الأمجد
06/03/2004, 02:23 PM
المشهد الأول:
لا أحد ينكر فضله وتربيته لها ، ورعايته له طوال تلك السنين ....كبرت وتعلمت ودخلت الجامعه وتخرجت .... وأخيرا توظفت
تحقق له ولها حلم السنين ، و أمنيتها التي كانت تراودها في أن تصبح معلمة أصبحت الآن حقيقة ..
مر الشهر الأول .... والثاني ، وهاهي تستلم أولى كفاح سنينها التي مضت ، قبضت أول راتب .... لم تكد الفرحة تتسعها ... انتظرت نهاية الدوام لتهرول الى أهلها وتنثر عليهم عرق جبينها ..... ارتسمت الفرحة على الجميع وانطبعت البسمه على كل الشفاه ...الوالد .... الوالده ..... الأخوه .... الأخوات ....بل كل العائله
مر الشهر الثاني وهانحن ندخل الشهر الثالث ، يأتي اليها والدها يشتكي اليها مر الزمان وظروفه الصعبه وراتبه الضئيل و ... و ... الخ
والخلاصة يا أبي ؟
يرد عليها بكل بساطة أريدك أن تقترضي لي من البنك :eek:
لم تكن تجرؤ على رفض طلبه لأسباب عدة ، اولها أنه والدها ، وثانيها قلة خبرتها في الحياة وجهلها بالكثير من أمورها وغيرها من الأسباب التي لم تدع لها مجال للتفكير ....... فأعلنت موافقتها .
في اليوم الثاني شوهد الاثنين ( الوالد وابنته ) في البنك ...
البنت جالسة على الكرسي .... كل ماهو مطلوب منها ان توقع فقط ..... لامجال للمناقشه ..... فتوقع المسكينة راهبة لا راغبة ....
انتهت كل الاجراءات في دقائق فقط .... يبتسم الأب ، فقد تحقق ما خطط له ، ويبتسم موظف البنك لأنه أوقع فريسة أخرى :)
و في النهاية استلم الأب 22 ألف ريال عماني بالتمام والكمال ، وزعت كا التالي :
1- اشترى سيارة جديدة تماما
2- أعاد تأهيل بناء بيته واقتنى أثاث جديد
3- طلق زوجته التي عاش معها ما لايقل عن ربع قرن والتي هي الأخرى كانت تساعده براتبها وان كان ضئيلا
4- سافر الى احدى الدول العربية ليتزوج من هناك بعد أن تمت له الموافقه من الجهات الرسمية بالسلطنة :(
المشهد الثاني :
اشتكت له مرارا وتكرارا تطالبه بهاتف نقال أسوة بزميلاتها
ولكنك يا ابنتي صغيرة على هذا الجهاز وليس لك به حاجه ؟
غضبت ، وصرخت ..... أنا لست صغيرة ؟ فمنذ أيام فقط انهيت المرحلة الثانوية ، فكيف تنعتني بالصغيرة ؟؟؟؟
وأيضا أنا محتاجة لهذا الجهاز .... أريد أن أكلم صديقاتي وتكون لي خصوصية في محادثتهن ؟
ولكن يمكنك يا ابنتي أن تستخدمي جهاز البيت في استقبال مكالمات صديقاتك وزميلاتك
ترد اللئيمة بكل خبث : أريد أن استمتع برسائلهن ، أنا أيضا أريد أن أتبادل الرسائل مع من حولي ...
يواصل رفضه وتواصل اصراراها تارة واضرابها عن الأكل والكلام تارة أخرى ...
تتدخل السلطة العليا وتجبره على شراء الهاتف لابنتها .... أصبحوا اثنين ضد واحد ..... اذن النتيجة ليست متعادلة ... وبالتالي لا بد من شراء الجهاز ...
