المساعد الشخصي الرقمي

عرض الإصدار الكامل : أحاديث انتقدت على الصحيحين ..السيف الحاد من ص107 الى 130


جني عمان
03/02/2004, 10:33 AM
وهذه بعض الأحاديث التي انتقدها بعض العلماء وهي في الصحيحين أو أحدهما ، بغض النظر عن رأينا فيها :
1- روى مسلم في صحيحه رقم (2501) من طريق عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن ابن عباس قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ثلاث أعطنيهن ، قال : نعم ، قال : عندي احسن العرب واجمله أم حبيبه بنت أبي سفيان أزوجكها ، قال : نعم ، قال : ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك ، قال : نعم، قال : وتؤمرني أن أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين .... إلخ .

قال الذهبي في " الميزان "3/93 في ترجمة عكرمة بن عمار أحد رواة هذا الحديث: ( وفي صحيح مسلم قد ساق له أصلا منكرا عن سماك الحنفي عن ابن عباس في الثلاثة التي طلبها أبو سفيان ) . وقال في " سير أعلام النبلاء "7/137 عن هذا الحديث : ( قلت : قد ساق له مسلم في الأصول حديثا منكرا وهو الذي يرويه عن سماك الحنفي عن ابن عباس في الأمور الثلاثة التي التمسها أبو سفيان من النبي صلى الله عليه وسلم ).



-------------------107-------------------

جني عمان
03/02/2004, 10:35 AM
وقال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى"17/236 : ( روى مسلم أحاديث قد عرف أنها غلط ، مثل قول أبي سفيان لما أسلم أريد أن أزوجك أم حبيبة ، ولا خلاف بين الناس أنه تزوجها قبل إسلام أبي سفيان ). وقال في ج 18 ص 73 : ( وفيه - أي صحيح مسلم - أن أبا سفيان سأله التزوج بأم حبيبة وهذا غلط ) ا هـ.
وقال ابن القيم في " زاد المعاد "1/110 : ( هذا الحديث غلط لا خفاء به ). قال أبو محمد بن حزم : ( وهو موضوع بلاشك فيه ، كذبه عكرمة بن عمار ).
وقال ابن الجوزي : ( في هذا الحديث وهم من بعض الرواة لا شك فيه ولا تردد ، وقد اتهموا به عكرمة بن عمار ، لأن أهل التاريخ أجمعوا على أن أم حبيبة كانت تحت عبيد الله بن جحش وولدت له ، وهاجر بها وهما مسلمان إلى أرض الحبشة ، ثم تنصر ، وثبتت أم حبيبة على إسلامها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي يخطبها عليه فزوجه إياها وأصدقها عنه صداقا ، وذلك في سنة سبع من الهجرة ، وجاء أبو سفيان فدخل عليها فثنت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يجلس عليه ، ولا خلاف أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح مكة سنة ثمان ، وأيضا ففي هذا الحديث أنه قال له : وتؤمرني أن أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين ، قال : ( نعم ) ولا يعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبا سفيان البته ) اهـ .
وأورد ابن القيم هذا الحديث أيضا في" جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام " ص132- 134 فذكره وما أجيب به عنه ، ثم ناقش تلك الوجوه واحدا واحدا ، ثم ختم ذلك بقوله : ( وبالجملة فهذه الوجوه وأمثالها مما يعلم بطلانها ، واستكراهها ، وغثاثتها ، ولا تفيد الناظر فيها علما ، بل النظر فيـــها



---------------------------108-----------------------------------

جني عمان
03/02/2004, 10:35 AM
والتعرض لإبطالها من منارات العلم ، والله تعالى أعلم، فالصواب أن الحديث غير محفوظ بل وقع فيه تخليط والله أعلم ).
وقال الشيخ أحمد الغماري في تعليقه على كتاب " أخلاق النب صلى الله عليه وسلم لأبي الشيخ " ص54 : ( هذا الحديث موضوع لمخالفته الواقع ).

وقال ابن الأثير : (: وهذا الحديث مما أنكر على مسلم ، لأن أبا سفيان لما جاء يجدد العقد قبل الفتح دخل على ابنته أم حبيبة فثنت عنه فراش النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : والله ما أدري أرغبت بي عنه أم به عني ؟ قالت : بل هذا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وانت رجل مشرك . فقال : والله لقد أصابك بعدي يابنية شر ) اهـ البداية والنهاية ج4/144

وقال ابن كثير في السيرة النبوية ج3ص277 وفي البداية والنهاية ج4ص145 بعد أن ذكر بعض الأجوبة التي أجيب بها عن هذا الحديث : ( وهذه كلها ضعيفة ، والأحسن في هذا أنه أراد أن يزوجه ابنته الأخرى عمرة لما رأى في ذلك من الشرف ، واستعان بأختها أم حبيبة كما في الصحيحين ، وإنما وهم الراوي في تسمية أم حبيبة ) اهـ (1)

قلت : وهذا في حقيقة الواقع هو أضعف الأجوبة لأن في الرواية نفسها ما يحكم ببطلانه من أصله ، فإن فيها أن أبا سفيان قال : يا رسول الله ثلاث أعطينهن ،قال : نعم ، إلى أن قال : وعندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها . قال : نعم ، فإن فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وافق على ذلك ومن المعلوم أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يوافق بل ولا يجوز له لأن عنده أختها ، ولا يجوز


----------------------109-----------------------

(1) وقد وافق ابن كثير على هذا الجواب ابن القيم وابن الوزير وابن الصنعاني

جني عمان
03/02/2004, 10:37 AM
الجمع بين الأختين بنص الكتاب والسنة والإجماع، وقد ضعفه أيضا الشيخ عبد الله الغماري في "الفوائد المقصودة في الأحاديث الشاذة والمردودة"، وقد تعرض لهذا الحديث والأجوبة التي أجيب بها عنه ، ثم بيان ما فيها من مغامز الزرقاني في" شرح المواهب اللدنية "3/243- 245
2- روى مسلم حديث الكسوف وفيه ان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى الكسوف بثلاث ركوعات (1)وبأربع ركوعات(2) كما روي أنه صلى بركوعين (3).

