عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 15/03/2006, 05:57 PM
صورة عضوية shishan
shishan shishan غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ الانضمام: 09/02/2005
الإقامة: في ارض الجهاد ((الشيشان))
المشاركات: 35
امبروطــوريه العمـــانية في زمن أئمة بني خروص

المقدمــــــــة:
الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله اشرف الخلق المرسلين وبعد فهذا التقرير مبسط اخترناه ليتناول موضوعا تاريخيا وحضاريا هامه يسرد نبذه مختصره عن إمبراطوريه عمانية في زمن بني خروص((اليحامده)) وسائر البلاد التي كانت تحت سلطتهم في ذلك الوقت
قالالله تعالى " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب "(1) وهي لعمري عبرة بالغة لمن يطيل التأمل والتفكر حيث جاد نظام الإمامة في عمان ليكون دعامة أساسية لإرساء الدين الحنيف ونشر وترسيخ جذوره:

تبدأ الوقائع المدونة عن تاريخ الدولة العمانية برصد هجرة مالك بن فهم مع عائلته وقبيلة الازد من مأرب إلى الساحل عمان حيث استقروا بادىء الأمر في قلهات وتشتمل كتب التاريخ على بعض الأمور التي تكرر تأكيدها أو بعض الأساطير حول انهيار سد مأرب في القرن الأول الميلادي وكيفية هجرة قبيلة الازد إلى عمان بعد انهيار السد وتم ذلك في احد الفصول التاريخية المعقدة لتنقلات القبائل في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية على طول طويلا وتقول الحوليات إن مالك بن فهم وصل قبيل تحول قبائل عربيه إلى الإسلام وفي الواقع إن قبائل الازد وصلت إلى عمان على شكل موجات متعددة على الأقل منذ القرن الأول الميلادي إن لم بكن قبل ذلك . وكانت أخرها حوالي القرن السابع الميلادي حين انتصروا على الجيش الساساني واحتلال البلاد بأسرها. وقد اعتنق شعب عمان الإسلام عام (630) ميلادية في أثناء حياة النبي (ص) وكان ذلك بداية عهد جديد للأمة وفي عام(650) انضم العمانيون إلى جيش علي بن أبي طالب في أحقيته في الخلافة وكان ذلك أحد عوامل نشأة المذهب الاباضي الإسلامي وإقامة الإمامة فيها وإما عن كيفية انتخاب العمانيون للأمامهم فكان يجب أن يكون الإمام شخص تقيا ورعا ذا إلمام بالتشريع الإسلامي ويتجمع عدد كبير من الأهالي المشهود لهم بالأيمان التام مع رؤساء القبائل وكبار القوم في المجتمع لترشيح وانتخاب الإمام. وكانت القبائل الرئيسية التي ينحدر منها ألائمه هي قبائل (الجلندى وبنوخروص "اليحامده" والنباهنه -- حكام هذه القبيلة تركوا تلك الوسيلة واتبعوا أسلوب التعين بالتوريث ويعرفون بالملوك أكثر منهم بلائمه—ثم اليعاربه والبوسعيد—الذي كان حكامهم يتبعون أسلوب التعين بالتوريث أيضا مثل النباهنه ويعرفون بالسلاطين--.

نسب بني خروص في عمان:
ينتسب بنو خروص ((اليحامده)) من الازد بعمان وهم بنو خروص بن شاري بن اليحمد بن حمى وهم حضيرة الامامه وبيت العلم والعمل وأهل فضل الشرف الديني وسياسي ومنهم ألائمه الأمجاد والعلماء الفطاحل ليس القوم في حاجه إلى تعريف بهم في مصاف القبائل ولهم وادي معروف بوادي بني خروص الذي ينحدر من الجبل الأخضر من سفحه النعشي فيمر على بلده الأبيض وبها يعرف الوادي في جانب ****** وتقع بلدة سوني في نحرة وهي معروفه ألان بالعوابي(1).
بنو خروص اشرف قبيلة في باب العلم والدين والتقوى وهم ليس قبيلة يتفق العمانيون على إمامتهم منها؛ إذا لا يخشى أهل عمان منهم تسلطا على الملك بالوراثة ولا يطالبون به على هذا الوجه فلذالك أكثر ألائمه عمان منهم

