عرض المشاركة وحيدة
  #12  
قديم 11/09/2006, 03:15 PM
صورة عضوية بنت الشعب
بنت الشعب بنت الشعب غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 16/02/2005
المشاركات: 277
ها قد اتى الصيف

وازدانت شوارع المنطقة بأطفالها وأصحابها.. كل العائلات تتجمع أحيانا في رصيف واحد.. أو في الباحة الخلفية لاحد المنازل.. كانت مستويات العائلات متفاوت في تلك المنطقة فبعضها كان غنيا والاخر معدما والاخر يحمد ربه على نعمه البسيطة.. كبيت ابو جراح.. كان ابو جراح يمتلك حوض سباحه بسيط جدا هو من اوجده في تلك الباحة الصغيرة.. كان يملؤه مائا كل صيف في احد الايام كي ينعشو انفسهم عن حرارة الشمس القاتلة.. وكان قبل ايام قد غطاها بعوامد من صفائح الالومنيوم وبدت باردة.. حتى ان الماء الذي جاب بطنها كان باردا ويجلب الراحة في النفس..
طبعا النسوة لم يسبحن بذاك اليوم.. ولن يسبحن فيها ابدا.. لانها مكشوفه تقريبا ولكنهن كانن يستمتعن بخارجها بسباحة الرجال بها...
خالد الذي كان أكثرهم فرحا بهذه البركة لم يهنأ بها إلى تلك الدرجة..فبهذه الخفقات التي تكسر صمت جسده عندما تترائى له فاتن وتظهر كل لحظه امامه.. كان يتضايق اذ ان معاملته لها بدت حميمة اكثر عن السابق.. وبدى حنونا اكثر .. والكل فسر هذا الشي على موقفها الذي اتخذته مع اختها بذاك اليوم.. لكن احد لم يكن يعرف ان خالد كان يظن ان فاتن قامت بما قامت به حبا له.. كم هو لجميل ان يحس الإنسان انه يحب.. ومحبوب..

في يوم اخر قررت العائلة الصغيرة ان تخرج الى البركة.. والكل طبعا كان فرحا بهذا الشي.. وفاتن دعت رفيقتها مريم واختها نورة التي اعتذرت عن المجيء لكن مريم وافقت فقط بعد الحاحا وحلفا من فاتن عليها
كانت تتجنب اللقاء بجراح الذي اصبح قاسيا ولا يعيرها أدنى اهتمام.. كم هو لحقير.. معتوه.. سأريه من هي مريم ..
وبالفعل حضرت ومعها سلة مليئة بمختلف الوجبات الخفيفة.. وفاتن هي من فتحت لها الباب.. وكانت فرحة جدا برؤية مريم فهي كانت تكتفي بسماع صوتها في الهاتف وهذه أول مرة تراها من بعد يوم الامتحان
فاتن وهي تفتح ذراعيها لرفيقتها: مريوووووووووم حمارة وحده وحشتييييني
مريم: حمارة؟؟ معليه ,, ( ترد على عقبها مغادرة)
تسحبها فاتن: ههههههههههههههههههه تعالي صج انج حمارة
مريم: لا حمارة انا خليني بروح بيتنا..
فاتن التي كانت ترتدي قميصا ملابسا مريحة وتبدو كالاجنبية بهذا المظهر..: لا فديتج محشووومة نا الحمارة اللي ماعرف استقبلج
مريم بغرور وهي ترجع: أي خلج مؤدبة لا ارد بيتنا تراا السيارة للحين بره..
فاتن: هههههههههههههههه شلونج حبيبتي شخبارج؟
مريم واهي تقبل رفيقتها: ابخير حبيبتي انتي شخبارج؟
فاتن وهي تشير بيدها يمينا وشمالا: شوي جذي وشوي جذاك
مريم: لا زين عيل احسن منا.. انا على طوللل هنااااك.. ( تشير الى اليسار أي انه جهة الحزن)
فاتن وهي تضمها: ماعليج عمري انا حاسة ان اليوم بتروح يدج لليمين اكثر..
مريم: تهبين والله تخسين.. مابي اشوفه
فاتن: وانتي ماتستحين شعبالج انا شنو باخذج لاخوي يعني.. يهبى والله جراحوو ما يلقى خيرج يام الخير..
مريم: ياويلي من هالتقردن كله..
فاتن وهي تضحك بقوة: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههه هههههههههه يعلللج والله وحشتني..
بخطوات من دخولها للمنزل نادى بوق السيارة التي كانت واقفة مريم.. التفتت مريم لها وهي تمد يدها بالسلة لفاتن: خذي هالسلة بشوف شيبي مساعد..
ازدادت دقات قلب فاتن عندما سمعت بالاسم.. مساعد.. هو من اوصلها.. يا الهي من هذا الانسان الذي يبعثر مشاعري يمنة ويسرة بمجرد سماع اسمه.. لم اذكره ابدا من بعد يوم الامتحان الا عندما ذهبت لاتصل في مريم.. وها هو واقف امام منزلنا..
أخذت فاتن السلة من مريم التي هرعت لترى اخيها.. كان مساعد قد خرج من السيارة كي يحصل على فرصة ليرى فاتن فيها.. لم يستطع ذلك وهو في السيارة لذا خرج منها..
كان يرتدي قميصا بلون البحر و بنطلون بلون الحليب كان مظهره يوحي بالصيف وشعره الخفيف لا تهبه النسمة بل لا تحركه.. والنظارات هي نفسها التي تغطي عينااه.. لم ترى عينيه الا مرة واحده.. ولا تتمنى ان تراها مرة اخرى..
قبل ان ينظر الى اخته رفع نظره الى مسارها الذي اتت منه ليرى فاتن واقفة وسرعان ما اختبأت عندما رأته خلف الباب .. ما باله هذا ينظر الي هكذا
]مريم: خير مساعد شفيك؟
مساعد وهو يتلفت يمنه ويسرة وكانه يبوح بسر خطير: اذا خلصتي دقي علي انا باخذج
مريم: لا ماله داعي لؤي متخمر هني اربع وعشرين ساعة بخليه اهو اللي يوصلني
يوجه نظراته النقمة لها: قلت لج دقي علي انا باخذج علامج ما تفهمين
مريم: زين زين عاد.. كلتني بقشوري.. (بخفة ظل) قشرني عاد
يضرب على كتفها بخفه لكن كان من إثرها ان أزاحتها عن مكانها: عن الخفة الزايدة لا تطيرين
تضمد على كتفها الذي المها وبصوت خافت: يالدب..
لم يسمعها مساعد ولكن ركب سيارته .. نظر الى الباب مرة اخرة ورأى فاتن تطل عليه وعندما لاحظت عيناه دخلت مرة اخرى.. ابتسم مساعد وتحرك في سيارته الفارهة مبتعدا عن تلك البقعة وهو مجبووووور

