إبن الإسلام
25/10/2002, 10:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أبها الإخوان ألا يكفي هذا التناحر بينكم هذا يكفر ذاك وهذا يسعى جاهدا لكي يبطل مذهب ذاك ... والبعض يسعى في ماذا الله العالم ... إلى متى سوف نظل نيام وهذا ينهش في لحم ذاك ؟ غريب أمر المسلمين اليوم غريب غريب والله ... كنت أستمع إلى لقاء قبل شهرين كما أعتقد في قناة إقراء الإسلامية وكان يقول ذلك الشخص لماذا لا نقبل بعضنا البعض كما قبل الإمام علي عليه السلام خلافة الثلاثة !!!! بغض النظر كيف كان القبول .... ولكن لماذا لم يحارب الإمام عليه السلام من اجل الخلافة لأن مصلحة الأمة الإسلامية كانت في الجلوس لا القيام بالحرب ... علما أن الإمام يختلف في الكثير مع الخلفاء الثلاثة لدرجة أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان يقول " لا أبقاني الله لمعضلة ليس فيها أبو الحسن علي "
هذه هي الروح التي نلمسها في كلمات الإمام عليّ (ع) وهو يحدّثنا عن تجربته الذاتية في ما واجهه من عملية التنكّر لحقّه في الخلافة، وفي ما انطلق فيه من خطوات عملية بعيداً عن المسألة الذاتية، التي قد تعتبر السلبية موقفاً طبيعياً يمنعها من المشاركة في الحلول ، أو التحرّك إيجابياً في الجانب المضادّ الذي يثير المشكلة في الواقع المرتبك الخطر، بل تحرك في مسارات إيجابية انطلاقاً من الإيمان بالهدف الكبير الذي يحدّد القضية من موقع المسؤولية الإسلامية الكبرى. يقول (عليه السلام ) "فما راعني إلاّ انثيال النّاس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي، حتى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمَّد صلى اللّه عليه وآله وسلم فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً، تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم، التي إنَّما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السراب، أو كما يتقشَّعُ السّحاب؛ فنهضت في تلك الأحداث، حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتَنَهْنَه.."
... نعم كان واقع الأمة الإسلامية لا يسمح بلإنشقاق لأنه من كان هناك الحاقد على المسلمين من كان قلبه ضعيف بالإيمان من جديد عهد بالإسلام وهكذا ... فأين نحن اليوم قد وصلنا ... لماذا نهدم بيوتنا بأنفسنا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ وكأني بالجواب وهذا يقول ذلك شيعي وذلك سني وذلك أباضي وذلك وهابي وسوف تكثر هذه الواو والى متى الله العالم ...
نحن إن نظرنا إلى الكل الكل يقول بالوحدانية لله والنبوية لرسول الله صل الله عليه وآله وسلّم القرآن واحد القبلة واحدة شهر الحج واحد وشهر الصيام واحد إذا ما هو الفرق بيننا كمسلمين غير أشياء ثانوية نحن نجعلها أمور أساسية ... نعم وهي تبقى أمور مذهبية والبعض يحاول استعمال النعرة الطائفية للتفريق بيننا كمسلمين هذا يقول من لا يقول بالولاية فهو كذا وذاك يقول من لا يقول بخلافة الثلاثة فهو كذا ... يا إخوان في النهاية المرجع للواحد القهّار هو الذي يحكم على العباد ... والله كم نحن الآن بحاجة إلى الوحدة الإسلامية لا النعرة الطائفية
غير أن ما أود التأكيد عليه هو أن نداء الوحدة الإسلامية لا ينبغي أن يكون موجهاً إلى إلغاء المذاهب الفقهية والإسلامية ، فالمذاهب رصيد فكري كبير للأمة الإسلامية ، يدل على غنى هذا الفقه وتنوعه ، وهو مظهر من مظاهر رحمة الله سبحانه ، وما أجملها وأحكمها من قاعدة وهي أن نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، وما خلاف بعض المذاهب إلا في جزئيات تفتح أبواب اليسر في تطبيق تعاليم الإسلام .