قال الشاعر:
والى اليحامدة الكرام تناهت.........وبها منهم مثنت امراء
منهم الوارث الامام بن كعب.........ليتها القرم بدرها الوضاء
وتوالت ائمة من خـروص ........سادة قادة الهدى علماء
قام سلطانهم على العدل عهدا........وعلى العدل يستطاب الثناء(2)

وقال رسول (ص)(الناس معادن. الحديث وبنو خروص معدن دين وإيمان والعلم والعمل؛ وهدى تقوى طلية العهد الإسلامي في عمان، فخرجت منهم أئمة أنجبها الدين والأيمان إلى هذا العهد)(3) ومنهم ستة وثلاثون أيماما كلهم من أفاضل العلماء والمشايخ ويسعنا في هذا البحث إلا إن نتحدث عن ثلاثة منهم فقط وهم على النحو التالي:



الإمام الوارث بن كعب الخروصي اليحمدي
بعد وفاة محمد بن أبي عفان بويع الوارث بن كعب بالامامه وهو من أهل بلدة هجار من وادي بني خروص، ولا يخفى إن بني خروص في عمان حصيرة الامامه ومنبت الورع وبيت القصيد في الفضل دينا وأيمانا وزهدا وورعا ومعدن فضل في لاينكره الاجاهل وكيف يلحق عين الشمس نكران.
كان الوارث بن كعب أول إمام من هذه القبيلة النبيلة، ثم توالت الإمام منهم.ومن حيث إن الوارث أول حجر الدوله اليحمديه وعاش الإمام اثني عشره سنه واشهر إذا بويع في ذي القعدة سنه 197هـ

أسباب اختياره للامامه:
1- عدله وورعه
2- حكمته وتفقه في الدين
3- معرفته في الشؤون الدولة داخليا وخارجيا((سياسته))

أعمالـــه:
1-حماية عمان من عدوان الخارجي: لما تسببت للرشيد الخلافة العامة وقر كرسي سلطته في بغداد التقت إلى الممالك ليردها إلى أمرة المالك وكانت عمان كما علمت عنها مستقلة ذاتين تخضع للحكام محليين في زمن ملوك بني أمية و العباسيين أيضا وبعد ذلك حاول هارون الرشيد ردها إلى خلافته برغم رغبتها فجهر لها ابن عمة عيسى ابن جعفر ابن المنصور وعقد له للواء على ستة آلاف مقاتل فيهم ألف فارس وخمسة آلاف راجل وجعل له ولايتها من غير أن يرسل للعمانيين ويعلم ما عندهم بل اعتمادا على القوة وتحملا للغرطسة فجاء يسحب جيشه مذكور وبلغ العمانيين نبأ خروجه عليهم ليمحوهم من الوجود الاباضي إلى غيره ولكن لحم برض العمانيون ذلك مكتب داود بن يزيد المهلبي إلى والي صحار ووالي صحار كتب إلى الإمام الوارث بن كعب مكتب الإمام إلى واليه مقارش بن محمد اليحمدي وبعث إليه ثلاثة آلاف مقاتل فتلقاه الوالي المذكور في (( حتى)) بشمال صحار فدارت رحى الرب بينهم فأمكن الله من جيش عيسى بن جعفر بعد تمزق قوته وأسر الأكثر فهرب عيسى على وجهه إلى سفنه ليتخلص بها فقام له الليث الهعور أبو حميد بن فلج الحداني ومعه عمر وبن عمر في البحر ثلاثة مراكب فدخل علبهم أبو حميد بمركبه حتى تغلغل فيهم فسقط على عيسى بن جعفر فأسره وخرج به إلى صحار محبس في صحار وتجهز الإمام من نزوى للقاء عيسى بن جعفر لأنه لا يدري ماذا يكون منه وهل ينتصر أو يغلب فان جيوش بغداد مازالت تدق عمان دقا عنيفا والحرب مستمرة ولما وصل الإمام سبقهم خارجا على طريق الظاهرة لان الغرة دائما يكونون من هذا الطريق.

