المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : حكاية امرأة تائهة: اسمها نوال السعداوي


أبو عبد المحسن
27/02/2004, 05:56 AM
حكاية امرأة تائهة: اسمها نوال السعداوي


بسم الله الرحمن الرحيم


المرأة المسلمة كالرجل المسلم، لها دور في هذه الحياة، وعليها مثل ماعليه من التكاليف الشرعية، أُنزلت إليهما معاً: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}. وقد برز دور المرأة المسلمة في الحياة العامة منذ فجر الإسلام، فقامت بالدعوة داخل المجتمع الإسلامي الأوَّل وشاركت في طلب العلم ونشره، وشاركت في الجهاد، وتعدَّدت أدوارها ما بين اجتماعي، يلائم طبيعتها وفطرتها، الأمر الذي جعل أعداءها ينفُذُون إليها من هذه الثغرة؛ خصوصاً عندما غاب عن المجتمع الإسلامي وعيه، ودبَّت في أوصاله موجات التغريب تنهش تاريخه، وتنهب فكره!

وهذا "نابليون بونابرت" يوضِّح العلاقة بين حملة المشروع العلماني في الوطن العربي ودول الاستعمار، في رسالته إلى قائده "كليبر" والتي قال فيها:" اجتهد في جمع 500 أو600 شخص من المماليك أو من العرب ومشايخ البلدان لنأخذهم إلى فرنسا فنحتجزهم فيها مدّة سنة أو سنتين يشاهدون فيها عظمة الأمَّة الفرنسية ويعتادون تقاليدنا ولغتنا، وعندما يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزب ينضم إليه غيرهم". ويمضي بونابرت في رسالته فيقول في موضع آخر:"كنت قد طلبت مراراً جوقة تمثيلية، وسأهتم اهتماماً خاصاً بإرسالها إليك، لأنَّها ضرورة للجيش وللبدء في تغيير تقاليد البلاد".

منذ ذلك الوقت ومسلسل الهجمات التغريبية يتوالى في دأبٍ ونَفَسٍ طويل مروراً بلويس عوض صاحب الذراع القويَّة والرعاية الصليبية اللامحدودة، الذي فضحه العلاَّمة الأستاذ محمود محمَّد شاكر ـ يرحمه الله ـ في كتابه (أباطيل وأسمار) وأظهر ارتباطه المشبوه بدوائر الاستعمار؛ وهو ما فعله جلال كشك حين فضح العلاقة المريبة بين الأحزاب الشيوعية المصرية خصوصاً والعربية عموماً، وبين الحركة الصهيونية في كتابه (الحركات السياسية في مصر 1945 ـ 1952).

كما اعترف بذلك الدكتور رفعت السعيد في كتابه "ثلاثة لبنانيين في القاهرة" بأنَّ ولي الدين يكن، وشبلي شميل ـ وهما من أوائل العلمانيين العرب ـ كانا مواليين للاحتلال البريطاني.

وتأتي نوال السعداوي ـ كما يبيِّن كشك ـ امتداداً لهذه الشجرة الخبيثة، وهي واحدة من رموز "حركة تحرير المرأة" التي تُموَّل من قبل مؤسسة "فورد كونديشن" التي افتضح أمرها على يد عضوات هذه الحركة أنفسهن داخل أروقة المؤتمر الذي عُقد سنة 1986م، حيث تساءلن عن تمويل المؤتمر فاعترفت نوال السعداوي بأنَّ مؤسسة "فورد كونديشن" الأمريكية، وكذا هيئة المعونة الامريكية بالقاهرة، وجمعية نوفيل الهولندية، ومكتب اكستوان بالقاهرة، هم الذين موَّلوا المؤتمر.

وُلدت نوال السعداوي بقرية "كفر طلحة" إحدى قرى صعيد مصر عام 1930م ودرست الطبّ في جامعة القاهرة، ثمَّ حصلت على الماجستير من جامعة "كولومبيا" في الولايات المتحدة. وبعد عودتها عملت في مستشفى القصر العيني، إلى أن عُيِّنت مديرة للصحة العامة في مصر.

وفي سنة 1972م نشرت نوال السعداوي كتابها "المرأة والجنس" وهو كتاب يعجُّ بالشذوذ، والخروج على طبيعة العلاقة الشرعية المنضبطة بين الرجل والمرأة بشكل صارخ، ويهزأ من الشرف، وعذرية الفتيات، طُردت على إثره من وظيفتها في وزارة الصحة، وتركت عملها كمحرِّرة في مجلة "الصحة" ومساعدة السكرتير العام لنقابة الأطباء.

في العام 1973م بدأت مرحلة جديدة في حياة سعداوي أكثر تخطيطاً والتصاقاً بالمنظمات المشبوهة، وعملت أثناءها باحثة في كلية الطبّ بجامعة عين شمس حتى عام 1976م، قامت خلالها بعمل دراسة عن المشاكل النفسية التي تعاني منها المرأة، لم يختلف فيها الطرح كثيراً عمّا قالته في "المرأة والجنس".