فاتن وهي ترى رفيقتها تعود ادراجها وهي تمسك كتفها.. انتظرتها حتى تصل.. الا بوجه رفيقتها يتجمد وتقف خطواتها..
استغربت فاتن والتفتت الى ما تنظر اليه رفيقتها.. ورات اخيها جراح واقف هو الاخر..
فاتن: هلا جراح..
جراح وهو يجاهد بابعاد عينيه عن مريم: فاتن امي تسالج وين فتاحة المعلبات؟
فاتن: في الدرج اللي يم الفرن..
جراح يشيح بعينيه عن اخته ليلاقي مريم: شلونج مريم شخبارج
مريم بنظرة معتمة: ابخير...
جراح وهو يحك راسه ورجله تتحرك بعصبيه: عاش من شافج
مريم: عاشت ايامك..
جملها كانت مقتضبة وتدل على الظيق.. اما جراح فكان لون وجهه يتغير بتغير الجو.. كان مبهتا وعندما تحدث كان محمرا.. والااان.. مصفرا.. العجب.. اهذا تاثير مريم على اخي جراح..
جراح بتهكم: على الاقل يبتي ماجلتج وياج.. يالله فتون دخلي عن الحر.. واللي يبون ينقعون بكيفهم

قالها ودخل من بعدها وهو معصووووف الوجه.. لابد وانه غاضب من طريقة مريم في الكلام معه.. لكنها غريبان.. لم كل هذا النفور
مريم وهي ممتعظه وتمد بشفتيها يمنه ويسرة: خلينا ندخل... ( وهي تسحب السله) لا ذوب الحين..

