المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : قرأت لكم : صدام الحضارات لصموئيل هنتنجتون ........


عبدالناصر20
26/06/2004, 08:02 AM
قرأت لكم : صدام الحضارات لصموئيل هنـتـنـغـتون
العنوان صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي
الكاتب : صموئيل هنـتـنـغـتون
نقله إلى العربية : د . مالك عبيد أبو شهيوة أستاذ العلوم السياسية المشارك قسم العلوم السياسية ـ جامعة الفاتح
و د . محمود محمد خلف أستاذ العلوم السياسية المشارك قسم العلوم السياسية ـ جامعة الفاتح
الناشر : الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان ـ الجماهيرية الليبية
الطبعة : الأولى 1999
عدد الصفحات : 590
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
المحتويات
مقدمة المترجمين ص 9
إستهلال ص 13
مقدمة المؤلف ص 63
الجزء الأول : عالم من الحضارات
الفصل الأول : العصر الجديد في السياسة العالمية ص 69
مقدمة ـ أعلام وهوية ثقافية ص 69
عالم متعدد الأقطاب ومتعدد الحضارات ص 72
عوالم أخرى ؟ ص 81
184 دولة ، أكثر أو أقل ص 88
الفصل الثاني : ـ الحضارات في التاريخ وفي وقتنا الحالي ص 101
طبيعة الحضارات ص 101
العلاقات بين الحضارات ص 151
الفصل الثالث : حضارة عالمية ؟ التحديث والتمدن الغربي ص 127
حضارة كونية أو عالمية : المعاني ص 127
حضارة عالمية : المصادر ص 143
الغرب والتحديث ص 146
الإستجابات نحو الغرب والتحديث ص 153

ا الجزء الثاني : التوازن المتغير بين الحضارات
الفصل الرابع : أفول الغرب : القوة ، الثقافة ، وانبعاث الثقافات المحلية ص 167
قوة الغرب : الهيمنة والهبوط ص 167
الأصالة : انبعاث الثقافات غير الغربية ص 183
إنتقام الآلهة ص 190
الفصل الخامس : الاقتصاديات، الديمغرافيا ، والحضارات المتحدية ص 203
التصميم الآسيوي ص 204
الانبعاث الإسلامي ص 214
تحديات متغيرة ص 232

الجزء الثالث : بروز نظام الحضارات
الفصل السادس : إعادة التشكيل الثقافي للسياسة العالمية ص 237
تلمس الطريق نحو التجمعات : سياسات الهوية ص 237
الثقافة والتعاون الإقتصادي ص 246
بنية الحضارات ص 254
الدول الممزقة : إخفاق التغيير الحضاري
الفصل السابع : الدول الأساسية والدوائر المتمركزة والنظام الحضاراتي ص 289
الحضارات والنظام ص 289
تحديد الغرب ص 292
روسيا وحدودها المجاورة ص 303
الصين العظمى ونطاق رخائها المشترك ص 310
الإسلام وعي بلا تماسك ص 322

الجزء الرابع : صدام الحضارات
الفصل الثامن : القضايا الحضاراتية المتداخلة ص 333
العالمية الغربية : 333 ص
انتشار الأسلحة ص 337
حقوق الإنسان والديمقراطية ص 347
الهجرة ص 355
الفصل التاسع : السياسات العالمية للحضارات ص 367
الدولة الأساسية وصراعات خطوط الصدع ص 367
الإسلام والغرب ص 370
آسيا والصين وأمريكا ص 383
الحضارات والدول الأساسية : انبثاق التحالفات ص 413
الفصل العاشر : من الحروب الإنتقالية إلى حروب خط الصدع ص 425
حدود الإسلام الدامية ص 437
الأسباب : التاريخ ، السكان والسياسة ص 443
الفصل الحادي عشر : ديناميات حروب خطوط الصدع ص 455
الهوية : نهوض الوعي الحضاري ص 455
حشد الحضارة : الدول الشقيقة ودول الشتات ص 463
الجزء الخامس : مستقبل الحضارات
الفصل الثاني عشر : الغرب ، حضارا ت وحضارة ص 503
تجديد الغرب ؟
الغرب في العالم ص 513
الحرب الحضارية والنظام الحضاراتي ص 519
القواسم المشتركة للحضارة ص 528
الهوامش : ص 535