أيها الأخوة :
أنا أدعوكم إلى
تقليل الخلافات بين المتخاصمين إن صح التعبير ، وإني أشعر أن هذا الأمر لا ينطبق على المذاهب الإسلامية التي تتفق في أكثر من تسعين بالمائة في مقاصدها ووسائلها وغاياتها، وأن التقريب قد تجاوزناه منذ مراحل طويلة ، لماذا لا نصل هنا إلى التوحيد الكامل بين المسلمين على صعيد الفكر والتوجيه وبناء الحاضر والمستقبل ، في رحاب قوله سبحانه: { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً } .
لماذا لا نصل إلى تكامل يسمح لنا بإيجاد الحلول لأكثر المشاكل المستعصية في المجتمع الإسلامي ومجتمعنا العماني خاصة ، ولا يحول دون الاحترام والإجلال لاختيارات سائر أئمة الفقه الإسلامي ، سواء اعتمدت آراؤهم في التشريع أم لم تُعتمد ، وفق ما أجمع عليه المسلمون كما تقول بعض مذاهب إخواننا من أهل السنة والجماعة ( المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر) .
أيها الأخوة :
إن العالم الغربي يختلف في ألف وجه من الثقافة واللغة القومية والدين ، ولكنه يتمسك بما قد يكون نقاط اتفاق لتحقيق مصالحه ، فأعجب العجب من أمة تتحد في قبلتها وعبادتها وكتاب ربها وسنة نبيها ، ثم لا تجد السبل الكافية لتحقيق وحدتها وجماعتها ، فيما تحقق ذلك لشعوب أخرى ليس لها معشار هذه الروابط .
للنظر على سبيل المثال لا الحصر بارك الله بكم ... ماذا حلّ بإخواننا المسلمين في أفغانستان وكيف اتحدت قوى الشر عليهم والآن العراق في الطريق وكيف أن الدول الغربية متحدة على العراق الشقيق وبعدها ربما إيران ... وبعدها ربما السعودية وهكذا إلى ما لا نهاية ... إلى متى سنظل في هذا السبات إلى متى أيها الأخوة .
أيها الأخوة:
إن المطلوب هنا ليس محاربة المذاهب ، وإنما محاربة التعصب المذهبي ، وهكذا فإن بقاء الآراء الفقهية المختلفة بعد التمحيص والترجيح لا يتناقض مع تحقيق الوحدة الإسلامية التي هي أمل سائر المخلصين ، وكما اتخطر أن أحد علماء إخواننا من أهل السنة والجماعة كان يقول لأحد العلماء الشيعة ( إن كانت السنة هي اتباع رسول الله e بما جاء من عند ربه فكلنا سنة، وإن كان التشيع هو حب محمد وآل محمد e فكلنا شيعة ) .
أخي أبو قرة وغيره من الإخوان سنة كانوا أم شيعة أما آن الأوان لنا لكي نرتقي لرجال الوعي والفكر والدعوة أما آن الأوان أن نميز بين صوت النصيحة وبين بوق الفضيحة ، بين الأصوات التي تنشد الوحدة والجماعة ، وبين الأبواق التي تنشد الفرقة والخصام .
نعم أنا لا أنكر أن في التراث الإسلامي مواقف فرقة، وهي مسطورة في كتب التراث ، ولكن فيه أيضاً مواقف وحدة واتحاد فيجب أن نعيد النظر وإلا أخذنا من حيث لا ندري وصرنا مهزلة بين الأمم ..