وها هنا وافاه الخبر بهزيمة عيسى بن جعفر فرجع إلى نزوى، ولما بلغ الرشيد خبر هزيمة جيشه الغازي عمان، وبلغه أسر ابن عمه عيسى، وانه الآن في يد عدوه هذه ذلك على حرب عمان، فهم بإنقاذ جيش كثيف لعمان ليمحو الآثار، وينشر في أهل عمان الدمار، حتى بلغ خبره أهل عمان ولا شك أن أهل عمان يتوقعون منه ذلك، فارتاع أهل عمان لذلك واهتموا من قبله أي اهتمام قم في هذه الأثناء قضى الله على هارون الرشيد بالموت، فمات في ليلة السبت من جمادى الآخر سنة 193 وأراح الله منه الأمة وتلك الدنيا لم تر عمان أيام الإمام الوارث سواء ولم يغزها غاز بعد عيسى بن جعفر، واطمأنت البلاد واستراحت العباد وظهرت معالم الرشاد. وكبح الله جناح أهل العناد وانقطعت شأفة الفساد وصارت عمان خير دار وذلك كرامة الإمام البطل المغوار، وممدود من السماء بالكرامات الكبار.

2-شجع على الزراعة في جميع أنحاء عمان حتى كانت عمان في زمن الوارث مكتفية ذاتيا وخاصة من الطحين(البر) وتمر (السح)( ).
قام بصناعة السفن الحربية لحماية الشواطئ العمانية من الغزاة الخارجيين وقام أيضا بصناعة السفن التجارية التي وصلت إلى الهند وباكستان واليمن للتجارة ونشر الإسلام..
وفاتــــه:
كانت وفاة الأمام الوارث رحمه الله في اليوم الثالث من جمادى الأولى سنة 192 هـ. كان سبب موته انه غرق في سيل وادي ليسوه من نزوى وغرق معه سبعون رجلا من أصحابه. ومات هارون الرشيد بعده بسنة واحدة فقط إذ مات كما أسلفنا سنة 193 هـ وأراح الله الأمة من شره وشره ذويه.




الإمام المهنا بن جعفر اليحمدي الخروصي
الإمام المهنا بم جعفر اليحمدي الخروصي: كان أعظم إمام في آل اليحمد بن حمير وان عظمته كانت دينية ودنيوية، وقت قام بواجبه في عمان حتى عظم قدرها في أيامه وعلى شأنها في عهده، وطار لها حيث وسمعه في لبلاد العربية المجاورة لها. وكان يلقب ذا الناب لأنه إذا غضب خرج ذلك الناب وربما مات من هيبته بعض الناس بويع في اليوم الذي مات فيه سلفه وهو يوم الجمعة الثلاثون من رجب سنة 226هـ و قال الشاعر:

والمهنا ومن كمثل المهنا قوة لم تجئ بها الأقوياء

وقال أبو الحسن لم نعلم أن أحد أظهر عليه منكرا من عظمه المهنا في عمان كما قال الإمام، كان المهنا رجلا مهيبا وكان له حزم في رأيه، وكان لا يكلم أحد في مجلسه، شرف الرقاب وعن سلطان التقي، قال: ولا يعين خصما على خصم ولا يقوم أحد من أعوانه مادام هو قاعدا حتى ينهض، هي هيبة الإسلام تدهش كل من يدنو إليها والهدي روع العداء. يا لتلك الأيام ما أحلها ولتلك الأعمال ما أعلاها، حيث يكون العامل يقوم بأعماله باسم الإمام العدل كالمهنا بن جيف. وقال أحد المؤرخين العمانيين: ولا يدخل أحد العسكر ممن يأخذ النفقة إلا بالسلاح، أي لا يدخل على الإمام المهنا عسكره إلا وهم مسلحون، حتى الهيبة لباس الشراة وتيجان رجال الدولة، وهو أيضا عنوان الحماس، قال وكان له ناب يفتر عنه إذا فتظهر له هيبة عظيمة، أي إذا غضب إلى أن يظهر نابه فان له هيبة تأخذ من القلوب مأخذها.