دخلت مريم ووجهها مكفهر .. لم تكن مستعدة لتلك المنازلة البسيطة بينها وبين جراح.. هي تحبه حقيقة ولكن.. تكره معاملته لها.. وتسمع من اخيها ما لا يسرها ابدا.. فجراح.. معشوق الفتيات.. ولا يتوانى عن محادثتهن

فاتن في غرفتها مع صديقتها بعد ان سلمت على اهلها..
فاتن وهي تتربع على سريرها: مريوووووووووم حياتي خلج منه هذا حمار لا يكون اول مرة
مريم وهي تقضم ضفرها: لا فتون مو اول مرة.. بس تدرين... وحشـــــــــني الحمار.. من زمان ما شفته.. ويوم شفته... انقــــــــــهرت.. خصوصا وانا اسمع سوالفه عن لؤيووووو
فاتن : ما عليج منه .. تجاهليه انتي
مريم وهي تعقد حاجبيها: شكلي انا غلطت يوم ييت بيتكم.. والا انا ناقصة يعني ناقصة عوار قلب..
فاتن: لا والله.. ( وهي تضع يديها عند خصرها) سكتي سكتي بسرعة لا ما تشوفين خير .. حمارة وحده ما تحترمين احد.. ما تفكرين في غيرج.. ما تفكرين في فاتن اللي اشتاقت لج يام حمار من اخر يوم امتحانات وما شافتج بس تسمع صوتج اللي جنه نهيق؟..
مريم: هااااااااااااااااا.. نهيق.. تعالي يالقردة خليني اوريج النهييييق على اصوله
وجلستا تتضاربان وتمزحان مع بعضيهما.. الى ان انفرج خاطر مريم وابتعدت غيوم الحزن عنها.. وظلت مرتقبة لقائها الثاني مع جراح..

بشاير ابنه الجيران تدق الباب عليهما
بشاير: فتوووووون.. فتوووون خالتي تبيج تحت
فاتن: هههههههههههههه ها بشاير شفيج
تفتح بشاير الباب ونظراتها السميكة تتدلى على خشمها: فتوون خالتي تبيج تحت.. اتقول لج بسج انتي ومريم وتعالو اشتغلو وياها..
مريم: وييييييييييييي طالع هذي..
بشاير: هذي انتي.. انا اسمي بشاير..
مريم: هههههههههههه والنعم.. ياحيييييي شوفيها تشابه اختها موووووووووول ههههههههههههههههههههه
بشاير بنققمة: بياخه بنااات.. يالله فتون لا تتاخرين
فاتن: ان شالله حياتي الحين نازلة..
تضرب رفيقتها على الكتف الذي ضربها مساعد منذ قليل : يالله ننزل
مريم وهي تمسده: يعللللللللللللللللللللللل للللللللللللللل للني.. انتو شفيكم على هالجتف.. لا يكون ناوين عليه بالحطام.. يعلكم والله
فاتن: ههههههههههههههههههه شفيج انتي الحين
مريم : انتي الحين طقيتيني ومارد المصباح طقني مساعة بعد.. منو بعد باجي..
فاتن: زين انا ما هوست عليج بس طقيتج عادي خفيفه. وبعدين منو المارد هذا؟
مريم وهي تنهض: مساعد في غيره مارد بعد..

صمتت فاتن عندما جاء ذكر مساعد على اذنها.. مساعد مساعد.. ما هذا الحضور الغريب له.. ما اغربه هذا الرجل..
مريم وهي تخرج.. وتعيد الدخول إلى غرفة فاتن: يعني انزل بروحي؟
فاتن وهي تلتفت لها: همممممم
مريم: شفيييييييج.. يالله ننزل خالتي تناديج..
فاتن: اوكيه بغير ملابسي وبنزل..
مريم بنظرة غبية: وانا انزل يعني بروحي؟
فاتن: زين مريم انتي مو غريبة
مريم: وان شفت اخوج.. لا اوكلج هالجوتي..
فاتن وهي تغلق الباب في وجه رفيقتها: جبيييييييييييييييييي

وتقفل الباب وهي تغير ملابسها ومريم التي لم تكن تضمر في قلبها أي لقاء مع جراح بقيت عند الباب تنتظر ان تخرج فاتن.. وعندما خرجت فاتن نقمت عليها والاخرى ضحكت عليها...

كان المطبخ يمووووج بالناس.. كلهم كانو هناك.. جراح, خالد, ابو جراح, عبد العزيز, مناير, بشاير, وحتى خالتها عزيزة.. التي عندما رأت فاتن تهلل وجهها
عزيزة: هلااا فتوووووونة شلونج حبيبتي
فاتن تقبل خالتها: ابخير خالتي انتي شخبارج؟؟
عزيزة: الحمد لله اوكية.. ها شلون صحتج الحين ان شاء الله احسن
فاتن تورطت.. ماذا ترد على خالتها.. لم تخبرهم عن ذاك اليوم بالمدرسة ولا تريدهم ان يعرفوا لانها لا تريد الكذب عليهم: احسن الحين الحمد لله الا اقوللج خالتي تعالي وياي شوي