... أنا أعتقد أن مشكلتنا في هذا المنتدى وربما كل المنتديات الإسلامية أننا ندرس الكثير من نصوص التاريخ أو نصوص القرآن الكريم على أساس مشاعرنا لا على أساس عقولنا وهناك مواضيع تؤيد قولي ولست بحاجة لذكرها ، ولهذا ترى الكثيرين قد يأخذون موقفاً مسبقاً من مختلف القضايا ، فإذا كان النص يتفق مع موقفهم أخذوا به ، وأما إذا كان لا ينسجم مع ما توارثوه فإنهم يعملون على تأويله وإبعاده عن ظاهره وعن سياقه . وغدونا نفرض الكثير من هذه الذهنيات على القرآن نفسه ، حتى صار القرآن صورة لما نفكر به ، بدل أن يكون ما نفكر به صورة للقرآن ، والأمر نفسه حصل بالنسبة للمسائل التاريخية التي تتصل ببعض الخطوط الفكرية والثقافية والعقيدية ، فإن البعض يختار من النصوص التاريخية ما يناسبه ويرفض منها ما لا يروق له ، أو أنه يحاول أن يرتّب التاريخ على حسب مزاجه ومذاقه الفكري ، لا أن يجعل مزاجه الفكري خاضعاً لنتائج البحث العلمي التاريخي .
أود أن لا ننسى أيها الإخوان مع كل هذا أن هناك أرض مشتركة تجمعنا فكلنا إما أن يكون من بلد واحدة أو من خليج واحد ... أيها الأخوة كيف سننهض ببلدنا ونحن هكذا ... وكيف سننهض بروح الأمة الإسلامية إن كانت بلاد المسلمين في داخلها انشقاق ..
وختاما يجب أن لا نتصور أن شعار الوحدة الإسلامية يعني دعوة الشيعة إلى أن يتنازلوا عن التزاماتهم الثقافية العقيدية في ما يستنبطونه من التاريخ ، أو أن يتنازل السنة عما اقتنعوا به من القضايا التاريخية ، وهكذا الشأن في القضايا الفقهيّة والعقائدية ، بل إن مسألة الوحدة الإسلامية تنطلق من المنهج الموضوعي الذي يدرس الواقع التاريخي الإسلامي بطريقة علميّة
أبها الإخوان ألا يكفي هذا التناحر بينكم هذا يكفر ذاك وهذا يسعى جاهدا لكي يبطل مذهب ذاك ... والبعض يسعى في ماذا الله العالم ... إلى متى سوف نظل نيام وهذا ينهش في لحم ذاك ؟ غريب أمر المسلمين اليوم غريب غريب والله ... كنت أستمع إلى لقاء قبل شهرين كما أعتقد في قناة إقراء الإسلامية وكان يقول ذلك الشخص لماذا لا نقبل بعضنا البعض كما قبل الإمام علي عليه السلام خلافة الثلاثة !!!! بغض النظر كيف كان القبول .... ولكن لماذا لم يحارب الإمام عليه السلام من اجل الخلافة لأن مصلحة الأمة الإسلامية كانت في الجلوس لا القيام بالحرب ... علما أن الإمام يختلف في الكثير مع الخلفاء الثلاثة لدرجة أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان يقول " لا أبقاني الله لمعضلة ليس فيها أبو الحسن علي "
هذه هي الروح التي نلمسها في كلمات الإمام عليّ (ع) وهو يحدّثنا عن تجربته الذاتية في ما واجهه من عملية التنكّر لحقّه في الخلافة، وفي ما انطلق فيه من خطوات عملية بعيداً عن المسألة الذاتية، التي قد تعتبر السلبية موقفاً طبيعياً يمنعها من المشاركة في الحلول ، أو التحرّك إيجابياً في الجانب المضادّ الذي يثير المشكلة في الواقع المرتبك الخطر، بل تحرك في مسارات إيجابية انطلاقاً من الإيمان بالهدف الكبير الذي يحدّد القضية من موقع المسؤولية الإسلامية الكبرى. يقول (عليه السلام ) "فما راعني إلاّ انثيال النّاس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي، حتى رأيت راجعة النّاس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمَّد صلى اللّه عليه وآله وسلم فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً، تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم، التي إنَّما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السراب، أو كما يتقشَّعُ السّحاب؛ فنهضت في تلك الأحداث، حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتَنَهْنَه.."
