عرض المشاركة وحيدة
  #48  
قديم 16/07/2006, 05:28 PM
صورة عضوية الواثق بنفسه
الواثق بنفسه الواثق بنفسه غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ الانضمام: 10/05/2006
المشاركات: 326
شكراً سيدي وإستاذي الحكيم العماني على إثارتك هذا الظاهرة، وإنك بلا شك بطلاً ورائداً من رواد سبلتنا الغراء.

إنني أوافقك بأن البطل أو النجم لم يصنع البطولة وحده، وإن هذه البطولة يشاركه الآخرين في صنعها، ولكنك تمهل الصفات والمميزات التي جعلت في هذا الشخص عبقرياً وبطلاً في أعين البعض. فصحيح أن صلاح الدين مثلاً لم يحرر القدس بنفسه، وإنما هناك من ساعده في تحريرها، وإن أعمال الآخرين الذين شاركوا صلاح الدين من الجيش لم يذكرهم التاريخ، بل ذكر صلاح الدين وأعتبره بطلاً .
ولكنك لم تدرك لماذا تبوأ صلاح الدين هذه المكانة العالية في حين إن هناك الكثير من أقرانه لم يصلوا إلى ما وصل إليه صلاح الدين وغيره. وهذا هو ما أود مناقشته.

فكرة إطلاق النجومية والبطولة على هؤلاء الشخصيات وربما تقديس البعض لهم على حسب نظرته وثقافته وحضارته، لم تأتي من فراغ. وإلا فقد نعتبر كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى من مليارات هؤلاء البشر هم عباقرة. فالمتميزون من البشر بإستثناء الأنبياء عليهم السلام هم الذين وهب الله سبحانه وتعالى لهم من الصفات والعلم والإدراك ما يفوقون به سائر الناس من بني جنسهم.
إنت سقت بعض من الأمثلة كصلاح الدين الأيوبي وإبن لادن والزرقاوي، وإن هذه لبعض الأمثلة، فهناك الكثير الكثير منهم. وقلت إن هؤلاء لم يصنعوا البطولة وحدهم ولابد إن هناك من ساعدهم. هذا صحيح ولكن لماذا أختير هؤلاء كأبطال يسلط عليهم الضوء وبينما جهل من معهم ولم يسلط عليه الضوء.

هناك في علم الإدارة مصطلحات مثلاً مصطلح القائد أو المدير وكيف تكون صفات القائد أو المدير،، فإطلاق النجومية على هؤلاء لم تأتي من فراغ، فعندما نستعرض حياة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وهو غني عن التعريف نجد ما فيه من الحنكة والموهبة والدراية في علم العسكرية والأخلاق الحسنة التي شهد له بها العدو قبل الصديق منذ توليه الحكم وتوحيده لمصر والشام في دولة إسلامية واحدة، وجهاد ضد الصليبيين وهزيمتهم في معركة حطين، والقضاء على بعض الإمارات الصليبية التي كانت قائمة، حتى وفاته.
وإبن لادن الذي فضل حياة الجهاد والعيش في الكهوف على حياة القصور والترف، فإبن لادن لم يكن فقيراً يطلب من وراء ما عمله جاهاً ومالاً، فهو مليونير ولديه من الأموال والعقارات ما يكفي، بل كان له مبدأ وقضية يدافع عنها، فإنه يكره الوجود الإمريكي في بلاد الجزيرة العربية، ويكره القمع والإستبداد لدى الأنظمة العربية ويكره محالفتها لإمريكا وإسرائيل بالإضافة إلى كونه عالم دين ومجاهد ضد الشيوعيين في أفغانستان أيام الإحتلال السوفييتي لأفعانستان. بالإضافة إلى أخلاقه العالية ودينه وعلمه. جعلته مقدماً على غيره. فعندما أنشأ تنظيم القاعدة 1988م إنضم لهذا التنظيم الآلاف من العرب والأفغان ومختلف الجنسيات من المسلمين.
والرزقاوي الذي سقته مثلاً ما كان ليقتدى به ويجعلاً زعيماً لتنظيمه لولا تميزه وشخصيته وعلمه وجهاده وحبه في مقارعة الأمريكيين وحقده على الشيعة بسبب تحالفهم مع الإمريكان في العراق.

ما أود قوله هنا ينحصر في عدة نقاط هي :ـ
ـ إن النجومية والتميز والعبقرية وتسليط الضوء على شخصية ما عبر التاريخ، لم تأتي من فراغ، بل إن هناك عوامل ومميزات تتمتع بها هذه الشخصية. مثل شخصية خالد بن الوليد، الإسكندر الأكبر، يوليوس قيصر، هتلر، صلاح الدين الأيوبي ، سليم الأول وناصر بن مرشد اليعربي وغيرهم.
ـ أؤود وجهة نظرك في أن النجم لم يصنع النجومية لوحده، بل إن هناك من شاركه في صنعها، ولم يتم تسليط الضوء عليه من قبل التاريخ.
ـ أضيف إلى ذلك الأهداف التي تجمع بين القادة ومرؤوسيهم، في إظهار شئ ما أو القضاء على شئ ما ...مثلاً عمان كانت تحت سيطرة البرتعاليين في القرن السادس عشر، وكان السكان يريدون التخلص من البرتغاليين وإحتلالهم البغيض، فلما بويع الإمام ناصر بن مرشد اليعربي على الإمامة، وكان على خلق كبير، وصفات طيبة. كان من ضمن أهدافه القضاء على الغزو البرتغالي وطردهم من عمان. فلما أراد القضاء على البرتغاليين وقف معه السكان وتعاونوا معه على طرد البرتغاليين من الولايات الشمالية كصور وقريات وحتى مسقط التي حررها سيف بن سلطان اليعربي فيما بعد. فعمان بحاجة ماسة إلى مثل هذا القائد ( أقصد الإمام إبن مرشد ) بعد أن كانت قد عصفت بها الفتن والحروب والعدوان في ذلك الوقت.