ضيف جديد ظهر في المنزل ... أخذ يتلقى كل العناية وكل التقدير من الطرفين ... الابنة ووالدها
الابنة أصبح جليسها ولا تنام الا وهو بحضنها
والوالد يعتني به عند ( عمان تل ) ;)
مرت الأ سابيع ..... وأعقبتها الأشهر .... والبنت أصبحت حريتها في استخدام هذا التلفون بلا رقابة .... وبلا ضمير ;)
من السهل أن تكلم هذا ... و ( تفيس ) ذاك ... والمكالمات الليلية تزداد ... والأب في وادي ..... والأم في واد آخر ، والبنت تأخذ أكثر من راحتها في الخروج بدعوى الرغبة في التنزه مع زميلاتها .... أو التسوق معهن .... أو .... أسباب كثيرة كانت تتظاهر بها هذه الفتاة من أجل الخروج ..... أسباب ما انزل الله بها من سلطان
يا للمسكين لم يعرف ان نهايته قريبه .... لم يعرف أن القدر يخبئ له ما هو أقسى من الموت :(
مرت الأيام ، وفي يوم من الأيام أحست البنت ببعض التعب والارهاق ، مسكين هو الوالد لم يستحمل دموع ابنته ، فأخذها في أحضانه وذهب بها الى أقرب مستشفى .....
مضت الدقائق وتم الكشف على الابنة .... خرج الطبيبة بعدها والابتسامة تكاد تمزق شفتاها .... وتقول بكل فرحة للوالد المسكين :
مبرووووك .....ابنتك حامل
المشهد الثالث :
ذهب وجلس بجوار أبيه ..... الوالد كان فرحا ظنا منه بأن ابنه سيجلس بجواره ليتجاذب أطراف الحديث معه ... يعرف آخر أخباره ..... تطورات حياته
ولكن الابن قطع كل تلك الأمور بسؤال محدد وصريح : والدي لقد وعدتني ما أن أنتهي من دراستي الثانوية أن تشتري لي سيارة ، وها أنا انتهيت وحصلت والحمدلله على نسبة تؤهلني لدخول الكلية أو الجامعه ....و حصلت على ( الليسن ) ........ فأين وعدك ؟
صمت الأب .... كان يعلم بوعده الذي قطعه ..... كان كل قصده حين وعده بذلك أن يجتهد الولد في دراسته ....وبالفعل لم يخذله ..... ولكنه الآن أمام الأمر الواقع .... لا يمكن أن يحنث بوعده ....... تملكته الحيرة بالفعل ....الابن خبرته في القيادة بسيطه ولم يمضي على رخصة سياقته الجديده سوى أيام فقط ...... ولكنه الوعد ...الوعد .... الوعد
لم يكن الوالد يرغب في أن يتنازل عن مثاليته أمام ابنه .... وبالفعل لم يخيب ظنه ...فاشترى له السيارة التي كان يحلم بها الى حد ما
شعور بالفرحة لا يضاهى ..... أخبر كل زملاءه .... وكل من يعرفه ..... اعتقد حينها ان عمان كلها عرفت بأن فلان اشترى له والده سياره ...
أخذ الولد يتبختر بها .... في حارته وبلدته أحيانا .... وفي الجوار احيانا أخرى ....
صوت ( المسجل ) على آخره ..... سبحان الله ... وكأن السيارة أصبحت في الوقت الحاضر لا تتحرك بالبنزين .... وانما بالأغاني فقط
:(
لم تسلم فتاة منه .... ولم يسلم هو أيضا من أفراد شرطة مدينته .....مخالفة تلو المخالفة ....والبقية تأتي :rolleyes:
والسرعة حدث ولا حرج ....هذا غير الحركات الشاذة التي يقوم بها شباب اليوم .... والتي تسمى التخميس عند البعض والتفحيط لدى البعض الآخر ....
و بما ان لكل شيء نهاية ..... فهاهي النهاية أوشكت
يرن الهاتف في المنزل ... يرفع الوالد السماعه ...يسمع على الطرف الآخر :
هل انت فلان بن فلان الفلاني ؟
نعم أنا هو ؟
معك فلان الفلاني من مركز شرطة .......
