عرض المشاركة وحيدة
  #5  
قديم 16/05/2006, 11:04 AM
الزمن القادم الزمن القادم غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 27/03/2006
المشاركات: 242
رأي الوطن ( جريدة الوطن العمانية)
هكذا غلبت الروح الوطنية
تكريم الشركات المتميزة في مجال التعمين يشكل حافزا مادياً ومعنويا لكل شركة يضاف بدوره إلى ميزات تضيفها ادارات تلك الشركات لأنفسهم تتمثل في قناعة ذاتية بقدسية الدور وأهمية المبدأ، حيث بادرت هذه الشركات في البداية الى تطبيق الدعوات التي استهدفت تشجيع العامل المواطن على الانخراط في سوق العمل الوطني وتحمل مسؤولية البناء والتنمية، فتوافر هذه الروح الوطنية والمسؤولية الذاتية تجاه تحقيق مصالح الوطن العليا هي اكبر وسام يوضع على صدر المواطن سواء كان مستثمراً في القطاع الخاص او إداريا او عاملا في قطاعات الانتاج، حيث ان القطاع الخاص هو مناط الأمل في استيعاب كافة مخرجات التعليم والتدريب الذين تبذل الدول كل غال كي تنهض بهما وتجعل مخرجاتهما من اليد العاملة الوطنية على مستوى من الكفاءة يليق بضرورات اللحظة ويتساوق مع حاجاتها، فالاوطان لا تبنيها الا سواعد ابنائها المؤمنين بتكاملية الرسالة وتجاوزها لمفهوم الربح الآني، والتعمين بالطبع يفرض التزامات على الشركات تتحملها برحابة صدر يقيناً من القائمين عليها بأن ما تنهض به هو بمثابة استثمار آجل لطاقاتنا الوطنية سيؤتي أكله في مكان ما وزمان ما على رقعة أرضنا الطيبة سواء داخل جدران الشركة التي ساهمت في مسيرة التعمين أم خارجها، فالمسؤولية واحدة والهدف واحد، ومن جهة مقابلة ينبغي على العامل المواطن أن يكون مدركا لحجم تضحيات الدولة وحساسيات الظروف المرحلية للقطاع الخاص الناهض الذي يبادر للاستجابة لرفع نسب التعمين بكل ما يحمل هذا التوجه من صعوبات وتحديات في البداية، وأحياناً تكتنف المسيرة حملات تشكيك في قدرات كل من الشركة والموظف الوطني على السواء على الوفاء ببرنامج التعمين، وهذه طبيعة مراحل التحول لكن في نهاية المسيرة تستقر الأوضاع ويبدأ جني الثمار، حيث تمر التجربة في اطار منظومة متكاملة من البنى الاساسية والمؤسسية وضمن معايير ومقاييس دقيقة تسجل لكل ذي حق حقه ولكل صاحب تضحية تضحيته حيث يستظل الجميع تحت راية الوطن ويتحصن ضد كل مقولات التشكيك بروح التضامن والتكافل التي تعمل عمل دفة السفينة المبحرة في لجة التجربة وصولا الى شاطئ الأمان، فسفينة النهضة المباركة يقودها ربان ماهر يعرف طريقه جيدا ويدرك ثقل الأمانة وطبيعة المسار وملامح الهدف وهو حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ويدرك أيضا بحس القائد الرشيد طبيعة التحولات الدولية وما تطرحه من ضرورات مراجعة المراحل ومتابعة حجم الانجازات ومقدار التضحيات. وتشير الاحصائيات التي ظهرت من خلال حفل التكريم امس والكلمات التي القيت بالمناسبة الى مدى النجاح في خطط التعمين والاستجابة الواسعة من جانب الشركات والعاملين على السواء، حيث تم استيعاب اكثر من 100 ألف مواطن عماني في سوق العمل بالقطاع الخاص، وبذلك يجني الوطن ميزات عديدة ونجاحات على اكثر من مستوى، متمثلة في استيعاب القوى العاملة الوطنية في مواقع الانتاج وفي نفس الوقت الحفاظ على تنامي مسيرة التنمية ورفع الدخل القومي للسلطنة وتوفير الأموال التي كانت تنفق على جلب الأيدي العاملة التي يمكن إحلال أيد وطنية محلها. فلتكن الروح الوطنية سبيلنا جميعاً لنتحرك صوب المستقبل بثقة وملامح تنم عن عمق الانتماء للوطن.