عبدالناصر20
26/06/2004, 08:13 AM
. مقدمة المترجمين

لماذا ترجمة صدام الحضارات ؟
يسعدنا أن ننقل إلى قراء اللغة العربية كتاب صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي ، لمؤلفه صموئيل هنتنغتون ، الصادر في سنة 1996 . هذا الكتاب يعد تطويرا لمقالته التي نشرها في مجلة
Foreign affars,summer ,1993)) تحت عنوان صدام الحضارات . وحسب ماجاء في الكتاب فإن المؤلف تجاوز المثالب والسلبيات التي تعاني منها تلك المقالة .
وفي هذا الكتاب يقول المؤلف بأنه يقدم العديد من البراهين والأدلة لتأييد أفكاره النظرية ، ويغطي الكثير من الموضوعات والقضايا التي تم التطرق إليها بشكل يسير في المقالة المذكورة . وهذه تشمل :
فكرة الحضارات ، إشكالياتها حضارة إنسانية أو كونية ، العلاقة بين القوة والثقافة ، توازن القوة المتغيرة بين الحضارات ، والتأصيل الثقافي في المجتمعات غير الغربية والتركيب السياسي للحضارات ، الصراعات التي ولدتها العالمية الغربية ، الأصولية الإسلامية ، وإعادة تأكيد الصينية ، ردود الفعل لنهوض القوى الصينية أسباب وديناميات حروب خط الصدع ( بين الحضارات ) ومستقبل الغرب وعالم الحضارات .
إن الأطروحة الأساسية لهذا الكتاب هي أن الثقافة أو الهوية الثقافية ، والتي في أوسع معانيها الهوية الحضارية ، هي التي تشكل نماذج التماسك والتفكك والصراع في عالم مابعد الحرب الباردة . وان الكتاب يتكون من خمسة أجزاء تحتوي على 12 فصل وإن هذه الأجزاء الخمسة من الكتاب هي عبارة عن توسع وتطوير نتائج ذلك الإفتراض الرئيسي :
الجزء الأول : لأول مرة في التاريخ فإن السياسة العالمية هي أن واحد متعددة الأقطاب ومتعددة الحضارات وإن التحديث مختلف عن الغربنة .
الجزء الثاني : إن توازن القوى بين الحضارات أخذ في التغير : فالغرب يتقهقر في نفوذه النسبي ، والحضارات الأسيوية تقوم بتوسيع قواها الإقتصادية والعسكرية والسياسية ، والإسلام يتفجر سكانيا مصحوبا بنتائج عدم الإستقرار للدول الإسلامية وجاراتها والحضارات غير الغربية بشكل عام وهي الأن تؤكد مرة أخرى قيمة ثقافتها
الجزء الثالث : إن نطاقا عالميا أساسه التنوع الحضاري أخذ في الإنبثاق : هناك مجتمعات تتقاسم روابط ثقافية تتعاون مع بعضها البعض ، والدول تجمع نفسها حول الدول الأساسية الرائدة أو الكبرى من نفس حضارتها .
الجزء الرابع :إن دعاوي العالمية والإنسانية التي يطرحها الغرب تضعه بشكل متزايد في صراع مع الحضارات الأخرى ، وبشكل أكثر خطورة مع الإسلام والصين ، وعلى المستوى الإقليمي حروب خطوط الصدع والتي تقع بشكل رئيسي بين المسلمين وغير المسلمين تؤكد الحشود التي تؤيدها دولة تشاطرها حضاراتها وتهدد بتوسع حدود الصراع ، وبالتالي تبذل الدول الكبرى مجهودا من أجل إنهاء هذه الحروب .
الجزء الخامس : إن إستمرار حياة الغرب تعتمد على الأمريكيين وهم يعيدون تأكيد هويتهم الغربية وعلى سكان العالم الغربي وقد هيأوا حضاراتهم على أنها متميزة وليست عالمية وقد اتحدوا لغرض تجديدها وصيانتها ضد التحديات من المجتمعات غير الغربية .
وقد شغلت قضية صدام الحضارات الجماهير والمثقفين منذ أكثر من ست سنوات ، ولقد كتبت تعليقات ضد صاحب أطروحة صدام الحضارات برفضها ، ومنها ما يؤيدها بصورة صريحة أو ضمنية ومنها من يقترح بديلا عنها حوار الحضارات وبما أن العرب أكثر المستهدفين في هذا العالم الجديد ونصف الكتاب تقريبا يتحدث علينا فهذه الوضعية حتمت علينا نقل هذا الكتاب إلى القراء العرب حتى يمكن لنا المساهمة في نشر الوعي بهذه الأطروحة وتوعية المواطن العربي وذلك بتحليل مضمون هذه الأطروحة ، وآلياتها المختلفة ودلالاتها بالنسبة للعالم والوطن العربي وتداعياتها المختلفة ، وخاصة أن هذه الأطروحة تؤدي وظائف متعددة في المنظومة الأيدولوجية للغرب .
هذا ونظرا لما لاحظناه من فوضى وعدم تنسيق في النص ، وخلل في المنهجية التي يتبعها المؤلف ، وسعيا من للمساهمة في تحديد الأهداف الكامنة خلف أطروحة صدام الحضارات ، فكان لابد من فك آليات ومنطلقات خطاب صدام الحضارات فقام الدكتور مالك عبيد أبو شهيوة بإعداد دراسة حول المنطلقات الفكرية والسياسية لخطاب صدام الحضارات والآليات التي يعتمد عليها في طرح المفاهيم وفي إقناع الآخرين وإكتساب المؤيدين ، هذه الدراسة بعنوان : مساهمة أولية للوعي بالآخر : منطلقات وآليات صدام الحضارات .
وبقي أن نشير إلى أن المؤلف هو صموئيل هنتنغتون أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد وهو من أشهر المفكرين الإستراتيجيين في الولايات المتحدة الأمريكية .
وان تقسيم العمل في الترجمة كان بقيام د . محمود محمد خلف بترجمة الفصول الأولى من الكتاب ، أي من بداية الكتاب حتى نهاية الفصل السابع ، أي المقدمة والفصول السبعة الأولى ، وقام د . مالك عبيد أبو شهيوة بترجمة الفصول الباقية من الكتاب .
وفي هذه الفرصة يسرنا أن نتقدم بالشكر إلى الأستاذ سالم عبدالله الهوني المستشار السياسي بأمانة الإتصال الخارجي وذلك لتقديمه كتاب صدام الحضارات هدية لنا فور صدوره ، الأمر الذي أتاح لنا فرصة ترجمة هذا الكتاب ونقله إلى اللغة العربية وأخيرا نأمل أن نكون بترجمة هذا الكتاب قدمنا خدمة للمواطن العربي وساهمنا بوعيه بالآخر . والله الموفق .