الكل كان منشغلا فلم يعبئ بحوار عزيزة وفاتن لكن خالد لم يكن مثلهم.. فهو بحضور فاتن ترتبك حواسه كلها.. و " راداراته" تتصدر كل تحركاتها وكل كلمة تنبس بها شفتاها.. يا ترى لم سالتها الخالة عزيزة عن حالتها الصحية؟؟ اكانت معتلة؟؟؟

في الصالة
فاتن: خالتي مابيج تقولين لامي شي عن هذاك اليوم انا ماقلت لها مابيها اتخرع
عزيزة بنظرة قلق: ليش انتي فيج شي فاتن؟؟؟ ليش تبين تغبين عليها؟
فاتن: لا مافيني شي سلامتج مابيها تخاف بس.. كفاية منوور وعمايلها السودة ما يحتاااج انا بعد ايي واضيق على امي
عزيزة تبتسم: فديتج والله يا فتون.. عمرج مافكرتي بحالج هلج دومهم يسبقونج..
فاتن تبتسم لخالتها: يالله الحين خلينا نرد
مريم: لا تمي تمي اكثر.. موقفتني جني صمنديقه هني.. انا ارد بيتنا احسن
فاتن بحنق: يالله عااااااااااااااااااااااد بس وايد دلعتج انا اليوم.. شكلج ما بترتاحين الا لما اصطرج
مريم التي عرفت بأمر فاتن مع مناير بذاك اليوم: لا يبا شكلج تعودتي.. عيب ترى الكف اهانة..
مناير التي خرجت هي تحمل صحنا مشكلا بالخضراوات: قوليلها... علميها يا مريم.. خليها تفهم..

فاتن التي مازالت تلوم نفسها على موقفها من اختها التي لم تسامحها.. تكلمها ولكن.. بغرور ورفعة نفس..

تتمختر مناير امام الكل وهي تخرج الى الباحة لتضع الاكل بجنب بركة السباحة..
مريم: ههههههههههههههههه مسكينة فاتن ما اتحمل هالمواقف
فاتن وهي تمتعض: سكتي عني والله جايسني هممممممممم؟؟.. عوذ بالله منه.. واهي راسها يابس ماتسامح بسهولة ياربي شلون اراضيها؟
مريم: وانتي من صجج اهي الغلطانة يبا خليها اهي اللي تييج وتستسمح منج..
فاتن: يعني حتى خالد اللي هي غالطة عليه تكلمه عادي الا انا يعني .. اقول مقرووودة من الولادة.. حق شرعي في القرودة..
مريم: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههه حسبي الله على بليسج
فاتن التي بدت حزينة بضحكة رفيقتها الرنانة ضحكت معها وتحول عبوسها الى اشراقة جميلة
جراح الذي كان واقفا عند باب المخرج الخلفي للمنزل ظل واقفا ينظر الى مريم التي كانت تضحك باشراق ووجهها يوحي بكل معاني الطفولة والبراءة.. احس بالغيرة عليها.. لان خالد كان معه ايضا وعندما ضحكت فاتن معها كانت اشارة من الله
جراح بعصبيه: بسككككم من الضحك فضحتونا.. بس شاقين الحلووووج ومستانسااات.. عنبو هالويووه
فاتن: والله نضحك ونوسع سدرنا ليش الهم والكدر بعدنا شباب.
جراح وهو يشيح بصره عن عيني مريم اللتان قاربتا على اختراق روحه كالرصاص من حدتهما: بنات اخر زمن..
قالها وهو يخرج... ومريم التي بدت على اشد الانزعاج.. لكنها لم تنبس ببنت شفة.. معتوه.. لابد وانه قد مات من الغيرة
فاتن: ما عليج منه الغيرة وما تسوي..
مريم: مالت عليه..
فاتن تنظر في وجه رفيقتها.. وتبتسم بدهاء: شرايج؟
مريم: بشنو؟
فاتن تسحب رفيقتها...
مريم: فتوووون وين رايحة الله يهداااج..
فاتن واهي تسحبها وتارة تلتفت لها وتارة اخرى توجه بصرها لامامها: خلينا نلعب بالماي قبل لا يحجزون التسلية عنا...
مريم: مينووووووووووووووووونة فتون شصار فييييييج
فاتن: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههه ههه الدنيا يومين يا مريم

