؟؟
كانت تلك ابنتي ورود فقد بلغت الآن السابعة من العمر أمسك بيدها وأنا أبتسم وألقي تلك الورود الذابلة بسلة المهملات ذلك أفضل من أن تدوسها الأقدام.


-

وهنـا قصـة أخـرى رائعـة بحـق (( وأخيـراً احتضنـت البحـر ))

وهـذا نصهـا :


يقال أن الحب أروع شيء بهذه الحياة...وأن من لا يحب لم يعرف بعد طعم السعادة...ولكن هل حقا ما يقال صحيح عن الحب؟؟؟؟؟
وهل يخفي وجهه المخيف دائما عن أعين العاشقين؟؟؟
ولما يفعل ذلك؟؟؟؟
أسئلة كثيرة تنحت رأسي وتدمي قلبي لأنني لا أرى سوى أن مرادف الحب هو الألم.
********************

اتجهت للشاطئ تتعثر بخطواتها مشت كالمسحورة وغمامة من الدموع تخفي الصور الحقيقية أمام عينيها وقلبها الموجوع يرقص ذبيحا اتجهت للمكان الذي اعتادت الجلوس فيه وحيدة تتأمل البحر.
مكان عال على صخرة مرتفعة اقتربت من الحافة ورأت الموج يرتطم بكل هدوء على تلك الصخور....
طالما حلمت وتمنت أن يحتضنها الموج يوما من الأيام وأن تغوص بزرقته السحرية فتغيب عن الوعي ليتسلل بعدها لكل خلية بجسدها فيغسلها من الألم الذي تشعر به ويسد كل مسامات جروحها....
طالما تمنت أن يصل الموج لقلبها الجريح فيزيل عنها كل تعاستها....
طالما تمنت أن تتنفس تحت الماء ثم بعدها تتحول لعروس بحر رائعة فتهجر هذه الأرض التي لم ترى منها سوى الألم والجراح.....

دموعها تحرق عينيها...وشريط حياتها يمر أمامها كئيبا... وعواصف الذكريات تقتلع ما تبقى من قوتها...
هي لم تعد تثق بشيء يسمى حبا جرحت مرة بسببه وهاهي تستعد للموت أيضا بسببه....
جرح آخر أكبر وأشد إيلاما والسبب أن هذه المرة عرفت الحب بصورته الحقيقية...
سنوات عمرها تمر أمام عينيها وتتذكر الطعنة التي وجهت لها يوما بظهرها وعجزت أن تزيل خنجرها وكل مرة تحاول كان الجرح يتسع أكثر فأكثر....
حب فرضته عليها الظروف ورأت به كل أحلامها كأي فتاة تحلم بمن يحبها.... أستطاع أن يعزف على أوتار قلبها الجريح لأسباب عدة... وهي كانت ترى به ملاذها الوحيد للهروب من وحدتها وللإحساس بوجودها كفتاة عاشقة... أعطته كل الحب...منحته روحها... أهدته عمرها... لتستيقظ يوما على صوت الطبول تقرع والزغاريد تعلوا وكلها تحتفل بموت قلبها الصغير... ومن يقتله؟ الرجل الوحيد الذي وثقت به دونا عن كل رجال الأرض. هو عينه يسدد لها خنجر الموت بسم العادات والتقاليد...يقتلها بسم أهله... ويختار هو شريكته بالجريمة ضحية أخرى تجهل ذلك الذئب المختبئ خلف ملامحه الجميلة ولكنها على الأقل كان عندها القدرة على أن تضعه بقفصها.
وتلك المرأة كانت السلاح الذي اغتيلت به البراءة...
قتل بها الحب...
ودمر بها روحا عاشقة....
بعد صراعات طويلة وقتال دامي مع النفس لتنسى تلك الخيانة قررت ألا تثق برجل يوما وصار الحب وحشا يهددها بالموت فقدت الثقة بكل شيء وأغلقت على نفسها كل باب قد يؤدي إليه رفضت الكثير ممن تقدم لخطبتها أو حتى التقرب منها...
قتلته بداخلها لأنه أبدا لم يستحق حبها يوما من الأيام لتدرك وقتها أنه لم يكن الرجل الذي حلمت به منقذا لها...