... نعم كان واقع الأمة الإسلامية لا يسمح بلإنشقاق لأنه من كان هناك الحاقد على المسلمين من كان قلبه ضعيف بالإيمان من جديد عهد بالإسلام وهكذا ... فأين نحن اليوم قد وصلنا ... لماذا نهدم بيوتنا بأنفسنا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ وكأني بالجواب وهذا يقول ذلك شيعي وذلك سني وذلك أباضي وذلك وهابي وسوف تكثر هذه الواو والى متى الله العالم ...
نحن إن نظرنا إلى الكل الكل يقول بالوحدانية لله والنبوية لرسول الله صل الله عليه وآله وسلّم القرآن واحد القبلة واحدة شهر الحج واحد وشهر الصيام واحد إذا ما هو الفرق بيننا كمسلمين غير أشياء ثانوية نحن نجعلها أمور أساسية ... نعم وهي تبقى أمور مذهبية والبعض يحاول استعمال النعرة الطائفية للتفريق بيننا كمسلمين هذا يقول من لا يقول بالولاية فهو كذا وذاك يقول من لا يقول بخلافة الثلاثة فهو كذا ... يا إخوان في النهاية المرجع للواحد القهّار هو الذي يحكم على العباد ... والله كم نحن الآن بحاجة إلى الوحدة الإسلامية لا النعرة الطائفية
غير أن ما أود التأكيد عليه هو أن نداء الوحدة الإسلامية لا ينبغي أن يكون موجهاً إلى إلغاء المذاهب الفقهية والإسلامية ، فالمذاهب رصيد فكري كبير للأمة الإسلامية ، يدل على غنى هذا الفقه وتنوعه ، وهو مظهر من مظاهر رحمة الله سبحانه ، وما أجملها وأحكمها من قاعدة وهي أن نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، وما خلاف بعض المذاهب إلا في جزئيات تفتح أبواب اليسر في تطبيق تعاليم الإسلام .
أيها الأخوة :
أنا أدعوكم إلى
تقليل الخلافات بين المتخاصمين إن صح التعبير ، وإني أشعر أن هذا الأمر لا ينطبق على المذاهب الإسلامية التي تتفق في أكثر من تسعين بالمائة في مقاصدها ووسائلها وغاياتها، وأن التقريب قد تجاوزناه منذ مراحل طويلة ، لماذا لا نصل هنا إلى التوحيد الكامل بين المسلمين على صعيد الفكر والتوجيه وبناء الحاضر والمستقبل ، في رحاب قوله سبحانه: { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً } .
لماذا لا نصل إلى تكامل يسمح لنا بإيجاد الحلول لأكثر المشاكل المستعصية في المجتمع الإسلامي ومجتمعنا العماني خاصة ، ولا يحول دون الاحترام والإجلال لاختيارات سائر أئمة الفقه الإسلامي ، سواء اعتمدت آراؤهم في التشريع أم لم تُعتمد ، وفق ما أجمع عليه المسلمون كما تقول بعض مذاهب إخواننا من أهل السنة والجماعة ( المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر) .
أيها الأخوة :
إن العالم الغربي يختلف في ألف وجه من الثقافة واللغة القومية والدين ، ولكنه يتمسك بما قد يكون نقاط اتفاق لتحقيق مصالحه ، فأعجب العجب من أمة تتحد في قبلتها وعبادتها وكتاب ربها وسنة نبيها ، ثم لا تجد السبل الكافية لتحقيق وحدتها وجماعتها ، فيما تحقق ذلك لشعوب أخرى ليس لها معشار هذه الروابط .
