عرض المشاركة وحيدة
  #15  
قديم 16/05/2006, 10:40 PM
الزمن القادم الزمن القادم غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/03/2006
المشاركات: 242
الفلوس والشاة والذئب!

أنيس منصور

يذوب الحديد أمام الفلوس والمرأة والسلطة، أي الفلوس والجنس والحكم، وليس كلينتون وكيندي ونائب رئيس الوزراء البريطاني برسكوت آخر الذين زلزلهم الجنس، وإنما هناك سلسلة طويلة من الأقوياء أذلهم الجنس، أو أضعفتهم المرأة وأسقطتهم أيضاً، وكثير من الأقوياء انهاروا أمام الفلوس كما انهارت الفلوس أمام المرأة.

ووزير خارجية النمسا القديم مترنيخ هو أول من استخدم المرأة جاسوسة له، فكان يطلقها على خصومه السياسيين، وفي الليل مع الخمر والجمال ينهار الرجال، ويقولون، وتنتقل أخبارهم إلى وزير الخارجية، ولا تزال المرأة الجميلة أكفأ الجواسيس.

ومغامرات جميلة الجميلات مارلين مونرو، لقد تقاذفها الرئيس كيندي وأخوه وزوج أخته، وقيل إن المافيا هي التي اغتالتها، وقيل المخابرات، لأنها كانت تفشي أسرار الرئيس الذي كان يقول لها كل شيء، بما في ذلك عيوب زوجته، وقيل إنه أخبرها بضرب الصواريخ السوفياتية في كوبا، وقيل إن المافيا هي التي دفعتها إلى الانتحار. وفي الأسبوع الماضي نشرت الصحف الأميركية أنها قتلت لأنها شيوعية، ومارلين مونرو مثل سعاد حسني غير مثقفة ولا متعلمة وقد ضحكوا عليها، فهي تزوجت الكاتب الشيوعي آرثر ميللر، وهو فضح جهلها وأخلاقياتها الساذجة في مسرحية «بعد السقوط»، وكذلك سعاد حسني وتحية كاريوكا قد خدعهما الشيوعيون، وكلتاهما لا تثقفت ولا حتى فهمت ما هي الشيوعية، وكلهن ضحايا السفالة الشيوعية والوهم الكبير في حكم العالم وسيطرة النفايات الاجتماعية على الكون! والشاعر القديم استطاع أن يجمع في لوحة بسيطة: الفلوس والأنثى والقوة، قوة الذئب والشاة والفلوس معاً. قال الشاعر القديم:

رأيت شاة وذئباً وهي ماسكة

بأذنه وهو منقاد لها ساري

فقلت: أعجوبة! ثم التفت أرى

ما بين نابيه ملقى نصف دينار

فقلت للشاة: ماذا الإلف بينكما

والذئب يسطو بأنياب وأظفار؟

فتبسمت ثم قالت وهي ضاحكة:

بالتبر يكسر ذاك الضيغم الضاري!