المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : ميــــلاد أمـــة


دمير
26/08/2004, 08:27 PM
ميــــلاد أمـــة

أبرهة يقف على أبواب مكة، يريد هدم الكعبة، ونقل مركز العبادة إلى بلاده، والفيل- الحيوان المخيف- سلاح فتاك من أسلحة الدمار الشامل، والخطر محقَّق وأكيد وعاجل، ولا أحد يقف أمام العدو الغادر، ولا مخلوق يجرؤ على المقاومة، وأصبحت الكعبة أمام الفيل وجهًا لوجه، وتحققت المعجزة؛ طيورٌ ترمي حجارةً لتقتل المعتدي.. كيف يحدث ذلك..؟! إنها مشيئة الله.

قبل ميلاد الأمة

العدو جاثم على صدر الأمة، ويقترب من قلبها، ويحتل قبلتها الأولى، ويقترب من قبلتها الثانية.. خطواته تدنس الأرض الطاهرة بين الرافدين.. جلس على عرش الرشيد وعلى عرش سليمان، وينوي الجلوس على عرش معاوية وعلى عرش صلاح الدين، وأصبحنا وجهًا لوجه، ولم تتحقق المعجزة.. لم يظهر الطير في السماء، ولم تسقط الحجارة من سجيل.. لماذا؟! لأننا نحتاج إلى ميلاد جديد.. نحتاج إلى أن نكون أمةً.. نحتاج إلى أن نكون أحياءً.. أن نكون على هدًى من ربنا.. أن نكون على خطَى نبينا.. أن نغيِّر من أنفسنا على كل الأصعدة وفي كل الجوانب.

وتذكِّر أن الأمة عبارة عن مجموعة أفراد، إن صلحوا صلحت الأمة، وإن فسدوا فسدت الأمة، وإن تعلموا ارتقت، وإن أنتجوا اغتنت، وإن تكاسلوا استجدت، وإن انصرفوا إلى شهواتهم ضاعت.

كيف نولد من جديد؟

معرفة حجم المشكلة

لا تستطيع أن تعالج مرضًا دون أن تعلم كونه، فعليك أن تتأمل في حالك الشخصي.. ماذا أصابك من أمراض؟ ما عيوبك؟ عالجها.. ما معوقات عودتك لربك؟ قاوِمها.. المهم أن تكتب كل ما تراه عيبًا.. اكتب: أنا لا أصلي الفجر.. أنا لا أهتم بقضية فلسطين.. أنا لا أغضُّ بصري.. أنا أشاهد المواقع الجنسية.. أنا لا أصلي.. أنا أفعل الموبقات.. أنا لا أحب الخير لإخواني.. اعترف لنفسك بأمراضك.

ضع علاجًا مناسبًا لكل مشكلة

وذلك يتحقَّق بالاستعانة بالقرآن والحديث والأصدقاء.. أصحاب الخير.. المهم أن تدرك أن ميلاد أمتك بين يديك وحدك، وأنك إن صلحت صلحت الأمة معك، وإن تاهت آمالك وجلست تشاهد ستارًا أكاديميًّا وتصوت للتافهين.. فانتظر أبرهة وفيَلَه وهم يهدمون بيتك، ويغتصبون بناتك وأخواتك، وإن كذبتني فانظر لما يحدث في العراق وفلسطين وأفغانستان.

الوعي الكامل بكل ما حولك

اهتم بمشاكل مجتمعك، وتابع الجرائد والصحف ومقالات كبار الكتاب، وكن واعيًا بمضمون الأخبار وما خلفها.. وثقف نفسك بالكتاب، واقرأ، ولا تبخل على عقلك، فكما تشتري حذاءً وملابس جديدة اشترِ كتابًا جديدًا واقرأ؛ فالقراءة مدخلٌ مهمٌّ للثقافة، وراسِلْنا على الإيميل، وسننصحك بكتب وجرائد ومجلات تقرؤها.

أنت أكبر من ذنوبك

ربما يتضخم الذنب أمامك فيحتويك، وتصبح قزمًا أمامه فيأخذك معه حيث لا رجعةَ.. فلا تيأس، واعلم أن غفران الله أكبرُ من أي ذنب، فلا تجعل ذنوبك تأسرك وتحطِّمك.