د . مالك عبيد أبو شهيوة د . محمود محمد خلف

طرابلس في 15 / 8 / 1999 إفرنجي

الصقر الذهبي
26/06/2004, 11:50 AM
شكرا على المشاركة

عبدالناصر20
26/06/2004, 12:46 PM
شكرا على المشاركة

لاشكر على واجب أخي

سرب
29/06/2004, 02:43 AM
///إن دعاوي العالمية والإنسانية التي يطرحها الغرب تضعه بشكل متزايد في صراع مع الحضارات الأخرى ، وبشكل أكثر خطورة مع الإسلام والصين///.

.........كلام مهم..

يهمني فيه : هل هذا بأي شكل من الأشكال يعني أن الاسلام ضد الانسانية؟
مجرد سؤال...

فكر غامض
30/06/2004, 03:13 PM
موضوع جيد يشكر له الكاتب..
لمزيد من الفايده يوجد شريط سمعي لعبدالله العيسري بعنوان( صدام الحضارات) تطرق فيه لما قاله سموئيل هنتنجتون.. وفعلا كلامه جيد ومنطقي..

عبدالناصر20
03/07/2004, 09:04 PM
مقدمة المؤلف
في صيف 1993 نشرت صحيفة ( foreign affairs ) مقالا لي بعنوان {صدام الحضارات } . ذلك المقال ، طبقا لما قاله محررو الشؤون الخارجية ،
قد حرك نقاشات خلال ثلاث سنوات تفوق ما أثاره أي مقال نشروه منذ 1940 إلى اليوم . وهو قدحرك بالتأكيد جدلا أكثر اتساعا خلال ثلاث سنوات من أي شيء آخر قمت بكتابته . إن الإستجاباتوالتعليقات حوله جاءت من كل قارة ومن دول كثيرة هامة . وتباين الناس في ردود فعلهم بين مندهشين ،
ومعجبين ، وهائجين ، وخائفين وحائرين من الطرح الذي وضعته من أن البعد المركزي للسياسات العالمية البارزة ستكون صراعا بين جماعات تنتمي إلى حضارات مختلفة . ومهما يكن من أثر آخر للمقالة ، فقد حركت عصبا ً في أناس ينتمون إلى أية حضارة .
وبالأخذ بعين الإعتبار الإهتمامات وسوء الفهم والجدال حول المقالة ، يبدو من المرغوب فيه بالنسبة لي أن أكتشف إلى مدى أبعد القضايا التي أثارتها تلك المقالة . إحدى الطرق البنائية لوضع تساؤل هي وضع إفتراض . إن المقالة ، والتي تجاهلت بشكل عام وضع علامة إستفهام في عنوانها ، كانت
محاولة لعمل ذلك . إن الكتاب ينوي أن يزود بإجابة شاملة ، وعميقة وأكثر صلابة بأدلتها ، إنني هنا أحاول أن أطور ، وأعيد تنقيح وأكمل وفي بعض الحالات أن أدفع بطرح مؤهل للموضوعات التي وردت في المقالة وأن أطور كثيراً من الأفكار وأغطي كثيرا من الموضوعات التي لم يتم مناقشتها أو التطرق إليها إلا بشكل يسير في المقالة . وهذه تشمل : فكرة الحضارات ، إشكالية حضارة إنسانية أو كونية ، العلاقة بين القوة والثقافة ، توازن القوى المتغير بين الحضارات ، والتأصيل الثقافي في المجتمعات غير الغربية، التركيب السياسي للحضارات، الصراعات التي ولدتها العالمية الغربية،
الأصولية الإسلامية المسلحة، وإعادة التأكيدالصينية، توازن وإنحياز ردود الفعل لنهوض القوة الصينية ، أسباب وديناميات حروب خطوط الصدع ( بين الحضارات ) ، ومستقبل الغرب وعالم من الحضارات . واحد من الموضوعات التي لم تكن موجودة بالمقالة تم تلخيصها في عنوان الكتاب وفي العبارة الأخيرة منه { إن صدام الحضارات تمثل أخطر تهديد لسلام العالم، وإنَََََََََ نظاماً دولياً مبنياً على الحضارات هو الضمان الأكيد ضد حرب عالمية } .
إن النية من هذا الكتاب ليست عملا من العلوم الاجتماعية. إنه بدلاً من ذلك يعني تفسيراً لتطور
السياسة العالمية بعد الحرب الباردة. إنه من المأمول أن يقدم إطاراً تفسيرياً، أو نظرية في النظرة إلى السياسة العالمية تكون ذات معنى بالنسبة للباحثين ومفيدة بالنسبة لصانعي السياسة. إن اختبار معناها ومنفعتها لايمكن فيما إذا كانت تقدم تفسيراً لكل شيء يحدث في السياسة العالمية. فمن الواضح أنها ليست كذلك .
إن الاختبار يكمن فيما إذا كانت هذه النظرية تزودنا برؤية أكثر دلالة وأكثر نفعا نرى من خلالها التطورات الدولية بشكل أفضل من البدائل النظرية الأخرى بالإضافة إلى ذلك، فلا توجد نظرية سائدة إلى الأبد. فبينما يمكن أن يكون المدخل الحضاراتي مساعداً على فهم السياسة العالمية في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين، فإن هذا لايعني أنها ستكون مساعدة بنفس القدر في منتصف القرن العشرين، أو أنها ستكون مساعدة في منتصف القرن الواحد والعشرين.