يمر بها الوقت ويزداد عشقها للبحر ويزداد تقربها منه... ويبدأ نسيمه يغير شيئا من حقدها على الحب ولكنها كانت ترفض الاقتراب حتى لا تحترق من جديد إلى أن تقرب الحب هو منها جاءها بنفسه حاولت أن تقاومه تعرضت لصراعات نفسية كثيرة وخوف من الماضي رفضت ولكن الحب ظل يطرق الباب بصوت عال هذه المرة...بدأ يشن الحرب ضد قلبها المسكين والذي طالما رفض الحب...
وجدت نفسها تسهر من جديد تتحدث للنجوم ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة هذه المرة رأت الحب بصورته الرائعة...كان يخطف أنفاسها بمجرد كلمه.... ويصرعها ما أن تلامس يدها يده... بدأت تحلم بجنون وتعشق بجنون وتجري لتخبر البحر أنها فتاة عاشقه وتصرخ بأعلى صوتها:أحبـــــــــــه..هو فقط من أحببته...

بدأت الورود تنبت بصحراء قلبها القاحلة وأستعاد ذلك النهر جريانه ولكن هذه المرة بدأت الغيرة تقتلها... الخوف من فقده يلاحقها ...والألم يعتصرها لمجرد إحساسها أنه ينظر أو يتحدث لامرأة أخرى وأحيانا كان يتعمد فعل ذلك أمامها... كانت تبكي طوال الليل بسبب غيرتها تلك فهي لن تحتمل أن تأخذه منها أخرى....
بعد أيام من تعلقها به يخبرها أنه لا يعدها بشيء أبدا فتصمت وتكتم صرخة ألم بداخلها ليبدأ أول مسمار يدق بنعشها... حبها له صار يزداد يوما بعد يوم وجنونها به صار يقتلها...لم تعد تقوى على النوم إذا لم تستمع لصوته ويخبرها أنه يحبها...أحست أن روحها لم تعد ملكا لها الآن بل صار هو يسيرها كيف يشاء....

تمر الأيام من جديد وهي تزداد جنونا وعشقا وسعادة...
سعادة لم تتصورها يوما من الأيام... أدركت وقتاها أن الحب رائع جدا وأنها فعلا لم تشعر بالحب من قبل وأن هذا هو حبها الأول... فيكفي أن تعلم أنه أصيب بسوء ليتوقف قلبها عن الخفقان فلقد رأت به طفلها الذي طالما حلمت به... وهو كان يدللها ويعاملها كالأطفال و يهدهدها إن أستيقظت بسبب ***** مرعب واتصلت به حتى وإن كان متعبا أو نائما يستيقظ برحابة صدر، قربها منه بطريقة غريبة وساحرة جعلتها تتعلق به أكثر فأكثر...