في الحديقة الخلفةي كان معظم الاولاد هناك.. ابني عزيزة مع عبد العزيز يلعبون بالكرة.. وخالد جالس وهو يعد معدات الشواء.. وهو يزيت اللحم.. ومن كثرة الارهاق احس بالاختناق فاخرج انبووب الهواء الذي يضخه في فمه حتى تتسع مسالك التنفس لديه.. واذا بالكرة قد طارت من على رأسه فاخفضه تحت..
وبنظرة حانقة الى عبد العزيز: يالتيييييييييييييييييييلة يالهييييلق انت.. شوي واتكسر راسي؟؟
عبد العزيز: مو انا هذا ايمن غبي ما يعرف اشوووووت الكورة
ايمن: انا ولا انت؟؟ مسوي روحك علاء حبيل
عبد العزيز الذي سرعان ما ينحرج: انا اسوي روحي.. يالخايس لحظه لك..
وبدء الولدااان بالمعركة رقم 1000 من حربهما الضارية.. لا يجتمع عبد العزيز وايمن الا وقد تقاتلا حتى يسيل الدم منهما.. ذهب خالد لهما واهووو النحيل يحاول ان يبعد بين هاذين السمينين..
خالد: بس عاااااااااااااااااد.. بس .. لوعتوو جبدنا...عزوز روح شوف الكورة وين راحت
عبدالعزيز: اهووو راح اهو اييبها
ايمن: روح انت يا علاء حبيل
عبد العزيز بين يدي خالد: يالحيوااااااااان..
خالد وهو يمسكه ويجاهد في امساكه: بسسسسسسس يا عززووووز يعلك الحوومة في بطنك.. تم هني وان تطاققتوا لا شققكم بالنص... سامعين... يعلكم رجيم صارم
وذهب خالد عنهما وما ان غاب حتى عادت الايدي في التشابك والضرب..

خرج خالد بحثا عن الكرة .. ولم يجدها.. تلفت يمنه ويسرة.. ولم تكن موجودة.. جلس كالقرفصاء على الارض ينظر من تحت السيارات علها اختبأت هناك لكن لا اثر لها.. اين ذهبت يا ترى..
فقد الامل في العثور عليها.. وعاود ادراجه نحو المنزل.. الا وصوت ناعم انثوي او طفولي بالاحرى يكلمه
سماء: تدور على هالتمبة؟
التفت لها خالد وكانت عينيه تضيقان بالنظر ناحية هذه الفتاة؟ وما ان رأها جيدها حتى رأى ماكانت مرتدية.. يا للهوووول
خالد بكل عفوية: من انتي؟؟؟؟
سماء بدهشه: انا.. سماء... هذا بيتنا.. انت من؟؟
خالد: انتي اخت مشعل؟؟ ووهو ياشر ناحية القصر..
سماء تهز راسها: أي... تعرف اخوي؟؟..
خالد وبدى بعصبية عفوية جدا: انتي شلابسه؟
دارت عيني سماء حول نفسها.. ما باله هذا.. ما شأنه: شلابسه؟
خالد: عيب يبا عيب.. روحي لبسي لج شي يستر
سماء بدت بالحنق والاحراج البالغ منه.. و ما كان منها الا ان ترمي الكرة له وتعاود الدخول للمنزل...

خالد: هي احاجيج....
سماء وهي تلتفت ويلتف معها شعرها الذي كان على تسريحة ذنب الخيل: مالك شغل..
واسرعت في خطاها الى ان دخلت المنزل.. اما خالد فبقي مكانه مندهشا.. ما كانت ترتديه تلك الفتاة؟ يا للهووول.. اين اهلها عنها...
سماء كانت مرتديه قميصا رياضيا يظهر ذراعيها تماما وفتحة كبيرة يتخلل منها ظهرها وصدرها.. وجسدها الرشيق ممشوق ببنطلون جينز ضيق يصل الى اسفل ركبتها.. وكان بطنها ظاهرا قليلا وكانت لا تبدو عربية ابدا.. كانت كالاجنبيات.. اللواتي لا يعرفن الحشمه.. و ما اشد المصيبة فهي اخت مشعل.. لم يبد على مشعل كل هذه الحرية.. فما بالها اخته قد جنت... الحمد لك يارب على نعمة الستر..

سماء التي دخلت المنزل وهي حانقة لتواجه والدها
سماء: يبا؟؟؟؟؟
ابو مشعل يجيبها وهو ينظر الى الجريدة التي امامة: هلا بابا؟؟
سماء: يبا طالعني؟؟
رفع اب مشعل عينيه الى ابنته: علامج بابا؟
سماء باحراج وهي تذكر نظرة الفتى الذي كان بالخارج لها: فيني شي؟؟؟
ابو مشعل: فيج كل العافية؟ ليش شفيج؟
سماء: مو فيني انا .. ( تاشر علىملابسها) ملابسي فيها شي؟؟؟
ابو مشعل وهو يحس بالملل من ابنته: يبا ماعندي وقت لهالسوالف
سماء بحيرة: يبااااااااا.. جاوبني فيها شي ملابسي
ابو مشعل بقله صبر: بابا انتي كل يوم هذي هي ملابسج نفس الاسلوب شفيج اليوم امشككة.. شصاير؟
لم تستطع سماء ان تقول لوالدها ان الفتى قد احرجها بسؤاله.. ولكنها... احست بالحنق.. لم يعلق احدا يوما على لبسها.. حتى اخيها مشعل الذي عرف بالتزاماته التقليدية.. فمن يكون هذا المعتوه لكي يوقفني بالشارع ويسألني عن ما البسه.. معتوووه سخيف..

