عرض المشاركة وحيدة
  #1  
قديم 10/11/2006, 12:04 PM
الرجل الضرب الرجل الضرب غير متواجد حالياً
مـشــــــــرف
 
تاريخ الانضمام: 10/06/2002
المشاركات: 10,686
(*-*) قراءة في قصيدة "بوح" للشاعرة صنعاء عمان (*-*)



أختاه الشاعرة صنعاء عمان
الأخوة الكرام جميعا
إليكم أرق التحايا وأعذبها، ويسعدني أن أضع قراءتي بين يديكم مؤكدا لكم وللشاعرة صنعاء عمان أننا جميعا أمام شاعرة قادمة –شاءت هي أم أبت- وأن لها ومضات جميلة بلاغية في قصيدتها ولها في بعض المواطن ما يثبت تمكنها من غزل القصيدة.

أيتها الشاعرة
قراءتي هذه ليست حكما إلا مني على القصيدة، ولعل غيري يقراها بما هو أنفع وأجدى، فخذيها بما استحسن وخذي منها ما حسن ولو قل، واعلمي ومثلك خبير أن القصيدة ينبغي لنا جميعا وهذا الكلام إلي قبل أن يكون إليك والقارئ أن نشتغل عليها ونظهر فيها العناء ، وبقدر ما نكابد في إخراجها تكون معاناة القارئ لها في استخراج مكنوناتها ، وثقي أخية ، القصيدة التي تخرج في سهولة يتناسها الجميع بسهولة ، والتي تخرج بعناء يصعب نسيانها أيضا إلا بعناء ، وكوني أكثر ثقة وخذي قول من لا يجامل ولو قلت بضاعته، أنك قادرة على أن تصلي إلى الأفضل ، وأن لديك ما هو أجمل وما هو أرقى ، فقط أشغلي نفسك بالقصيدة أكثر واتعبي من أجل ولادتها، ولا ضرر لو تأخر ميلادها ولو كان حولا ، فمن كانوا أجدر منا كانوا على حول ينظمون وينقحون.


إلى القراءة

بداية ينبغي لي الإشارة أن قراءتي هذه لم تتكئ إلا على ذائقة الشاعر العابر والمتلقي المتذوق لجمال الشعر والمتتبع لمسرى قائله فيه، ولا أنكر أن كل قراءة تعبر عن رأي في نص أدبي هي نقد ، وإن لم تخضع لمعايير أي منهج من مناهج النقد المعروفة ، فعلى بركة الله أبدأ معكم القراءة في قصيدة الشاعرة صنعاء عمان.
وسأضرب عن تناول القصيدة من حيث النحو والبلاغة والعروض، وسأضع قراءتي السريعة هذه في تتبع الشاعرة داخل القصيدة من خلال تناولها لفكرتها التي شاءت أن تعرضها علينا في مضمون هذه القصيدة .
الشاعرة وعلى بحر هادئ تنساب تفاعيله نجدها تخاطب الآخر من بداية القصيدة إلى نهايتها في الغالب ، والذي قد يختلف في الخطاب بين فترة وأخرى في القصيدة هو أن الشاعرة إما تخاطبه لتصف لنا مقامه لديها أو تخاطبه لتصف حالها فيه وبه وعنه، وسأوضح ذلك التنقل لاحقا.
ولكن يحلو لي الإشارة قبل ذلك إلى أن الشاعرة هنا لم تبدأ القصيدة بمقدمة عن الغرض الذي ستنشئ من أجله القصيدة بل مباشرة إلى صلب الموضوع إن جاز التعبير .
والشيء الآخر أن القصيدة تخلو من الشفرات العصرية في مزج بعض التصاوير والأخيلة البديعة التي تحتاج إلى تكرار لفك مراميها ، بل أجزم أنه لن يختلف اثنان في قراءة مقصد الشاعرة ومغزاها ، وإن اختلفوا في شيء منها نحوا أو بلاغة، وتظل هذه ميزة باختلاف محبيها من عدمه.