ولكن هاهي رياح العادات والتقاليد... ورعود الأهل...وقصف الخوف تطل على موسم سعادتها لتعصف بها من جديد...
هاهو الحب يظهر وجهه الحقيقي لها...
ذلك الوجه المغطى بالأحلام والوعود...
هاهو الحب يكشر عن أنيابه ليغرسها بجسدها الصغير...
هاهو الحب يأتي ليخبرها أنها ما كان يجب أن تحب أو تعشق من جديد فهي ليست ممن يستحقون الحب...
هاهو الحب يخبرها أنه سيتركها بمنتصف الطريق لو لزم الأمر...
يخبرها أنه مستعد أن يقتلها لو تطلب الأمر ذلك...
يخبرها أن قلبها لا يعني له شيء لو أرعدت سماء الأهل...
يخبرها أنه مستعد أن يتخلى عنها لو طلب منه ذلك...
تسقط على الأرض تبكي أمام البحر وتصرخ:هل هذا هو الحب أيها البحر؟؟؟
هل هذا ما وعدتني به...
هل للحب حواجز وأسوار كتب عليها أسماء معينة...
ومن لم يكتب أسمه فيستحيل أن يصل إليه...
لماذا أيها البحر لماذا أنا بالذات من يحدث لها هذا؟؟؟
.لماذا يحاول أن يذكرني بذلك الذئب الذي نهش روحي من جديد؟؟؟
هل ليتعمد جرحي وإهانتي؟؟؟
هل ليخبرني أنه لن يقبل بأمرأة خدعت بيوم وظنت أنها تحب رجلا آخر؟؟؟؟
هل لأنني لست من أسرة كبيرة جدا؟؟؟
وهل يشترط للحب أسماء عائلات معينه... وعندما يطرق الحب بابي هل أسئلة من أي عائلة أنت وأستفسر إن كان يحق لي أن أحبه أم لا؟؟؟؟
هل لأنني مجرد خيال عصفت به السنون وجاء الوقت ليرفض الجميع حبه؟؟؟
آآآآآآآآآآآآآآآه أيها البحر لماذا؟؟؟؟
لماذا؟؟؟
تنهض لتقف عند ذلك المنحدر وتنظر للبحر وتقول بهدوء كمن سلب منها العقل:يا ترى لو ارتميت بحضنك أنت الآخر فهل ستلفظني كما فعل غيرك...أنت أيضا رجل.
حملت زجاجة عطر كانت بجيبها تبسمت ثم قالت:هو يحب هذا العطر كثيرا...تسقط دمعة على الأرض لا بل يعشقه تضحك وسيظنني مجنونة لو أخبرته أنني أغار حتى من زجاجة العطر هذه فقط لأنه يحبها... ثم تخرج زجاجة أخرى تحملها كأنها تحمل طائر جريح بين يديها تبتسم هذه المرة بيأس قائلة:وأنتي عطري المفضل... ليس لشيء سوى لأنك منه فقط هو من أحضرك لي....

تنظر للبحر قائلة: أنظر أبي أنظر إليهما أليسا رائعين هو وأنا ثم تضحك بهستيرية أقصد كلاهما هو....هل تظن أنهما قد يمتزجان معا.ربما....تغمض عينيها وتنظر لزجاجتي العطر وتقول:هل تظنان فعلا أنه أحبني؟؟؟
هل كان يعشقني كما كان يخبرني....
إذا لما لا يرغب بي لما صار قاسيا علي هكذا...
لما صار يجرحني بكلماته...
تفتح زجاجتي العطر تسكبهما في البحر وتقول كمن غاب عن الوعي:أود أن تحتويني رائحته عندما أتحول لعروس بحر...أود أن تكون رائحته وحده حولي ليضمني بدفء ويخفف عني ألم فراقه...
أسمعي أيتها الزجاجة سأتركك هنا ولكن أخبريه...أرجوك أخبريه أنني أعشقه ولم أعد قادرة على العيش بدون حبه فكل شيء صار هو...
أخبريه أن روحي التي يرفضها صارت أسيرة لديه وما إن قرر إطلاق سراحها حتى أعلن موتها...

تغمض عينيها وتغوص بعالم ملئ بالزرقة....وتفوح منه رائحة الرجل الوحيد الذي أحبت بيوم من الأيام.