إن الأفكار التي أصبحت في نهاية الأمر المقالة وهذا الكتاب كانت قد تم التعبير عنها علنيا من محاضرة برادلي التي ألقيتها من واشنطن في معهد الإقتصاد الأمريكي American Enterprise Institute في اكتوبر 1992 ثم وضعت فيما بعد كموضوع ورقة بحثية تم إعدادها لمعهد أولن بعنوان : (( البيئة الأمنية المتغيرة والمصالح القومية الأمريكية )) والتي ساهمت في تمويلها مؤسسة سميت ريتشاردسون .
وبعد نشر المقالة فقد أصبحت منغمسا في عدد لايحصى من حلقات الدراسة والملتقيات ارتكزت على (( الصدام )) مع مجموعات من الأكادميين والحكوميين ورجال الأعمال وغيرها في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية . فضلاً عن ذلك فقدكنت محضوضاً لأن أكون قادراً على المشاركة في مناقشات حول المقالة وأطروحتها في دول عديدة أخرى ، من بينها الأرجنتين ، بلجيكا ،الصين ، فرنسا ، ألمانيا ، إنجلترا ، كوريا ، اليابان ، لوكسمبورج ، روسيا ، المملكة السعودية ، سنغافورة ، جنوب أفريقيا ، أسبانيا ، السصويد ، سويسرا ، وتايوان . هذه المناقشات جعلتني أتعرض لكل الحضارات الرئيسية بإستثناء الهندوسية ، وقد استفدت إستفادة عظيمة من التصورات والآراء التي طرحها المشاركون في تلك المناقشات . وفي عام 1994وعام 1995 أعطيت حلقة دراسية في هارفارد حول طبيعة عالم مابعد الحرب الباردة ، وقد شكلت التعليقات الشديدة دائماً والإنتقادية في بعض الأحيان من قبل الطلبة حافزاً مثيراً إضافياً . إن عملي في هذا الكتاب قد إستفاد أيضا ً من معهد جون م .أولن للدراسات الإستراتيجية ومركز الشؤون الدولية على ماوفره من بيئة مساعدة وتعاون من قبل الأساتذة العاملين به .
لقد قرأ مسودة الكتاب في شكلها النهائي مايكل سي ديش ، روبيرت أو كوهين ، فريد زكريا ، ور . سكوت زيمرمان وقد قادت تعليقاتهم إلى تحسينات بالغة الأهمية في كل من مضمونها وتنظيمها . وخلال فترة كتابة هذا الكتاب ، قام سكوت زيمرمان أيضاً بتقديم مساعدة بحثية ضرورية ، فبدون مساعدته المكرسة وخبرته وطاقته ماكان لهذا الكتاب أن يكتمل عندما كان على وشك . ومساعدينا من البحاث في مرحلة التخرج ، بيتر جون وكريستينا بريجز أيضاً ساهما بشكل بناء .
وقامت جريس دي ماجسريتس بطباعة الأجزاء المبكرة من المسودة ، وقامت كيرول ادواردز بتعليقاتها الهائلة وكفاءتها العالية بإعادة تجهيز المسودة مرات عديدة إلى درجة لابد أن تكون معها قد تعرفت على أجزاء كبيرة منها عن ظهرقلب . وقام دنيس شانون ولين كوكس بمطابع جورج بوشارد وكذلك روبيرت بيندر ، وجوانا لي بمطابع سايمون شوستر قاموا جميعا بتوجيه المسودة بكل سرور وبكل عناية المتخصص في الإشراف على عملية الطباعة . إنني أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل هؤلاء الأفراد على مساعدتهم في إخراج هذا الكتاب إلى حيز الوجود . لقد عملوا على إخراجه بشكل أفضل مما لو كان غير ذلك ، أما بقية العيوب فهي تظل من مسؤوليتي .
إن عملي في هذا الكتاب أصبح أمراً ممكنا ً من خلال الدعم المالي الذي قدمته مؤسسة جون م .أولن ومؤسسة سميت ريتشاردسون . فبدون مساعدتهم ، فإن إتمام هذا الكتاب كان سيتأخر لسنوات عديدة ، وأنا أثمن عالياً دعمهم السخي لهذا الكتاب . وفي حين ركزت مؤسسات أخرى بشكل متزايدعلى القضايا المحلية ، فإن مؤسستي أولن وريتشاردسون تستحقان المدح على محافظتهما ودعمهما للأعمال حول الحرب والسلام والأمن القومي والدولي .