قال ابن تيمية في" مجموع الفتاوى "1/256 وهو منقول من كتابه " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة " ص 86 بعد أن ذكره "( والصواب أنه لم يصل إلا بركوعين إلا مرة واحدة يوم مات إبراهيم ، وقد بين ذلك الشافعي ، وهو قول البخاري وأحمد ابن حنبل في إحدى الروايتين عنه ، والأحاديث التي فيها الثلاث والأربع فيها أنه صلاها يوم مات إبراهيم ، ومعلوم أنه لم يمت في يومي كسوف ولا كان له إبراهيمان ، ومن يقل إنه مات عاشر الشهر فقد كذب ).
وذكر ذلك أيضا في ج 17 ص 236 من " مجموع الفتاوى " وقال بعد كلام : (... ومثل ما روي - أي الإمام مسلم - في بعض طرق أحاديث صلاة الكسوف أنه صلاها بثلاث ركوعات وأربع ، والصواب انه لم يصلها إلا مرة واحدة بركوعين ، ولهذا لم يخرج البخاري إلا هذا ، وكذلك الشافعي وأحمد ابن حنبل في إحدى الروايتين عنه وغيرهما ) اهـ المراد منه ، وأنظر أيضا ج18 ص 17 .


---------------------110-----------

جني عمان
03/02/2004, 10:38 AM
الجمع بين الأختين بنص الكتاب والسنة والإجماع، وقد ضعفه أيضا الشيخ عبد الله الغماري في "الفوائد المقصودة في الأحاديث الشاذة والمردودة"، وقد تعرض لهذا الحديث والأجوبة التي أجيب بها عنه ، ثم بيان ما فيها من مغامز الزرقاني في" شرح المواهب اللدنية "3/243- 245
2- روى مسلم حديث الكسوف وفيه ان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى الكسوف بثلاث ركوعات (1)وبأربع ركوعات(2) كما روي أنه صلى بركوعين (3).

قال ابن تيمية في" مجموع الفتاوى "1/256 وهو منقول من كتابه " قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة " ص 86 بعد أن ذكره "( والصواب أنه لم يصل إلا بركوعين إلا مرة واحدة يوم مات إبراهيم ، وقد بين ذلك الشافعي ، وهو قول البخاري وأحمد ابن حنبل في إحدى الروايتين عنه ، والأحاديث التي فيها الثلاث والأربع فيها أنه صلاها يوم مات إبراهيم ، ومعلوم أنه لم يمت في يومي كسوف ولا كان له إبراهيمان ، ومن يقل إنه مات عاشر الشهر فقد كذب ).
وذكر ذلك أيضا في ج 17 ص 236 من " مجموع الفتاوى " وقال بعد كلام : (... ومثل ما روي - أي الإمام مسلم - في بعض طرق أحاديث صلاة الكسوف أنه صلاها بثلاث ركوعات وأربع ، والصواب انه لم يصلها إلا مرة واحدة بركوعين ، ولهذا لم يخرج البخاري إلا هذا ، وكذلك الشافعي وأحمد ابن حنبل في إحدى الروايتين عنه وغيرهما ) اهـ المراد منه ، وأنظر أيضا ج18 ص 17 .


---------------------110-----------

(1) برقم 6 (902 ) وفي روايةأخرى 7 ( 902 ) صلى ست ركعات وأربع سجدات والمعنى واحد
(2) أي في كل ركعة ، والحديث رواه مسلم برقم 18(908)و19(909)
(3) بمعناه أي في كل ركعة 1( 901 )و3(901) و4 (901) وغيرها

جني عمان
03/02/2004, 10:39 AM
وقال في " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " ج2 ص 445 -447 ط دار العاصمة بعد كلام : ( ... وكذلك ماروي _ أي في صحيح مسلم _ أنه صلى الله عليه وسلم صلى الكسوف بركوعين أو ثلاثة . فإن الثابت المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ، وغيرهما من حديث عائشة ، وابن عباس ، وعبدالله بن عمرو ، وغيرهم أنه ( صلى كل ركعة بركوعين ) ولهذا لم يخرج البخاري إلا ذلك . وضعف الشافعي ، والبخاري ، وأحمد في إحدى الروايتين عنه ، وغيرهم حديث الثلاث ، والأربع ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما صلى الكسوف مرة واحدة ، وفي حديث الثلاثوالأربع أنه صلاها يوم مات إبراهيم ابنه وأحاديث الركوعين كانت ذلك اليوم فمثل هذا الغلط إذا وقع كان في نفس الأحاديث الصحيحة ما يبين أنه غلط ) اهـ المراد منه .
وذكر ذاك ابن القيم في " زاد المعاد "ج1ص452-456 وقال بعد أن ذكر بعض روايات هذا الحديث : ( لكن كبار الأئمة لا يصححون ذلك كالإمام أحمد والبخاري والشافعي )، ثم ذكر كلاما عن البيهقي فيه تضعيف تلك الروايات ، إلى أن قال : ( والذي ذهب إليه البخاري والشافعي من ترجيح الأخبار أولى لما ذكر من رجوع الأخبار إلى حكاية صلاته صلى الله عليه وسلم يوم توفي ابنه ).
وقال اللكنوي في" ظفر الأماني" ص 405 : ( ومنها - أي الروايات المضطربة - صلاة رسول الله في كسوف الشمس المخرجة في الصحاح الستة وغيرها ، فإنها اضطربت اضطراب فاحشا ، ففي بعضها أنه ركع ركوعين في كل ركعة ، بين كل ركوعين قراءة هي أقصر من الأولى ، وفي بعضها أنه ركع في كل ركعة ثلاث مرات ، وفي بعضها أربع مرات ، وفي بعضها خمس مرات ، ولوقوع هذا الاضطراب ترك الحنفية العمل بها ... إلخ )
--------------------------111--------

جني عمان
03/02/2004, 10:39 AM
وقال الشيخ أحمد الغماري في " الهداية في تخريج أحاديث البداية "4/198 : ( والحديث كذب باطل مقطوع ببطلانه عقلا ولو أنه في صحيح مسلم ، فإن كسوف الشمس إنما وقع مرة واحدة يوم مات إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه وسلم ... إلخ ).

وقال الألباني في " إرواء الغليل " ج3 ص 129 :( ضعيف وإن أخرجه مسلم ومن ذكر معه وغيرهم ، إلى أن قال : فهذا خطأ قطعا ) ، وكذا ضعف هذه الروايات ابن عبد البر وغيره . وصححوا أنه صلاها بركوعين وهو الصواب .

3- ( أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله ) رواه مسلم 34 ( 246 ) .

فقد ضعف جماعة من العلماء قوله : ( فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله ) .
قال الألباني في " ضعيف الجامع الصغير وزيادته " ج2ص14 : ( ضعيف بهذا التمام ) وعلق عليه فقال :( قلت إنما أوردت الحديث هنا من أجل قوله : ( فمن استطاع ... إلخ ) فإنه مدرج فيه ليس من قوله صلى الله عليه وسلمكما صرح به جماعة من أهل العلم ، وأما ما قبله فصحيح قطعا ) اهـ المراد منه .
وقال الحافظ المنذري في "الترغيب" 1/92 :( قد قيل :إن قوله: من استطاع ...إلخ ، إنما هو مدرج من كلام أبي هريرة موقوف عليه ، ذكره غير واحد من الحفاظ ، والله أعلم ).







--------------------112-------------

جني عمان
03/02/2004, 10:40 AM
وعلق عليه الألباني في " صحيح الترغيب " ج1 ص 147 بقوله : ( وهو الذي جزم به ابن تيمية وابن القيم والحافظ وتلميذه الشيخ الناجي )ا هـ . وقال في مجموع الأحاديث الضعيفة ج3 ص 104 :( مدرج الشطر الآخر )، وقال ص 106 : ( قلت وممن ذهب إلى انها مدرجة من العلماء المحققين شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ) ، قال هذا في " حادي الأرواح "1/316 :( فهذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بين ذلك غير واحد من الحفاظ ، وكان شيخنا يقول : هذه اللفظة لا يمكن أن تكون من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الغرة لا تكون في اليد ، لا تكون إلا في الوجه ، وإطالته غير ممكنة إذا تدخل في الرأس فلا تسمى تلك غرة ) اهـ . ومثل ذلك في إرواء الغليل ج1 ص133 ، ثم قال الألباني في " الضعيفة " :( وكلام الحافظ المتقدم يشعر بأنه يرى كونها مدرجة ، وممن صرح بذلك تلميذه إبراهيم الناجي في نقده لكتاب" الترغيب"
المسمى " العجالة المتيسرة " ص 30 ، وهو الظاهر مما ذكره الحافظ من الطرق ومن المعنى الذي سبق في كلام ابن تيمية ...) اهـ . وقد روى هذه الزيادة أيضا الإمام البخاري برقم 136 بدون قوله ( غرته ).

4- ( خلق الله التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم الإثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبث فيها الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم بعد العصر في يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل ) ، رواه مسلم برقم 27(2789 ) من طريق أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .


-----------------113--------------------

جني عمان
03/02/2004, 10:41 AM
قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " 17/235 ،236 :( واما الحديث الذي رواه مسلم في قوله :( خلق الله التربة يوم السبت ...إلخ ) ، فهو حديث معلول ، قدح فيه أئمة الحديث كالبخاري وغيره ، قال البخاري :( الصحيح أنه موقوف على كعب ) . وقد ذكر تعليله البيهقي أيضا ، وبينوا أنه غلط ليس مما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو مما أنكر الحذاق على مسلم إخراجه إياه ) اهـ .
وقال في ج1 ص 256- 257 من " مجموع الفتاوى " :( .. وكذلك روى مسلم ( خلق الله التربة يوم السبت ..إلخ ) ، ونازعه فيه من هو أعلم منه كيحيى بن معين والبخاري وغيرهما ، فبينوا أن هذا غلط ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :( والحجة مع هؤلاء فإنه ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ، وان آخر ما خلقه هو آدم ، وكان خلقه يوم الجمعة ، وهذا الحديث المختلف فيه يقتضي أنه خلق ذلك في الأيام السبعة ، وقد روي إسناد أصح من هذا أن أول الخلق كان يوم الأحد ).

وقال في" الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " ج2 ص 443-445 بعد كلام :( ... مثل ما روي أن الله خلق التربة يوم السبت وجعل خلق المخلوقات في الأيام السبعة ، فإن هذا الحديث قد بين أئمة الحديث كيحيى ابن معين وعبد الرحمن ابن مهدي والبخاري وغيرهم أنه غلط ، وانه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بل صرح البخاري في" تاريخه الكبير " أنه من كلام كعب الأحبار ، كما قد بسط في موضعه ، والقرآن يدل على غلط هذا ، ويبين أن الخلق في ستة أيام ، وثبت في الصحيح أن آخر الخلق كان يوم الجمعة ، فيكون أول الخق يوم الأحد ) اهـ .


-------------------------114---------------------------

جني عمان
03/02/2004, 10:41 AM
وأنظر أيضا ج18 ص 18- 19 من " مجموع الفتاوى " وكتاب " دقائق التفسير " ج6 ص 366 .
وقال ابن كثير في تفسيره 1/99 :( هذا الحديث من غرائب صحيح مسلم ، وقد تكلم عليه ابن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ ، وجعلوه من كلام كعب الأحبار ، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الأحبار ) اهـ .
وقال المناوي في " فيض القدير " ج3 ص 447 :( قال الزركشي : أخرجه مسلم – يعني هذا الحديث _ وهو من غرائبه ، وقد تكلم فيه ابن المديني ، والبخاري وغيرهما من الحفاظ ، وجعلوه من كلام كعب الأحبار ، وان أبا هريرة إنما سمعه منه لكن اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعا ).
وذكره البخاري في " التاريخ " في ترجمة أيوب بن خالد لن أبي أيوب وقال 1/ 1/413-414 :( وقال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب وهو أصح ).

وذكره البيهقي في " الأسماء والصفات " ص 275- 276 ونقل تضعيفه عن بعض أئمة الحديث ، وان ابن المديني أعله بأن إسماعيل بن أبي أمية أخذه عن ابراهيم بن أبي يحيى وهذا عن أيوب بن خالد ، وإبراهيم متروك . وقد تقدم كلام ابن أبي الوفاء القرشي حول هذا الحديث ، وكذا أعله الحاكم أبو عبدالله ، والسيد محمد رشيد رضا في " تفسير المنار" ، والشيخ عبدالله الغماري في " الفوائد المقصودة في بيان الأحاديث الشاذة والمردودة "، والدكتور محمد أبو شهبة في كتابه " دفاع عن السنة " ص58 ، والدكتور أحمد محمد نور في تعليقه على " التاريخ "، والأستاذ عز الدين بليق في " موازين القرآن والسنة " ص 71- 77 .