-

وهنـا قصـة قصيـرة كـانت بـداايـات العـزيزة .. تطلـب فيـها نقـداً .. -


سداد الدين

" أماه لقد حان وقت سداد الدين فباركيني"
تنظر الأم إلى طفلها الذي لم يتجاوز الثامنة وتتسأل يا ترى عن أي دين يتحدث؟ يكمل حديثه وكأنه شيخ كبير عركته الحياة:"لقد منحتني الحياة أمي لكنها أمانة يجب أن أردها لصاحبها يجب أن أبذلها من أجل أعظم أم بالوجود".
تقترب منه وقلبها مقبوض من شدة القلق وتتسأل من جديد: ( يا ترى هل أصابه مس من الجنون أم أصابته الحمى فصار يهذي بعد وفاة والده وأخيه وخاله العزيز الذي يحبه جدا).
تقبل جبينه الصغير وتقول: ولدي نضال ماذا حدث لك؟ عما تتحدث؟ وأي دين هذا؟ أنت مازلت طفلا أ…
يقاطعها وقد ابتعد عنها قليلا: "لست طفلا أمي… لست طفلا بل لا يجوز لي أن أكون طفلا وأنا أرى أمي تغتصب، تهان، تدنس، تصرخ طالبة العون ولا أحد يجيبها أي طفولة هذه التي تتحدثين عنها أمي أي طفولة هذه؟؟"
تسيل دمعة حارقة من عينيها تحفر خدها من شدة الألم وتقول وقد تملكها الخوف من كلمات طفلها: "ولدي الحبيب ماذا تقول؟"
يرد: " أماه لقد ولدت رجلا وأشعر الآن بأنني شيخ كبير ولكنني أحمل قوة الشباب بداخلي، أمي الحبيبة أرضي تنادي وقد دنسها الغاصب إذا لم نهب لنجدتها ونحن أبنائها فمن سيفعل؟!"
تصرخ بحرقة بعد أن فهمت ما يدور بعقله الكبير المختبئ بذلك الجسد الصغير: لا… لا…
يمسح دموعها وهو يضمها ويقول: "هي أمي أيضا وتطلب أن تضمني مثلك تماما ولكنني لن أضمها إلا وجبيني عال أمي كما فعل خالي العزيز ووالدي وأخي لقد أدوا أمانتهم. أمي لا تبكي يجب أن تكوني سعيدة وفخورة فأنت أم شهيد وزوجة شهيد وأخت شهيد أي شرف هذا الذي تنالينه ومن تظنين منحك هذا الشرف أنها هي أمنا فلسطين بمعونة من الخالق"
تهمس بألم: "مازلت طفلا ولدي صبرا… صبرا…"
يبتعد عنها ليقول بغضب: "لست طفلا أخبرتك بذلك لست طفلا وهي أيضا تعرف أنني صرت رجلا انظري لعيني أمي انظري"
ترفع رأسها ببطيء والألم يعتصرها تنظر لعينيه الواسعتان إلهي ماذا ترى؟