صموئيل هنتنغتون

عبدالناصر20
10/07/2004, 03:19 AM
إستهلال
مساهمة أولية للوعي بالأخر : منطلقات وآليات صدام الحضارات *

*أعدت هذه الدراسة للنشرفي كتاب صدام الحضارات : وإعادة بناء النظام العالمي، دار الجماهيرية

يصعب في الحقيقة في تحليل خطاب الفكر الغـربي المعاصر الفصل بين آلياته ومنطلقاته الفكرية والسياسية ، فكل منهما يحتوي الآخر ويدل عليه ، وكثيراً ماتتداخل الآليات والمنطلقات إلى درجة التوحد في خطاب صدام الحضارات حتى يعاني الدارس مشقة كبيرة جداً في الفصل بينهما ، هذا وقد حددنا منطلقين أساسيين لخطاب صدام الحضارات وهما :
أولاً : الغرب والآخر
ثانياً : تكريس الهيمنة الغربية .
أما فيما يتعلق بآليات خطاب صدام الحضارات فقد حددنا أربعة منطلقات وهي :
أولاً : الديانة هي المعيار للتمييز بين الحضارات .
ثانياً : حتمية صدام الحضارات .
ثالثاً : الإسلام العدو الأول .
رابعاً : الحضارة تشكل كل شيء : السياسة والإقتصاد .
وسنتناول بالدراسة فحص وتفكيك هذه المنطلقات والآليات حتى نستطيع فهم أهداف المؤلف ومقاصده .

عبدالناصر20
22/07/2004, 05:23 AM
منطلقات صدام الحضارات
أولاً : الغرب والآخر :
الإفتراض الأساسي في خطاب صدام الحضارات هو { أن الثقافة أو الهوية الثقافية الحضارية والتي في أوسع معانيها الهوية الحضارية ، هي التي تشكل نماذج التماسك ، والتفكك ، والصراع في عالم مابعد الحرب الباردة } ويضيف المؤلف { أن أكثر الصراعات انتشاراً وأهمية وخطورة لن تكون بين طبقات اجتماعية غنية وفقيرة ، أو جماعات أخرى محددة على أسس اقتصادية ولكن بين شعوب تنتمي إلى هويات ثقافية مختلفة } لأن عالم مابعد الحرب الباردة حسب هذا الخطاب عالم يتكون من سبع أو ثمان حضارات . التماثلات والإختلافات الثقافية تشكل المصالح والتناقضات والتجمعات بين الدول . إن أكثر الدول أهمية في العالم تأتي بشكل أساسي من حضارات مختلفة .
وقد وظف هنتنغتون كل مايمكن من معارف في سبيل إثبات هذه الفرضية فقدم لنا في الفصل الثاني مفهوما مرناً للحضارة وللثقافة، وهو يستخدمها بنفس المعنى الثقافة حضارة ، والحضارة ثقافة . وهكذا فمفهوم الحضارة عنده يشمل الثقافة ، أي بما تحمله هذه الثقافة من معان ترتبط بالدين وأنماط الحياة والعلاقات والعباداة والطقوس ، وبهذا فهي تشمل خصوصيات الأقوام والشعوب والجماعات الدينية والعرقية والأمثلة والقرائن التي يقدمها لنا هنتنغتون تكشف المسكوت عنه في هذا الإستخدام . وعلى أساس هذا المفهوم صنف هنتنغتون الحضارات المعاصرة في العالم وقد أشار إلى أن { الديانة خاصية أساسية في التعريف بهذه الحضارات وهذه الحضارات هي : الحضارة الغربية وتضم النموذجين الأوروبي والأمريكي وبعض الدول التي استوطنها الأوروبيون مثل استراليا ونيوزلنده ، الحضارة والكونفوشيوسية أو الصينية ، والحضارة اليابانية ، والحضارة الهندوسية أو الهندوكية ، الحضارة الأرثوذكسية ، وحضارة أمريكا اللاتينية ، والحضارة الأفريقية ، والحضارة الإسلامية . ويستطرد هنتنغتون بعد ذلك قائلاً بأن الحضارتين الإسلامية والكونفوشيوسية هما الحضارتان اللتان لايمكنهما أن تندمجا في الحضارة الغربية وتسعيان للتحديث بدون { غربنة } وأن الصراع بينهما وبين الحضارة الغربية حتمي .
الذي يشير الدهشة في تصنيف وتحليل هنتنغتون هو سكوته عن الديانة اليهودية بالرغم من تأكيده بأن الديانة عنصر أساسي للتمييز بين الحضارات ، ولم يشر إلى الصراع المحتمل بين الإسلام واليهودية ، وبين اليهودية والمسيحية . والأسوأ من هذا فإنه لم يستخدم الديانة كمعيار للتصنيف إلا عندما جاء على ذكر الحضارة الإسلامية ، فالحضارة الغربية نسبة إلى الغرب وهو مجال جغرافي ، والكونفوشيوسية نسبة إلى فيلسوف الصين كونفوشيوس الذي عاش في القرن الرابع ق. م واليابانية نسبة إلى بلاد اليابان والهندوسية نسبة إلى بلاد الهند ، والسلافية الأرثوذكسية نسبة إلى عرق و دين ، والحضارة الأفريقية نسبة إلى القارة الأفريقية وحضارة أمريكا اللاتينية نسبة إلى قارة أمريكا اللاتينية . إختيار معايير متعددة للتمييز بين الحضارات يعتبر إخلالاً بالمنهجية العلمية التي يجب أن تتبع في مثل هذه الموضوعات ، المنهجية العلمية تتطلب تحديد المعايير والمفاهيم وبالتالي كان على هنتنغتون أن يصنف جميع الحضارات بإستخدام معيار واحد فقط ، وفيما لو استخدمنا الدين كمعيار للتصنيف بين الحضارات سيكون عندنا الحضارات التالية : الحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية والحضارة البوذية والحضارة اليهودية .
وعل أية حال فإن تقسيم هنتنغتون للحضارات المعاصرة مثير للتساؤل فإذا كانت الحضارة تحدد بعناصر موضوعية أساسية : الديانة واللغة والعبادات والمؤسسات ، وذاتياً بالتطابق والتماثل ، فلماذا هذا التمييز بين الحضارة الغربية وحضارة أمريكا اللاتينية ؟ ، فأمركا اللاتينية مثل أمريكا مثل أمريكا الشمالية ، قارة استوطنها الأوروبيون الذين جاؤوا بالديانة المسيحية والعادات والتقاليد الأوروبية وكذلك باللغات الأوروبية ، وإذا كان عنصر الثقافة الهندية في أمريكا اللاتينية أكثر أهمية في بعض بلدان أمريكا اللاتينية منه في أمريكا الشمالية ، فإن عنصر الثقافة الأفريقية أكثر تأثيراً في أمريكا الشمالية منه في بلدان أمريكا اللاتينية ، فإن أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية الجنوبية مزجت حضارتهما من عناصر حضاراتية أوروبية وعناصر من حضارات أخرى . لكن السؤال الذي لم يطرحه هنتنغتون على نفسه هو لماذا تختلف أمريكا اللاتينية عن أمريكا الشمالية ؟
وإذا لم تكن الأرثوذكسية تعبيراً عن الثقافة الغربية فماذا تكون، فإن الشعب السلافي الأرثوذكسي هو شعب أوروبي يتبنى الثقافة الغربية ، وأكثر من ذلك ليس هناك اختلاف كبير بين الأرثوذكسية والمسيحية . لهذا لا نعرف لماذا يعزل هنتنغتون المسيحية الأرثوذكسية من أشكال المسيحية الأخرى ؟ ولماذا يتجاهل أفريقيا مسيحين ومسلمين وغير ذلك ؟ وإن كانوا كذلك فلماذا هم متخلفون ؟ أنه ليس من الصعوبة الإشارة إلى المركزية الأوروبية في تحليلات خطاب صدام الحضارات.
المركزية الأوروبية: حتى يقنعنا خطاب صدام الحضارات بتميز الغرب وبتفرده عن الحضارات الأخرى قدم لنا هنتنغتون مجموعة من السمات وهي :
1ـ الميراث الكلاسيكي : إن مواريث الغرب من الحضارة الكلاسيكية متعددة بما في ذلك الفلسفة اليونانية والعقلانية ، والقانون الروماني ، واللاتينية ، والمسيحية .
2ـ الكاثوليكية والبروتستانتية: أولاً الكاثوليكية ثم الكاثوليكية والبروتستانتية هي تاريخياً أكثر خاصية متفردة و هامة في الحضارة الغربية . خلال معظم الألف سنة الأولى من عمرها ، كانت الحضارة الغربية يطلق عليها العالم المسيحي الغربي ، وقد وجد شعور جماعي حسب قول هنتنغتون فيما بين الشعوب المسيحية حيث أنهم كانوا متميزين عن الأتراك مقارنة بالأندلسيين والبيزنطيين وآخرين ، خرجت من أجل الله والثروة في غزوها للعالم في القرن السادس عشر . حركة الإصلتح الديني والحركة المضادة للإصلاح وإنقسام العالم الغربي إلى شمال بروتستانتي وجنوب كاثوليكي هي الأخرى إحدى المظاهر التي يقدمها هنتنغتون والتي تميز التاريخ الأوروبي ، وحسب رأيه هذا لاينطبق على الشرق الأرثوذكسي وعن خبرة أمريكا اللاتينية .