قوة الدولة أيام المهنا بن جعفر
أعلم أن الإمام المهنا بن جعفر رحمه الله، جد في تقوية الدولة في عمان، لا رغام الأعداء وكبح جناح أهل الباطل فيها، فجمع قوته إذ ذلك فكانت مضرب المثل في ذلك العصر، كان رحمه الله كما يقول الإمام نقلا عن الإعلام: اجتمعت إليه من القوة البحرية ما شاء الله. قيل انه اجتمع في البحر أسطول عظيم ضخم بلغ ثلاثمائة بارجة حربية مسلحة بالسلاح العصري، تحمل راية الإمام مهيأة لحرب العدو، وأنها لعظيمة في ذلك الوقت بالنسبة إلى عمان في الجزيرة العربية. قال وكان عنده في نزوى سبعمائة ناقة وستمائة فرس تكب عند أول صارخ قال فما ضنك بباقي الخيل والركاب، في سائر ممالكه، قلت إذا كانت هذه قوة نزوى فقط وهي في قلب عمان الداخلية، ففي الثغور أعلى من ذلك أكثر من ذلك وأجل،
قال العلامة الصبحي رحمه الله: بلغني انه كان عند الإمام المهنا بن جعفر تسعة آلاف مطية، قال: ولعلها لبيت المال، قلت لا شك أنها لبيت المال، فان الهمنا لا مال له إلا أموال المسلمين، وإذ ذلك فعمان لا جمارك فيها وإنما المراد ببيت المال الزكاة فقط، وما يغنم المسلمين في الفتوح من الكفار، قال الصبحي رحمه الله: كانت عساكره بنزوى عشرة آلاف مقاتل، قال: وهؤلاء بنزوى خاصة فكيف بعساكر غيرها. قلت هذا يكفي مقاسا على عساكر غيرها، والله ينفع من يشاء ويؤيد من يشاء من عباده فله السلطان القوي وحده( ). قال وكثرت الرعايا في زمانه، قلت: كيف لا تكثر والمهنا إمام المسلمين، وكيف لا تكثر والعدل فيها ناحب أعلامه: فانه هو الذي ينمي الأمة ويكثرها كما يقل: إن العدل يعمر والجور يدمر، واذا كان الماء لا يكون له طحلب كما في أيام الإمام غسان، فكيف لا يكون له نبات وزهر طيب وثمر حلو تعيش فيه الأمة ومن قوة إمامه المهنا أن المهرة كما هي ألصق بعمان. لا تزال تابعة لعمان ذلك العهد. وكان الإمام المهنا رحمه الله على جانب عظيم من الحزم واليقظة في الأمر وعلى منتهى حدود الفطنة من اليقظة، وبذلك قامت له هيبة في عمان، حتى اهتزت لها الأرجاء والنواحي، وكيف لا وثلاثمائة سفينة تمخر البحر حاملة للعلم العماني ومحافظة للبحر حاملة للعلم العماني ومحافظة للبحر من القراصنة((الهنود)) ومن الأعداء الخارجين وخمسة آلاف مهيأة لأول صارخ وتسعة آلاف ناقة لها أهمية في ذلك الوقت.



وفاتــــه:
توفي الإمام المهنا رحمه الله في التاسع من شهر ربيع الأول 230هـ والناس والمساجد قد حضروها لصلاة الجمعة فبعد الأذان الأول جاءوهم بخبر وفاة الإمام المهنا ولم يقولوا في صلاته شيء فصلوا جماعة الظهر وقاموا لتجهيز الإمام وكان صلى بهم ذلك اليوم خالد بن محمد المعدي قال الإمام في أثره كان الإمام مريضا فقام الخطيب على المنبر فبينما هو في الصلاة عليه ابنه جيفر أي كان الإمام لصلاة على والده رحمه الله عما ألم بعمان من دهش وروع لوفاته حفظ البحر والبر بهمته العالية وعزيمته وقوته وروعته ووقيته تحت ظل الديمقراطية الإسلامية والحمد لله الذي له الملك كله وله الأمر سبحانه وتعالى من قاد كريم يفعل ما يشاء ويحكم مايرده الخالق وله الأمر.




الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي اليحمدي
لما رأوا حالة الإمام المهنا بطل الإسلام يحيط به الحمام كما انه على نفس لزام، ورأوا أمرا لابد منه وهو إقامة إمام ثان يخلف الأول في المسلمين ويقوم بحقوق الله والدين، اجتمعوا في بيت المشورة وقادتهم العلماء والسادة الأجواء واقطاب الهدى وعمده أهل الاهتداء وهم محمد بن محبوب وعبد الله بن الحكيم وكثيرين من العلماء الأفاضل في ذلك الوقت. ومن معهم من أخيار المسلمين، ولله عهد لجتمع عليه مثل هؤلاء الأماجد الأبطال أخيار الأمة وعلمائها في ذلك العهد نظر هؤلاء الرجال الفطاحل فيمن هو الذي ينبغي ان تعقد عليه بيعة الإمامة، فوقعت خيرتهم على الصلت بن مالك بن بلعرب الخروصي اليحمدي، فبايعوه يوم الجمعة عند غروب الشمس في 16 من ربيع الآخر سنة 337هـ.