خير ما الأمر ؟
ابنك حصل له حادث تدهور ، وتم نقله للمستشفى .... ولكن ارادة الله كانت فوق الجميع .... فتوفي :(
تظل السماعة معلقة لم يجد أحد من يعيدها حتى اشعار آخر
مع خالص تحياتي للجميع
لا أحد ينكر فضله وتربيته لها ، ورعايته له طوال تلك السنين ....كبرت وتعلمت ودخلت الجامعه وتخرجت .... وأخيرا توظفت
تحقق له ولها حلم السنين ، و أمنيتها التي كانت تراودها في أن تصبح معلمة أصبحت الآن حقيقة ..
مر الشهر الأول .... والثاني ، وهاهي تستلم أولى كفاح سنينها التي مضت ، قبضت أول راتب .... لم تكد الفرحة تتسعها ... انتظرت نهاية الدوام لتهرول الى أهلها وتنثر عليهم عرق جبينها ..... ارتسمت الفرحة على الجميع وانطبعت البسمه على كل الشفاه ...الوالد .... الوالده ..... الأخوه .... الأخوات ....بل كل العائله
مر الشهر الثاني وهانحن ندخل الشهر الثالث ، يأتي اليها والدها يشتكي اليها مر الزمان وظروفه الصعبه وراتبه الضئيل و ... و ... الخ
والخلاصة يا أبي ؟
يرد عليها بكل بساطة أريدك أن تقترضي لي من البنك :eek:
لم تكن تجرؤ على رفض طلبه لأسباب عدة ، اولها أنه والدها ، وثانيها قلة خبرتها في الحياة وجهلها بالكثير من أمورها وغيرها من الأسباب التي لم تدع لها مجال للتفكير ....... فأعلنت موافقتها .
في اليوم الثاني شوهد الاثنين ( الوالد وابنته ) في البنك ...
البنت جالسة على الكرسي .... كل ماهو مطلوب منها ان توقع فقط ..... لامجال للمناقشه ..... فتوقع المسكينة راهبة لا راغبة ....
انتهت كل الاجراءات في دقائق فقط .... يبتسم الأب ، فقد تحقق ما خطط له ، ويبتسم موظف البنك لأنه أوقع فريسة أخرى :)
و في النهاية استلم الأب 22 ألف ريال عماني بالتمام والكمال ، وزعت كا التالي :
1- اشترى سيارة جديدة تماما
2- أعاد تأهيل بناء بيته واقتنى أثاث جديد
3- طلق زوجته التي عاش معها ما لايقل عن ربع قرن والتي هي الأخرى كانت تساعده براتبها وان كان ضئيلا
4- سافر الى احدى الدول العربية ليتزوج من هناك بعد أن تمت له الموافقه من الجهات الرسمية بالسلطنة :(
المشهد الثاني :
اشتكت له مرارا وتكرارا تطالبه بهاتف نقال أسوة بزميلاتها
ولكنك يا ابنتي صغيرة على هذا الجهاز وليس لك به حاجه ؟
غضبت ، وصرخت ..... أنا لست صغيرة ؟ فمنذ أيام فقط انهيت المرحلة الثانوية ، فكيف تنعتني بالصغيرة ؟؟؟؟
وأيضا أنا محتاجة لهذا الجهاز .... أريد أن أكلم صديقاتي وتكون لي خصوصية في محادثتهن ؟
ولكن يمكنك يا ابنتي أن تستخدمي جهاز البيت في استقبال مكالمات صديقاتك وزميلاتك
ترد اللئيمة بكل خبث : أريد أن استمتع برسائلهن ، أنا أيضا أريد أن أتبادل الرسائل مع من حولي ...
يواصل رفضه وتواصل اصراراها تارة واضرابها عن الأكل والكلام تارة أخرى ...
تتدخل السلطة العليا وتجبره على شراء الهاتف لابنتها .... أصبحوا اثنين ضد واحد ..... اذن النتيجة ليست متعادلة ... وبالتالي لا بد من شراء الجهاز ...