لقد رأت الشرر يتطاير منهما، رأت الغضب وقد أستعمر تلك العينين وصارت داكنة بلون الظلام المخيف حاولت البحث عن طفلها بداخلهما طفلها الذي كان يلعب مع رفاقه منذ بضعة أشهر طفلها الذي لا ينام إلا بحضنها لكن دون جوى لم تستطع العثور عليه لقد رحل ذلك الطفل وحل مكانه شخص آخر شخص آخر.وضعت يدها على صدرها بعد أن أدركت أن ذلك الطفل لم يعد لها الآن وأنه يطلب أمه الحقيقية يطلب حضنها، دفئها أغمضت عينيها لتفتحمها من جديد وقد ملأتهما الدموع تعود لتنظر لتلك العينان وقلبها يصرخ: (أين ذهبت يا صغيري؟ أين؟) تهز رأسها وتبكي.
يخرج نضال ليعود بعد قليل حاملا معه حفنة من رمل رطب يقترب من والدته يضع يده اليسرى على كتفها ويقول: "أعطني يدك أمي."
مدت إليه يدا مرتجفة وضع بها الرمل الناعم نظرة إليه باستغراب من وراء دموعها وكأنها تسأله: (ما هذا؟؟)
أجابها قبل أن تسأل: "شميه أمي، شمي رائحته…هيا "
قربت يدها من أنفها وشمت ذلك الرمل الرطب أحست بنشوة غريبة، أحست بالقوة تسري بجسدها أحست بأن روحها تتبدل ولم تعد هي. لا حظ نضال تغير لون والدته وهدوئها المفاجئ وقال: "إنها تناديني أمي وأنت تعرفين ذلك من رائحتها الطاهرة" صمت قليلا ثم تابع: " حبات الرمل تلك جزء من جسدها الذي أرغب بأن يحتضنني، ذلك الجسد المنتهك من قبل الأعداء"
تبعد الأم المتألمة يدها عن أنفها ويتابع نضال: "أمي صدقيني هي أيضا تحبني وتحبك لأنك حافظت على أمانتها وجعلت منها سلاحا بوجه أعدائها، إنها ممتنة لك فقد منحتها من قبل زوجا وأخا وأبنا، أمي لا تبكي إلا من الفرح فأنت تقلدت أعظم الأوسمة مذ أصبحت أما وزوجة وأختا للشهداء" كانت صامته تابع:" أمي كل أخوتي أمانة لديك ستطلب منك يوما من الأيام فكوني مستعدة لرد تلك الأمانة بل قومي أنت بنفسك بتجهيزها عندما يحين الوقت" تسيل دمعة متمردة على خدها يمسحها بأصابعه الصغيرة ويقول: "لا تبكي أمي، لا تبكي فما عاد البكاء ينفع بشيء، جهزيني أمي…قبليني… باركيني".
تشهق الأم المكلومة من الألم وكأن أحدا يحاول أن ينزع روحها،وتتسأل مع نفسها: هل تستطيع أن تحتمل فراق طفل آخر من أطفالها؟، هل يوجد بها مكان لجرح جديد؟ أو ربما ستعتاد روحها على الألم لكثرة الجراح بها؟ هل هذا هو ثمن حبها لأرضها؟ هل…؟
وفيما هي غارقة بالتفكير يأتيها صوت نضال لينتشلها من حيرتها قائلا: " ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم"