---------------------115-----------

جني عمان
03/02/2004, 10:43 AM
5- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في قصة الإسراء الذي رواه البخاري رقم ( 7517 ) قال :( حدثنا عبد العزيز بن عبدالله حدثني سليمان عن شريك بن عبدالله أنه قال : سمعت أنس بن مالك ... فذكره ) وهو حديث طويل .

وقد انتقد هذا أكثر من من عشرة وجوه ، وممن أعله ببعض هذه الوجوه الخطابي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي والقاضي عياض والنووي وآخرون ، وعبارة النووي : وقع في رواية شريك - يعني هذه - أوهام أنكرها العلماء .

وقال ابن القيم في " زاد المعاد " ج3 ص 42 :( وقد غلط الحفاظ شريكا في ألفاظ من حديث الإسراء ، ومسلم أورد المسند منه . ثم قال : فقدم وأخر وزاد ونقص ولم يسرد الحديث فأجاد ) اهـ .
وقال الذهبي في " الميزان " ج2ص 270 بعد ذكره لهذا الحديث :( وهذا من غرائب الصحيح ) اهـ . وقال ابن كثير في تفسيره 3/3 :( إن شريك بن عبد الله لن أبي نمر اضطرب في هذا الحديث وساء حفظه ولم يضبطه ) ، وانظر الفتح 13/584 .

6- حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :( كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة . فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن الناس قد استعجلوا في أمر كانت لهم فيه أناة ، فلو أمضيناه عليه ؟ فأمضاه عليهم ) ، رواه مسلم 15 (1472 ) من طريق ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما .
------------------------------116--------------------

جني عمان
03/02/2004, 10:43 AM
هذا الحديث ضعفه جماعة من العلماء ، منهم احمد بن حنبل والباجي وابن عبد البر وابن العربي والجوزجاني والقرطبي وابن التركماني وابن رجب والقاضي إسماعيل .
قال الجوزجاني :( هو حديث شاذ ) . وقال البيهقي في السنن :( إن البخاري لم يخرج هذا الحديث لمخالفة هؤلاء لرواية طاوس عن ابن عباس . وقال الأثرم : سألت أبا عبدالله عن حديث ابن عباس بأي شيء تدفعه ؟ قال : برواية الناس عن عبدالله بن عباس من وجوه خلافه ، وكذلك نقل عنه ابن منصور ) اهـ
وقال الباجي :( وماروي عن ابن عباس في ذلك من رواية طاووس قال فيه بعض المحدثين هو وهم ).
وقال ابن عبد البر :( ورواية طاووسوهم وغلط ، ولم يعرج عليها احد من فقهاء الأمصار بالحجاز والشام والعراق والمشرق والمغرب ، وقد قيل إن أبا الصهباء لا يعرف ي موالي ابن عباس ).
وقال ابن التركماني في " الجوهر النقي في الرد على البيهقي " ج7ص 336 :( أبو الصهباء ممن روى عنهم مسلم دون البخاري ، وتكلموا فيه . قال الذهبي في" الكاشف ": قال النسائي :ضعيف ، فعلى هذا يحتمل أن البخاري ترك هذا الحديث لأجل أبي الصهباء ) اهـ .
وقال ابن العربي:( إن هذا الحديث مختلف في صحته ، فكيف يقدم على الإجماع ؟ إلى أن قال :وهذا الحديث لم يرد إلا عن ابن عباس ولم يرو عنه إلا من طريق طاوس ، فكيف يقبل مالم يروه من الصحابة إلا واحد ، ومالم يروه عن





--------------------------117------------------

جني عمان
03/02/2004, 10:44 AM
ذلك الصحابي إلا واحد ؟ وكيف خفي على جميع الصحابة وسكتوا عنه إلا ابن عباس ؟ وكيف خفي على أصحاب ابن عباس إلا طاوس ؟)
وقال ابن رجب :( فهذا الحديث لأئمة الإسلام فيه طريقان : أحدهما وهو مسلك الإمام أحمد وم نوافقه ، ويرجع إلى الكلام في إسناد الحديث لشذوذه وانفراد طاوس به وانه لم يتابع عليه ، وانفراد الرواي بالحديث وغن كان ثقة هو علة في الحديث يوجب التوقف فيه ، وان يكون شاذا ومنكرا إذا لم يرد معناه من وجه يصح ، وهذه طريقة أئمة الحديث كالإمام احمد ويحيى بن القطان ويحيى بن معين وعلي ابن المديني وغيرهم ، وهذا الحديث لا يرويه عن ابن عباس إلا طاوس .

قال الجوزجاني : هو حديث شاذ . قال " وقد عنيت بهذا الحديث في قديم الدهر فلم أجد له أصلا . وقد صح عن ابن عباس وهو راوي الحديث أنه أفتى بخلاف هذا الحديث ، ولزوم الثلاث المجموعة وهذا أيضا علة في الحديث بانفرادها ، فكيف وقد ضم إليها علة الشذوذ والإنكار والإجماع ؟! وقال : كان علماء مكة ينكرون على طاوس ما ينفرد به من شواذ الأقاويل )اهـ.
وقال القاضي إسماعيل:( طاوس مع فضله وصلاحه يروي أشياء منكرة منها هذا الحديث،
وعن أيوب انه كان يعجب من كثرة خطأ طاوس ) اهـ .
وقد ضعف هذا الحديث أيضا الشيخ عبدالله الغماري في " الفوائد المقصودة ".

7- جاء من حديث أبي بكرة في خطبته صلى الله عليه وسلم يوم النحر بمنى (( ثن انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما ، وإلى جذيعة من الغنم فقسمها بيننا )) رواه البخاري (5549 ) ، ومسلم رقم 29 ( 1679 ) .