ضيف جديد ظهر في المنزل ... أخذ يتلقى كل العناية وكل التقدير من الطرفين ... الابنة ووالدها
الابنة أصبح جليسها ولا تنام الا وهو بحضنها
والوالد يعتني به عند ( عمان تل ) ;)
مرت الأ سابيع ..... وأعقبتها الأشهر .... والبنت أصبحت حريتها في استخدام هذا التلفون بلا رقابة .... وبلا ضمير ;)
من السهل أن تكلم هذا ... و ( تفيس ) ذاك ... والمكالمات الليلية تزداد ... والأب في وادي ..... والأم في واد آخر ، والبنت تأخذ أكثر من راحتها في الخروج بدعوى الرغبة في التنزه مع زميلاتها .... أو التسوق معهن .... أو .... أسباب كثيرة كانت تتظاهر بها هذه الفتاة من أجل الخروج ..... أسباب ما انزل الله بها من سلطان
يا للمسكين لم يعرف ان نهايته قريبه .... لم يعرف أن القدر يخبئ له ما هو أقسى من الموت :(
مرت الأيام ، وفي يوم من الأيام أحست البنت ببعض التعب والارهاق ، مسكين هو الوالد لم يستحمل دموع ابنته ، فأخذها في أحضانه وذهب بها الى أقرب مستشفى .....
مضت الدقائق وتم الكشف على الابنة .... خرج الطبيبة بعدها والابتسامة تكاد تمزق شفتاها .... وتقول بكل فرحة للوالد المسكين :
مبرووووك .....ابنتك حامل
المشهد الثالث :
ذهب وجلس بجوار أبيه ..... الوالد كان فرحا ظنا منه بأن ابنه سيجلس بجواره ليتجاذب أطراف الحديث معه ... يعرف آخر أخباره ..... تطورات حياته
ولكن الابن قطع كل تلك الأمور بسؤال محدد وصريح : والدي لقد وعدتني ما أن أنتهي من دراستي الثانوية أن تشتري لي سيارة ، وها أنا انتهيت وحصلت والحمدلله على نسبة تؤهلني لدخول الكلية أو الجامعه ....و حصلت على ( الليسن ) ........ فأين وعدك ؟
صمت الأب .... كان يعلم بوعده الذي قطعه ..... كان كل قصده حين وعده بذلك أن يجتهد الولد في دراسته ....وبالفعل لم يخذله ..... ولكنه الآن أمام الأمر الواقع .... لا يمكن أن يحنث بوعده ....... تملكته الحيرة بالفعل ....الابن خبرته في القيادة بسيطه ولم يمضي على رخصة سياقته الجديده سوى أيام فقط ...... ولكنه الوعد ...الوعد .... الوعد
لم يكن الوالد يرغب في أن يتنازل عن مثاليته أمام ابنه .... وبالفعل لم يخيب ظنه ...فاشترى له السيارة التي كان يحلم بها الى حد ما
شعور بالفرحة لا يضاهى ..... أخبر كل زملاءه .... وكل من يعرفه ..... اعتقد حينها ان عمان كلها عرفت بأن فلان اشترى له والده سياره ...
أخذ الولد يتبختر بها .... في حارته وبلدته أحيانا .... وفي الجوار احيانا أخرى ....
صوت ( المسجل ) على آخره ..... سبحان الله ... وكأن السيارة أصبحت في الوقت الحاضر لا تتحرك بالبنزين .... وانما بالأغاني فقط
:(
لم تسلم فتاة منه .... ولم يسلم هو أيضا من أفراد شرطة مدينته .....مخالفة تلو المخالفة ....والبقية تأتي :rolleyes:
والسرعة حدث ولا حرج ....هذا غير الحركات الشاذة التي يقوم بها شباب اليوم .... والتي تسمى التخميس عند البعض والتفحيط لدى البعض الآخر ....
و بما ان لكل شيء نهاية ..... فهاهي النهاية أوشكت
يرن الهاتف في المنزل ... يرفع الوالد السماعه ...يسمع على الطرف الآخر :
هل انت فلان بن فلان الفلاني ؟
نعم أنا هو ؟
معك فلان الفلاني من مركز شرطة .......
خير ما الأمر ؟
ابنك حصل له حادث تدهور ، وتم نقله للمستشفى .... ولكن ارادة الله كانت فوق الجميع .... فتوفي :(
تظل السماعة معلقة لم يجد أحد من يعيدها حتى اشعار آخر
مع خالص تحياتي للجميع