ســـيرتـــه:
سار الصلت بن مالك بالحق في عمان ما شاء الله حتى فنى أشباح المسلمين جملة الذين بايعوا لا نعلم أحد منهم فارقه وعمر الصلت بن مالك في امامته ما لم يعمر امام من أئمة المسلمين فيما علمنا حتى كبر ونشأ في دولة شباب وناس يتخشعون من غير روح. يضمرون حب الدين ويبطنون حب الدنيا ويأكلون الدنيا بالدين. فلما طال عمر الصلت بن مالك عليهم ملوه لما كبر وضعف وكان ضعفه من قبل رجليه واما السمع والبصر والعقل اللسان فلم نعلم انه ضاع منه شيء ولا تعص منه شيء.

أعمــالــه:
• الإمام الصلت يسترد سقطرى:
كانت سقطرى والمكلا وحضرموت والمهرة كلا تحت راية إمام عمان. حتى جاء النعارى "الحبشة" بأسطولهم فهاجموا سقطرى على غير علم من إمام عمان، وهي في شقة وبعيدة آن ذاك. ولا طريق لها من البر أو البحر ولا يمكن عبوره إلا في الموسم الخاص، وكان القاسم واليا عليها من قبل إمام عمان. قال صاحب تحفة الأعيان "وسقطرى جزيرة طولها ثمانون فرسخا ولها الصبر أضنه يقصد بها الصبار" ولها نخل كثير، ويسقط إليها العنبر ولها دم الأخوين وهي في جنوب عمان بينها وبين عمان بحر الحبشة فكتبت امرأة من أهل سقطرى يقال لها الزهراء للامام رضي الله عنه قصيدة تذكر له فيها ما وقع من النصارى بسقطرى وتشكوا إليه جورهم وتستنصر عليه
فقالـت:

قل للإمام الذي ترجى فضائله ابن الـكرام وابـن السادة النجـب

وابن الجحاجحة الشم الذين هم كانوا سناها وكانوا سادة العرب

أمست سقطرى من الإسلام مقفرة بعـد الـشرائع والفرقـان والكتـب

وبعـد حي حلال صـار مغـتـبطا في ضل دولـتهم بالمال والحسب

لم تبق فيها سنون المحل ناظرة من الغصون ولا عودا من الرطب

واستبدلت بالهدى كفرا ومعصية وبـالأذان نواقـيسا مـن الخـشـب

وبالذراري رجالا لا خـلاق لهم مـن اللـئام عـلوا بالقـهر والغـلـب

جار النصارى على واليك وانتهبوا مـن الحريم ولـم يألوا من السلـب

إذ غادروا قاسما في فتية نجب عقوى مسامعهم في سبسب خرب

مجدلين سراعـا لا وسـاد لهـم للـعاديـات لسبـع ضـاري كـلـب

واخرجـوا حرم الإسلام قاطبـة يهـتفـن بالويل والأعـوال والكرب

قل للإمام الذي ترجـى فضائلـه بـأن يغيـث بنات الدين والحسـب

كــم مــن مـنعمة بـكـر وثيبــة من آل بيت كريم الجد والنسب

تدعواأباهما إذا ما العلج هم بها وقـد تـلقـف مـنها موضـع اللبـب

وباشر العلج مـا كانت تضن بـه على الحلال بوافي المهر والقهب

وحــل كـل عـراء مـن ملمتهـا عن سوءة لم تزل في حوزة الحجب

وعـن فـخوذ وسيقـان مدملجـة وأجـعـد كـعنـاقـيد مـن الـعنـب

قهرا بغير صداق لا ولا خطبت إلا بضرب العوالي السمر والقصب

أقول للعين والأجفـان تسعفنـي يا عين جودي على الأحباب وانسكبي

ما بال صلت ينام الليل مغتبطا وفي سقطرى حريم با دها النهب

يا لا الرجال أغيثوا كل مسلمة ولو حبوتم على ألاذقان والركب

حتى يعود عماد الدين منتصبا ويهلـك الله أهـل الجـور والـريـب

وثم يصبح دعى الزهراء صادقة بعد الفسوق وتحيـى سنة الكتـب

ثم الصلاة على المختار سيدنا خيـر البريـة مأمون ومنتخـب


فجمع الإمام الجيوش وجهز المراكب فولى عليهم محمد بن عشيرة وسعد بن شملال فان حدث بأحدهما حدث فالباقي منهما يقوم مقام صاحبه فان حدث نهما جميعا في مقامهما حازم بن همام وعبد الوهاب بن يزيد وكتب لهم كتابا بين فيه ما يأتون وما بدون، ويقال أن جملة المراكب التي اجتمعت في هذه الغزوة مائه مركب فساروا إليهم ونصرهم الله عليهم فاخذوا البلاد وهزموا الأعداء ورحبوا ظافرين مستبشرين ومن ينصر الله ينصره".
• أشتهر العمانيون في زمن الصلت بن مالك ببراعتهم كتجار وملاحين في المحيط الهندي وهناك مثال على ذلك أورده أبو سفيان يصف فيه رحلة أبو عبيدة عبد الله بن القاسم إلى مدن الصينية حيث تولنا مصادر الصينية كذلك أنه في فترة وجوده هناك كانت توجد جالية كبيرة من العرب في الصين وقاموا بني عدوه مساجد لا تزال قائم حتى الآن وكذلك أيضا لم تحدث أي منافسة أو تحد لسيطرة على سواحل عمان وخاصة مضيق هرمز على الخليج من قبل الدولة القائمة في بغداد أو من الفرس.
• قام الإمام الصلت بن مالك ببناء الأبراج والقلاع والأفلاج ويقال انه بنى حصن نزوى وقام اليعاربه بتجديد البنيان حصن.




اعتزاله الإمامة:
بلغ الإمام الصلت من الكبر عتيا وإذا ذلك اتجهت الأذهان نحو الإمامة فرأي فريق القيام على الإمام ليعتزل وان لم يعتزل يعزل، وكان هذا الحال عند العمانيين من الصفات اللازمة لهم وكان المحظور ضياع دولة المسلمين أن يقع فيها خلل أو يطمع فيها أهل الأهواء أو يرى البغي بضعف الإمام فرصة تخوله الأماني للزعامة، فيقع بذلك شق عصا المسلمين.
قال الإمام السالمي " صاحب كتاب تحفة الأعيان" وبلغ الخبر بموت الإمام الصلت إذ مات رحمه الله ليلة الجمعة بالنصف من ذي القعدة سنة 257هـ ودفن يوم الجمعة وكان صلى عليه عزان بن تميم فلما علم القاضي عمر بن محمد خرج إلى نزوى فتلكم قائلا:اليوم مات إمامكن فتمسكوا بدينكم أي كأنه يداه باقيا على إمامته ولا يرى إقامة الإمام الذي بعده.


الخاتمــــة:

كان أئمة بني خروص رحمهم الله جميعا في ما ظهر لنا من أمرهم الظاهر الإيمان الظاهر عليهم شواهد الأفضل والأحسن للناهيين عن الشر صادقين الفعل واللسان وروعين المحارم مجتنبين عما علم سائلين مما نزله بهم ولزم متواضعين لما فوقهم متعاطفين لمن دونهم كاظما للغيض بعيدا الغضب سريع الرضا المتحملين للأمة حارسين على إصلاح المسلمين رءوفين رحمة بالمؤمنين متوشحين بالكرم والأخلاق صبورين على ما ذاق الخناق مستقيما على حقيقته قاصدين قصد الطريقة تضرب به الأمثال ويعجز الوطن عن وصفهم بالمقال كما أنهم كونوا دولة بل إمبراطورية قوية تخافها أعظم الدول وتحكموا بالطريق التجاري الذي يربط بين الشرق والغرب وأيضا لعبوا دور شرطة البحر حيث قاموا بتأمين الطريق البحري وحاربوا القراصنة البحر((الهنود)) والحبشة والكفار متعدين مغتصبين وقاموا بنشر الإسلام في آسيا وأفريقيا وحموا الأقاليم كانت خاضعة لهم وقدموا المساعدة لمن يحتاج إلى المساعدة وقاموا بتحصين الدولة من كافة النواحي من حيث بناء القلاع والبروج والسفن الحربية فرحم الله تلك اللهجة وتلك الأوصال وتفضلوا علينا وعليهم منهم بالمن والأفضال وجمعنا وإياهم على جزيل ثوابهم وكرمهم والله هو أرحم الراحمين.