دخل خالد المنزل وهو يحك رأسه هولا مما رآه.. لقد جنت الناس.. يلبسون بناتهن ما يخل بالشرف.. وتلك الغبية.. سعيدة بما ترتديه.. وكم كانتفرحة (هل هذه كرتكم) غبية.. ولكن مشعل؟؟ لم هو صامت عن هذه الاخت.. وما ترتديه؟؟؟
انتبه خالد لنفسه؟؟ هي ما بالك يا رجل.. ما عليك ما ترتديه تلك الفتاة او لا ترتديه.. لا شان لك بالناس.. ابق ضمن حدود ولا لو كنت مكانه لما سمحت لاحد بالتكلم عن اخواتك بهذه الطريقة
يرد على نفسه: ولكني لم اكن اولا لاسمح لاخواتي بان يرتدين مثل هذه الملابس كي لا اجلب الكلام لنفسي.. يااااااااااااااه يا لحشريتي.. دائما اضع الامور نصب انفي تخصني او لا تخصني
وعلى هذا الحال دخل خالد المنزل وهو لا يزال يفكر.. الا بوجه فاتن يستقبله بمرح
فاتن: وينك انت؟
خالد وهو يطرد السرحان عن نفسه: هاااا
فاتن باستغراب وهي تعقد ذراعيها: خالد.. شفيك؟
خالد انتبه لها اخيرا: هلا .. ( انها فاتن) هلا والللللللله هلا وغلااااا شلونج بنت خالتي. عساج ابخير
فاتن بغرور: ابوي يبييك في الحوش روح له..
خالد برومانسية: بس.. كل هذا؟؟ ما تامريني على شي ثاني
فاتن: يوز لا اكسر لك هالبوووز
خالد: فدااااج كسريييه
فاتن بقلة صبر: اوووووه مينون واحد..
يضحك خالد على فاتن ويغني لها.. بالهندي: اري اووو ميري جانيمان.. ههههههههههههههههه

حملت مريم طبق الحلوى الخفيفة التي اعدتها ام ايمن خالة فاتن وهي تمشي ببطئ كي لا تسقط من يدها.. تعرف نفسها.. لا توازن لها ودائما ما تسكب ما بيدها .. فتوانت بالمشي وهي تتخطى كل عقبة امامها.. وعندما وصلت للباحة الخلفية ابتسمت لانها وصلت سالمه.. الحمد لله.. للتو كانت ستضع الصحن الا الكرة تقفز لوجهها وهي بصدمة تجمدت مكانها لتطأ على وجهها وترجعها للخلف والطبق طار من يدها اما هي فطارت ايضا الى الخلف لتسقط على الارض بقووو ويرتطم رأسها باحدى العتبات..

جراح يصرخ على عزيز وهو يهرع ناحية مريم: يالحيوووووووااااااان
عبد العزيز الذي كان خائفا: مو انا ايمنووووووو
جلس جراح بالقرب من مريم التي كانت تان بخفة من ضدة الضربة التي اصابتها.. : مريم .. تكلمي.. فيج شي؟؟؟ شي يعورج..

انت مريم بانت ووضحت وهي تنادي فاتن.. والخبر الذي سرى بالمنزل اوصل فاتن لعندها هي تمسك على قلبها.. صديقتي المسكينة ماذا جرى لها

فاتن تجلس بجنب مريم واهي تعاين وجهها بخوف: ريموووووووووووو حبيبتي شفيج؟.. علامج؟؟

مريم وهي تحاول ان ترفع نفسها وجراح الجالس البعيد عنهم قليللا يوضح الموقف

جراح: هالحيوانين رمو الكرة عليها اوهي ما انتبهت.. (تتغير نبرته الى التانيب والعصبيه) يعني انتي ليش ما تالطعين جدامج قبل لا تمشين
مريم التي استوت بجلستها وهي لا تستطيع ان ترى جيدا لاثر الضربه القوية

اتت ام جراح مع ام ايمن وهن يجلسن عند مريم.. فور حضورهن قام جراح من مكانه وهو يتحرك بعصبية في مكانه.. يا الهي ارجو ان مكروها لم يصبها.. مع اني اشك.. الضربة قوية جدا.. كان خائفا وخوفه يظهر بالتوتر والعصبية, والاشمئزاز

ام جراح تناولها الماء لتشربه: شربي يمه مريم اسم الله عليج..