لمع نجمها وارتفعت أسهمها حينما أعلنت تمرُّدها ورفضها للشريعة الإسلامية، إذ نادت بأعلى صوتها: "أنا ضِدُّ المهر، أنا ضِدُّ تعدُّد الزوجات، أنا مع المرأة المتحرّرة، الزواج بغاء مقنَّع، إذا كان الله قال من 14 قرناً مضت؛ فالأوضاع قد تغيّرت، الحجاب مفهوم عبودي أرفضه" ـ عياذاً بالله من ذلك ـ هذه الصيحات وغيرها الكثير جعلها جديرة بالعمل مستشارة للأمم المتحدة في أفريقيا والشرق الأوسط من عام 1979م حتى 1980م.

وفي عام 1980م اعتقلت نوال السعداوي لفترة قصيرة، استثمرتها فيما بعد ـ كدأب الشيوعيين والعلمانيين ـ في الترويج لنفسها والتسويق على أنّها من حملة ألوية الحقوق والحريات والدفاع عن المرأة، فأسَّست منظمة أسمتها "منظممة المرأة العربية الجديدة".

وفي عام 1999م شاركت في مظاهرة نسوية نظَّمها المجلس الأعلي للثقافة في القاهرة سبقت إخراج مشروع قانون الأحوال الشخصية، في ذكرى الاحتفال بمرور مئة سنة على صدور كتاب قاسم أمين "تحرير المرأة" الذي صدر عام 1899م.

في هذا المؤتمر طالبت سعداوي مع غيرها بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وبحقِّ المرأة المُطلق في الحرية بجسدها، وبحقِّها في كسر أي قيود للرجل عليها، والتخلص ممَّا أسموه القيود الدينية التي تعيق المرأة عن التقدُّم!

وفي أحد حواراتها الأخيرة أعلنت سعداوي تطاولها على المقدَّسات الإسلامية ، حين قالت:" لا علاقة للحجاب بالإسلام، فهو عادة عبودية انعكست في اليهودية والمسيحية.. فلماذا يلصقون الإسلام بالحجاب؟". وعن الحج قالت:"الله وحده الحبّ.. وليس أن أقبِّل الحجر الأسود وألبس حجاباً وأطوف.. هذه وثنية.. الحج هو بقايا الوثنية!!" .. نعوذ بالله من الخذلان ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.

وتطالب السيدة المأزومة بإيقاف العمل بآيات الميراث، وتطالب أيضاً بتسمية الأولاد باسم الأمّ والأب معاً، وبلغ تطاولها حدَّه حين قالت :"اللهُ ذكرٌ لأنَّ ثقافة العالم ذكورية أبوية طبقية". عياذاً بالله..

وبعد:
فإنَّ نوال السعداوي شخصية مضطربة مأزومة، ترفض الاعتراف ـ حتى لنفسها ـ بأنَّها بحاجة إلى التصالح مع نفسها، وتستعذب جلد ذاتها بالمضي قُدما في طريق قالت عنه إنَّها تعرفه، وخاضته عن حُب، ورغبة جامحة في الانعتاق من جميع ما أطلقت عليه قيوداً. ويكفي أنَّ زوجها هو" شريف حتاته" رمح الشيوعية الملتهب ـ كما يُسمُّونه ـ وأنَّ قدوتها هو جان بول سارتر راعي الوجودية العالمي، وأنَّ توأمتها الروحية هي سِيمون دبفوار، وكلا الأخيرين أبٌ وأمٌّ للوجودية العالمية، والتي منبعها فرنسا، وهي ـ أي الوجودية ـ منهج كُفري إلحاديٌّ يقوم على الإباحية وتعظيم الذات؛ ورفع الجسد إلى درجة التأليه ويحفلُ بالعُري والتبذُّل . ومن أكثر من كتبوا لتعميقه أدبياً في فرنسا وأوربا الكاتبان: جورج ديامال، وألن جوبيه.

وأخيراً فما نوال إلاَّ ربيبة هذا المستنقع الآسن.. فما يُنتظر منها؟!

ويبدو أنَّ المرأة تائهة بين قوالب وأنماط استوردتها وكُلِّفت بنقلها وتطبيقها كما هي في مجتمع غذَّى روحه وفكره ووجدانه على العفاف، والفضيلة، والاعتراف بوحدانية الله، ويرفض الاستجابة للانحراف والشذوذ، وإن هو مال أو انحرف فسرعان ما يعود وينفض عنه خبثه منيباً إلى الله، برغم استماتة أهل الزيغ في دفعه إلى الهاوية وتزيينها له.

منقول
الرياض ـ لها أون لاين

العنيد
27/02/2004, 03:29 PM
ستجد من الله ما تستحق