عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 30/06/2006, 11:32 PM
صورة عضوية الحكيم العماني
الحكيم العماني الحكيم العماني غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 21/06/2002
المشاركات: 1,918
هل حقا في بلادنا : (الشغل = القوة X المسافة)؟

السلام عليكم

عندما قرأ الرد قلت في نفسي لقد شبعت –أو أشبعت- القضية نقاشا في سبلة السياسة، فما الذي أولجها إلى سبلة الثقافة؟

ولكني سرعان ما تذكرت مقطعا قرأته في أحد الكتب المترجمة عن كيف ينظر كل من السياسي والمثقف والكاهن إلى مشكلة ما!


فأما السياسي فيدعو الجميع إلى الثورة لإنهاء هذه المشكلة، بينما المثقف يحاول تقصي أسبابها ومعرفة جذورها، فما دور الكاهن إذا؟ إنه يدعو الناس لتقبل الحياة كما هي والتعايش مع تلك المشكلة على أنها طبيعة اقتضتها الحياة وما باليد من حيلة!!

الرد الذي أعنيه كان ردا لأختي العزيزة سرب في موضوع أخي الكريم البسيوي "وللمعرفة أوراق" حين تحدثت عن بعض من مشاكل التعمين!

عودة إلى نظرة كل من الثلاثة إلى كيفية حل المشكلة :

السياسي: طريقته سريعة وذات مفعول ملحوظ –وإن كان آنيا في أحيان كثيرة- ولذا يجتذب الكثير من الناس إلى صفه، ولكن المشكلة في طرحه أنه يعالج المشكلية سطحيا ولا يقتلع جذورها! طبعا هو يملك سلطة تساعد في الجذب غصبا لمن لا ينجذب برضاه!

المثقف: طريقته عميقة تسعى إلى اقتلاع جذور المشكلة ولكن الناس تتجنبه لأنه لا يعطي حلولا سريعة والناس –بطبعها- لا تحب الحقائق حبها للحلول السريعة! كما أن المثقف لا يملك سلطة التغيير فتبقى حلوله وتحليلاته حبيسة الكلمات لا تتجاوزها إلى ما يمس التطبيق الواقعي في حياة الناس.

الكاهن: حيلة المحتال حين لا يجد إلا مواعظه ونصائحه في الرضى والتسليم!


لست بصدد انتقاد أي من هذه الطرق في حل المشاكل لأن لكل منها دور يؤديه، تماما كالطبيب : فلو نظرنا مثلا إلى مريض مصاب بالذبحة الصدرية فإنه يلج أول ما يلج إلى طبيب الطواريء وهو بحاجة إلى علاج فعال لتسكين الألم قبل أي شيء آخر فيعمل هذا عمل السياسي، ثم يحوله إلى طبيب القلب ليكمل مشوار العلاج معه كعمل المثقف وفي بعض الأحيان تستدعي الحالة طلب مشورة الطبيب النفساني لمساعدة المريض على التأقلم مع مرضه الجديد!

القضية التي نحن بصددها -قضية العمل والوظيفة والتعمين- أشبعت نقاشا من جانبين فقط : السياسي والكهنوتي (وعذرا لاستخدام الكلمة هنا إذ أن الطرح الذي طرحت به هذه القضية من منظورها الديني كان كهنوتيا أكثر منه إسلاميا في معظم الأحيان)، بينما لم تجد قضية كبرى كهذه حقها من الطرح والنقاش الثقافي، بل أكاد أجزم أن جل ما طرح من قبل المثقفين حولها كان طرحا سياسيا بحتا لا يمت للصيغة الثقافية بصلة قرابة إلا من بعيد! ولست بصدد الإدعاء أنني القدير على ذلك، ولكنها محاولة لن تتم إلا بتواصلكم ونقاشكم!

يبدو أنني أسهبت في موضع الإيجاز، إذ أن ذلك ليس محور حديثي الآن وعلي أن أدخل سريعا في الموضوع وإلا أغلق المشرفون موضوعي!

دمتم بعافية


...يتبع...