وتبدأ الشاعرة بمخاطبة الآخر ومناداته ووصف مشاعرها تجاهه ، فهنا المناداة من نصيبه هو ، ولكن وصف المشاعر من نصيب حالها هي تجاهه:

اقتباس:
أيَـا عٍـزّاً بِأروِقتـي
وهَمْساً يرتوي أََسط’رْ

ويا بَوحـاً يٌراودنـي
كصبحٍ أبْلـجٍ أسحـرْ

ويا حِبـراً يٌشاركنـي
كِتابة شِعْريَ الأخضرْ

عزيزاً تنثرٌ الرّضوى
وغابَ البانِ والسٌكـرْ

عبيرَ الـوردِ تٌلبِسٌنـي
وعطر الزهرِ والعنبرْ
هنا تنتقل الشاعرة في هذين البيتين من وصف مشاعرها تجاهه إلى وصفه هو ومشاعره تجاهها، ولكن ما زالت تخاطبه هو :

اقتباس:
زماناً كنـت تغبِطنـي
وإني فيكَ قـد أٌقهـرْ

تنامٌ لِتوسـدَ النَّشـوى
وترفلٌ هانئـاً أزهـرْ

تٌحـرك خافقـاً دنِفـا
كضوءِ الشمسِ إِذ أسفرْ
بعد هذين البيتين لم تمنح الشاعرة نفسها فرصة للحديث عن مشاعره، بل عادت بدون سابق إنذار لوصف حالتها تجاهه، والبتر إن جاز لي قول ذلك واضح في العطف بين البيتين فمن "تحرك خافقا دنفا.." مباشرة إلى " وحزني بات يأسرني ..."

اقتباس:
وحزني باتَ يأسرنـي
ظـلامٌ قاتـمٌ أدبــرْ

وتشعل في الحشا ناراً
وقلبي بالهوى عطّـرْ

فيا من ظِلْتٌ أعشقـه
وعشقي يانعاً أنضـرْ

إليك أتـوقٌ مٌطرقـةً
كتوقِ المـاءِ للبيـدرْ
وهنا تداخل وقعت فيه الشاعرة بين معاناتها ورؤيتها للآخر مما أوقعني في حيرة ، فكيف يجتاح مملكتها ولا تضجر منه ، ثم تعود مسهبة بلا راح ولا كوثر تشكو الشعر وان ذلك الكوثر أضحى كالحا، هنا لا أنتقد الصور التي جاءت بها الشاعرة فهي جميلة وعذبة في حد ذاتها ، ولكن الانتقال بين الوصفين ينبئ ان هناك عجلة ألزمت الشاعرة ذلك ، ويحسسني قليلا كمن أضحت تتبع القافية لتضع عليه البيت، ولتعذرني الشاعرة هنا .

اقتباس:
فقد تجتـاحَ مملكتـي
وإني منك لن أضجـرْ

وأشكوٌ الشِّعرَ مٌسهبـةً
فـلا راحٌ ولا كوثـرْ

فذاك الكوثر الصافـي
تناهى كالحـاً أغبـرْ

وأنت تشـلَّ أوردتـي
كفكـرٍ شائـبٍ يـزأرْ
هنا تعود الشاعرة وبتمهيد بسيط للدخول في الفكرة الثانية التي تطلبها من الأنا الآخر بوصف مناقب الآخر ، وتطلب منه أن يقف معها لقطع شانئها الأبتر ، وهنا تظهر الفكرة الثانية الرئيسة في النص :

اقتباس:
طلبت رضاكَ ذاكـرةً
نبيـلاً خلقـهٌ أنــورْ

فـلا تبخـل بقافـيـةٍ
لتقطع شانئي الأبتـرْ

ففيلقٌ صبحـه شـؤم
فصلِّ لربـهِ وانحـرْ

فـإن السعـدَ زائـرهٌ
إذا ما أٌعطي الكوثـرْ
تعود الشاعرة هنا لتصف الآخر وتعدد مناقبه التي تراه وكأنها تحثه على طلبها السابق وتستنهضه لذلك ، وستظل على ذلك إلى نهاية القصيدة.

اقتباس:
بـأي مقولـةٍ أقـوى
لنجمِ علاكَ قد أصغـرْ

أعيشٌ الفقدَ والبلـوى
ودرب هواك لم أخترْ

فمـاذا فيـك فاعلـةٌ
أيا من حٌبـه أبحـرْ؟!

بنورك أقتدي أسعـى
سنينَ تطولٌ لن تقصرْ

وودك دائمـا دأبــي
مدادك شاهـدٌ أعطـرْ

فوجهـك باسـمٌ ألـقٌ
وظني طيبٌ المعشـرْ

فهيَّـا نمتطـي العَليـا
بعزمٍ شامـخٍ اطهـرْ
وشكرا للشاعرة مقدما ، وارجو أن تأخذني بحسن الظن، وشكرا لمن يقرأني فيوجههني إلى زلل ، وبارك الله فيكم جميعا.
تحياتي ولكم الود والورد



ملحوظة:
أرجو من الشاعرة أن تأتي بقصيدتها إلينا هنا ليطلع عليها المارة

تحياتي لها حيث هي