مريم كانت جالسة عند فاتن وهي تشرب الماء لكن قلبها كان مرتعدا.. لا ترى جراح ولكنها تحس بشراراته تتطاير بالجو.. ما باله عصبيا هكذا وكانني انا من ضربته وليس اخوته.. تركت الكاس ولكن فاتن ارغمتها على شرب المزيد

مريم : مابي فتونة.. بس خلاص..
فاتن: لا شربي عن الروعة.. شربيه...
رشفت مريم قطرة اخرة وابعدت الكاس عن نظرها.. وفور وقوفها داهمتها دورة خفيفة هزت جسدها وارعدته..
فاتن تمسك يد مريم: بسم الله عليج مريم ..(بخوف) انروح المستشفى؟
مريم وهي تبتسم باحراج: لا ما يحتاج شكووو انا طايحة على تيزاب. لا بس.. ابيج اتدقين علىمساعد قوليله اييني..
فاتن: زين ارتاحي في غرفتي لا تروحين
مريم وهي تترجا فاتن بصوت خافت عن الامهات: فاتن تكفين.. ما استحمل نظراته.. رحميني عاد
فاتن التفت لاخيها الواقف ووجهه مكفهر .. وكانه سمع كلام مريم.. ولاول مرة ترى فاتن العذاب على وجه اخيها .. يا الهي.. انه بالفعل مغرم بها..
فاتن تهز راسها موافقة: ان شالله انتي بس تعالي وياي داخل وكل شي بيصير اوكي..

مريم امسكت يد فاتن وعبرت الباب الخلفي وهي تمر بجانب جراح الذي لم يستحمل قربها له فيقوم بشي مجنون ابتعد عنها وخرج من المنزل..
اجلست فاتن مريم على الكرسي وسحبت الهاتف لتضرب رقما مريم كانت تلقيه عليها..

مريم التعبة ارخت راسها على الكرسي وهي مغمضة عينيها.. وفاتن التي تنتظر ردا تنظر اليها بشفقه

الا ان اتى ذلك الصوت الرعد ليضرب كل شي ببعضه بداخل فاتن
مساعد: الووو
فاتن: ال.. السلام عليكم..
مساعد باستغراب ولكن بحرارة غريبة تسري في حلقه: وعليكم السلام.. يا هلا
فاتن: اخوي.. انا فاتن بنت سعود الياسي
مساعد لم يصدق اذنه وربما لم يسمعها جيدا: نعم؟؟؟
فاتن باحراج تكلم مريم: مريوووم مريموووو..
مريم: فتوون سكتي عاد خليه اييني بسرعة تعبانه
فاتن بحيرة: اخوي. انا فاتن الياسي.. ارفيجه مريم
مساعد وهو يكاد يطير فرحا: يا هلا والله.. امري
فاتن: ما يامر عليك عدو بس.. مريم قالت لي اتصل فيك وعطتني رقمك عشااان هالسالفة لانها شوي تعبانة

يا لغبائي.. ما شأنه هو بكل هذه التفاصيل..

مساعد الذي كان يبتسم من سذاجه فاتن: تعبانه؟؟ من شنو؟
فاتن: طاحت .. (وهي تنظر لرفيقتها) طاحت مساع عندنا وراسها عورها شوي وتبي ترد البيت.. بس انا اتمنى لو انك تاخذها المستوصف قبل.. يمكن حاشها شي واهي ما تبي اتكلم
مساعد: مسافة الدرب وانا عندكم... لا تحاتين فاتن

فاتن انقبض قلبها.. كيف يلفظ سمي هكذا بكل تملك.. فاتن.. لا اختي ولا شي من هذا الاسلوب.. فاتن وفقط؟؟

فاتن وهي تسرع باقفال الخط: مشكور اخوي.. (تصر على كلمة اخي) مع السلامة
مساعد بصوت آسر: الله يسلمج..

اقفل الخط عنها قبلها.. وبهذه الطريقة سلبها حتى حقها في ان تكون اول من تغلقه كي لا تبين له أي شي خاطئ.. ما باله هذا الانسان؟؟ لم يتصرف بهذا التملك... غريب فعلا..