للنظر على سبيل المثال لا الحصر بارك الله بكم ... ماذا حلّ بإخواننا المسلمين في أفغانستان وكيف اتحدت قوى الشر عليهم والآن العراق في الطريق وكيف أن الدول الغربية متحدة على العراق الشقيق وبعدها ربما إيران ... وبعدها ربما السعودية وهكذا إلى ما لا نهاية ... إلى متى سنظل في هذا السبات إلى متى أيها الأخوة .
أيها الأخوة:
إن المطلوب هنا ليس محاربة المذاهب ، وإنما محاربة التعصب المذهبي ، وهكذا فإن بقاء الآراء الفقهية المختلفة بعد التمحيص والترجيح لا يتناقض مع تحقيق الوحدة الإسلامية التي هي أمل سائر المخلصين ، وكما اتخطر أن أحد علماء إخواننا من أهل السنة والجماعة كان يقول لأحد العلماء الشيعة ( إن كانت السنة هي اتباع رسول الله e بما جاء من عند ربه فكلنا سنة، وإن كان التشيع هو حب محمد وآل محمد e فكلنا شيعة ) .
أخي أبو قرة وغيره من الإخوان سنة كانوا أم شيعة أما آن الأوان لنا لكي نرتقي لرجال الوعي والفكر والدعوة أما آن الأوان أن نميز بين صوت النصيحة وبين بوق الفضيحة ، بين الأصوات التي تنشد الوحدة والجماعة ، وبين الأبواق التي تنشد الفرقة والخصام .
نعم أنا لا أنكر أن في التراث الإسلامي مواقف فرقة، وهي مسطورة في كتب التراث ، ولكن فيه أيضاً مواقف وحدة واتحاد فيجب أن نعيد النظر وإلا أخذنا من حيث لا ندري وصرنا مهزلة بين الأمم ..
... أنا أعتقد أن مشكلتنا في هذا المنتدى وربما كل المنتديات الإسلامية أننا ندرس الكثير من نصوص التاريخ أو نصوص القرآن الكريم على أساس مشاعرنا لا على أساس عقولنا وهناك مواضيع تؤيد قولي ولست بحاجة لذكرها ، ولهذا ترى الكثيرين قد يأخذون موقفاً مسبقاً من مختلف القضايا ، فإذا كان النص يتفق مع موقفهم أخذوا به ، وأما إذا كان لا ينسجم مع ما توارثوه فإنهم يعملون على تأويله وإبعاده عن ظاهره وعن سياقه . وغدونا نفرض الكثير من هذه الذهنيات على القرآن نفسه ، حتى صار القرآن صورة لما نفكر به ، بدل أن يكون ما نفكر به صورة للقرآن ، والأمر نفسه حصل بالنسبة للمسائل التاريخية التي تتصل ببعض الخطوط الفكرية والثقافية والعقيدية ، فإن البعض يختار من النصوص التاريخية ما يناسبه ويرفض منها ما لا يروق له ، أو أنه يحاول أن يرتّب التاريخ على حسب مزاجه ومذاقه الفكري ، لا أن يجعل مزاجه الفكري خاضعاً لنتائج البحث العلمي التاريخي .
أود أن لا ننسى أيها الإخوان مع كل هذا أن هناك أرض مشتركة تجمعنا فكلنا إما أن يكون من بلد واحدة أو من خليج واحد ... أيها الأخوة كيف سننهض ببلدنا ونحن هكذا ... وكيف سننهض بروح الأمة الإسلامية إن كانت بلاد المسلمين في داخلها انشقاق ..
وختاما يجب أن لا نتصور أن شعار الوحدة الإسلامية يعني دعوة الشيعة إلى أن يتنازلوا عن التزاماتهم الثقافية العقيدية في ما يستنبطونه من التاريخ ، أو أن يتنازل السنة عما اقتنعوا به من القضايا التاريخية ، وهكذا الشأن في القضايا الفقهيّة والعقائدية ، بل إن مسألة الوحدة الإسلامية تنطلق من المنهج الموضوعي الذي يدرس الواقع التاريخي الإسلامي بطريقة علميّة