--------------------118--------------------

جني عمان
03/02/2004, 10:45 AM
ذكر ابن القيم في " زاد المعاد " 2/262-263 جوابين بالنسبة للجمع بين هذا الحديث وحديث انس الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذبح الكبشين بالمدينة ، أحدهما : أن القول قول أنس ورواية أبي بكرة وقع فيها التباس على بعض الرواة . وثانيهما: أنه صلى الله عليه وسلم قد ضحى في كل من المدينة ومنى بكبشين . ثم قال : والصحيح إن شاء الله الطريقة الأولي ، أي الطريقة التي فيها الحكم بضعف رواية أبي بكرة .
8- حديث عائشة رضي الله عنها في طواف الإفاضة قالت :( فطاف الذين كانوا أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم حلوا ، ثم طافوا طوافا آخر بعد ان رجعوا من منى ، واما الذين دمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا ) رواه البخاري(1638 ) ومسلم 111 (1211 ) .
ضعف هذه الزيادة وهي قوله: ( ثم طافوا طوافا آخر ...إلخ ) ابن تيمية حيث قال في مناسك الحج ج2 ص 285 من مجموع الرسائل الكبرى :( وقد روي في حديث عائشة انهم طافوا مرتين ؛ لكن هذه الزيادة قيل انها من قول الزهري لا من قول عائشة ، وقد احتج بها - يعني هذه الزيادة - بعضهم على أنه يستحب طوافان ، وهو ضعيف ، والأظهر مافي حديث جابر ، ويؤيده قوله: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ) اهـ

9- حديث ابن عباس :( أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم ) رواه البخاري (1837 ) و (4256 ) ومسلم 46و47 (1410 ).
قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " 13/353 بعد كلام : ( وجعلوا رواية ابن عباس لتزوجها حراما مما وقع فيه الغلط ) اهـ.

------------------119---------------

جني عمان
03/02/2004, 10:45 AM
وقال ابن القيم في " جلاء الأفهام " ص 137 ،138 بعد كلام :(فالصحيح أنه تزوجها حلالا كما قال أبو رافع السفير في نكاحها ، وقد بينت وجه غلط من قال نكحها محرما ، وتقديم حديث من قال تزوجها حلالا من عشرة أوجه مذكورة في غير هذا الموضع ) اهـ، وانظر " زاد المعاد " ج1 ص 113 ، وج 5 ص 112 .
وكذا أعل هذا الحديث سعيد بن المسيب واحمد بن حنبل وابن عبد الهادي والألباني، انظر آداب الزفاف ص60 ، 61 طبع المكتبة الإسلامية .
10 - حديث أنس رضي الله عنه قال ( صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين ، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة ولا في آخرها ) رواه مسلم 52 ( 339 ) .
هذا الحديث ضعفه جمع من العلماء ؛ منهم الشافعي والدارقطني والبيهقي وابن عبد البر والفخر الرازي وابن الصلاح واللكنوي وآخرون ، وقد مثل به جماعة في مصطلح الحديث للحديث المعل .
قال العراقي في ألفيته ج1 ص 224 بشرح السخاوي :
وسم مابعلة مشمول *** معلل ولا تقل معلول
وهي عبارة عن أسباب طرت*** فيها غموض وخفاء أثرت

إلى أن قال :
وعلة المتن كنفي البسملة *** إذ ظن راو نفيها فنقله
وصح أن أنسا يقول لا *** أحفظ شيئا فيه حين سئلا


----------120---------------

جني عمان
03/02/2004, 10:46 AM
وقال السيوطي في ألفيته ص55 :
وغالبا وقوعها في السند*** وكحديث البسملة في المسند

وأراد بالمسند صحيح مسلم كما أوضح بذلك احمد شاكر في تعليقاته عليها وقد أقره على ذلك ، وانظر " مقدمة ابن الصلاح " وحاشية العراقي عليها ص 116 - 121 و " تدريب الراوي " للسيوطي ج1 ص 254 - 257 .

قال السيوطي في ص 255 :( هذا الحديث معلول أعله الحفاظ بوجوه جمعتها وحررتها في المجلس الرابع والعشرين بما لم أسبق إليه وأنا ألخصها هنا ) ، فذكرها ثم لخص ذلك ص 257 فقال : ( وتبين بما ذكرناه أن لحديث مسلم السابق تسع علل : المخالفة من الحفاظ والأكثرين ، والإنقطاع ، وتدليس التسوية من الوليد ، والكتابة ، وجهالة الكاتب ، والاضطراب في لفظه ، والإدراج ، وثبوت ما يخالفه من صحابية ، ومخالفته لما رواه عدد التواتر ) اهـ . وانظر شرح الترمسي على ألفية السيوطي .

وقال اللكنوي في " ظفر الأماني " 370 - 371 بعد كلام : ( ... والمقصود هنا بيان أن ألفاظ الحديث الوارد في صحيح مسلم وموطأ مالك سوى لفظ فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين مع قوة سندها وكون رواتها ثقات معللة بوجوه خفية قلما يطلع عليها المحدث إلا من أوتي سعة النظر وقوة الفكر فذكر بعض عللها إلى أن قال : ومن علل هذه الروايات كثرة الاضطراب في المتن كما مر ذكره وثبوت ما يخالفها عن أنس أنه لم يرد بكلامه نفي البسملة ....إلخ ) .


-----------------121---------------

جني عمان
03/02/2004, 10:46 AM
11- حديث كعب بن مالك في ذبيحة المرأة والأمة ، رواه الإمام البخاري (5504 ) و(5505 ) .
قال الحافظ الدارقطني أخرج البخاري حديث عبيد الله عن نافع عن ابن كعب عن أبيه: أن جارية لكعب .
وعن مالك عن نافع عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ أن جارية لكعب .
وعن موسى عن جويرية عن نافع عن رجل من بني سلمة أخبر عبد الله : أن جارية لكعب .
وقال الليث عن نافع سمع رجلا من الأنصار أخبر عبدالله : أن جارية لكعب ، قال : وهذا قد اختلف فيه على نافع وعلى أصحابه عنه .

اختلف فيه على عبيدالله وعلى يحيى بن سعيد وعلى أيوب وعلى قتادة وعلى موسى بن عقبة وعلى إسماعيل بن امية وعلى غيرهم ، فقيل عن نافع عن ابن عمر ولا يصح والاختلاف فيه كثير .
قال الحافظ بن حجر في مقدمة الفتح ص 535 بعد ان أورد كلام الدارقطني : قلت : وهو كماقال وعلته ظاهرة والجواب عنه فيه تكلف وتعسف .
12- حديث اختصام الجنة والنار وفيه : ( فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا وأنه ينشيء للنار من يشاء فيلقون فيها ... إلخ ) رواه الإمام البخاري من طريق أبي هريرة رضي الله عنه (7449 ) .