مريم: ها شقال؟
فاتن وهي تلتفت لرفيقتها وهي تقضم ضفرها(حركتها المعتادة عند توترها): الحين بييج.. مو متاخر وايد.. (تمسك يد رفيقتها) شخبارج انتي؟
مريم: سكتي والله رااااسي بينفجر علي.. عنبووو لاب الفشلة ولا العوار.. صج يعني لو فيني حيل جان وريتج في هالتمبة واخوانج..
فاتن تضحك براحة لان رفيقتها كما يبدوو لم تتاذى كثيرا لان روحها القتالية عادت لها: ههههههههههههههه اسممممم الله عليج ربي حافظج يا عيوني يالريم عاد اخواني شكو.. اهما ايمن ولد خالتي وعزوز يعني اللي سووو فيج العملة
مريم وهي تضع يديها على خصرها: لا والله.. واخوووج الثاني البايخ.. ما احرجني جدامج وجدام الكل.. الا انتي عميه ما تشوفين..
فاتن: ههههههههههه ما قال جذي لا تفترين على اخوي.. بالعكس.. انا حسيت ان جراااح وايد تاذى من طيحتج.. اكثر منج ..
مريم: تكفين انطمي.. اخوج هذا لووووح ما يحس..
فاتن: لا انتي بخير بتصل في اخوج يخليج هني اكثر
مريم بصدمة: لااا انا تعبانة شفيج خليني ارد البيت
فاتن: لسانج مو تعبان اشوفه؟
مريم تتظاهر بالتعب وتضع راسها على حافة الكرسي: لا والله تعبانة فتووون.. شوفيني.. جني من المعذبوون.. راسي ايعورني.. لحظه.. من انتي.. فقدت الذاكرة.. يا ربي
فاتن: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههه ههههههههه خايسة وحده


لم تصر فاتن على مريم بالبقاء لانها تعرف ان سببها قوي وحجتها اقوى.. هي لو كانت بهذا الموقف لما كانت قادرة على الاستحمال.. مسكينة مريم.. تحب جراح ولكها تكابر هذا الشعور .. حتى جراح.. كم هما مغرورين.. لا يعرفان ان بالحب لا مكان للتكبر والغرور...



مرت دقائق الا ووصل مساعد.. لم يكن بداخل السيارة بل وقف مع جراح يسلم عليه.. وينتظر مريم لكي تخرج له.. الا وقد ظهرت المسكينة والضربة اعيتها كثيرا.. كانت فاتن تمشي بجنبها.. وجراح وقف بعيدا عن الاخ واخته..

مساعد: علامج مريم؟؟
مريم وهي تحس بدورة: يود يدي.. والله احس اني بطيح
امسك مساعد يد اخته بقوه وسحبها من يد فاتن التي كانت تحادثها بلا هدى: مريم بس توصلين البيت اتصلي فيني؟
مريم: ان شالله فتونه امسامحه حبيبتي خربت عليكم اليوم
فاتن بحزن: لا تقولين هالحجي لا تزعليني منج..
مريم تقبل رفيقتها واخيها ما يزال يمسكها: فديتج والله بتصل فيج..
فاتن: في امان الله حبيبتي

ابعدت فاتن عينيها عن رفيقتها لترتطم بعيني ذلك الرجل.. وبدت نظرتها له استجوابية.. لكنها لم تحصل على شي منه.. فنظاراته كانت تخفي أي شعور قد يتخلج عينيه..

مساعد: سلمي على بو جراح... وادخلي البيت عن الشارع
هكذا كلمها... اثلجها بهذه الكلمات الباردة المتسلطة.. كانت عادية كاي احد قد يقولها.. لكنها بدت في خاطرها كالامر..

لم ترد عليه وغادر عنها مع اخته... ابتعد عن المنزل وفاتن مازالت واقفه عند الباب... مستغربة منه.. هزت راسها وكانها تنفض هذه الافكار عن راسها.. لا داعي لكل هذا التساؤل.. كلمها كما يكلم الاخ اخته .. وعند عودتها للمنزل رات من يسر نظرها..

كان مشعل

وفور رؤيتها له ابتسمت..

لكن هو.. لم يبد على وجهه أي اشارة على الفرحة.. كان حانقا.. ولم يهديها ولا نظرة من نظراته المحببة.. يا ترى.. ما به

اغلق سيارته ونظرة اخيرة سلم على جراح ملوحا ودخل.. تاركا فاتن بحيرة كبيرة.. ؟؟


ياترى ماذا جرى على مشعل كي يبدي كل هذا النفور من فاتن