الصقر الذهبي
24/07/2004, 12:37 PM
في إنتظار المزيد أخي الكريم

عبدالناصر20
24/07/2004, 09:15 PM
في إنتظار المزيد أخي الكريم

انته تأمر أمر أخي :D :D

عبدالناصر20
24/07/2004, 09:19 PM
تابع أولاً : الغرب والآخر

3ـ اللغات الأوروبية : اللغة هي العنصر الثاني بالنسبة لهنتنغتون والتي تأتي بعد الديانة كعنصر للحضارة ،الغرب يختلف عن الحضارات الأخرى في تعدد لغاته ، اليابانية ،والهندية ، والماندارينية والروسية والعربية معروفة بأنها اللغات الأساسية لحضاراتها .
4ـ فصل السلطة الدينية والدنيوية : بالنسبة لهنتنغتون الحضارة الغربية والحضارة الهندوسية ينفصل فيهما الدين عن السياسة ، وفي الحضارة الإسلامية الله هو القيصر ، وفي الحضارة الكونفوشيوسية في الصين وكذلك في اليابان قيصر هو الله ، وفي الأرثوذكسية الله الشريك الأكبر للقيصر ، وحسب رؤية هنتنغتون انقسام السلطة ساهم في تطور الحرية في الحضارة الغربية .
5ـ سيادة القانون : وهي فكرة موروثة عن الرومان ‘إن فكرة سيادة القانون وضعت الأساس للنظرية البنائية أو نظرية الحكم الدستوري وحماية حقوق الإنسان ، بما في ذلك حقوق الملكية ، وضد الممارسات التعسفية . في معظم الحضارات الأخرى كان القانون عاملاً أقل أهمية في تشكيل الفكر والممارسة .
6ـ التعددية الإجتماعية : تاريخياً المجتمع الغربي درج على أن يكون إلى درجة كبيرة مجتمعاً تعددياً .
7ـ الكيانات التمثيلية : التعددية الإجتماعية أدت مبكراً إلى بروز طبقات إجتماعية،
مجالس نيابية ومؤسسات أخرى لتمثيل مصالح الأرستقراطية، ورجال الدين،
والتجاروجماعات أخرى . هذه الكيانات زودت بأشكال من التمثيل والتي خلال مجرى التحديث تطورت إلى مؤسسات الديمقراطية الحديثة . وحسب قوله هذا التمثيل على المستوى الوطني بالتالي أصبحت تحكمه درجة من الإستقلالية على المستوى المحلي،لم يحدث مثيله في أقاليم أخرى من العالم .
8ـ الفردية : يشير هنتنغتون إلى أن العديد من الخصائص السابقة للحضارة الغربية ساهمت في إنبثاق إحساس من الفردية وتقاليد من الحقوق والحريات الفردية متفردة بين المجتمعات المتحضرة . الفردية حسب رأيه تظل العلامة المميزة للغرب بين حضارات القرن العشرين .

