المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : إلهي) أنا الفقير في غناي


rahhali
23/02/2004, 08:11 PM
> (إلهي) أنَّ عفوَك عن ذنوبي ‚ وتجاوُزك عن خطيئتي ‚
> وسترَك على قبيح عملي أطمعني أن أساَلك مالا أستوجبُه
> منك ‚ أدعوك آمناً ‚ وأسألك مستأنساً ‚ وإنَّك المحسن
> إليَّ وأنا المسيءُ إلى نفسي فيما بيني و بينك ‚
> تتوَدَّدُ إليَّ بالنعم مع غناك عنِّي ‚ وأتبغض إليك
> بالمعاصي مع فقري إليك ‚ فعد بفضلك وإحسانك عليَّ وتبْ
> عليَّ إنك أنت التَّواب الرحيم
> (إلهي) أنا الفقير في في غناي ‚ فكيف لا أكون فقيراً
> في فقري؟ ‚ (إلهي) أنا الجاهل في في علمي ‚ فكيف لا
> أكون جاهلاً في جهلي؟
> (إلهي) إن إختلاف تدبيرك ‚ وسرعة حلول مقاديرك منعا
> عبادك العارفين بك من السكون إلى عطاء ‚ واليأس منك في
> بلاء
> (إلهي) مني ما يليق بلؤمي ‚ ومنك ما يليق بكرمك .
> (إلهي) وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي ‚
> أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي؟
> (إلهي) لإن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة علي ‚
> وإن ظهرت المساوئ فبعدلك ولك الحجة علي
> (إلهي) كيف تكلني إلى نفسي وقد توكلت عليك ‚ وكيف أضام
> وأنت الناصر لي ‚ أم كيف أخيب وأنت الحفي بي ‚ ها أنا
> أتوسل إليك بفقري إليك وكيف أتوسل بما هو محال أن يصل
> إليك أم كيف أشكو حالي وهي لا تخفى عليك ‚ أم كيف
> أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك ‚ أم كيف تخيب آمالي
> وهي قد وفدت إليك ‚ أم كيف لا تحسن أحوالي وبك قامت
> وإليك
> (إلهي) ما ألطفك بي مع عظيم جهلي ‚ وما أرحمك بي مع
> قبيح فعلي . (إلهي) ما أقربك مني ‚ وما أبعدني عنك يا
> قريب ‚ يا قريب أنت القريب وأنا البعيد ‚ قربك مني
> أيأسني من غيرك وبعدك مني ردَّني للطلب منك ‚ فكن لي
> بفضلك حتى تمحو طلبي بطلبك يا قوي يا عزيز ‚ (إلهي) ما
> أرأفك بي ‚ فما الذي يحجبني عنك
> (إلهي) كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك ‚ وكلما آيستني
> أوصافي ‚ أطمعتني منتك . (إلهي) من كانت محاسنه مساوئ
> ‚ فكيف لا تكون مساويه مساوئ
> (إلهي) حكمك النافذ ومشيئتك القاهرة لم يتركا لذي مقال
> مقالاً ‚ ولا لذي حال حالاً . (إلهي) ترددي في الآثار
> يوجب بعد المزار ‚ فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك ‚
> (إلهي) كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك .
> أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر
> لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ‚ ومتى بعدت
> حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ‚ (إلهي) أمرت
> بالرجوع إلى الآثار فارجعني إليها بكسوة الأنوار
> وهداية الإستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت أليك
> منها مصون السر عن النظر إليها ‚ ومرفوع الهمة من
> الإعتماد عليها إنك على كل شيء قدير
>
> (إلهي) هذا ذلي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يخفى عليك
> ‚ منك أطلب الوصال إليك ‚ وبك أستدل عليك ‚ فاهدني
> بنورك إليك ‚ وأقمني بصدق العبودية بين يديك ‚ (إلهي)
> علمني من علمك المخزون ‚ وصنِّي بسر اسمك المصون
> (إلهي) حققني بحقائق أهل القرب ‚ واسلك بي مسالك أهل
> الجذب ‚ (إلهي) أغنني بتدبيرك لي عن تدبيري ‚
> وبإختيارك لي عن اختياري‚ وأوقفني على مراكز اضطراري .
> (إلهي) أخرجني من ذل نفسي ‚ وطهرني من شكي وشركي قبل
> حلول رمسي ‚ بك استنصر فانصرني ‚ وعليك أتوكل فلا
> تكلني ‚ ولجنابك أنتسب فلا تبعدني ‚ وفي فضلك أرغب فلا
> تحرمني ‚ وببابك أقف فلا تطردني ‚ وإياك أسأل فلا
> تخيبني.
> (إلهي) كيف أخيب وأنت أملي ! أم كيف أهان وعليك
> متَّكلي . (إلهي) كيف أستعزُّ وفي الذلة أركزتني ! كيف
> لا أستعزُّ وإليك نسبتي ! (إلهي) كيف لا أفتقر وأنت
> الذي في الفقر أقمتني ! أم كيف أفتقر وأنت الذي بجودك
> أغنيتني
> (إلهي) كيف تخفى وأنت الظاهر ! أم كيف تغيب وأنت
> الرقيب الحاضر ! (إلهي) ما أردت بمعصيتك مخالفتك ‚ ولا
> عصيتك إذ عصيتك وأنا بمكانك جاهل ‚ ولا لعقوبتك متعرض
> ولا لنظرك مستخِفٌّ ‚ ولكن سولت لي نفسي ‚ وساقتني
> شهوتي ‚ وأعانني على ذلك استعدادي ‚ وغرني سترك المرخي
> عليَّ فعصيتك بجهلي ‚ وخالفتك بقبيح فعلي ‚ فمن عذابك
> الآن من يستنقذني ! أو بحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني
> ! واسوءتاه من الوقوف بين يديك غداً إذا قيل
> للمخِفِّين جُوزُوا وللمثقلين حُطُّوا !؟ ويلي ! كبرت
> سنِّي كثرت ذنوبي ! ويلي ! كلما طال عمري كثرت
> معاصِيَّ ! فمن كم أتوب ! وفي كم أعود ! أما آن أن
> أستحي من ربِّي؟!
>
> لبِستُ ثوب الرَّجا والناس قد رقدوا
> وَبِتُّ أشكوا إلى مولاي ما أجدُ
>
> وقُلتُ يا أمَلي في كلِّ نائبة
> ومَن عليه لكشف الضُّرِّ أعتمد
>
> أشكو إليك أموراً أنت تعلمها
> ما لي على حملها صبرٌ ولا جلدُ
>
> وقد مدَدْتُ يدِي بالذُّلِّ مبتهلاً
> أليك يا خير من مُدَّتْ أليه يدُ
>
> فلا ترُدَّنها يا ربِّ خائبةً
> فبَحْرُ جودِكَ يروي كل منْ يَرِد
>