----------------122--------

جني عمان
03/02/2004, 10:47 AM
قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " ج13 ص 353 هذا مما وقع فيه الغلط ، وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح "ج13 ص 536 : قال جماعة من الأئمة: إن هذا الموضع مقلوب ، وجزم ابن القيم بأنه غلط ، واحتج بأن الله تعالى أخبر بأن جهنم تمتلئ من إبليس وأتباعه ، وكذا أنكر الرواية شيخنا البلقيني واحتج بقوله ( ولا يظلم ربك أحدا ) اهـ . ، وقد مثل به ابن الوزير في " تنقيح الأنظار" ج2 ص 106 ، 107 مع " توضيح الأفكار " للحديث المقلوب ، وأقره على ذلك شارحه الصنعاني ، ومن المعلوم أن المقلوب من قسم الضعيف .

وقال الشيخ العلامة طاهر بن صالح الجزائري الدمشقي في " توجيه النظرإلى أصول الأثر "ص 136 -بعد أن أورد كلاما لابن تيمية حكم فيه بغلط هذا الحديث - قال:( تنبيه : ماذهب إليه هذا المحقق من ان ماوقع في بعض طرق البخاري في حديث تحاج الجنة والنار من ان النار لا تمتلئ حتى ينشئ الله لها خلقا آخر ، مما وقع فيه الغلط ، قد مال إليه كثير من المحققين كالبلقيني وغيره ، ومن الغريب في ذلك محاولة بعض الأغمار ممن ليس له إلمام بهذا الفن ، لا من جهة الرواية ولا من جهة الدراية نسبة الغلط إليه ؛ كانه ظن أن النقد قد سد بابه على كل أحد أو ظن ان النقد من جهة المتن لا يسوغ لأنه يخشى أن يدخل منه أرباب الأهواء ؛ ولم يدر أن النقد إذا أجري على المنهج المعروف لم يستنكر .

وقد وقع ذلك لكثير من أئمة الحديث مثل الإسماعيلي فإنه بعد ان أورد حديث ( يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة ... الحديث )، قال :( وهذا خبر في صحته نظر من جهة ان إبراهيم عالم بأن الله لا يخلف الميعاد

---------------------123------------

جني عمان
03/02/2004, 10:48 AM
فقد يجعل ما بأبيه خزيا له مع إخباره بأن الله قد وعده أن لا يخزيه يوم يبعثون ، وعلمه بأنه لا خلف لوعده) ، فانظر كيف أعل المتن بما ذكر .

فإن قلت : إن كثيرا مما انتقدوه من هذا النوع يمكن تأويله بوجه يدفع النقد ، قلت : إذا امكن التأويل على وجه يعقل ، فلا كلام على ذلك ، وإن كان على وجه لا يعقل لم يلتفت إليه ، ولو فتح هذا الباب أمكن حمل كل عبارة على خلاف ما تدل عليه .... إلخ ) .
وقال الألباني في" الصحيحة " ج6 /1/93 وهي بلا شك رواية شاذة لمخالفتها للطريق الأولى عن أبي هريرة ولحديث أنس ، وقد أشار إلى ذلك الحافظ أبو الحسن القابسي ( علي بن محمد بن خلف القيرواني ت 403 ) ، وقال جماعة من الأئمة : إنه من المقلوب وجزم ابن القيم بأنه غلط واحتج بأن الله أخبر بأن جهنم تمتلئ من إبليس وأتباعه ،و أنكرها الإمام البلقيني واحتج بقوله تعالى: ( ولا يظلم ربك أحدا ) ، ذكره الحافظ في" الفتح " ( 13/536 ) ط دار الكتب العلمية .

فأقول - الألباني - : هذا الشذوذ في هذا الحديث مثال من عشرات الأمثلة التي تدل على جهل بعض الناشئين الذين يتعصبون " لصحيح البخاري " وكذا لـ " صحيح مسلم " تعصبا أعمى ، ويقطعون بأن كل ما فيهما صحيح! ا هـ المراد منه .

---------124------------

جني عمان
03/02/2004, 10:48 AM
13- حديث معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت :( كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده ، فامر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يدها ) ، رواه الإمام مسلم9 (1688 ) .

قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " ج12 ص 107 ، 108 ط دار الكتب العلمية : نقل النووي أن رواية معمر شاذة مخالفة لجماهير الرواة ، قال: والشاذة لا يعمل بها .
وقال المنذري في الحاشية وتبعه المحب الطبري : قيل أن معمرا تفرد بها.

وقال القرطبي: ( رواية ( أنها سرقت ...إلخ ) أكثر وأشهر من رواية الجحد ، فقد تفرد بها معمر من بين الأئمة والحفاظ وتابعه على ذلك من لا يقتدى بحفظه ؛ كابن أخي الزهري ونمطه هذا قول المحدثين . قال الحافظ ابن حجر قلت: سبقه لبعضه القاضي عياض .

14- حديث : (( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ... وفيه : ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله )) رواه الإمام مسلم91 (1031 ) .

هذا الحديث مقلوب كما نص على ذلك القاضي عياض وأبو أحمد حامد ابن الشرقي والحافظ ابن حجر والسخاوي واللكنوي وغيرهم ، والصواب ( حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) .

قال الحافظ في" الفتح " ج 2 ص 186 : وقد تكلف بعض المتأخرين توجيه هذه الرواية المقلوبة ، وليس بجيد ؛ لأن المخرج متحد ولم يختلف فيه على عبيدالله
-------------------------125------------------

جني عمان
03/02/2004, 10:49 AM
ابن عمر شيخ يحيى فيه ولاعلى شيخه خبيب ولا على مالك رفيق عبيدالله بن عمرو فيه اهـ. وقد مثل به ابن الوزير في " تنقيح الأنظار " للحديث المقلوب ، وأقره على ذلك شارحه الصنعاني .

15- عن سليمان بن يسار عن السيدة عائشة وفي بعض الروايات سمعت عائشة وفي بعضها قالت : ( كنت أغتسل من الجنابة من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة وإن يقع الماء في ثوبه ) رواه الإمام البخاري 229، 230 ، 231 ، 232 والإمام مسلم 108 ( 289 ) وغيرهما .
قال الإمام الشافعي في "الأم " 1/57 بعد ان روى هذا الحديث : ( وهذا ليس بثابت عن عائشة ، وهم يخافون فيه غلط عمرو بن ميمون ... إنما هو رأي سليمان بن يسار كذا حفظه عن الحفاظ أنه قال : ( غسله أحب إلي ) . وقد روى عن عائشة خلاف هذا القول . ولم يسمع سليمان من عائشة حرفا قط ولو رواه عنها لكان مرسلا اهـوقال البزار : لم يسمع سليمان بن يسار من عائشة اهـ .