يرى هنتنغتون أن هذه الخصائص هي التي أعطت للغرب تلك الخاصية المتفردة، هذه الأفكار والممارسات والمؤسسات ببساطة كانت أكثر إنتشاراً في الغرب منه في أية حضارة من الحضارات الأخرى ، إنها تشكل على الأقل جزءاً من الجوهر الأساسي المستمر للحضارة الغربية، وهي أيضاً وإلى حد كبير العوامل التي ساعدت الغرب على أن يأخذ بزمام القيادة في تحديث ذاته والعالم، غير أن الذي لم يذكره هنتنغتون أن هذه الخصائص لم تلد مع الغرب كما يحاول هنتنغتون إقناعنا به، ولكن جاءت عبر قرون طويلة من التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بل إن أغلبها لم يكن موجوداً قبل القرن الخامس عشر . فعلى سبيل المثال الموروث الإغريقي والروماني لم يستخدمه الأوروبيون إلا عندما أدركوا أهميته في مواجهة أيدولوجيا الإقطاع . ومما يدعو للإستغراب أن مفكراً مثل هنتنغتون يعمل على تأصيل الحضارة الغربية في التراث الإغريقي في حين يستبعد أصحاب هذا التراث من الحضارة الغربية . وهذا يوضح الخلل في منهجية هنتنغتون الذي يزعم بأنها علمية .
فكيف هي كذلك وهو لايتوخى الموضوعية ؟ . والملاحظ أن هنتنغتون لم يذكر لنا لماذا ظهرت البروتستانتية ؟ ولم يذكر الحروب الطاحنة التي كانت بين الكاثوليك والبروتستانت . ولماذا تسود الكاثوليكية في الجنوب والبروتستانتية في الشمال ؟ والأسواء من هذا لم يوضح لنا هنتنغتون كيف يكون تعدد اللغات ميزة للحضارة الواحدة ؟ وإذا أخذنا في الإعتبار أن اللغة تعكس ثقافة هذه الشعوب ، فكيف يمكن تجاهل ذلك ؟ والأسوأ من هذا أن خطاب صدام الحضارات يتجاهل الظروف التاريخية والتي جعلت من الغرب كياناً حضارياً متفرداً فالفصل بين السلطات الروحية والسياسية لم يأت إلا بعد صراع عنيف مع السلطات الحاكمة باسم الحق الإلهي ، وأن التاريخ يذكر لنا بأن هذا الفصل بين السلطات لم يتحقق في أوروبا إلا بعد ظهور البورجوازية الأوروبية وماترتب على ذلك من تداعيات