تهدأ قليلا يمسك نضال بيديها ويشد عليهما ويقول: "أمي لا تحزني سأكون بخير سأكون سعيدا وفخورا بك ، أمي إن والدي وأخي وخالي وكل الشهداء ينتظرون أن ألحق بهم. أمي أي معنا للحياة وأرضي محاصرة وأي كرامة ستكون لنا ونحن نذل كل يوم ويداس على أنوفنا وتمزق ملابس أمنا ويهتك عرضها، أي كرامة هذه التي تسمح بأن نرى الذئب ينهش بلحمها ويفصله عنها شيئا فشئ وهي تصرخ متألمة. أمي الحبيبة هذا الجسد لا يقارن بحبة رمل من ثراها فكيف تستغلينه أنت عليها. أمي… أمي بالله عليك ابتسمي فأنا لك، وروحي فداك وستظل معك للأبد "
تصرخ وتمسك بطفلها الصغير تبكي بحرقة: هل ستسمح أن تنزع نطفة أخرى من جسدها… من روحها ؟ وهل ستحتمل ألم ذلك النزع؟ لكن ماذا باستطاعتها أن تفعل كل كلمة يقولها صغيرها حقيقة واضحة. دمه يحن لأمه الحقيقية. لقد كبر ابنها قبل أوانه يجب أن تفخر بذلك وترفع رأسها بعلياء وكبرياء أنه وسام آخر سيضاف إلى صدرها ونطفة أخرى سيصبح لها شأن وهدية عظيمة ستهديها لأرضها. أجل هي من جاءت به إلى الحياة إذا دمها هي الذي يجري بعروقه وروحها هي التي بداخله فكيف تظهر أمامه ضعيفة وهي من أرضعته الشجاعة منذ مولده لا لا يحق لها أن تمنعه فهو أمانة لديها وهاهي أمه وأمها تطلب رد الأمانة أجل ستعيدها لها بكل فخر مرفوعة الرأس. تبتعد قليلا عن فلذة كبدها تمسح دموعها تمزق جزء من ثوبها الأبيض وتربطه كعصابة على رأس أبنها الحبيب ثم تقبل جبينه وتقول: "لقد كبرت يا ولدي، كبرت وأنا فخورة بك كثيرا. أذهب وسدد دينك وأنا سأنتظر عودتك".
يمسك بيديها ويقبلها ويسأل بتردد:وإذا لم أعد أمي؟
تغمض عينيها ويسود صمت قاتل للحظات ولكنها تفتح عينيها وتبتسم ثم تقول: وقتها سأعرف أن والدك سيهتم بك وأن والدتك التي أهديتها روحك ستحتضن جسدك بكل فخر وستكون حنونة عليك أعرف ذلك، لكن يجب أن ترفع رأسي أنا أيضا ولا تجعل روحك رخيصة اجعلها سلاحا مدمرا وقتها سأرفع رأسي عاليا" تحتضنه من جديد وتقاوم دموعها بقوة حتى لا تتساقط أمام طفلها فيرى ضعفها ما هي إلا لحظات فيبتعد عنها ويقول:ستفخرين بي أمي أعدك بذلك ستفخرين بي. ثم يجري للخارج تحاول اللحاق به فتتعثر وتسقط على الأرض لتنشب أظافرها بالرمل الرطب وتصرخ: " هاهو أبنك عائد إليك…سيرحل ويتركني من أجلك…آآآآآآآه كم هو مؤلم هذا الفراق… آآآآآآآآآآه كم هو صعب نزع الروح…عديني أيتها الأرض أن تكوني له أما حنونة…عديني ألا يشعر بالوحدة بحضنك… عديني أن تفخري به كما سأفعل عديني… عديني…