16- حديث جابر رضي الله عنه: ( أن رجلا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف بالزنا فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ... وفيه :فلما أذلقته الحجارة فر فأدرك فرجم حتى مات ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خيرا ، وصلى عليه ) ، رواه الإمام البخاري (6820 ) من طريق محمود بن غيلان عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة.

قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " ج12 ص 157 ط دار الكتب العلمية : قوله ( وصلى عليه ) هكذا وقع هنا عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق ، وخالفه


------------126-------------------

جني عمان
03/02/2004, 10:50 AM
محمد بن يحيى الذهلي وجماعة عن عبد الرزاق فقالوا في آخره : ولم يصل عليه ، وقال المنذري في حاشية السنن رواه ثمانية أنفس عن عبد الرزاق فلم يذكروا قوله : ( وصلى عليه ).
قال الحافظ : قلت : قد أخرجه أحمد في مسنده عن عبد الرزاق ، ومسلم عن إسحاق بن راهوية ، وأبو داود عن محمد بن المتوكل العسقلاني ، وابن حبان من طريقه ، زاد أبو داود والحسن بن علي الخلال والترمذي عن الحسن بن علي المذكور ، والنسائي وابن الجارود عن محمد بن يحيى الذهلي ، زاد النسائي ومحمد بن رافع ونوح بن حبيب والإسماعيلي ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه وأخرجه أبو عوانة عن الدبري ومحمد بن سهل الصنعاني ، غهوؤلاء أكثر من عشرة أنفس خالفوا محمودا ، منهم من سكت عن الزيادة ومنهم من صرح بنفيها اهـ.
وقال البيهقي: رواه البخاري عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق إلا أنه قال : ( فصلى عليه ) وهو خطأ لإجماعهم على خلافه ، ثم إجماع أصحاب الزهري على خلافه اهـ.

17- حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الثيب أحق بنفسها من وليها ، والبكر يستأذنها أبوها في نفسها وأذنها صماتها ) ، رواه الإمام مسلم (1421 ).
-------------------------127--------------

جني عمان
03/02/2004, 10:50 AM
فقد أعل جماعة كبيرة من العلماء لفظة ( أبوها ) . قال أبو داود : ( وأبوها : ليس بمحفوظ ) وقال الدارقطني في " السنن " ج3 ص 241 : لا نعلم أحدا وافق ابن عيينة على هذا اللفظ
، ولعله ذكره من حفظه فسبقه لسانه اهـ . ونحوه للبيهقي في " السنن الكبرى " ج7 ص 115 .
18 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يقولن أحدكم عبدي فكلكم عبيد الله ؛ ولكن ليقل فتاي ، ولا يقل العبد ربي ؛ وليقل سيدي )) . رواه الإمام مسلم (2249 ) . ثم رواه بلفظ . (( ولا يقل العبد لسيده مولاي ؛ فإن مولاكم هو الله )) .

قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " ج5 ص 225 : قد بين مسلم الاختلاف في ذلك على الأعمش_ أحد رواة هذا الحديث - وأن منهم من ذكر هذه الزيادة ومنهم من حذفها ،– وأن
وقال عياض : حذفها أصح . وقال القرطبي: المشهور حذفها ، وقال إنما صرنا إلى الترجيح للتعارض مع تعذر الجمع وعدم العلم بالتاريخ .
ومقتضى ظاهر هذه الزيادة أن إطلاق السيد أسهل من إطلاق المولى وهو خلاف المتعارف ؛ فإن المولى يطلق على أوجه متعددة منها الأسف والأعلى ، والسيد لا يطلق إلى الأعلى ؛ فكان إطلاق المولى أسهل وأقرب إلى عدم الكراهة والله أعلم .
19- حديث بريدة في قصة رجم ماعز وذكر الحفر فيه ، وان ترديده كان في مجالس مختلفة . رواه الإمام مسلم 23 (1695 ) .

-----------------------------128--------------

جني عمان
03/02/2004, 10:51 AM
فقد أعل جماعة من العلماء ذكر الحفر والترديد في عدة مجالس . قال الإمام أحمد كما في "معالم السنن " للخطابي ج6 ص 254 ، 255 : أحاديث ماعز كلها أن ترديده إنما كان في مجلس واحد إلا ذلك الشيخ بشير بن المهاجر ؛ وذلك عندي منكر الحديث .

وقال ابن القيم : كل هذه الألفاظ صحيحة ، وفي بعضها أنه أمر فحفرت له حفيرة ، ذكرها مسلم ، وهي غلط من رواية بشير بن المهاجر ... وإنما حصل الوهم من حفرة الغامدية فسرى إلى ماعز والله تعالى أعلم .
وقد حكم بغلط هذه الرواية أيضا الشيخ أحمد الغماري في " الهداية " ج8 ص 559 وناصر الألباني .
20-حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : (( الإيمان بضع وستون شعبة )) رواه البخاري (9) ، ورواه مسلم بلفظ (( الإيمان بضع وسبعون شعبة )) 57 ( 35 ) .

فقد اختلف العلماء في الترجيح بين هاتين الروايتين ، فرجح البيهقي في " شعب الإيمان " وابن الصلاح والحافظ ابن حجر رواية البخاري ، ورجح الحليمي والقاضي عياض رواية مسلم ، وانظر الفتح للتفصيل ج1ص71 .


21- حديث أبي موسى الأشعري في ( ساعة الإجابة ) رواه الإمام مسلم 16 (352 ) .


