عرض المشاركة وحيدة
  #2  
قديم 09/10/2005, 01:31 PM
السيدة ملعقة السيدة ملعقة غير متواجد حالياً
Banned
 
تاريخ الانضمام: 28/01/2001
الإقامة: مسقط
المشاركات: 8,784
اقتباس:
أرسل أصلا بواسطة سويري
من يخطف الرأي العام؟
يكتبها اليوم: محمد بن سيف الرحبي

يدعي البشر أن لديهم رأيا يجب أن لا يصادر أبدا، رافضين فكرة وجود رقابة تتبع صلاحية ما أنتجه فكرهم، وممارسة الوصاية على مجتمع حين يرى الرقيب فيما انتج «غير صالح للاستهلاك الآدمي« .. يرفض البشر الرقابة أكثر اذا مستهم، لكن مع رأي الآخرين يجب أن تكون هناك سجون، خاصة إذا خالفوهم فـي الرأي.
وفـي غالبية الدول (خاصة الواقعة فـي العالم الثالث) ينظر إلى الحكومة على أنها ضد الرأي، فدورها يقتصر على مصادرة الرأي الذي لا يتفق مع مزاجها تاركة أبواب الرقابة مفتوحة فقط للمسطح من الأفكار والآراء، وهي صورة نمطية قد لا يقبل بها ذلك الاداري المنهمك فـي قراءة نصوص ابداعية بها الرمز والايحاء والصور الفنية التي يمكن تأويلها لأشياء عديدة، وقد يراها «صعبة« والأسلم (للمجتمع كما يتصور) عدم الموافقة عليها.
بعد مقالين أخيرين صوّر لي عديد من القراء (على اختلاف تقاربهم وتباعدهم منّي) أنني أكتب مقالات نارية، ونصحني بعضهم بالبعد عن هذا الخط حتى لا أجد نفسي ذات يوم وراء قضبان سجن (لا أدري أين ولماذا) .. تعرفت بشكل أكبر على ثقافة اجتماعية سائدة تتحسس من القبول بالجرأة والمغامرة مهما كانت النتائج.
خطوطي الحمراء تتمثل فـي:
- عدم اثارة نعرات طائفية دفعت عمان فـي الماضي ثمنا قاسيا وجاءت النهضة الحديثة لتحررنا من مفهوم القبيلة (فـي شكلها السلبي القاتل).
- وعدم اثارة الخلافات المذهبية ونحن نعيش فـي عمان دولة التسامح (فـي فرنسا سمعت زميلين أجنبيين يتجادلان حيث لم يصدق أحدهما وجود ذلك التعايش الرائع، تحت مظلة أن الجميع عمانيون دون تمييز).
- وعدم تقزيم جهود التنمية التي غيرت ملامح البلاد، فهذا كفر بالنعمة غير مقبول على المستويات الاخلاقية والدينية والاجتماعية.
- وعدم الإساءة المباشرة لأشخاص، مما يندرج تحت نفس المستويات السابقة.
ما عدا ذلك فان الحديث عن مشاكل وتحديات وصعوبات وعيوب فـي الأداء العام هو دور الأدب والصحافة لتتناوله، بما لا يسيء لو أننا وضعنا فـي نفس الموضع الذي عليه موضوع الانتقاد.
الرأي العام حق لجميع المسكونين بهوى الوطن الكبير الذي يجمع.. ولا يفرق، لنا أن نقول ما نشاء بحرية نتقاسمها مع آخرين لهم الحق نفسه فـي أن يقولوا ما يشاؤون، ولا نرغب أن يسيئوا إلينا كما يجب أن لا نسيء إليهم، فـي تساوي الحقوق حفظ لها، وفـي فهمنا لحدود حريتنا حياة للجميع.
يأتي السؤل: ما هي حدود الحرية خاصة للمشتغلين بالكتابة؟ من أفقي الصغير أرى آفاقها كبيرة جدا، فقط يلزمنا فهم أكبر لما يمكن أن نعطيه فـي هذا الاتجاه، وأن نكبر بها ومعها: أن ننمو لنكون قادرين فـي التعامل بحكمة معها، وان نعطيها الوقت لتنمو معنا لأنها خطرة إذا تم الاقتراب منها على غير دراية.
يمكننا قول أشياء كثيرة، وبتمثيل بسيط: يمكننا مواجهة رجل بجملة: أنت تكذب، فتجعله لا يتورع عن استخدام قبضة يده أو العصا التي يحملها ضدنا، أو نقول له عبارات من نوع «حاول أن تقول الصدق«، أو «الصدق أفضل من الكذب«، او «حبل الكذب قصير«، وكلها معان تؤدي معنى واحد، لكن بأدب، ودون أن نترك دليلا على أننا قلنا حقيقة مرة.

جريدة عمان
8/9/2005

نحن هواتفنا مراقبة، الانترنت عندنا مراقب ..
أكثر من كذا ..
تاركين لهم الأمر ليفعلوا ما يريدون ..
وان كانوا يريدوا مراقبة غرفنا في البيت فليفضلوا ..
فوالله أنهم يضيعون وقتهم وجهدهم ..
وبودينا أن نسألهم :
هل حصدتم بعد كل هذه الرقابة ما يمكن أن يخدم الوطن ؟؟

آخر تحرير بواسطة السيدة ملعقة : 09/10/2005 الساعة 01:58 PM