تقول إحدى الفتيات لمَّا سمعَت حديثًَا حول التوبة: "لو دعوت ربي... لن يقبلني"، فقلت لها: ربما يفرح بك الله كما يفرح التائه في الصحراء عندما يجد ناقته، كما جاء في حديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فكأنها أول مرة تسمع ذلك الحديث، فالشيطان كان يصور لها ذنوبها وكأنها بحرٌ لا تستطيع النجاة منه ليوحي لها أن الله- عز وجل- لن يقبلها، وكانت مقتنعةً تمام الاقتنتاع بذلك؛ لذلك اعلم أن الله- عز وجل- ينتظرك، فتقرَّب منه يقترب منك.

انتهز الفرصة

عاهد الله- عز وجل- على تغيير حياتك من المعاصي والذنوب إلى طاعة.. تأمل آلام النبي- صلى الله عليه وسلم- في حياته وجهاده ليصل إليك هذا الدين، واعمل على أن تتبع هذا النبي الصادق، وانظر لهزيمة أبرهة يوم مولد النبي- صلى الله عليه وسلم- فهي بشرى لك عندما تولد نفسك من جديد في حياة الطاعة، سيهزم الشيطان ويولي الأدبار.

غيِّر من نظام حياتك

حافظ على صلاة الفجر.. اقرأ وردًا يوميًّا من القرآن.. ابتعد عن صديق السوء.. غيِّر من روتين حياتك اليومي.. تذكر أن ميلاد الأمة بين يديك أنت، نعم أنت الصغير الضعيف، هذا لو أدركت حجمك الحقيقي، فأنت إذا عدت لله وأصبحت عبدًا ربانيًّا سيتحوَّل التراب بين يديك ذهبًا، وستأتيك الدنيا وهي ذليلة، وستهزم أعداءك.. أما إذا ظللت تتابع المسلسل المسائي كل يوم، واستمعت للأغاني وصوَّتَّ للمسوخ في (ستار أكاديمي)، فسنظل كما نحن في انتظار قدوم أبرهة والأفيال، وللأسف فلن تكون هناك طيور أبابيل، فلمن تنزل؟ ولمن تنتصر؟ وأصحاب العلم عن العلم مشغولون بالتوافه!!

ولد النبي- صلى الله عليه وسلم- وبُعِث وهو صاحب قضية، صاحب هدف.. أتمنى أن نبحث عن هدف، وأن نتبنى هذه القضية.. فالأيام تجري، وسنقابل الله- عز وجل- فماذا ستقول له؟! أخشى أن تقول: لقد ضاع عمري في "لا شيء"!!



المراجع ikhwanonline.net

-----------------------------------------------------------------



http://www.tarbawi.com/articledetails.asp?id=2183

أَمَـةُ اللّـهِ
27/08/2004, 01:43 AM
بارك الله فيك وجزاك خيراً ومثوبة عن كل حرف نقلته لنا ،،

أين القراء لمثل هذه المواضيع التي ترمم الصدع الكبير وتصلح الحال ليرقى الإنسان من مهلكات الهوى الدنيوي الفاني ..........؟؟!

لا عدمنا هذه العقول أخي ..

شكراً لك على حسن اختيارك ،،

{سـكـون الـلـيـل}
27/08/2004, 04:11 AM
باركـ الله فيكـ وجزاكـ خيراً

:)

دمير
27/08/2004, 02:31 PM
لا شكر على واجب :p

راعي الغيز
28/08/2004, 03:44 AM
لله دركــــــ من جميل في الطرح والتذكير


جعلها الله عزوجل في ميزان حسناتكــــــــ :)

راعي الغيز
28/08/2004, 09:43 PM
موضووووووووووووووع بالفعل يستحق التثبيت :)



عدت لمعاودة القراءة ;)

راعي الغيز
30/08/2004, 04:50 PM
عذرا للرفع

فمكان هذه الدرر في صدر الصفحة ;) ;)

أَمَـةُ اللّـهِ
30/08/2004, 05:49 PM
عذرا للرفع

فمكان هذه الدرر في صدر الصفحة ;) ;) دمتم للخيــــــــــــر ،،