-----------------------129---------------
ورواه أيضا برقم (58 ) (35 ) بلفظ (( الإيمان بضع وسبعون )) أو (( بضع وستون )) إلخ

جني عمان
03/02/2004, 10:52 AM
قال الحافظ الدارقطني ص 233 - 253 : ( أخرج مسلم حديث ابن وهب عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الساعة المستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة مابين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن يقضي الصلاة ، وهذا الحديث لم يسنده غير مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي بردة ، وقد رواه جماعة عن أبي بردة منقطع أي مقطوع . إلى ان قال : وقال النعمان بن عبد السلام عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه : موقوف ، ولا يثبت قوله عن أبيه ، ولم يرفعه غير نخرمة عن أبيه . وقال أحمد ابن حنبل عن حماد بن خالد : قلت لمخرمة : سمعت من أبيك شيئا ؟ قال :لا ) اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري"ج2 ص535 ،536 عن هذا الحديث : ( إنه أعله بالانقطاع والاضطراب :

أما الانقطاع فلأن مخرمة بن بكير لم يسمع من أبيه ؛ قال أحمد عن حماد بن خالد عن مخرمة نفسه ، وكذا قال سعيد بن أبي مريم عن موسى بن سلمة عن مخرمة وزاد : إنما هي كتب كانت عندنا . وقال علي بن المديني :لم أسمع أحدا من أهل المدينة يقول عن مخرمة إنه قال في شيء من حديثة: سمعت أبي ، ولا يقال : مسلم يكتفي في المعنعن بإمكان اللقاء مع المعاصرة وهو كذلك هنا ؛ لأنا نقول : وجود التصريح عن مخرمة بأنه لم يسمع من أبيه كاف في دعوى الانقطاع .
و أما الاضطراب ، فقد رواه أبو إسحاق وواصل الأحدب ومعاوية بن قرة وغيرهم عن أبي بردة من قوله ، وهؤلاء من أهل الكوفة ، وأبو بردة كوفي ، فهم أعلم بحديثه من بكير المدني ؛ وهو عدد وهو واحد ، وأيضا لو كان عند أبي بردة
--------------------130----------------------------------

جني عمان
03/02/2004, 11:00 AM
ملحوظة :


هذه العلامة :( ليست مني بس أثناء الطباعة طبعت علامة الترقيم ( : ) وبعدها القوس وتظر في السبلة هكذا كما يعلم الجميع


ملحوظة اخرى : يتبع الجزء الثاني والأفضل في وصلة مستقلة لتخفيف الضغط على الصفحة ...

وسامحونا ونبهونا على أي زلل أو خطأ

شكرا لكم

المدقق الثاني
03/02/2004, 11:15 AM
شكرا لك أخي جني عمان وبارك جهودك الطيبة


ننتظر الجزء الثاني :)


تنبيه:

بالنسبة لهذه :(

التي هي في الأصل : (

فلكي تتخلص من هذا الوجه الكئيب اضغط المسطرة يعني خذ مسافة بسيطة ثم اكتب القوس هكذا:

: (

وسوف لن يظهر لك ثانية ولن يعترض طريقك الأزهر..:D

الطالع السعيد
03/02/2004, 11:25 AM
:)

محب العدل
03/02/2004, 02:26 PM
حديث السيدة عائشة: (مسلم)

خرج النبي ذات غداة و عليه مرط مرجل من شعر أسود

فجاء الحسين فأدخله .. إلخ .


هذه الرواية فيها زكريا بن أبي زائدة مدلس يعنعن و لم يصرح بالسماع

و فيها مصعب بن أبي شيبة مطعون فيه طعناً شديداً مفسراً

أفضل أحوالها أنها ضعيفة تحسن لغيرها

لكن المصيبة أن غيرها غير متفق في اللفظ و هي روياات الترمذي،

و هي أضعف من رواية مسلم و لا تصح بحال.

_________________

رواية أمر معاوية سعداً فقال له ما منعك أن تسب أبا تراب (مسلم)

الرواية فيها بكير بن مسمار لم يوثقه إلا بن حبان الذي يوثق المجاهيل

و الرواية أيضاً زبالة و بها فضائل لعلي بن أبي طالب لم ينزل الله بها من سلطان.

_______________

روايات القسطنطينية في البخاري، تصل لمرحلة الإضحاك،

و لأحد الإباضية حفظهم الله بحثاً فضح فيه هذه الرواية التي وضعها بني أمية.

_______________

روايات طاعة الأمير أيضاً،

قال الدارقطني أن الرواية مقطوعة و دلس النووي في الشرح لوصلها

و مستعد أن أثبت أنها منقطعة و لا تصح بأي شرط سواء مسلم أو غيره

______________

روايات المهدي،

كلها لا قيمة لها و مردودة علماً و دراية.

______________

مسرحية رزية الخميس

تصور محمداً صلى الله عليه وسلم على أنه رجل ضعيف لا يستطيع أن يفرض رأيه على من حوله

قال الشيخ بهجت العلايلي حفظه الله أنها من وضع الرافضة و أنا متفق في ذلك.

و الشواهد كثيرة.

جني عمان
03/02/2004, 08:14 PM
Originally posted by المدقق الثاني
شكرا لك أخي جني عمان وبارك جهودك الطيبة


ننتظر الجزء الثاني :)


تنبيه:

بالنسبة لهذه :(

التي هي في الأصل : (

فلكي تتخلص من هذا الوجه الكئيب اضغط المسطرة يعني خذ مسافة بسيطة ثم اكتب القوس هكذا:

: (

وسوف لن يظهر لك ثانية ولن يعترض طريقك الأزهر..:D



شكرا لك

بس ما أقدر اجلس اعدل في ما يقارب الستين ورقة وكل ورقة لا تخلو من أقواس خمسة او أكثر لكثرة النصوص المنقولة;)

واظن هناك طريقة من خلال إعدادات الملف الخاص ببرنامج السبلة بس لم أفهمها لانه بالإنجليزية التي لا اتقنها جيدا
:(

ما يهمنا منها

إذا عرف المشرفون التعامل معها فأنعم وأكرم

وإلا فندعها والملف جاهز على الوورد معي من أراده فهو موجود

شكرا لكم
يتبع الجزء الثاني

وسقط القناع
07/02/2004, 03:23 PM
بارك الله فيك

جني عمان
01/06/2005, 05:26 PM
للتذكير به :)

المستبلي
07/08/2005, 10:07 AM
وهذه بعض الأحاديث التي انتقدها بعض العلماء وهي في الصحيحين أو أحدهما ، بغض النظر عن رأينا فيها :

ومتى سنرى الأحاديث التي إنتقدت :eek: على مسند الإمام الربيع ولكن بالردود عليها

من خلال كتاب الشيخ سعيد القنوبي الإمام الربيع مكانته ومسنده