عبدالناصر20
01/08/2004, 07:54 PM
تابع السابق

فالعالم كما نعرف جميعاً من التاريخ لم يعرف الحكومات الدينية إلا في التاريخ الأوروبي في العصور الوسطى ولم يعرف الإنسان أسوأ من ممارسات محاكم التفتيش وعصور الظلام في أوروبا في الوقت الذي كانت فيه حضارات مزدهرة مثل الحضارة العربية الإسلامية ومن الأخطاء التي وقع فيها صاحب صدام الحضارات الرؤية المكانيكية في خطابه عند طرحه للتعددية وإستنتاجاته المبسطة حول نشأة الؤسسات الديمقراطية والبرلمانية المعاصرة بدون التعمق في التحليل أبعد من ذلك . هذه الأسباب كلها تجعل طرح صدام الحضارات يتجاهل الظروف التاريخية التي جعلت من الغرب كياناً حضارياً متفرداً .
وبعد ذلك يستطرد هنتنغتون قائلاً ( إن تفكك الإتحاد السوفيتي قد أزاح التحدي الخطير الوحيد للغرب وكنتيجة لذلك فالعالم الآن وسيظل يتشكل بأهداف وأولويات ومصالح الدول الغربية الرئيسية ، ربما مع المساعدة من حين إلى آخر من قبل اليابان ، وكقوة عظمى وحيدة باقية فإن الولايات المتحدة بالإشتراك مع بريطانيا وفرنسا تتخذ القرارات الحاسمة في القضايا السياسية والأمنية ،والولايات المتحدة بالإشتراك مع ألمانيا واليابان تتخذ القرارات الحاسمة في القضايا الإقتصادية .
الغرب هو الحضارة الوحيدة التي لها مصالح جوهرية في كل حضارة أخرى أو إقليم آخر ولها القدرة على التأثير على سياسات وإقتصاديات وأمن كل حضارة أو إقليم . المجتمعات من حضارات أخرى تحتاج عادة إلى المساعدة الغربية لتحقيق أهدافها وحماية مصالحها .
ويضيف هنتنغتون ( الغرب يهيمن كلياً الآن وسيبقى الأول في القوة والنفوذ في حالة حسنة نحو القرن الواحد والعشرين . غير أن تغيرات تدريجية وجوهرية هي الأخرى تحدث في توازنات القوى بين الحضارات ، وأن قوة الغرب بالقياس إلى تلك التي التي لدى الحضارات الأخرى سوف تستمر في الإضمحلال وفي الوقت الذي تتلاشى فيه صدارة الغرب ، كثير من قوته ببساطة سيتبخر وما يبقى منها سينتشر على أسس إقليمية بين الحضارات الرئيسية العديدة ودولها الأساسية . إن أكبر أهم زيادة في القوة سوف تحدث ستكون للحضارات الآسيوية ، مع بزوغ مجتمع الصين التدريجي وهو الذي على الأرجح يتحدى الغرب من أجل النفوذ العالمي . وهذه التحولات في القوة بين الحضارات تؤدي الآن وسوف تؤدي إلى إحياء وتأكيد الذات الثقافية المتزايدة للمجتمعات غير الغربية ورفضها الممتزايد للثقافة الغربية ) .
ينتقل هنتنغتون إلى توضيح مظاهر تدهور قوة الغرب مقارنة بالحضارات الأخرى محدداً ثلاثة مظاهر أساسية وهي : السكان ، والإنتاج الإقتصادي ، والقدرة العسكرية ، بالنسبة للسكان يرى بأن الغربيين شكلوا أقلية تتناقص بثبات من سكان العالم . ومن الناحية الكيفية ، فالتوازن بين الغرب وسكان الحضارات الأخرى هو الآخر أخذ في التغَير ، الشعوب غير الغربية تصبح أكثر صحة ، وأكثر تحولاً نحو حياة المدن ، أكثر تعليماً ، وأفضل تعليماً . مدة الحياة والعمر في هذه الأقاليم ارتفعت إلى درجة هامة بزيادة تختلف من 11 سنة في أفريقيا إلى 23 سنة في شرق آسيا .
الإنتاج الاقتصادي : أي حصة الغرب من المنتوج الإقتصادي العالمي هو الآخر ربما يكون وصل إلى أوجه في العشرينات وأخذ في الهبوط بشكل واضح عند الحرب العالمية الثانية . في عام 1992 كان للولايات المتحدة الأمريكية أكبر إقتصاد في العالم ، وأول عشر اقتصاديات على القمة شملت أولئك الخمس من الدول الغربية بالإضافة إلى الدول الرائدة من خمس حضارات أخرى : الصين ، اليابان ، الهند ، روسيا ، والبرازيل .
القدرة العسكرية : اتجاهات القدرة العسكرية في آسيا اختلفت بشكل هام عن تلك التي فيؤ روسيا والغرب : زيادة الإنفاق العسكري والتحسين في الجيش كانت هي الأوامر اليومية : الصين هي السباقة ، دول أخرى آسيوية شرقية تتقدم وتنفق على قواتها العسكرية ، اليابان مستمرة في بناء قدرات عسكرية عالية التعقيد . تايوان ، وكوريا الجنوبية ، وتايلاند ، وماليزيا ، وسنغافورة ، وأندونيسيا جميعها تقوم بالإنفاق أكثر على خططها العسكرية وبرامج المشتريات للطائرات والدبابات والسفن من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول . وبينما تدوهرت نفقات منظمة حلف شمال الأطلسي للدفاع بحوالي 10% بين 1985 ـ 1993 ( من 485.6 بليون دولار إلى 353.6 بليون دولار ) فإن النفقات في شرق آسيا ازدادت بنسبة 50% من 34.8 إلى 89.8 دولار خلال نفس الفترة .
ويستطرد هنتنغتون في أسباب تزايد القوة العسكرية للحضارات الأخرى قائلاً : القدرات العسكرية بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل آخذة في الإنتشار بشكل واسع في العالم . كلما تطورت الدول إقتصادياً زادت قدرتها على توليد مقدرات لإنتاج الأسلحة . عدد من المجتمعات غير الغربية إما لديها أسلحة نووية ( روسيا ، الصين ، إسرائيل ، الهند ، الباكستان ، وربما كوريا الشمالية ) أو انها تبذل جهوداً صارمة للحصول عليها ( إيران ، العراق ، وربما الجزائر ) أو إنها تضع نفسها في وضعية تستطيع معها بسرعة الحصول عليها إذا مارأت أن الحاجة تدعو إلى ذلك مثل اليابان .
وباختصار يشير هنتنغتون إلى أن الغرب سيبقى الحضارة الأكثر قوة محتفضاً بحالة جيدة وهو يدخل العقود المبكرة من القرن الواحد والعشرين . فيما بعد ذلك سيكون بإمكانه أن يستمر في أن تكون له زيادة هامة في البحث العلمي وتنمية المهارات وتطوير المقدرات ولتجديد التقنية المدنية والعسكرية . الهيمنة على مصدر القوة الأخرى قد آلت بشكل متزايد إلى أن تصبح مشتتة بين الدول الأساسية والدول الرائدة للحضارات غير الغربية .