هذا كل ما لدي أتمنى أن أعرف رأيكم الصريح بمحاولاتي؟ولكم جزيل الشكر؟


-

وهنـا إحـدى روائعهـا ( خـاطـرة بعنـوان سيعـود )

وهـذا نصهـا :

لا…لا يا قلمي لا تبكي جفف دموعك هيا تشجع…
لا تبكي لأنني لا أقوى على رؤيتك بهذه الحال…
لا يا قلمي لا تبكي فغدا سيعود أجل سيعود ثق بي…
وستخط بأجمل ما عندك وستزين الحروف والكلمات بضحكاتك…
لا تبكي فحنينه سيعيده إلينا كل خلية بجسده ستنادينا وكل قطرة بدمه ستتمرد عليه…
لا أيها العزيز لا تبكي أعرف أنك تتألم وأن قلبك ممزق لكن صدقني لن يطول الألم لأنه سيعود إلينا وكأن شيئا لم يحدث…
لا تبكي فليس له سوانا ونحن ليس لنا سواه…
أتذكر تلك الأيام الجميلة أتذكر يوم أن خططت له أول رسالة أتذكر كيف كنت سعيدا..
أتذكر بأول عيد ميلاد له مذ عرفته كيف حفزتني على أن أخط له كلماتك الرائعة ويوم عيد الحب كيف جريت إليه بلهفة أتذكر…
أتذكر كلمات الشوق التي كنت تخطها طوال الليل وتحفظني إياها لأقولها له نيابة عنك وما إن أسمع صوته أو أراه تتوه مني الكلمات وتضيع الحروف ولكنك لا تغضب مني لأني أعدك أن أفعل ذلك بالمرة القادمة…
أتذكر كلماته ووعوده لنا بأن يكون معنا للأبد ولا شيء بهذا العالم قد يفرقنا لذا أقول لك أنه سيعود فهو ليس من النوع الذي يمكن أن يخون وعدا قطعه على نفسه…
لا يا قلمي أمسح هذه الدموع فهي تحرقني ألا يسعدك أنه سعيد الآن ألا تشعر بالراحة لأنك وإياه بنفس المكان صحيح أنك لن تتنفس نفس الهواء بجانبه كالسابق ولكن ما تنفسته منه يكفيك العمر كله ويغنيك عن أي هواء غيره…
لا يا قلمي تماسك سقوطك يعني سقوطي واستسلامك يعني موتي لا… لا… ساعدني حتى أساعدك امنحني الشجاعة فمصابنا كبير ولا يوجد أمامنا سوى الصبر وتلك الذكريات الجميلة…
لا يا قلمي أستند علي، قلبي مازال ينبض بحبه فساعده على اجتياز هذه المحنه لست الوحيد المتألم كل ذرة بجسدي تؤلمني فساعدني…
أتذكر أول لقاء لنا كيف رقص قلبي من الفرح وكدت أختنق من شدة ضرباته عندما رأيته لأول مرة …
أتذكر كيف كانت لهفتي وأنا انتظر اتصاله وسماع صوته…
أتذكر كيف عشقته بجنون منذ أول لحظة سمعته بها ولا زلت أجن عشقا…
أتذكر كيف أرتجف جسدي وكاد قلبي يتوقف عندما لمس يدي لأول مرة أتذكر عندما أخبرتك بكل هذا…
أتذكر كيف كنا سعداء وأيدينا تتشابك عند الشاطئ وضحكاتنا العالية وهمساتنا الناعمة…
أتذكر عندما يقول أحبك كيف يقشعر بدني…
أتذكر عندما كنت أغضب منه وأحضر بعقلي كل الكلمات التي تخطر ببالي لأقولها له تعبيرا عن غضبي ولكن ما إن يناديني هاتفي حتى أركض بلهفة لأجيبه وما إن أسمع صوته حتى أنسى أنني كنت غاضبة منه بل لا أتذكر أنني كنت غاضبه لأسخر من نفسي بعد ذلك وأضحك وأنا أنظر لوجهي بالمرآة وأتذكر كيف كنت أكرر الكلمات الغاضبة لأقولها له وأنت كنت تساعدني أتذكر…
أتذكر كيف كنا نتحدث معا لا نهتم بأي شيء حولنا وكأن العالم خلق لنا لا نفكر بالمشاكل ونصنع مستقبلنا بأيدينا…
أتذكر كيف كنا نحب بعضنا ونصنع الأحلام…
أتذكر عندما غادرت البلاد لأول مرة كدت أموت عندما ودعته ولم أجرؤ على النظر للوراء حتى لا أفقد شجاعتي وأعود وكيف كانت سعادتي عندما هزه الشوق وجاء لرؤيتي…
أتذكر كل هذا وتبكي لا يا قلمي العزيز لا، فارسي سيعود فأمسح دموعك سيعود من رحلته الطويلة لقد تغير بعض الشيء لكن هذا طبع كل البشر حتى نحن تغيرنا ولكن القلب لا يمكن أن يتغير أبدا…
فارسي يجب أن يتخذ قراره وقد أتخذه لا بد أنه يتألم أيضا وأنا لا أريده أن يتألم أوليس هو القائل لن أتركك حتى تطلبي أنت ذلك أو أشعر أنك لا تحبينني وأن هناك شخص أخر…
ياترى هل يظن أنني لا أحبه أجل أنا لا أحبه لأنني أعشقه بجنون لكنه سيعود مازال لدي أمل أن تعود الحياة لزهوري وتتراقص فراشاتي ويشهد البحر تتويج هذا الحب …
قلمي الحبيب سهل الكلام لكن الفعل مؤلم كيف لي أن أحتمل بعده عني لفترة طويلة ؟
كيف لي أن أحتمل ألا أسمع صوته كيف؟ كيف؟
كيف لي أن أنام وطيفه يناديني؟
قلمي الحبيب لما كل هذه القسوة لما؟
هو يريد مني أن أبتعد وأقتل طفلي بيدي؟
يريدني أن أحرق جنتي …
لا… لا سيعود لي يوما من الأيام … سيعود يا قلمي …سيعود…سيعود…